بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً مزيدا.
أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره.
ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل
بل يؤمنون بأن الله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ولا يقاس بخلقه .
الشيخ: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فهذه الرسالة القيمة العظيمة وهي المسماة العقيدة الواسطية كتبها أبو العباس المؤلف وهو شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله الحراني وهو إمام وأبوه كذلك وجده كذلك كلهم من أئمة العلم والهدى جمع هذه العقيدة وكتبها إلى أهل واسط وسميت الواسطية لأنها كتبت لهم من جهة العراق كما قيل الحموية لأنه كتبها لأهل حماة والتدمرية لأنه كتبها إلى أهل تدمر وهي رسائل عظيمة التدمرية رسالة عظيمة أوسع من هذه وهكذا الحموية فيها نقول عظيمة عن أئمة السلف وأما هذه العقيدة الواسطية فهي مختصرة مفيدة جامعة لا أعلم لها نظيرا فيما ألفه الناس من اختصارها وجمعها لعقيدة السلف الصالح بعبارات واضحة وأساليب حسنة رحمه الله يقول رحمه الله: الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا أرسل محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق كما قال جل وعلا: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ [التوبة: 33] الهدى العلم النافع والأخبار الصادقة يقال لها هدى ودين الحق الشرائع المستقيمة العادلة من الأوامر والنواهي والله قد أرسله بعلم نافع وعمل صالح وشرائع مستقيمة ليظهره على الدين كله بما أرسله من الهدى وكفى بالله شهيدا على هذا الأمر العظيم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا يعني إقرارا بأنه هو الواحد المستحق للعبادة وهو الواحد في ذاته الخلاق الرزاق وهو الواحد في صفاته وأسمائه وهو الواحد في ربوبيته وخلقه لعباده فهو واحد سبحانه في خلقه لعباده لا خالق لهم سواه واحد في أسمائه وصفاته لا سمي له ولا كفء له ولا شبيه له واحد في توحيد عباده يعني واحد في الإلهية لا يستحق العبادة سواه جل وعلا.
إقرارا به يعني بهذا التوحيد العظيم وتوحيدا لله به ثم صلى على النبي ﷺ كما في الحديث أنه ﷺ أرشد لمن دعا أن يحمد الله ثم يصلى على النبي ﷺ ويستحب في تقدمة الدعاء والمؤلفات حمد الله والثناء عليه والشهادة له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة عليه الصلاة والسلام لأن هذا من أسباب قبول الدعاء ومن أسباب التوفيق ولهذا قال في حديث فضالة بن عبيد: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم الصلاة على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء .
ثم قال أما بعد: فهذا اعتقاد أما بعد كلمة يؤتى بها للفصل بين ما قبلها وما بعدها المقصود منها الانتقال يعني أما بعد ما تقدم من الكلام فهذا اعتقاد يعني فأقول هذا اعتقاد فهذا يعني الذي يأتي إشارة لما يأتي بعد هذا فهذا يعني الذي يأتي الذي أذكره بعد قولي هذا هو اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة لأن الرسول أخبر أن الأمة تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل من هي يا رسول الله قال: الجماعة وفي لفظ: ما أنا عليه وأصحابي فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة ويقال لهم الفرقة الناجية ويقال لهم الفرقة المنصورة إلى قيام الساعة والطائفة المنصورة إلى قيام الساعة كلها وصف لفرقة واحدة يقال لها المنصورة ويقال لها الناجية ويقال لها أهل السنة والجماعة ويقال لهم أهل السنة وهم الصحابة ومن سار على نهجهم هؤلاء هم أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية أصحاب النبي ﷺ ومن سار على طريقهم وسلك مسلكهم واقتدى بهم هؤلاء هم أهل السنة والجماعة ويخرج من ذلك الجهمية والمعتزلة والمرجئة والقدرية وكل من خالف الصحابة يكونون من الفرق الثنتين والسبعين وإنما يكون من الفرقة الناجية من سار على نهج الصحابة في توحيد الله والإخلاص له واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه كما جاء في كتابه وسنة نبيه هؤلاء هم أهل الفرقة الناجية وعقيدتهم هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وفي الرواية الأخرى والبعث بعد الموت وبالقدر خيره وشره عقيدة أهل السنة والجماعة تتفرع من هذه الأصول الستة فالإيمان بالله يدخل فيه الإيمان بالله بأنه واحد لا شريك له وبأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع يدخل فيها أركان الإسلام الخمسة الصلاة والزكاة والصيام والحج داخلة في الإيمان بالله بأنه هو الواحد الأحد المستقل بالعبادة وهو الذي شرع الشرائع فشرع الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر الأحكام والإيمان بالملائكة يعني كل من سمى الله في كتابه أو جاء في السنة الصحيحة أهل السنة يؤمنون به مثل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وخازن النار جميع الملائكة من فصل آمنوا به مفصلا ومن أجمل كحملة العرش والكروبيون وغيرهم يؤمن به أهل السنة مجملين يؤمنون بأن لله ملائكة منهم حملة العرش ومنهم الكروبيون وهم الذين يحتفون بالعرش ومنهم من يتعاقبون فينا منهم الملائكة الموكلون بنا ومنهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل إلى غير ذلك يؤمنون بهم جميعا وأنهم عبيد الله بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء: 26، 27] كما قال الله عنهم وهم من خير عباد الله لكن أهل السنة والجماعة يرون المؤمنين من البشر افضل منهم بإجماع أهل السنة أن المؤمنين من البشر أفضل لأنهم مكلفون مبتلون بالشهوة فهم أفضل من هذه الحيثية إذا آمنوا واستقاموا .
وكتبه كذلك يؤمنون بكتب الله المنزلة على الرسل جميعها ما عرفوا آمنوا به كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن وما لم يعرفوا آمنوا به مجملا كما قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ [الحديد: 25] يؤمن أهل السنة بأن الله أنزل كتبه على الرسل وأنها حق وأنها كتبه من كلامه جل وعلا ومنها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن من جملة الكتب التي أنزلها ورسله كذلك يؤمن أهل السنة والجماعة بالرسل وأن الله أرسل الرسل من أولهم نوح ومنهم آدم عليه الصلاة والسلام وهو رسول إلى ذريته إلى آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام كلهم حق كلهم بلغوا رسالات الله كلهم بعثوا ليدعوا الناس إلى توحيد الله وطاعة الله وينذرهم الشرك والمعاصي كلهم من أولهم آدم إلى آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام وسمي نوح أول رسول لأنهم أول رسول أرسل إلى أهل الأرض بعدما وقع الشرك فيهم وكانوا قبل ذلك على التوحيد تبعا لشريعة آدم عليه الصلاة والسلام ثم وقع في الشرك في قوم نوح بسبب الغلو في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فأرسل الله نوحا إليهم ليدعوهم إلى توحيد الله وينذرهم نقمة الله فلما أصروا ولم يستجيبوا أخذهم الله بالطوفان والغرق نسأل الله العافية .
