01 من قوله: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ۝ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ۝ ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ [محمد:1-3].
يَقُولُ تَعَالَى: الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ: بِآيَاتِ اللَّهِ، وَصَدُّوا غَيْرَهُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ أَيْ: أبطلها وأذهبها ولم يجعل لها ثوابًا ولا جزاء، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَدِمْنا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً [الْفُرْقَانِ:23] ثُمَّ قَالَ جل وعلا: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَيْ آمَنَتْ قُلُوبُهُمْ وسرائرهم وانقادت لشرع الله جَوَارِحُهُمْ وَبَوَاطِنُهُمْ وَظَوَاهِرُهُمْ، وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ عَطْفُ خَاصٍّ عَلَى عَامٍّ وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْإِيمَانِ بَعْدَ بعثته صلوات الله وسلامه عليه. وقوله وتبارك تعالى: وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ حَسَنَةٌ، ولهذا قال : كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ.
الشيخ: هذا جزاؤهم لما آمنوا وصدقوا وانقادوا للشرع؛ كفر عنهم سيئاتهم، وأصلح بالهم، وأصلح شأنهم، جزاء وفاقًا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46] سبحانه وتعالى.
قَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنهما: أَيْ أَمْرَهُمْ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: شَأْنَهُمْ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ: حَالَهُمْ، وَالْكُلُّ مُتَقَارِبٌ. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالكم.
ثم قال : ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ أَيْ: إِنَّمَا أَبْطَلْنَا أَعْمَالَ الْكُفَّارِ.
وَتَجَاوَزْنَا عَنْ سَيِّئَاتِ الأبرار، وأصلحنا شؤونهم؛ لِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ، أَيِ: اخْتَارُوا الْبَاطِلَ عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ أَيْ: يُبَيِّنُ لَهُمْ مَآلَ أَعْمَالِهِمْ، وَمَا يصيرون إليه في معادهم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ ۝ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ ۝ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ۝ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ۝ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ [محمد:4-9].
يَقُولُ تَعَالَى مُرْشِدًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَا يَعْتَمِدُونَهُ فِي حُرُوبِهِمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ: فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ أَيْ: إِذَا وَاجَهْتُمُوهُمْ فَاحْصُدُوهُمْ حصدًا بالسيوف، حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ أي: أهلكتموهم قتلا، فَشُدُّوا الْوَثاقَ الْأُسَارَى الَّذِينَ تَأْسِرُونَهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْحَرْبِ وَانْفِصَالِ الْمَعْرَكَةِ مُخَيَّرُونَ فِي أَمْرِهِمْ، إِنْ شِئْتُمْ مَنَنْتُمْ عَلَيْهِمْ فَأَطْلَقْتُمْ أُسَارَاهُمْ مَجَّانًا، وَإِنْ شئتم فاديتموهم بمال تأخذونه منهم وتشارطونهم عَلَيْهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ بَعْدَ وقعة بدر، فإن الله سبحانه وتعالى عَاتَبَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الْأُسَارَى يَوْمَئِذٍ، ليأخذوا منهم الفداء والتقليل مِنَ الْقَتْلِ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: مَا كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ۝ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [الْأَنْفَالِ:67-68]، ثُمَّ قَدِ ادَّعَى بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الْمُخَيِّرَةَ بَيْنَ مُفَادَاةِ الْأَسِيرِ وَالْمَنِّ عَلَيْهِ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التوبة:5] الآية، رواه الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَقَالَهُ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ الآخرون وهم الأكثرون: ليست منسوخة، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا الْإِمَامُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الْمَنِّ عَلَى الْأَسِيرِ وَمُفَادَاتِهِ فَقَطْ، وَلَا يَجُوزُ لَهُ قَتْلُهُ.
