شرح العقيدة الواسطية 3

وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب مجيب كما جمع بين ذلك في قوله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ [البقرة: 186] الآية. وقوله ﷺ: إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو عليُّ في دنوه قريبٌ في علوه.

الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق

ومن الإيمان بالله وكتبه: الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد ﷺ هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره، ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية  عن كلام الله أو عبارة بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة  فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغاً مؤدياً، وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني  ولا المعاني دون الحروف.

الشيخ: يبين المؤلف رحمه الله أنه دخل في الإيمان بالله وأسمائه وصفاته المتقدم في المقدمة دخل في ذلك أيضا الإيمان بأنه قريب مجيب فكونه عاليا فوق العرش لا يمنع كونه قريبا مجيبا فهو علي في دنوه قريب في علوه كما ذكر المؤلف  فهو قريب مجيب وهو العلي الأعلى فوق العرش فوق جميع السماوات فوق جميع الخلائق ولهذا قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186]فهو سبحانه قريب من داعيه مجيب لعباده جل وعلا إذا اقتضت حكمته إجابتهم.

وهكذا قوله ﷺ: إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته لما سمع بعض أصحابه يرفعون أصواتهم في السفر  قال: إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب وفي لفظ: إنما تدعون سميعا بصيرا قريبا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.

فهو سبحانه مع علوه وكونه فوق العرش لا يمنع ذلك من كونه قريبا مجيبا يسمع دعاء الداعي فهو سميع قريب الإجابة سميع قريب وقد كرر ذلك في آيات كثيرة في وصفه أنه سميع ويسمع السر وأخفى ولا تخفى عليه خافية جل وعلا وهكذا في الأحاديث.

فما ذكر من علوه وفوقيته لا ينافي  ما ذكره من دنوه وقربه ومعيته فهو عباده بعلمه واطلاعه وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد: 4] وهو مع أوليائه بعلمه وحفظه وكلاءته ونصره وتأييده .

فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الإيمان بذلك وأنه سميع قريب وأن علوه جل وعلا فوق العرش لا ينافي قربه من عباده وسماعه دعاءهم جل وعلا، فهو سميع قريب، وهو علي عظيم جل وعلا، كما وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ  [البقرة: 255] إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ  [فاطر: 10].

ومن الإيمان بالله: الإيمان بأن القرآن كلام الله وأيضا من الإيمان بكتب الله الإيمان بأن القرآن وهو كتابه المنزل على عبده ورسوله خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام وهو كلام الله حروفه ومعانيه يجب الإيمان بأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن كونه يكتب في المصاحف ويقرأ ويحفظ لا ينافي ذلك فهو محفوظ في الصدور مكتوب في الصحف مسموع بالآذان وهو مع هذا هو كلام الله جل وعلا حروفه ومعانيه ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو تعبير عنه كما تقول الأشاعرة من الكلابية وغيرهم لا هو كلام الله حروفه ومعانيه ليس عبارة عن كلام الله ولا حكاية بل هو نفسه كلام الله فقوله: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] كلام الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  [الفاتحة: 2] كلام الله وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا  [البقرة: 255] كلام الله، وجميع الآيات وجميع الكلم كلها كلام الله من أوله إلى آخره حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] وهذا كلام الله.

ومعانيه من الحياة والقيومية والحفظ والكلاءة كل هذا كلامه : قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ  [الأنبياء: 42] إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر: 10]  فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر: 12]  إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ  [سبأ: 50]  إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  [البقرة: 181]  وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [النور: 20] فكلام الله سبحانه يشمل الحروف والمعاني عند أهل السنة والجماعة وفق الله الجميع.

س:  يكلؤكم يرعاكم؟

ج: يحفظكم يدخل فيها كل المعاني الكلاءة والحفظ .