وهكذا أهل السنة يؤمنون بالأصل الخامس وهو اليوم الآخر وهو البعث بعد الموت أهل السنة يؤمنون بأن الناس يموتون الجن والإنس وأنهم يبعثون والبعث يقال له البعث الآخر ويقال له اليوم الآخر البعث بعد الموت يسمى اليوم الآخر ويسمى البعث بعد الموت كلها جاءت بها النصوص اليوم الآخر بنص القرآن وجاء البعث في بعض الأحاديث البعث بعد الموت أهل السنة يؤمنون بأن الناس يبعثون الجن والإنس يموتون ويبعثون ويجازون على أعمالهم خيرها وشرها كما بين الله ذلك في قوله جل وعلا زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن: 7] لا بد من بعث الناس وجزائهم فاليوم الآخر هو البعث بعد الموت يجازى الناس فيه بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر كما قال تعالى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم: 31] لهم موعد وهو يوم القيامة وإن نجوا في الدنيا وماتوا ولم يعاقبوا فإن لهم موعدا يوم القيامة كما قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم: 42] وهو يوم القيامة .
الركن السادس القدر الإيمان بالقدر وأن الله قدر الأشياء قبل خلق الناس بقدره السابق كما في الصحيح صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء وقال جل وعلا: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49] وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22] لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد: 23] قدر سابق ثابت مكتوب كما قال تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج: 70] فأهل السنة يؤمنون بأن الله قدر الأشياء وكتبها قبل خلق الناس وقبل وجود الناس بخمسين ألف سنة قبل خلق الخلائق كلها قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء عليه الصلاة والسلام فهذه الأركان الستة هي أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة ومعنى الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل داخل في الإيمان بالله الإيمان بما سمى الله به نفسه حكيم عزيز غفور رحيم قدير يغضب ويرضى إلى غير ذلك أو وصفه به رسوله ﷺ في الأحاديث الصحيحة يجب إثباتها لله كما في الحديث: يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة وقال في الحديث: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله يعني يوم القيامة إلى غير هذا من صفات الله جل وعلا التي جاء بها الكتاب العزيز والسنة المطهرة يؤمنون بها أهل السنة أنه سبحانه لا سمي له ولا كفء له ولا ند له لا مثيل له يعني ولا يقاس بخلقه فله الأسماء الحسنى والصفات العلا فلا يمثلون صفاته بصفات خلقه جل وعلا بل يعلمون أن صفاته تليق به لا يشبه فيها خلقه سبحانه ليس له سمي هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا [البقرة: 22] فهم أهل السنة والجماعة يثبون صفات الله وأسمائه على الوجه اللائق به فلا ينفون صفاته ولا يحرفون كلامه من مواضعه بل يؤمنون بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله من غير تحريف والتحريف تغيير الكلام بزيادة أو نقص ولا تعطيل للصفات ولا تكييف يعني استواؤه كيفيته كذا أو نزوله كيفيته كذا أو غضبه كيفيته كذا لا من غير تكييف ولا تمثيل لا يقولون غضبه مثل كذا أو استواؤه مثل كذا أو سمعه مثل كذا أو بصره مثل كذا يثبتون صفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله لا يغيرون ولا يحرفون ولا يمثلون ولا يعطلون ولا يكيفون لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] سئل مالك رحمه الله عن هذا وغيره من السلف فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" وهكذا قال السلف كالأوزاعي والثوري وابن عيينة وإسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل والشافعي وغيرهم من أئمة الإسلام يقولون الاستواء معلوم يعني من حيث المعنى أنه في العلو على العرش هذا الاستواء العلو والكيف مجهول لا يقال كيف استوى لما سئل مالك عن هذا أطرق كثيرا وغضب وقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ولا أراك إلا رجل سوء ثم أمر بإخراجه فلا يقال كيف استوى ولا كيف يغضب ولا كيف يرضى ولا كيف ينزل ولا كيف يستمع بل هو موصوف بأسمائه كما أخبر من دون زيادة ولا نقص وهي صفات حقيقية استواء حقيقي سمع حقيقي رضا حقيقي غضب حقيقي لا مجاز على الوجه اللائق بالله لا نكيف ولا نمثل ولا نشبه ولا نحرف بل نجري الأمور على ظاهرها يعني كل ما جاء في النصوص نمره كما جاء كما قال السلف: أمروها كما جاءت من تغير تحريف ولا تعطيل ومن غير تأويل نمرها مع الإيمان بأنها حق وأنها صفات ثابتة وأن الله موصوف بها حقيقة من دون تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل هكذا قال أهل السنة والجماعة ويأتي بقية الكلام في قوله: ثم رسوله إلى آخره. وفق الله الجميع.
س: المراد بآل النبي ؟
ج: آل النبي أتباعه على دينه وأهل بيته كلهم أزواجه وبنو هاشم من آله وأصحابه من آله من جهة التبعية وكل من جاء بعدهم من أتباع النبي ﷺ هم من آله كما قال الله: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ [غافر: 46] يعني أتباع فرعون أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر: 46].
س: قياس المنفي ولا يقاس بخلقه؟
ج: له قياس الأولى فكل كمال فالله أولى به.
س: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار؟
ج: على الوجه اللائق بالله لا نقول كيف يبسط هو أعلم بها هو أعلم بهذا يبسط يده بالليل وينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة يقول كذا يأمر بكذا ينهى عن كذا كلها صفات تليق بالله لا نشبهها بصفات المخلوقين .
س: الولد ما يعتبر كمال؟
ج: كمال فيه نقص يتضمن حمل ونقص يتضمن أشياء كثيرة لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: 3] كمال نسبي للمخلوق.
س: الحديث أول ما خلق الله القلم؟
ج: حديث صحيح .
س: تفسير الصلاة بالرحمة؟
ج: لا، صلاة الله ثناء الله يقال له صلاة على عباده ومن صلاته عليه ورحمته أيضا كما قال تعالى: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ [البقرة: 157] عطفها عليهم فالرحمة الإحسان إليهم والصلاة ثناؤه عليهم وإذا أطلقت الصلاة دخلت فيها الرحمة هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ [الأحزاب: 43] يعني يثني عليكم ويرحمكم برحمته عند الإطلاق يعني.
س: التفكر في الذات هل هو جائز؟
ج: جاء في بعض الروايات لكنه ضعيف: "لا تفكروا في ذات الله.."، لكن هذا الحديث روايته ضعيفة والتفكير ما له محل لأنه لا يدرك بالأفكار إنما يدرك بالسمع قال الله قال رسوله فالتفكير بالذات ما له محل وما خطر ببال الإنسان الله منزه عنه.
س:...
ج: يعتبر أفضل الأمة، أفضل من الصديق نعم. لأنه ينزل في آخر الزمان ويتبع الشريعة لكنه نبي فوصف النبوة فوق الاتباع ولهذا العلماء الصديق أفضل الأمة من حيث عدم النبوة.