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ لَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ إِنْ شَاءَ لِحَدِيثِ قَتْلِ النَّبِيِّ ﷺ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ. وَقَالَ ثُمَامَةُ بْنُ أَثَالٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ قَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَمْنُنْ تَمْنُنْ عَلَى شَاكِرٍ، وإن كنت تريد المال فاسأل تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. وَزَادَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله عليه فَقَالَ: الْإِمَامُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ قَتْلِهِ أَوِ الْمَنِّ عَلَيْهِ أَوْ مُفَادَاتِهِ أَوِ اسْتِرْقَاقِهِ أَيْضًا، وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مُحَرَّرَةٌ فِي عِلْمِ الْفُرُوعِ، وَقَدْ دَلَّلْنَا على ذلك في كتابنا «الأحكام» ولله سبحانه وتعالى الحمد والمنة.
الشيخ: وهذا هو الصواب أن ولي الأمر له المن، وله المفاداة، وله الاسترقاق، وله القتل، كل هذا وقع من النبي ﷺ، فإذا أسروا الأسرى فلولي الأمر المن عليهم، أو على بعضهم، وإن رأى المفاداة فاداهم، وإن رأى القتل قتل، وإن رأى المن أو القتل أو المفاداة كل هذا مخير فيه ولي الأمر، وقد قتل النضر بن الحارث وهو أسير يوم بدر وعقبة بن أبي معيط لشدة أذاهم له ﷺ في مكة، فالأمر في هذا يرجع إلى ولي الأمر.
ولكن الآية تفيد أنه لا بدّ من الإثخان، والحرص على القتل؛ لإضعافهم وإضعاف شوكتهم، فلا يكون همه الأسر، الواجب العناية بالقتل وإبادتهم والقضاء عليهم حتى تضعف شوكتهم، أو تزول شوكتهم حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ.
وقوله : حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها قَالَ مُجَاهِدٌ: حَتَّى ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِ ﷺ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الدَّجَّالَ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عبدالرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جبير بن نفير قال: إنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: إِنِّي سَيَّبْتُ الْخَيْلَ، وَأَلْقَيْتُ السِّلَاحَ، وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَقُلْتُ: لَا قِتَالَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ لا تزال طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ يُزِيغُ الله تعالى قُلُوبَ أَقْوَامٍ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَلَا إن عقر دار المؤمنين بالشام، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقَيْنِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ محمد بن المهاجر، عن الوليد بن عبدالرحمن الجرشي، عن جبير بن نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سمعان قَالَ:
الشيخ: شف التقريب عندك، شف إبراهيم بن سليمان شيخ إسماعيل بن عياش.
الطالب: عندنا زيادة: وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عبدالرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير، عن النواس بن سمعان.
الشيخ: يراجع البغوي.
..........
الطالب: بارك الله فيك يا شيخ، رواية إسماعيل بن عياش مقبولة عن الشاميين.
الشيخ: عن الشاميين خاصة وعن غيرهم ضعيف.
.........
الشيخ: إن صحت الأحاديث معناه ما وقع، فإنها استقرت الخلافة في الشام مدة طويلة في عهد بني أمية، مدة طويلة وقت معاوية وما بعده، صار الجهاد والقوة هناك فهذا من الشواهد إن  صحت الأحاديث؛ لأن هذه الرواية في سندها ضعف.
لَمَّا فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فتح قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سُيِّبَتِ الْخَيْلُ، وَوُضِعَتِ السِّلَاحُ، وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، قَالُوا: لَا قِتَالَ، قَالَ: كَذَبُوا الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا يَزَالُ اللَّهُ تعالى يَزيغ قُلُوبَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَهُمْ فَيَرْزَقُهُمْ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّامِ. وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ بِهِ، وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهَذَا يُقَوِّي الْقَوْلَ بِعَدَمِ النَّسْخِ.
الشيخ: والصواب أنه غير منسوخ، الصواب  أنه باق، الفداء والأسر والقتل والمن كله باق ما هو منسوخ.
وَهَذَا يُقَوِّي الْقَوْلَ بِعَدَمِ النَّسْخِ، كَأَنَّهُ شَرَّعَ هَذَا الْحُكْمَ فِي الْحَرْبِ إِلَى أن لا يَبْقَى حَرْبٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها حَتَّى لَا يَبْقَى شِرْكٌ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ [الأنفال:39]. ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها.
