وختاما لهذا البحث أود أن أذكر أن سجود السهو لا بأس أن يقدم ويؤخر، لا بأس أن يؤتى به قبل السلام، ولا بأس أن يؤتى به بعد السلام، سجود السهو له محلان: قبل السلام، وبعد السلام، فإذا أخره الإمام وسجد بعد السلام فلا بأس، وإن قدمه قبل السلام فلا بأس، لكن له أحوال في بعضها الأفضل قبل السلام، وفي بعضها الأفضل بعد السلام، كله قبل السلام أفضل إلا ما كان عن نقص أو عن بناء على غلبة الظن، فما كان عن نقص ركعتين أو أكثر إذا سلم عن ركعة أو ركعتين فهذا سجوده بعد السلام أفضل كما فعله النبي ﷺ، فإنه سلم مرة عن ركعتين في الظهر أو العصر سلم من ركعتين ثم نبه وقام وأتى بالركعتين ثم سلم ثم سجد السهو بعد السلام عليه الصلاة والسلام، ومرة سلم من ثلاث ترك ركعة فنبه فأتم الصلاة ثم تشهد ثم سلم ثم سجد السهو بعد ذلك، هذا هو الأفضل، وفي أحوال سجد قبل السلام وهي ما عدا هاتين الحالتين، في الحالة الثانية إذا بنى على غالب ظنه وتحرى الصواب وأتم فإنه يكمل ويسلم ثم يسجد سجدتين للسهو، فهاتان حالتان حالة السلام عن نقص ركعة فأكثر، وحالة البناء على غالب الظن، والأحوال الأخرى يكون الأفضل قبل السلام مثل ما لو قام عن التشهد الأول ناسيًا فيسجد قبل السلام، مثل لو زاد ركعة ثم تنبه ونبه يسجد قبل السلام، لو جلس يظنها أربعًا ونبه بأنها ثلاث وقام فإنه يسجد قبل السلام، وما أشبه ذلك هذه الأحوال الأخرى يكون سجوده قبل السلام أفضل، وإن أخر وسجد بعد السلام فلا حرج.
س: وإذا سهى عنه؟
ج: إذا سهى وطال الفصل سقط إن شاء الله عند الأكثر.