س: لكن قوله أئمة الإسلام في كتب العقائد أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر؟
ج: حق هذا هو يعني غير الأنبياء عيسى نبي أفضل من أبي بكر وغيره.
س: من أول المخلوقات القلم أو العرش؟
ج: أول المخلوقات المشاهدة القلم وأما المخلوقات بالجملة الله أعلم قال بعض أهل العلم إنه العرش والصواب عدم علم ذلك قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
والناس مختلفون في القلم الذي | سبق القضاء به من الديان |
هل كان قبل العرش أو بعده | قولان عند أبي العلاء الهمداني |
والحق أن العرش قبل لأنه | وقت الكتابة كان ذا أركان |
فالعرش سابق للقلم لكن القلم أول المخلوقات المشاهدة من سماء وأرض ونحو ذلك لأن الرسول ﷺ: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء.
س: بعضهم يقول أن الكرة الأرضية تدور؟
ج: قول باطل الناس له شبه وهو قول باطل الله قال: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ [النحل: 15] كتبنا في هذه رسالة بينا فيها غلطهم.
س: بعض مشايخ المبتدعة يلقون الصبية عوضا عن الواسطية يلقنونهم الطحاوية؟
ج: الواسطية أحسن الطحاوية فيها بعض الملاحظات وعلقنا عليها بعض الأشياء علقنا عليها حاشية وهي جيدة عقيدة جيدة لكن فيها بعض مواضع يعني فيها بعض الاشتباه والواسطية أجمع وأثبت.
س: أولى متن بالعناية بالنسبة لطلبة العلم والمبتدئين بعد كتاب الله بالحفظ والفهم؟
ج: الحكم على هذا ما هو متيسر أولى شيء القرآن احفظ القرآن وعليك القرآن وأبشر بالخير.
س: وبعده؟
ج: بعده كتب أهل السنة تخير فيها واحفظ ما تيسر. العقيدة الواسطية طيبة جيدة.
س: أولى من الثلاثة الأصول؟
ج: ذي لها معنى وذي لها معنى ثلاثة الأصول لها معنى وهذا لها معنى
ثم رسله صادقون مصدقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182] فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمىَّ به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1 - 4] وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
الشيخ: يقول المؤلف رحمه الله وهو أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728 رحمه الله عن ثمان وستين سنة فإنه ولد سنة 661 ومات سنة 728 يعني ثمان وستين سنة رحمه الله يقول رحمه الله: ثم رسله صادقون مصدقون يعني أخبر عن نفسه كما تقدم فيما ذكر المؤلف من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخره وأنه أعلم بنفسه وأعلم بخلقه وأنه لا يقاس بخلقه ثم رسله أيضا صادقون مصدقون فيما أخبروا به فالذي أخبر به القرآن أخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وأفضلهم وإمامهم وخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام أخبر بأنه سبحانه هو العلي الأعلى وهو مستو على عرشه وهو يعطي ويمنع وهو القادر على كل شيء وهو المستحق للعبادة جاءت السنة بأوصافه العظيمة سبحانه وأنه المستحق لأن يعبد كما دل عليه القرآن والرسل صادقون فيما أخبروا به عن الله مصدقون يعني يجب تصديقهم مصدقون يعني يجب تصديقهم على كل مكلف وهم مصدوقون أيضا مصدوقون يعني أخبرهم الله بالصدق ما جاءهم من عند الله إلا الصدق فهم صادقون مصدقون ومصدوقون فالواجب على جميع المكلفين تصديقهم والعمل بما جاءوا به كل أمة فيما جاء به رسولها وهذه الأمة رسولهم محمد عليه الصلاة والسلام يجب عليهم أن يتبعوا ما جاء به وينقادوا لشرعه كما قال سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7] وقال جل وعلا: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف: 158] فالواجب على جميع المكلفين اتباع هذا الرسول فيما جاء به من الكتاب والسنة من الأحكام المرعية من فعل وترك ومن ذلك ما أخبر به عن الله وعن أسمائه وصفاته فيجب تصديقه في ذلك والإيمان بكل ما أخبر به من أسماء الله وصفاته إيمانا بريئا من التمثيل مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ولهذا قال رحمه الله: ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون من الكفرة والجهلة ولهذا سبح نفسه عما يقوله الكذابون قال: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182] حمد نفسه لأن الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته قال: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 182] ونزه نفسه عما يقوله المخالفون للرسل من أعدائه فقال: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات:182] يعني عما يصفه به أعداء الله من الكفرة من اتخاذ الولد اتخاذ الصحابة من أن له شريك كل هذا باطل نزه نفسه عنه لم يتخذ صاحبة ولا ولد وهو سبحانه الفرد الصمد ليس له شريك بل هو الإله الحق وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163] وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب قال: وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [الصافات: 181] لأنهم سلموا لله ما أخبرهم به وانقادوا له وبلغوا الأمم فهم سالمون مسلمون صادقون في نفس الأمر مصدقون مصدوقون ثم حمد نفسه فقال: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 182] لكمال ذاته وكمال صفاته وأفعاله فلهذا له الحمد المطلق وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات في الآيات والأحاديث جمع سبحانه بين النفي والإثبات النفي المجمل والإثبات المفصل هذه طريقة القرآن والسنة نفي مجمل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18] فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا [البقرة: 22] هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] إلى غير ذلك وإثبات مفصل هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 6] الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس: 107] اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: 1-2] الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس: 107] الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ [الحشر: 23] إلى غير ذلك من أسمائه المفصلة فهو في آيات القرآن وفي السنة جمع بين النفي والإثبات النفي المجمل الذي يتضمن تنزيه الرب عن كل ما لا يليق به تقديسه عما يقوله أعداء الرسل وبين الإثبات المفصل من أسمائه وصفاته فلا عدول لأهل السنة والجماعة ليس لهم معدل أهل السنة والجماعة عما جاء بهم المرسلون فإنه الصراط المستقيم ما جاء به الرسل هو الصراط المستقيم وهو توحيد الله وطاعته والإيمان به وبأسمائه وصفاته وأنه لا شبيه له ولا كفء له ولا ند له لأنه الصراط المستقيم الذي قال فيه :اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: 6] صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين صراطهم هو الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وتنزيه الله عن مشابهة خلقه ووصفه بصفات الكمال وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده هذا هو الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولهذا قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1 - 4] فجمع بين التفصيل في الأسماء والإجمال في النفي فقال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: 1 – 3] هذا تفصيل خاص يعني نفي الولادة لما يترتب عليها من النقائص لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: 3] ثم عمم فقال: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] مثل قوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا [البقرة: 22] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] وهكذا في آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ [البقرة: 255] نفى عن نفسه السنة والنعاس والنوم وهو ما ثقل من النوم فهو سبحانه موصوف بكمال الحياة تمام الحياة لأن النعاس والنوم نقص في الحياة والله منزه عن ذلك وهو الحي الذي لا يموت والنوم نوع من الموت فهو سبحانه حي لا يموت اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [البقرة: 255] يعني المالك لك شيء مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: 255] أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه يوم القيامة يشفع الرسل والصالحون بإذنه مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: 255] أما في الدنيا فالله سبحانه أمر بدعائه أمر الناس جميعا أن يدعوه ويخصوه بالدعاء ويشفعوا لإخوانهم في الله في الدنيا كان النبي ﷺ يشفع إذا طلب منه الشفاعة في أحد أن يشفع أو من يتخلص من كرب أو شبه ذلك يدعو لهم عليه الصلاة والسلام أما يوم القيامة فلا أحد يشفع إلا بإذنه في الدنيا يشفعون بإذنه العام لأن أذن بالشرع أذن للمسلمين أن يشفع بعضهم في بعض قال: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا [النساء: 85] فأذن لهم سبحانه وحثهم على هذا على التعاون على البر والتقوى والتناصح والتواصي بالحق والشفاعة من التواصي بالحق ومن الإحسان فهي جائزة في الدنيا بإذنه سبحانه العام وفي الآخرة لا تصلح إلا بإذن خاص لا أحد يشفع إلا بإذنه ولهذا يتقدم الناس يوم القيامة إلى آدم ونوح وإلى إبراهيم وإلى موسى وعيسى كلهم يعتذرون حتى يتقدم محمد عليه الصلاة والسلام فيسجد بين يدي ربه تحت العرش ثم يحمد الله بمحامد عظيمة يفتحها عليه ثم يؤذن له يقال اشفع تشفع فهذه الآية آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله فيها إثبات ونفي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] هذا إثبات لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ [البقرة: 255] هذا نفي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [البقرة: 255] هذا إثبات مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: 255] إثبات يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ [البقرة: 255] إثبات وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255] بين كماله وأنه العلي العظيم وأنه كامل الحياة وأنه الحي القيوم وأنه المالك لكل شيء فالواجب الضراعة إليه وسؤاله واللجأ إليه في كل شيء بيده تصريف الأمور ولهذا يقول سبحانه ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60] ويقول: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 32] ويقول جل وعلا وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186] ويأتي إن شاء الله بقية الآيات التي ذكر فيها الصفات .
س: ما معنى الصمد؟
ج: هو الكامل الذي يصمد إليه الخلائق لحاجاتهم كالصمد بين الرؤساء يقال لرئيس القبيلة ورئيس القوم الصمد يصمدون إليه في حوائجهم وقال بعض السلف: الذي لا جوف له لا يحتاج إلى أكل ولا شرب لكن المشهور عند العلماء الصمد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم يسألونه حاجاتهم ويضرعون إليه.
س: النوم نقول إنه نقص في المخلوق هل هو كمال للخالق؟
ج: نقص في المخلوق، وعدم النوم كمال في حق الخالق.
س: القيوم من أسماء الله؟
ج: نعم.
س: اسم الله الأعظم: الحي القيوم؟
ج: جاء في بعض الروايات يعني من الاسم العظيم لأنها تسمى كلها أعظم أسماء الله كلها أعظم ومعناه الحي الذي لا يموت والقيوم الذي قد قام بكل شيء قام بأحوال العباد لا تأخذه سنة ولا نوم كالتفسير حياته دائمة وقيوميته قائمة في مصالح عباده والإحسان إليهم وتوجيههم.
س: الوارث
ج: وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [الأنبياء: 89] هذا مثل ما جاء في النص.
س:..
ج: ما أعلم فيه نصا تسميته الوارث لكن خَيْرُ الْوَارِثِينَ [الأنبياء: 89] أو الوارث لكل شيء.
س: من يسمى بعبد الوارث؟
ج: ما أعلم شيئا من الأسماء عد فيها من أسماء الله لكن معناه صحيح هو الباقي بعد خلقه هو الأول والآخر لكن أسماء الله توقيفية ما يسمى بالله إلا ما ورد في النص.
س: من أسماء الله: الحنان؟
ج: ما ثبت في النصوص، المنان ثابت.
س: هل يجوز أن يقال العصمة لله ولرسوله؟
ج: نعم هذا صحيح لا يقول خطأ سبحانه ولا يفعل خطأ كل قوله حق وكل صفاته حق وكل أعماله حق والرسول معصوم فيما يبلغ عن الله الرسل كلهم معصومون ما يكذبون على الله ولا يخطؤون على الله.
س: هل ورد من أسمائه الجميل؟
ج: نعم، إن الله جميل يحب الجمال في الحديث الصحيح.
س: هل يسمى الإنسان بعبد الجميل؟
ج: الجميل من أسماء الله سبحانه لكن قد يوهم يسمى بأسماء واضحة أحسن التي ما فيها شبهة.
س: لفظة المعصوم الله ورسوله المعصوم له عاصم؟
ج: المعصوم يعني ما يقع منه خطأ هذا معناه. الرسول عصمه الله وهو بنفسه لا يقع منه خطأ هو الكامل كماله لا يقع منه خطأ جل وعلا.
س:...
ج: المعنى صحيح عبر بهذا المعنى أئمة ما فيها شيء لأنه سبحانه ليس من صفاته أنه يخطئ أو يغلط لأن الغلط والخطأ يكون من الجاهل الذي يجهل أو ينسى وهو ليس بجاهل ولا ناسي له العلم الكامل والحياة الكاملة.
س: بعض الناس إذا لقيك يقول كيف حال إيمانك؟
ج: ما أعرف له أصلا يقول كيف حالك كيف أولادك .
س: يعني يقال الأولى تركه؟
ج: ترك هذا ترك هذا.
س: الصديقون يقال أنهم أهل العلم والعمل والله قال هم: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ [الحديد: 19]؟
ج: أكملوا إيمانهم لكمال صدقهم بأقوالهم وأعمالهم الظاهر والباطن لا يقال لهم صديقون هم الذين كملت أقوالهم وأعمالهم في دين الله صاروا هم المرتبة العلياء بعد الرسل.
