الشيخ: وهذا هو الحق: أن الرسول ﷺ لم يرَ ربه في الدنيا، وإنما رأى جبرائيل في صورته التي خلقه الله عليها، له ستمئة جناح، قد سدَّ الأفق لعظم الخلق، وأما الرب فإنه لا يُرى إلا في الآخرة، فالمؤمنون يرون ربهم في الآخرة يوم القيامة، وفي الجنة، وأما في الدنيا فلا يُرى؛ لأنه أجلّ وأعظم من أن يُرى في الدنيا؛ لأنها دار العمل، دار الابتلاء، ودار الامتحان، ليست دار النعيم، ورؤيته سبحانه أعظم النعيم، ادَّخرها سبحانه لأوليائه في يوم القيامة، وفي دار الكرامة.
ولما سُئل النبي ﷺ قيل له: هل رأيتَ ربَّك؟ يعني: ليلة المعراج، قال: رأيتُ نورًا، وفي اللفظ الآخر قال: نورٌ أنَّى أراه؟ يعني: لم أره.
ولما طلب موسى الرؤية قال الله جلَّ وعلا: انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي [الأعراف:143]، قال له: لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ، فلو كان أحدٌ يُعطى الرؤية في الدنيا لأُعطيها محمدٌ ﷺ وبقية الأنبياء، والكفار لا يرونه في الآخرة، قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، فالكفار محجوبون لا يرونه في الآخرة، وإنما يراه أهل الإيمان، وهو أعلى نعيمهم في الجنة، أعلى نعيمهم في الجنة رؤيتهم لربهم جلَّ وعلا، يكشف لهم الحجاب عن وجهه الكريم، ويُكلمهم، ويُخاطبهم، ويقول: هل رضيتم؟ فيقولون: يا ربنا، وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقك؟ ألم تُبيض وجوهنا؟ ألم تُثقل موازيننا؟ ألم تُدخلنا الجنة؟ ألم تُنجنا من النار؟ فيقول جلَّ وعلا: ألا أزيدكم ما هو أفضل من ذلكم؟ فيقولون: وما هو أفضل من ذلك؟ قال: أُحلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا، هكذا يُخاطبهم .
والرؤية عامَّة لأهل الجنة كلهم: رجالهم ونسائهم، ولكنهم يتفاوتون في الرؤية على حسب أعمالهم وتقواهم ومُسابقتهم إلى الخيرات، هم أنواعٌ في هذه الرؤية.
س: مَن زعم ... هل هم طائفةٌ مُعينةٌ الذين يزعمون رؤية الرسول ﷺ لله؟
ج: بعض السلف يرى أن الرسول ﷺ رأى ربه، ولكنه قولٌ ضعيفٌ مثلما قالت عائشة رضي الله عنها: فقد أعظم على الله الفِرية.
س: التكليم حصل له في المعراج؟
ج: التكليم، كلَّمه، والله كلَّم موسى أيضًا، كلَّم الله موسى ومحمدًا ﷺ، أما الرؤية لا.
س: لكن عند الفصل بين العباد يوم القيامة يرى الكفارُ ربَّهم ؟
ج: ما يراه إلا المؤمنون في القيامة، وفي الجنة.
س: في المنام؟
ج: قد يُرى في المنام، يُرى النور، ويُسمع الكلام، فإنه سبحانه لا يُشبه خلقه، لا يُرى في صورة مخلوقٍ، ولكن قد يُسمع كلامه، قد يرى النور، التكليم كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعةٌ، ورأى النبي ﷺ ربه في المنام.
س: قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ [القلم:42]؟
ج: هذا يوم القيامة، من العلامات التي بين المؤمنين وبين ربهم: كشفه عن ساقه ، ساق يليق بالله ، لا يُشابه سوق المخلوقين، ولا أقدام المخلوقين، يراه المؤمنون، ويُحجب عن الكافرين.