الطالب: إسماعيل بن عياش إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي عن مكحول والوليد بن عبدالرحمن الجرشي وعنهم إسماعيل بن عياش ...
الشيخ: هذا يكون جيد ما دام شامي جيد.
أَيْ أَوْزَارَ الْمُحَارِبِينَ، وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ بِأَنْ يَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ ، وَقِيلَ: أَوْزَارُ أَهْلِهَا بأن يبذلوا الوسع في طاعة الله تعالى.
الشيخ: والأظهر هو الأول، والمراد يعني حتى تنتهي الحروب، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجًا، وينتهي القتال، وهذا عند طلوع الشمس من مغربها وانتهاء الحرب والجهاد، ولا زال الجهاد قائمًا حتى تطلع الشمس من مغربها.
وقوله : ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ أَيْ: هَذَا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَانْتَقَمَ مِنَ الْكَافِرِينَ بعقوبة ونكال من عنده، وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ أَيْ: وَلَكِنْ شَرَعَ لَكُمُ الْجِهَادَ وَقِتَالَ الْأَعْدَاءِ لِيَخْتَبِرَكُمْ، وَيَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ كَمَا ذَكَرَ حِكْمَتَهُ فِي شَرْعِيَّةِ الْجِهَادِ فِي سُورَتَيْ آلِ عمران وبراءة في قوله تَعَالَى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آلِ عمران:142].
وقال تبارك وتعالى فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ: قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ۝ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التَّوْبَةِ:14-15]، ثُمَّ لَمَّا كَانَ مِنْ شَأْنِ الْقِتَالِ أَنْ يُقْتَلَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ أَيْ: لَنْ يُذْهِبَهَا، بَلْ يُكَثِّرُهَا، وَيُنَمِّيهَا، وَيُضَاعِفُهَا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْرِي عَلَيْهِ عَمَلُهُ فِي طُولِ بَرْزَخِهِ، كَمَا وَرَدَ بِذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ- رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتُّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دمه: تكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويأمن مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
[حَدِيثٌ آخَرُ] قَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يحيىِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معدي كرب الكندي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتَّ خِصَالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوقار، مرصع بالدر والياقوت، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ مَاجَهْ.
الشيخ: هذا في سنده نظر؛ لأنه من رواية إسماعيل عن الحجازيين، يحيى بن سعيد من الحجازيين فيه ضعف، لكن له شواهد.
الطالب: عندنا بحير بن سعد.
الشيخ: بحير بن سعد حمصي، أيش عندك في التقريب.
الطالب: بحير بكسر المهملة ابن سعد السحولي بمهملتين أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت، من السادسة. (بخ 4).
يقول المؤلف: كذا في المخطوطة وابن سعد والكاشف وتذييل الكمال، والصواب سقطت نسخة، وفي التهذيب قال ابن سعيد: وهو خطئ مطبعي.
الشيخ: المعروف هو ابن سعد بالتكبير، وعلى هذا إن كان من رواية بحير بن سعد فهو جيد، سند جيد؛ لأنه شامي وإسماعيل شامي.
س: عفا الله عنك: تزويجه من الحور سبب لما هو فيه من الحياة؟
الشيخ: على ظاهره والله أعلم، يعني أنه في الجنة.
س: أهل شهيد المعركة يعزون؟
الشيخ: نعم التعزية للجميع، والقرآن وضح أمرهم وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:169-171]، فيما ذكر الله عنهم في كتابه من الخير العظيم.
........
الشيخ: ثقة إمام ولو أرسل.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما وعن أبي قتادة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الدَّيْنَ وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ من الصحابة ، وقال أبو الدرداء : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الشَّهِيدِ كثيرة جدًا.
وقوله تبارك وتعالى: سَيَهْدِيهِمْ أَيْ: إِلَى الْجَنَّةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [يونس:9].