الشيخ: يقول المؤلف أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728 من الهجرة النبوية يقول رحمه الله: وقد دخل في هذه الجملة الجملة المتقدم وقوله وهو سبحانه قد جمع بين النفي والإثبات فيما ذكر من آيات الصفات في آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] وفي سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] وفي قوله تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ [الحديد: 3] إلى آخره قد جمع فيها بين النفي والإثبات قد جمع فيما سمى به نفسه ووصف به نفسه سبحانه بين النفي والإثبات في هذه الآيات يثبت صفات الكمال لنفسه وينفي عنه صفات النقص والعيب تقدم آية الكرسي وما فيها و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] وما فيها وهكذا هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3] أثبت أنه الأول الذي ليس قبله شيء كما قاله النبي ﷺ والآخر الذي ليس بعده شيء والظاهر فوق عباده ليس فوقه شيء هو الظاهر فوق العباد جميعا والباطن ليس دونه شيء يعلم كل شيء لا تخفى عليه خافية وهكذا آية العلم التي ذكرها بعده أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: 209] إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 28] لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق: 12] وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [فاطر: 11] وغير ذلك من الآيات التي فيها العلم والحكمة آية إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 58] وآية المشيئة وآية الإرادة كلها تدل على عظمته سبحانه له المشيئة الكاملة له الإرادة الكاملة له العلم الكامل له القدرة الكاملة كل هذه من صفاته جل وعلا لكن على وجه لا يشابه عباده فقوته ليست مثل قوة عباده بل قوته أكمل شيء وهكذا جميع الصفات هو فيها على وجه الكمال ولهذا قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74] هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4]فعلمه كامل ليس كعلم المخلوقين لا يخفى عليه خافية وهكذا حكمته وقدرته وقوته وحلمه وسمعه وبصره كلها صفات كمال ليس فيها نقص بخلاف صفات المخلوقين فهي ناقصة ضعيفة أما هو سبحانه فجميع الصفات له على وجه الكمال كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11]يعني لكماله هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] يعني لا سمي له يدانيه لكماله وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] لكماله بعلمه بقدرته بإرادته بمشيئته في حكمه في جميع صفاته والمشيئة بمعنى الإرادة الكونية يعني أن مشيئته نافذة لا يردها شيء وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا [البقرة: 253] وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام: 112] ما شاء الله كان فمشيئته نافذة لا يردها شيء ما شاءه كان من موت أو حياة أو عز قوم أو ذل قوم أو زوال ملك أو ثبات ملك أو ولادة أو عدمها كل ذلك نافذ ما شاءه نفذ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 28-29] وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام: 112] وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا [البقرة: 253]إلى غير ذلك أما الإرادة فهي قسمان إرادة كونية وهي المشيئة لا يردها راد مثل ما في قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا [الأنعام: 125] إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ [المائدة: 1] فهذه الإرادة الكونية لا راد لها كالمشيئة نافذة .
أما الإرادة الشرعية التي بمعنى المحبة والرضا فهذه قد تقع وقد لا تقع مثل قوله جل وعلا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء: 26، 27] هذه إرادة شرعية قد تقع وقد لا تقع هو الله يريد أن يهدي الناس جميعا ويريد أن يتوب عليهم لكن إرادة شرعية أكثرهم ما تيب عليه أكثرهم يموت على الكفر فالإرادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع فالإنسان الله أراد منه شرعا أن يقبل الحق وأن يتبع الرسل وأن يطيع الله ثم منهم من أطاع ومنهم من عصى فمن أطاع فله الجنة ومن عصى فله النار كما قال جل وعلا: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا [النساء: 13، 14] كلهم متوعدون فمن أطاع باختياره ورغبته فله الجنة ومن عصى فله النار هذه الإرادة الشرعية أما الكونية فهذه لا يخالفها أحد ما أراد الله أنه يقع كونا فإنه يقع في هلاك قوم أو عزهم أو موت فلان أو حياته أو زوال ملك فلان أو بقاءه أو غير ذلك هي مثل المشيئة الإرادة الكونية مثل المشيئة مرادها نافذ والله الموفق.
س: كيف تعرف الإرادة الشرعية والإرادة الكونية في القرآن؟
ج: تعرف بالسياق .
س: المشيئة واحدة والإرادة تنقسم...؟
ج: وبعضهم يقسم المشيئة إلى قسمين كالإرادة ولكن المعروف في القرآن أنها مشيئة واحدة فإن بعضهم يجعلها كالإرادة المشيئة بمعنى الشرع ولكن المعروف في ظاهر القرآن أنها واحدة ما شاء الله كان.
س: يعني شرعية وكونية
ج: هذا الظاهر بعض أهل العلم يظنها الإرادة والأصح أنها... موارد النصوص كلها أنها الكونية أن هذه المشيئة كل هذه جاءت بمعنى الكونية وإنما الإرادة هي التي جاءت فيها التفصيل وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء: 27]، يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء: 26] مثل الهداية هداية شرعية بمعنى الدلالة وهداية بمعنى قذف النور بالقلب والتوفيق هذه بيد الله جل وعلا.
س: إذا اجتمعت المشيئة والإرادة؟
ج: المشيئة نافذة والإرادة فيها التفصيل إن كانت كونية كالمشيئة فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ [الأنعام: 125] هذه كونية.
س: وممكن أن تجتمع في حق...؟
ج: مثل لو أراد الله ما مات فلان لو أراد ما شقي فلان هذه كونية.
س:...
ج: الصواب التمييز على حسب النصوص.
س: الكرسي موضع القدمين؟
ج: جاء عن ابن عباس وهذا ما فيه حديث مرفوع لكن جاء عن ابن عباس الكرسي موضع القدمين هكذا جاء عن ابن عباس والله أعلم .
س: يقول صاحب الطحاوية: قديم بلا انتهاء دائم بلا ابتداء هل يوصف الله بأنه قديم؟
ج: معناه صحيح لكن ما جاء في الأسماء الحسنى وإلا هو قديم هو الأول ليس قبله شيء سبحانه هكذا قال السفاريني: الحمد لله القديم الباقي لكن معنى القديم كما ذكروا معناه الأول الذي لم يسبقه شيء ولكن لم يرد في الصفات قديم لأن قديم يطلق على الذي سبق عليه زمان مثل كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [يس: 39] فالقديم مشترك بخلاف الأول أي أنه لا سابق له.
س:...
ج: تركها أولى لأنها لم ترد في النصوص لكن معناها لمن استعملها معناها يعني القديم الذي ليس قبله شيء هذا مراده بمعنى الأول.
س: بعض الناس يقولون ندخل الجنة برحمة الله هل لا بد يقال من عمل ؟
ج: لا بد من عمل لا بد من التوحيد والإيمان وإلا هو دخول الجنة برحمة الله مثل ما قال النبي ﷺ: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ولكن برحمة الله فمن لم يرحم لا يوفق قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل.
س: حديث: الأول ليس قبله شيء؟
ج: رواه مسلم في الصحيح تفسير الآية
س: بعض الناس تستعمل رقية في الرقية يلجؤون إلى تكفير الجن بدون دليل ؟
ج: لا، ما يجوز تكفير الجني ولا غير الجني إلا بدليل لكن يقول له أنت ظالم ما يجوز تتعدى على الناس أنت ظالم اتق الله الظلم حرمه الله النبي ﷺ: يقول اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة والله يقول في كتابه العظيم: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان: 19] ويقول: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى: 8] أنت ظالم ليش تدخل في هذا الإنسان ليش تؤذيه أنت ظالم والظالمون عليهم خطر من دخول النار ومن غضب الله فاتق الله واخرج أما أن يجزم عليه بأنه كافر ما يجوز قد يكون فاسقا إلا إذا استهزأ بالدين أو سب الدين يكون كافرا أو استهزأ بالقرآن يكون كافرا.
س: لعنه؟
ج: لعن المعين تركه أولى أحوط.