س: لكن -أحسن الله إليك- ورد في الحديث: يقول: فأما المنافق .....؟
ج: لا يراه، نعم.
س: حديث جابر: إن الله كلَّم أباك كفاحًا؟
ج: هذا بعدما استشهد في أحدٍ، هذا –يعني- فضلٌ خاصٌّ، كلام الميت هذا فضلٌ خاصٌّ، وأما هذا في الدنيا كلَّم روحه، مثلما يُكلم الملائكة .
س: في الحديث يقول: إن العبد يقف بين يدي الله ويُقرره الله بالنعم، هذا خاصٌّ بالمسلم، أو بالمسلم والكافر، لا ترجمان، ولا واسطة؟
ج: ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلمه ربُّه ليس بينه وبينه ترجمان عامٌّ، لكن ما تلزم منه الرؤية.
الشيخ: يعني: قوله جلَّ وعلا: دَنَا فَتَدَلَّى هو جبرائيل عليه الصلاة والسلام، وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:1-5]، شَدِيدُ الْقُوَى هو جبرائيل، وهو الذي دنا فتدلى في صورته التي خلقه الله عليها حتى سدَّ الأفق.
مداخلة: عندي: "وإنه أتاه هذه المرة"؟
الشيخ: وأيش عندك؟
القارئ: وإنما أتى هذه المرة.
الشيخ: قبل "أتى" وبعدها؟
القارئ: عن الشعبي، عن مسروقٍ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [النجم:8، 9]؟ قالت: ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنما أتى هذه المرة في صورته التي هي صورته فسدَّ الأفق.
الشيخ: وأنت أيش عندك؟
الطالب: وإنه أتاه.
الشيخ: الأمر سهلٌ، المعنى واحدٌ.
س: في حديث الإسراء في دنو الرب وتدليه، ثابتٌ؟
ج: لا، هذا من أوهام شريك، شريك له أوهام في حديث الإسراء، هذا منها، وإنما التدني لجبرائيل.
3236- حدثنا موسى: حدثنا جرير: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة قال: قال النبي ﷺ: رأيتُ الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي يُوقد النار مالك خازن النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل.
3237- حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دعا الرجلُ امرأته إلى فراشه فأَبَتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تُصبح.
تابعه شعبة، وأبو حمزة، وابن داود، وأبو معاوية، عن الأعمش.
الشيخ: وهذا فيه الحذر من عصيان الزوجة لزوجها إذا دعاها إلى فراشه، والواجب عليها السمع والطاعة، وفي هذا أنها تلعنها الملائكة حتى تُصبح، إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأَبَتْ أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تُصبح، وفي اللفظ الآخر: كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها، هذا وعيدٌ شديدٌ يدل على وجوب السمع والطاعة له إذا أرادها في نفسها، وتحذر العصيان إلا من عِلَّةٍ يعذرها الله بها: كالحيض، والنفاس، والمرض الذي لا تقوى معه على ذلك: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وهذا الذي جاء فيه الوعيد في حقِّها لا يجعل الزوج يظلمها، بل يجب عليه أن ينظر ويتأمل، وإذا كان لها عذرٌ شرعيٌّ عذرها، لا يكن كالبهيمة، كما أن له حقًّا، فعليه حقٌّ أيضًا من الرزق، والعشرة بالمعروف، والكلام الطيب، والأسلوب الحسن، فلا يَظلم، ولا يُظلم؛ ليس له أن يظلمها، وليس لها أن تظلمه وتعصيه في الحق الذي له، بل عليهما التعاون، كلٌّ يجتهد في أداء الحق الذي عليه، وبهذا تستقيم الأحوال، وتحسن العشرة، ويدحر الله الشيطان، أما إذا كان كل واحدٍ يريد حقه من دون أن يُؤدي الذي عليه؛ فهذا هو سبب النزاع والفُرقة، نعم.