وقوله : وَيُصْلِحُ بالَهُمْ أَيْ: أَمْرَهُمْ وَحَالَهُمْ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ أَيْ: عَرَّفَهُمْ بِهَا وَهَدَاهُمْ إِلَيْهَا.
قَالَ مُجَاهِدٌ: يَهْتَدِي أَهْلُهَا إِلَى بُيُوتِهِمْ وَمَسَاكِنِهِمْ وَحَيْثُ قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنْهَا لَا يُخْطِئُونَ، كَأَنَّهُمْ سَاكِنُوهَا مُنْذُ خُلِقُوا، لَا يَسْتَدِلُّونَ عَلَيْهَا أَحَدًا، وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوَ هَذَا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: يَعْرِفُونَ بُيُوتَهُمْ إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا تَعْرِفُونَ بُيُوتَكُمْ إِذَا انْصَرَفْتُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ. وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: بَلَغَنَا أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي كَانَ وُكِّلَ بِحِفْظِ عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الْجَنَّةِ وَيَتْبَعُهُ ابْنُ آدَمَ حَتَّى يَأْتِيَ أَقْصَى مَنْزِلٍ هُوَ لَهُ فَيُعَرِّفُهُ كُلَّ شيء أعطاه الله تعالى فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِهِ في الجنة دخل منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه، ذكره ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَدْ وَرَدَ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ بِذَلِكَ أَيْضًا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حديث قتادة عن أبي المتوكل النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، يَتَقَاصُّونَ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ أَهْدَى مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ كَقَوْلِهِ : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ [الْحَجِّ:40] فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، وَلِهَذَا قَالَ تعالى: وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَلَّغَ ذَا سُلْطَانٍ حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إبلاغها، ثبت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة.
الشيخ: وهذه الآية العظيمة فيها البشرى العظيمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ حث للمؤمن على نصر دين الله، والقيام بأمر الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن هذا من أسباب نصر الله له، وتثبيت قدمه يوم القيامة، كما قال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40]، الإيمان بالله ورسوله والتواصي بالحق وقال : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، وقال تعالى في الآية الأخرى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ۝ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:51-52].
ونصر الله نصر دينه، والاستقامة عليه، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق، هذا هو نصر دين الله، ومنها الجهاد في سبيله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كل هذا من نصر دين الله.
س: ما وجه إيراد المؤلف هذا الحديث تحت الآية؟
الشيخ: لأنه من نصر دين الله؛ لأن الله أمر بالإحسان إلى الفقراء والمساكين والرحمة لهم، فمن رحمهم وأحسن إليهم فقد نصر دين الله.
س: ........
الشيخ: النصح من نصر الله، النصح لله والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا من النصر لله.
الشيخ: ونص القرآن: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا [النساء:85].
ثم قال تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ عَكْسُ تَثْبِيتِ الْأَقْدَامِ للمؤمنين الناصرين لله تعالى وَلِرَسُولِهِ ﷺ، وَقَدْ ثَبَتَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: تَعِسَ عبد الدِّينَارِ، تَعِسَ عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ! أَيْ: فلا شفاه الله .
الشيخ: ولهذا قال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ بخلاف المؤمن، المؤمن ينصر دين الله فينصره الله، والكافر ضد ذلك، فصار له التعاسة، والعاقبة الوخيمة -والعياذ بالله-؛ لأنه ضد الحق، وضد الخير؛ ولهذا صار له ضد ما للمؤمن من النصر، المؤمن له النصر؛ لأنه نصر الحق، والكافر له الخيبة والندامة والتعاسة؛ لأنه ضد الحق، نسأل الله العافية.
وقوله سبحانه وتعالى: وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ أَيْ: أَحْبَطَهَا وَأَبْطَلَهَا، وَلِهَذَا قَالَ: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَيْ: لا يريدونه ولا يحبونه فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ.
الشيخ: وهو الحكم العدل ، كرهوا أمر الله؛ فأحبط الله أعمالهم وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].