س: التألي عليه؟
ج: لا يقول له إني أخاف عليك العاصي متوعد بالنار الظالم متوعد بالنار وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان: 19] الرسول يقول كذا اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة والله يقول: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى: 8] يتوعد يبين له النصوص.
س: سؤاله أين موضع السحر ومن سحر؟
ج:...
س: لعن النبي ﷺ بعض الكفار؟
ج: إذا تعدوا على الناس يلعنون مثل ما لعن أبا جهل ولعن عتبة بن أبي ربيعة و شيبة بن ربيعة حين قنت قبل الهجرة
س: ما يقال منسوخ؟
ج: لا ما هو منسوخ لأن النبي فعله في آخر حياته وفعله الخلفاء الراشدون يعني لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران: 128] يعني لا تقنط ولا تيأس ولا تجزع عليك بالأسباب والأمر إلى الله في هدايتهم وعدم هدايتهم.
س: إذاً يقال من حصل منه شر على الإسلام والمسلمين؟
ج: يدعا عليه والله ولي الأمر سبحانه.
س: من لعن أحدا يبادره باللعن مثلما لعن؟
ج: من باب القصاص مثل ما قال ﷺ المستبان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم فإذا قال لعنك الله تقول بل أنت لعنك الله إذا قال أخزاك الله تقول بل أنت أخزاك الله ولا تزيد شيئا فإن كنت زدت يكون عليك إثم الزيادة.
س: ...
ج: ما ينبغي هذا يقول له اتق الله راقب الله خف الله أنت مكلف مأمور منهي كالإنس فلا يجوز لك ظلم هذا الشخص ولا ظلم غيره الواجب عليك الخروج الواجب أن تخاف الله وهكذا.
س: ليس له أن يسبه؟
ج: لا لا، مثل أنه لا يسب الإنسان.
س:....
س: أخذ العهد عليه بعد الخروج بعدم العودة؟
ج: هذا قد ينفع قد ينفع الله به .
س: بعض القراء المعروفين بصحة العقيدة يفعلون بعض الحركات أو بعض الأمور إذا أتاهم المريض يفعلونها.
ج: مثل؟
س: مثل يقول انظر إلى نعالك انظر إلى الجدار.
ج: لا، هذه ما لها أص هذا الشيطان يلبس عليهم يتصور لهم الشيطان يقول هذه أختك هذه عمتك هذه خالتك يجعل بينهم العداوة والشحناء هذا غلط هذا من وساوس الشيطان ومن عمل الشيطان.
س: يقول انظر إلى الجدار؟
ج: يتصورون له حريم يقول له هذه أمك هذه أختك هذه زوجة أبيك هذه خالتك هذه كذا الشياطين تلعب بهم .
س: هذا من الاستعانة المحرمة؟
ج: هذا ما يجوز هذا .
س: لكن يقولون مجربة؟
ج: ولو ولو مجربة الشياطين يساعدون على الباطل هذا من شأنهم يتصورون ويساعدون على الباطل يتصور ويقول الخبيث ترى فلانة هي التي فعلت كذا وترى زوجة أخيك هي التي فعلت كذا وأختك فعلت كذا وأمك حتى ينشبهم وتصير العداوة بينهم الشحناء.
س:...
ج: كل هذا من عمل الشيطان، الشيطان يسول لهم هذا حتى يتصور قدام الشخص كأنه أخته كأنه زوجته كأنه أمه كأنه خالته حتى ينشبهم.
س:...
ج: بلغناهم وعلمناهم
الشيخ: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد سبق قول المؤلف وهو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني رحمه الله المتوفى سنة 728 من الهجرة النبوية تقدم قوله: ثم رساله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون إلى قوله وقد جمع سبحانه فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات بين النفي لصفات النقص وإثبات صفات الكمال فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ثم ذكر ما ذكره سبحانه في آية الكرسي وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] ثم أتبعها بهذه الآيات المتقدم بعضها وهذه الآيات التي فيها صفة المحبة في آيات كثيرة وصف الله بالمحبة أنه يحب ويحب يحبه المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة: 54] قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 31] كذلك هو الرحمن الرحيم وهو أيضا الغفور وهو الودود الودود بمعنى الحبيب المحبوب وهو أيضا رحيم رحمته وسعت كل شيء وهو أيضا يرضا ويغضب يسخط ويكره وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ [التوبة: 46] غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [المجادلة: 14] اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ [محمد: 28] كل هذه الصفات حق الرضا والمحبة والرحمة والسخط والكراهة كلها يوصف بها جل وعلا كسائر الصفات على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فليست محبته كمحبة المخلوقين وليست كراهته وبغضه كراهة المخلوقين وبغضهم وليس رضاه كرضاهم وليس مقته كمقتهم وليس كراهته ككراهيتهم وليس محبته كمحبتهم وهكذا جميع الصفات الباب واحد قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4]وقال : فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] يعني لا مثيل له لا تضربوا له الأمثال ولا كفو له ولا ند له فجميع الصفات بابها واحد فنقول نؤمن بالله جل وعلا وبأسمائه الحسنى وبصفاته العلا الثابتة بالقرآن والسنة الصحيحة على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل نقول صفاته كلها حق وأسماؤه كلها حسنى نثبتها لله كما أثبتها النبي ﷺ وأثبتها أصحابه على الوجه اللائق بالله صفاته لا تشابه صفات خلقه وأسماؤه لا تشابه أسماء خلقه بل هو سبحانه له الأسماء الحسنى والمعاني العظيمة ولهذا قال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180] لكمالها وكمال معانيها سماها حسنى فليست رحمته مثل رحمتنا وليس غضبه مثل غضبنا وليس سخطه كسخطنا وليس محبته كمحبتنا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولما قيل لمالك رحمه الله إمام دار الهجرة وهو أحد الأئمة الأربعة المتوفى سنة 179 رحمه الله لما قيل له يا أبا عبد الله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5] كيف استوى؟ غضب وقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا رجل سوء ثم أمر بإخراجه لأن هذا أمر ما يسأل عنه صفات الله... نقول استوى على العرش كما أخبر عن نفسه أما الكيف لا لا يعلم كيف استوى إلا هو ولكن معناها العلو والارتفاع فوق العرش ليس فوقه شيء جل وعلا هو في أعلى شيء هو العلي الأعلى سقف المخلوقات هذا العرش وهو فوق العرش جل وعلا ولا يعلم كيف صفاته إلا هو يعلم لا كعلمنا ويرحم لا كرحمتنا ويستوي لا كاستوائنا وينزل لا كنزولنا ويجيء لا كمجيئنا ويغضب لا كغضبنا ويرحم لا كرحمتنا وهكذا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] الاستواء معلوم الرحمة معلومة الغضب معلوم المحبة معلومة الكيف مجهول الإرادة معلومة المشيئة معلومة لكن كيف لا نعلم كيف استوى لا نعلم كيف يرحم لا نعلم ما نعرف الله الذي يعلمه لكن نعرف أن المحبة غير الغضب والغضب غير الرضا والرضا غير المغفرة وهكذا صفات معلومة معانيها معلومة لكن كيفيته لا يعلمها إلا هو فالغضب معروف ضد الرضا والمحبة ضد الكراهة والرحمة ضد الانتقام يوصف بهذا وهذا يرحم قوما وينتقم من آخرين يعاقب آخرين يرحم قوما جاهدوا في سبيله واتقوه ويغضب على آخرين وينتقم منهم لعصيانهم إياه وكفرهم به هكذا يحب قوما ويكره آخرين هكذا يعطي قوما ويمنع آخرين هو المانع المعطي جل وعلا هذا طريق أهل السنة وسبيلهم ومنهجهم الإيمان بالصفات واعتقاد أنها حق وأنها لائقة بالله وأن معانيها حق لكن لا يعلم كيفيته إلا هو وفق الله الجميع
س: قوله تعالى فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة: 54] نزلت في الصحابة أو فيمن بعدهم من التابعين؟
ج: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ [المائدة: 54] إذا ارتد قوم جاء الله بخير منهم من الصحابة ومن غير الصحابة ارتد ناس كثير لما مات النبي يأتي الله بخير منهم قاتلهم الصحابة.