س: هذا خاصٌّ بالدعوة إلى الفراش، أم أن كل غضبٍ يغضبها عليه ..... تلعنها الملائكة؟
ج: جاء الحديث في هذا: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، أما الشيء الآخر ففيه تفصيلٌ، عليها السمع والطاعة بالمعروف في الفراش وغير الفراش، عليها السمع والطاعة بالمعروف، وعليه هو أن يُحسن إليها، وأن يُعاشرها بالمعروف أيضًا، ما هو بالسب والشتم والعبوس والإيذاء والضرب، لا، له حقٌّ، وعليه حقٌّ.
3238- حدثنا عبدالله بن يوسف: أخبرنا الليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهابٍ قال: سمعت أبا سلمة قال: أخبرني جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أنه سمع النبي ﷺ يقول: ثم فتر عني الوحي فترةً، فبينا أنا أمشي سمعتُ صوتًا من السماء، فرفعتُ بصري قِبَل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعدٌ على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فجئثتُ منه حتى هويتُ إلى الأرض، فجئتُ أهلي فقلت: زمِّلوني، زمِّلوني، فأنزل الله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إلى قوله: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر:1-5].
قال أبو سلمة: وَالرُّجْزَ الأوثان.
الشيخ: وهذه الفترة بين سورة "اقرأ" وسورة "المدثر"، لما أوحى الله إليه وأنزل عليه "اقرأ" صار بذلك نبيًّا، وفتر الوحي، ثم أنزل الله عليه: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وبها صار رسولًا يُنذر الناس عليه الصلاة والسلام.
س: عندي .....؟
ج: هي عدة روايات، أقول: عدة روايات، نعم.
الشيخ: هذه ليلة الإسراء والمعراج، رأى موسى في السماء السادسة، ورأى عيسى في السماء الثانية، وهذه مما أطلع الله عليه نبيَّه عليه الصلاة والسلام في صورتهم التي هم عليها، خلقهم الله عليها، ورأى الدجال يطوف في الكعبة، ورأى آيات، رأى مالكًا خازن النار، ورأى أشياء كثيرةً، ورأى سدرة المنتهى، ورأى غير ذلك من الآيات العظيمة عليه الصلاة والسلام.
س: عفا الله عنك، من المعلوم أن الأنبياء مدفونون في الأرض، فكيف رآهم على صورهم؟
ج: رفعهم الله إلى هناك سبحانه، دُفنوا في الأرض ..... رُفعت أرواحهم، وصُوروا له بأجسامهم التي كانوا عليها في الدنيا، صُوروا في السماء، إلا عيسى فإنه ما زال حيًّا، لم يمت حتى الآن، عيسى سوف يموت في آخر الزمان بعد نزوله إلى الأرض، عندما يقتل الدجال يعيش في الأرض ما شاء الله، ثم يتوفاه الله .
س: الدجال يخرج في آخر الزمان من خُلَّةٍ بين العراق والشام؟
ج: نعم، من جهة الشرق الأقصى، في آخر الزمان، وليس بالبعيد والله أعلم، كفى الله شرَّه.
س: رأى الدجال يطوف؟
ج: يتظاهر بالإسلام أولًا، ثم يقول: "أنا ربكم الأعلى"، أولًا يدَّعي أنه نبيٌّ، ويطوف، ثم يقول: "أنا ربكم".
س: لكن مكتوبٌ في جبهته: كافر؟
ج: نعم، لكن يقرأها كل مؤمنٍ، ما يقرأها كل أحدٍ، يقرأها كل مؤمنٍ فقط، نعم.
س: ما ورد أنه كان يظن أنه ابن صياد، هل هذا قبل أن يرى .....؟
ج: قبل أن يعلم بأمره، نعم.
س: يعني: يتظاهر بالإسلام؟
ج: يقول: "أنا نبيٌّ"، يتظاهر بالإسلام، يقول: "نبي"، أولًا يدَّعي النبوة، وأنه مسلمٌ، ثم يفضحه الله، نعم.