س: ... بمعنى المعية أو أنه بمعنى قرب المسافة؟

ج: قرب خاص غير المعية مع علو قرب لا يخفى عليه خافية جل وعلا قرب عام للعباد وقرب خاص من داعيه وسائليه ومن الساجدين يقول: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء وإذا سألك عبادي عني فإني قريب وهو قرب خاص من الداعين والعابدين وقرب عام من جميع العباد مع علوه جل وعلا لا تخفى عليه خافية .

س: القرب الخاص هو قرب الذات؟

ج: كله القرب الخاص هو قرب عام كله بمعنى أنه جل وعلا لا يخفى عليه خافية ولا يحجبه عن عباده شيء مع كونه فوق العرش .

س:  وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج وهنا أنزل القرآن؟

ج: أنزل هنا بمعنى الخلق يعني خلق  وإنزال القرآن غير إنزاله بواسطة الملك جبرائيل وإنزال الحديد وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ [الحديد: 25] أنزله من الجبال وأنزل الأنعام من ظهور الفحول أنزل المني من ظهور الفحول في أرحام النساء.

س: بالنسبة لقول الأنبياء مثلا قال اجعلني على خزائن الأرض هل نقول قال الله تعالى على لسان نبيه؟

ج: نعم قال الله يخبر عن نبيه يوسف عليه الصلاة والسلام مثل ما أخبر عن اليهود وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ  [المائدة: 64] وأخبر عن النصارى في مواضع كثيرة وأخبر عن موسى وهارون وأخبر عن أنبياء و يخبر عنهم جل وعلا كلامه يخبر عنهم.

س: كفر الإعراض الذي يذكره العلماء...؟

ج: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف: 3] الإعراض عن الدين لا يتعلمه ولا يعبد الله ولا يوحده ولا يؤمن معرض هذا كفر الإعراض.

س: قد يكون عن غير جحود؟

ج: ولو ما جحد، الجحود كفر مستقل والإعراض كفر مستقل والتكذيب كفر مستقل والسب كفر مستقل والإهانة كفر مستقل أنواع الكفر كثيرة إذا قرأت باب حكم المرتد رأيت أنواعها الكثيرة.

وقد دخل أيضاً فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس بها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون

في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى.

ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت. فيؤمن بفتنة القبر، وبعذاب القبر ونعيمه. فأما الفتنة فإن الناس يمتحنون في قبورهم فيقال للرجل: ما ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله والإسلام ديني ومحمد ﷺ نبيي. وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته: فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة سمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق - ثم بعد هذه الفتنة - إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد، وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا  وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق، فتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۝ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ  [المؤمنون: 102- 103] وتنشر الدواوين - وهي صحائف الأعمال - فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره كما قال : وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ۝ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 13- 14] ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فإنه لا حسنات لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويجزون بها.

الشيخ: هذا الفصل في رؤية المؤمنين لربهم تقدم أن المؤمنين بالجملة يؤمنون بكل ما أخبر الله به ورسوله ﷺ من أمر الجنة والنار والملائكة والصحف والميزان والحساب والجزاء وغير هذا من شؤون الآخرة كل هذا يؤمن به أهل السنة والجماعة على سبيل العموم ومن ذلك الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة هذا من أخبار يوم القيامة أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم عيانا مصدر عاين يعاين عيانا ومعاينة مثل قاتل قتالا ومقاتلة وحاسب حسابا ومحاسبة وجادل جدالا ومجادلة فهم يرون ربهم عيانا يعني بالأبصار رؤية واضحة ليس فيها شك ولا شبهة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته وكما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام.

أما الكفار فلا يرون ذلك يحجبون كما قال سبحانه: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ  [المطففين: 15] يعني يوم القيامة لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15]والمؤمنون يرونه رؤيتان الرؤية في الموقف رؤية خاصة بهم دون أهل الموقف ثم يرونه كما يشاء في الجنة في الأوقات التي يكشف لهم فيها الحجاب عن وجهه الكريم فلهم في الجنة أوقات معينة يرونه فيها على حسب منازلهم في أوقات متكررة. أما في الموقف فيرونه رؤية خاصة بهم دود أهل الموقف

ومن أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ﷺ من أمر الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء كل هذا يؤمن به أهل السنة والجماعة.