س: المقسط من أسماء الله ؟
ج: ما أعرف أنه ورد بلى حديث المقسطون على منابر نور لكن كونه من أسماء الله جاء في الفعل إن الله يحب المقسطين وأقسطوا وهو الحكم القسط وهو العادل جل وعلا وهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وهو حكم عدل لكن اسم المقسط ما نعرف في شيء من الأسماء في الأحاديث.
س: امرأة تسأل تقول بالنسبة لدعاء يا حنان يا منان هل فيه شيء؟
ج: يا منان، يا حنان ما ثبت يا منان يا رحيم يا رحمن من الأسماء الثابتة أما الحنان ما جاء في النصوص الثابتة ومعناها الرحمة حنانا من لدنا رحمة منا لكن ما جاء في الأسماء الحسنى الثابتة في السنة لكن يا منان يا رحمن يا رحيم يا عزيز يا حكيم الأسماء المعروفة تكفي .
س: لكن يجوز التسمية بعبد الحنان؟
ج: لا ما ورد ما ثبت، عبد المنان ما فيه حرج.
س: أنواع المحبة التي يوصف الله بها ؟
ج: المحبة التي تليق بها معناها ضد الكراهة ضد البغضاء لكن لا يعلم كيفيته إلا هو .
س: ورد الخلة؟
ج: الخلة أعلى المحبة وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء: 125] إن الله قد اتخذني خليلا يعني محمدا ﷺ هي أعلاها وأخصها .
س: اسم ناصر ما رأيكم فيه؟
ج: ما فيه بأس ناصر وسالم وجابر.
س: هل مضى شيخ الإسلام في كتابه على نظام معين في ترتيب الصفات؟
ج: ذكر بعض الآيات لتنبيه الطالب درب واحد ذكر آيات متنوعة لتنبيه الطالب لأن الباب واحد الباب في الصفات واحد كما نقول في الاستواء نقول في المحبة نقول في الرحمة نقول في المغفرة نقول في الرضا الباب واحد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] كما يأتي أيضا في كلامه رحمه الله بعد ذلك.
س: ما ذكر أحاديث؟
ج: يأتي سوف تأتي اصبر شوي وسوف تأتي.
س: ... بدأ في الصفات التي يثبتها الأشاعرة وما ذكر غيرها من الصفات؟
ج: لا، الأشاعرة ما يثبتون إلا سبع هذا ذكر أشياء كثيرة الأشاعرة يقولون:
له الحياة والكلام والبصر .. سمع إرادة وعلم واقتدر
سبع.
س: في أسماء أو غفور أو رحيم أو شكور وعبد الغفار في لكن أو غفار بدل ما يقول عبد الغفار يقول أو غفار أو شكور أو رحيم؟
ج: هذه لغتهم هذه لغتهم هو الغفار هو الشكور أو يعني هو هو الشكور هو الغفور هو الرحيم اللغات تختلف لغات بني آدم.
س: ينادي إنسانا؟
ج: هذه لغته إذا كانت هذه لغته.
س: في اللغة السعودية أو بمعنى يا؟ حرف نداء هذا.
ج: كل ينادي بلغته.
س:...
س: هل يقال أن الأشاعرة جهمية في باب الأسماء والصفات؟
ج: يقال لهم مبتدعة نفوا الكثير من الصفات لكن الجهمية والمعتزلة أشر منهم لأن الجهمية نفوا الأسماء والصفات والمعتزلة نفوا الصفات كلها وهؤلاء أثبتوا بعضا ونفوا بعضا.
س: لكن ليسوا من أهل السنة؟
ج: لا، ليسوا من أهل السنة.
س: هل يقال آل عبد الرحمن آل عبد الرزاق؟
ج: آل عبد الرحمن ما فيه شيء آل عبد الرزاق يعني منسوب إلى عبد الرحمن ومنسوب إلى عبد الرزاق مثل آل هاشم وآل عبد المطلب وآل عبد الرحمن وآل يحيى وآل سعد نسبت إليهم الأسماء هذه.
س: تفسير الأسماء بمقتضياتها مثل يقول الرحيم إرادة الإحسان؟
ج: هذا تأويل هذا يسمى التأويل الإرادة غير الرحمة وغير الغضب الأشاعرة وجماعة يقولون: الغضب معناه أنه يريد الانتقام الرحمن معناه يريد الرحمة والإحسان. هذا تأويل من باب التأويل.
س: لو قيل مقتضى غضبه أن يدخلهم النار ومقتضى رحمته أن يدخلهم الجنة
ج: قد يغضب ولا يدخلهم النار قد يرضى عنهم إذا تابوا وأنابوا الغضب يزول والمحبة تزول يغضب عليهم ما داموا على الشر فإذا تابوا رضي الله عنهم ويرضى عنهم ما داموا مستقيمين وإذا ارتدوا غضب عليهم وهكذا.
وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة: 210] وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ [الأنعام: 158] وقوله: كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر: 21-22] وقوله: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا [الفرقان: 25] وقوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 27] وقوله: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88] وقوله: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص: 75]- وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة: 64] وقوله: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: 48] وقوله: وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ [القمر: 13، 14] وقوله: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه: 39] وقوله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1] وقوله: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181]- يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف: 80] وقوله: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه: 46] وقوله: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق: 14] وقوله: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الشعراء: 218 - 220] وقوله: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [التوبة: 105] وقوله: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد: 13].
وقوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران: 54]، وقوله: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [النمل: 50]، وقوله: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15، 16]وقوله: إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا [النساء: 149]- وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22]، وقوله: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]، وقوله عن إبليس: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [ص: 82]، وقوله: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 78] وقوله: فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4].