س: كيف يطوف بالكعبة وهو يُمنع من دخول مكة؟
ج: رآه في النوم، في النوم، رؤيا منام.
القارئ: قال أنسٌ وأبو بكرة: عن النبي ﷺ: تحرس الملائكة المدينة من الدَّجال.
الشيخ: كل هذه الأخبار تتعلق بالملائكة، كل هذه الأحاديث تتعلق بأخبار الملائكة، نعم.
الملائكة تحرس المدينة وتحرس مكة من الدجال إذا خرج.
س: في المدينة ومكة .....؟
ج: نعم، يحرسها الله منه، تُحرس بالملائكة، لكن ترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج منها كل منافقٍ وكل كافرٍ، يروحون له، نسأل الله العافية.
س: ما رُوي من تسمية الرعد من الملائكة بأن في يده مخراقًا يزجر السَّحاب؟
ج: نعم، في صحَّته نظر.
باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقةٌ
قال أبو العالية: مُطَهَّرَةٌ [البقرة:25] من الحيض، والبول، والبزاق.
كُلَّمَا رُزِقُوا [البقرة:25] أتوا بشيءٍ، ثم أتوا بآخر.
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ [البقرة:25] أُتينا من قبل.
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا [البقرة:25] يُشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطُّعوم.
قُطُوفُهَا [الحاقة:23] يقطفون كيف شاءوا.
دَانِيَةٌ [الحاقة:23] قريبة.
الْأَرَائِكِ [الكهف:31] السُّرر.
وقال الحسن: النَّضرة في الوجوه، والسرور في القلب.
وقال مجاهد: سَلْسَبِيلًا [الإنسان:18] حديدة الجرية.
غَوْلٌ [الصافات:47] وجع البطن.
الشيخ: ..... يقول: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة:22]، النَّضارة: الجمال والبهاء من المؤمن، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23] رؤية الرب جلَّ وعلا يوم القيامة وفي الجنة لأهل الإيمان، وهكذا قوله سبحانه: عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ [المطففين:23] على الأسرَّة، وقوله جلَّ وعلا: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] هي النظر إلى وجه الله للذين أحسنوا في الدنيا، الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله، كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15] يعني: الكفار، فعُلم أن المؤمنين يرونه، لما حجب الله الكفَّار دلَّ على أن أولياءه يرونه .
يُنْزَفُونَ [الصافات:47] لا تذهب عقولهم.
وقال ابن عباسٍ: دِهَاقًا [النبأ:34] ممتلئًا.
كَوَاعِبَ [النبأ:33] نواهد.
الرحيق: الخمر، التسنيم: يعلو شراب أهل الجنة.
خِتَامُهُ [المطففين:26] طينه مِسْكٌ [المطففين:26].
نَضَّاخَتَانِ [الرحمن:66] فيَّاضتان، يقال: مَوْضُونَةٍ [الواقعة:15] منسوجةٌ، منه وضين الناقة، والكوب: ما لا أذن له ولا عروة، والأباريق: ذوات الآذان والعُرَى.
عُرُبًا [الواقعة:37] مثقلة، واحدها: عروب، مثل: صبور، وصبر، يُسميها أهل مكة: العربة، وأهل المدينة: الغنجة، وأهل العراق: الشكلة.
وقال مجاهد: رَوْحٌ [الواقعة:89]: جنة ورخاء، والريحان: الرزق، والمنضود: الموز، والمخضود: الموقر حملًا، ويُقال أيضًا: لا شوكَ له. والعُرب: المحببات إلى أزواجهن.
الشيخ: المحببات أو المتحببات؟
القارئ: المحببات.
الشيخ: كذا عندكم؟
الطلاب: نعم، نعم.
الشيخ: الشارح قال عليه شيئًا؟
القارئ: قوله: "والعُرب: المحببات إلى أزواجهن" كذا أخرجه عبد بن حميد، والفريابي، والطبري، وغيرهم من طريق مجاهد وغيره.