ومن ذلك الإيمان بعذاب القبر ونعيمه أهل السنة يؤمنون بذلك خلافا لأهل البدع فيؤمنون بعذاب القبر ونعيمه وأن الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك ومن نبيك فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين كما قال سبحانه: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ  [إبراهيم: 27] فالمؤمن يقول ربي الله والإسلام ديني ومحمد نبيي عليه الصلاة والسلام وأما المرتاب الكافر فيقول هاه لا أدري المنافق والكافر المنافق الذي أظهر الإسلام وهو كافر والكافر الصريح فيقول هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق.

ثم تقوم القيامة الكبرى بعد هذه الفتنة يبقى الإنسان إما في نعيم وإما في عذاب  فالمؤمن في نعيم تنقل روحه إلى الجنة والكافر تنقل روحه إلى النار كما قال سبحانه في أهل النار من آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ  [غافر: 46] فتقوم القيامة الكبرى ويقوم الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا يرد الله إليهم أجسامهم ويبعثون كما خلقهم حفاة لا نعال لهم عراة لا كسوة عليهم غرلا غير مختونين يقومون لرب العالمين ويحاسب الله الخلائق جل وعلا وتنصب الموازين وتوزن فيها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فهو السعيد ومن خفت  موازينه فهو الهالك وتنشر الصحف وتوزع بينهم فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره كما بين في القرآن.

وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته لأنهم ليس لهم حسنات لا حسنات لهم ولكن تحصى عليهم أعمالهم ويقرون بها ويجزون بها يعني يساقون إلى النار تحصى عليهم أعمالهم ويعترفون بها ويقرعون بها ثم يساقون إلى النار كما قال تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا  [الزمر: 71] زمرة بعد زمرة نسأل الله العافية بأعمالهم الخبيثة وكفرهم بالله .

أما أهل الجنة فيساقون إلى الجنة مكرمين وفدا زمرا بعد خلاصهم من الموقف وبعد مرورهم على الصراط وبعد خلاصهم من العرصة التي يوقفون عليها يساقون إلى الجنة وفدا كل يصل منزله وهو أعلم به من منزله من الدنيا ويقصدون منازلهم التي أعدها الله لهم بعد انتهائهم من العرصة التي سيأتي ذكرها إن شاء الله.

والمقصود أن هذا شأن يوم القيامة يوم عظيم مقداره خمسون ألف سنة يوم عسير على الكافرين يسير على المؤمنين وفي وسطه تنتهي الناس أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان: 24]  ينتهون إلى الجنة قبل المقيل فأهل الجنة في مقيلهم في الجنة وأهل النار في مقيلهم في النار نسأل الله العافية.

قد فرغ من حسابهم وربك جلا وعلا هو الحكم العدل لا يظلم مثقال ذرة كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا  [النساء: 40] ويقول سبحانه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47] ويقول سبحانه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  [الزلزلة: 7، 8] انظر بعد ذلك كم يكون مثاقيل الذر؟ إذا تصدقت بريال أو لقمة أو تمرة كم فيها من مثقال ذرة ؟ لقمة واحدة تعطيها للفقير أو تمرة كم تزن من ذرة فكيف بمن يتصدق بالأموال الجزيلة والطعام الكثير سوف يجد ذلك إذا أخلص لله وصدق في ذلك فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  [الزلزلة: 7، 8] ويروى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه  تصدق بحبه عنب فقيل له في ذلك ما قيمتها، قال كم تزن هذه الحبة من مثاقيل الذر.