الشيخ: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذه الآيات الكريمات كلها تشتمل على جملة من الصفات للرب فالواجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ومن ذلك قوله جل وعلا هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة: 210] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ [الأنعام: 158]. وقوله جل وعلا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر: 22]وقوله: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ [الفرقان: 25] يعني لمجيء الله يوم القيامة وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 27] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88] كل هذه الصفات يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به مجيؤه يوم القيامة إتيانه يوم القيامة حق على الوجه اللائق بالله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته بعض آيات ربك هي طلوع الشمس من مغربها وإثبات الوجه لله حق له الوجه الكريم بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة: 64] موصوف باليدين أيضا وله الوجه الكريم جل وعلا كذلك العين وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه: 39] تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [القمر: 14] موصوف بالعين والبصر والسمع سبحانه على الوجه اللائق بالله جل وعلا وهكذا المحبة وهكذا المكر وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ [آل عمران: 54] والكيد إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15، 16] يليق بالله لا يشابه خلقه في مكره ولا كيده ولا محبته وهكذا سمعه قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1] إلى غير ذلك آيات كثيرات فيها السمع فيها العلم وآيات كثيرات فيها المحبة كل ذلك يجب إثباته لله على الوجه اللائق به هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74] كلها حق يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل، سمعا لا كأسماعنا، وبصرا لا كأبصارنا، وعينا لا كالأعين، ويدا لا كالأيدي، وقدما لا كالأقدام، وهكذا بقية الصفات يقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74] هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65] يعني لا سمي له وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] لا كفو له فصفاته حق تليق به لا يشابه فيها خلقه جل وعلا يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل الباب واحد عند أهل السنة والجماعة وأهل السنة هم أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان وفق الله الجميع.
س:...
ج: مكر يليق بالله مثل الكيد مثل الخداع يوصف بالفعل على الوجه اللائق بالله مكر بحق يمكر بمن مكر ويكيد بمن كاد هذا مكر بحق المذموم المكر الباطل والخداع أما مكره سبحانه فهو مكر بحق وخداع بحق واستهزاء بحق يليق بالله في مقابل استهزائهم ومكرهم وخداعهم.
س:...
ج: على الوجه اللائق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو .
س: هل تكرر الصفة في أكثر من موضع يمنع من تأويلها؟
ج: لا تؤول تكون في موضع واحد وإلا في مواضع كله واحد يجب إمرارها كما جاءت على الوجه اللائق بالله ولا تؤول.
س: ...
ج: تكفيرهم محل نظر المقصود عندهم بدع كثيرة في تأويل غالب الصفات يؤولونها أما التكفير فمحل نظر.
س:...
ج: لا، كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15] الأمة فيها منافقوها ولا يراه منافقوها محجوبون عن الله لكفرهم العظيم أما الكفار فيساقون إلى النار نسأل الله العافية لكن يأتي إلى... وفيها منافقوها ولا يلزم من هذا رؤيتهم وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [القلم: 42] لعدم إخلاصهم في الدنيا والله يقول كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15] يعني الكفار هذا يعم المنافقين وغيرهم جاء في الحديث أنهم على سن ثلاث وثلاثين كلهم شباب ظاهره مثل ما جاء في الحديث أنهم على سن ثلاث وثلاثين في يوم القيامة ودخولهم الجنة أما الكفار قد يعظمون جاء في رواية أنهم يعظمون في النار نسأل الله العافية طولهم ستون ذراعا على طول أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء.
س:....
ج: ظاهر الأحاديث أنهم كذا حين يبعثون.
س: جسدهم هو جسد الدنيا أو يغير؟
ج: أجسادهم يبلى من ابن آدم كل شيء إلا عجب الذنب ثم ينبتون كما تنبت الحبة ينبتون والله جل وعلا يجازيهم الأجساد التي أطاعته تجازى بالنعيم والأجساد التي عصته تجازى بالجحيم نفس الأجساد يعيدهم كما بدأهم كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء: 104] وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [الروم: 27] نفس الأجساد التي عصت تعذب والتي أطاعت تنعم.
س:...
ج: مخلوقة لكنها تبقى الجنة مخلوقة والنار مخلوقة والعجب مخلوق كلها تبقى لكنها كانت عدما ثم وجدت.
س:...
ج: كانت غير مخلوقة ثم خلقت والنار كانت غير مخلوقة ثم خلقت اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الرعد: 16].
س:...
ج: داخل في الصبر على المعاصي صبر على طاعة الله وصبر عن معاصي الله من البدع والشر وغيرهما وصبر على أقدار الله المؤلمة من الأمراض والمصائب وغير ذلك ما في نوع رابع كلها داخلة في هذه الأقسام الثلاثة
س: الفرق بين الإثبات والتجسيم؟
ج: الإثبات إثبات الشيء والتجسيم كونه يقول جسمه كذا ويمثل صفات الله ثابتة ولا نكيفها لا نقول جسمه كذا ما جاء بلفظ الجسم جاء بلفظ الذات فقط تثبت على ما جاء له ذات تليق به سبحانه وصفات تليق به أما قول له جسم أو ما له جسم هذا مما أحدثه أهل البدع.
س: إطلاق الشخص على الله .
ج: جاء في بعض الروايات لا شخص لا أحد لا يشبه خلقه شخص لا كالأشخاص ذات لا كالذوات سمع لا كالأسماع وهكذا.
س:...
ج: ما أدري ما تتبعت طرقه.
س: هناك من سئل عن الله يقول إنه لا يوصف بالزمان ولا بالمكان؟
ج: قد أخطأ في الزمان أما المكان فثابت أخطأ في المكان أما الزمان لم يزل موجودا هو الأول والآخر لم يزل موجودا أبدا ما يقال إنه في زمن معلوم ثم وجد لكن المكان فوق العرش فوق جميع الخلق أخبر عن نفسه الرحمن على العرش استوى .
س: ...
ج: لا بأس به .
س: ...
ج: ما أعرف هذا، له أغلاط مثل ما قال ابن القيم رحمه الله في دار السالكين أقول له أغلاط من أغلاط الصوفية لكن ما أعرف هذه الكلمة ما أعرف نسبتها إليه.
س:...
ج: ما أدري عن صحتها.
س: هل يوصف الله بالسكوت ؟
ج: جاء في النصوص يليق بالله ما هو بدائم الكلام يتكلم إذا شاء وضد التكلم السكوت يليق بالله جل وعلا ما هو بدائم الكلام .
س:...
ج: ما أعرف إلا الكلام وضده بس هذا الذي جاءت به النصوص الكلام وضده يتكلم إذا شاء .
س: قول النبي: وسكت عن أشياء؟
ج: هذا هو رحمة لكم غير نسيان.
س: الصبور والشكور؟
ج: الشكور نعم أما الصبور ما أحفظ فيه شيئا قال تعالى: إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر: 34] في سورة سبأ، أما الصبور ما أذكر شيئا ورد لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر: 30] سبحانه أما الصبور ما أذكر شيئا يعني إذا وجدتم شيئا.