ورواه الفريابي من وجهٍ آخر عن مجاهد، قال: العُرب: العواشق.
وأخرج الطبري نحوه عن أم سلمة مرفوعًا.
الشيخ: نعم، العواشق، يعني: المتحببات، وهذا كله حاصلٌ؛ هن يتحببن إليهم، ويشتقن إليهم، وهم كذلك؛ الزوج يُحبها، وهي تُحبه، من الطرفين، من الجانبين، بينهما المودة من الجانبين، نعم، وهذا من الكمال.
ويقال مَسْكُوبٍ [الواقعة:31] جارٍ.
وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ [الواقعة:34] بعضها فوق بعضٍ.
لَغْوًا [الواقعة:25] باطلًا.
تَأْثِيمًا [الواقعة:25] كذبًا.
أَفْنَانٍ [الرحمن:48] أغصان.
وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ [الرحمن:54] ما يُجتنى قريب.
مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن:64] سوداوان من الري.
3240- حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: إذا مات أحدكم فإنه يُعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله، يشهد لهذا قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46]، فالمؤمن يُعرض عليه مكانه في الجنة غدوًّا وعشيًّا، يأتيه من ريحه وطيبه وما فيه من الخير، ويُسر بذلك، وينعم بذلك، والكافر بضد ذلك، نسأل الله العافية.
الشيخ: وهذا فيه الحذر من شرِّ المال؛ لأن المال قد يُضل أهله: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6، 7]؛ ولهذا قال: اطَّلعتُ في الجنة فرأيتُ أكثر أهلها الفقراء؛ لأن المال إذا كثر قد يضل به صاحبه، وإذا قلَّ قد يسلم صاحبه من شرِّه، لكن متى رُزق صاحب المال الخير والعمل الصالح صار أرقى من الفقير في الجنة؛ لأن الله جمع له بين الأمرين: بين الإيمان، وبين الصَّدقات والأعمال الأخرى، مثلما في حديث الفقراء والأغنياء: لما اشتكى الفقراء إلى النبي ﷺ، قال الفقراء: إن الأغنياء عملوا مثل أعمالنا. قال: ذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء، فإذا رزق الله العبد المال وصرفه في وجوه الخير صار في أعلى المنازل.
والنساء كذلك لما كان صبرهن قليلًا، وشرُّهن كثيرًا؛ صِرن أكثر أهل النار إلا مَن رزقها الله الاستقامة والهدى، فهي من أهل الجنة، والنساء هن أكثر أهل النار، وهن أكثر أهل الجنة؛ هن أكثر أهل الجنة بسبب حور العين، كل واحدٍ من المؤمنين له زوجتان من الحور العين، غير ما يُعطيه الله من الزوجات من الحور الزيادة، وغير زوجاته من أهل الدنيا، فهن أكثر أهل الجنة، وهن أكثر أهل النار، نعم.
س: أحسن الله إليك، المنافقون في الدَّرك الأسفل من النار تحت الكفَّار؟
ج: تحت الكفار، نعم؛ لأنهم شرٌّ منهم، الكافر أعلن كفره، يتحرز منه المؤمن، يعرفه، لكن المنافق ما يعلمه، يتظاهر بالإسلام، ويُضل الناس.
س: إذا كان غنيًّا يتصدق، ولكنه يظلم الناس؟
ج: الله جلَّ وعلا يُقاصه، له الفضل العظيم، قد خلط، أمره إلى الله، نعم.
الشيخ: بركة، بركة.
س: ..... شُعبة من النفاق؟
ج: هذا النفاق العملي، هذا خطرٌ، لكن ما هو بالنفاق الأكبر، الكذب وإخلاف الوعد والخيانة في الأمانة هذه معاصٍ، من النفاق الأصغر، نسأل الله السلامة.