المقصود أن الإنسان لا يحتقر الصدقة ولو قلت حسب طاقته يتصدق بريال بخمسة ريالات بلقمة يعطيها السائل تمرة أو تمرتين إلى غير ذلك سبق أن ذكرنا لكم غير مرة أن امرأة جاءت إلى بيت النبي ﷺ ومعها ابنتان لهما سائلة قالت عائشة رضي الله عنها فلم تجد في البيت إلا ثلاث تمرات صادف أنه ليس في البيت إلا ثلاث تمرات فأخذتها وسلمتها للمرأة السائلة فدفعت المرأة لكل واحدة من ابنتيها تمرة وأخذت الثالثة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها التمرة الثالثة صارتا أسرع منها أكلتا تمرتيهما وطلبتا الثالثة فسقتها بينهما نصفين ولم تأكل شيئا فقالت عائشة: فأعجبني شأنها فلما جاء النبي ﷺ أخبرته بشأنها فقال: إن الله سبحانه قد أوجب لها بها الجنة يعني بهذه الرحمة رحمت ابنتيها وشقت التمرة بينهما ولم تأكل شيئا هذا يدل على أن الصدقة ولو بالقليل عن إخلاص عن صدق فيه خير كثير المهم أن تتصدق بما تيسر الذي يستطيع مئة ريال والذي يستطيع ألف ريال والذي يستطيع ريال بريال والذي يستطيع تمرة أو لقمة أو ثوب إلى غير هذا قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ  [التغابن: 16]  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ  [الأنبياء: 47] نسأل الله أن يوفق الجميع

س: الراجح في رؤيا النبي ﷺ لربه في المنام  هل هي قلبية أم رؤيا بصر؟

ج: رؤيا قلبية مثل ما قال ابن عباس رؤيا قلب يقول ﷺ لما سئل هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه وفي اللفظ الآخر قال: رأيت نورا. وقال: واعلموا أن أحدا منكم لن ير ربه حتى يموت رواه مسلم في الصحيح ما أحد رأى ربه أبدا في الدنيا أبدا لا موسى ولا محمد ولا غيرهما ولكن في الآخرة.

س:...

ج: ما لها صحة، الصحيح حديث عائشة لم ير ربه لما سئلت قالت... هذا الثابت عن عائشة.

س: الكفار محجوبون عن رؤية ربهم يوم القيامة لكن هل يسمعون تقريع ربهم وحسابهم؟

ج: يسمع الكلام إيه ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه هكذا جاء في الحديث الصحيح ليس بينه وبينه ترجمان رواه الشيخان في الصحيحين كل أحد يكلمه فالمؤمن بالرضا والخير والكافر بالغضب والتقريع نسأل الله العافية.

س: بعض الدول الأوروبية يحسنون للفقراء؟

ج: يجازى في الدنيا يقول النبي ﷺ: إن الكافر إذا عمل حسنة يجازى بها في الدنيا فيفضي للآخرة وليس له شيء.

س: طيب من قال عنهم هم الطيبين أو شيء من هذا؟

ج: هذا من جهله، العمل الذي ما معه توحيد ما ينفع أهله إلا في الدنيا بس ربك لا يضيع عمل عامل من أحسن في الدنيا أحسن إليه في الدنيا.

س: حتى بعض المسلمين يقولون عنهم أهل خير؟

ج: قد يقع .. قد يحسنون ولكن ما ينفعهم في الآخرة أعمالهم حابطة  وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان: 23] ويقول ﷺ: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا أما المؤمن فيؤجر عليها في الدنيا وتدخر له في الآخرة يجمع له الأمران المؤمن يحسن له في الدنيا ويجازى في الدنيا وفي الآخرة جميعا .

س: مسألة خلق القرآن يا شيخ في الفتنة لما أجاب بعض العلماء وأهل الخير يحسن بهم الظن يا شيخ ويذكرون بالخير؟

ج: هذه مسألة خلاف مسألة الإكراه إذا أكره عليه الصواب أنه يعفا عنه إذا قال بلسانه دون قلبه قال الله جل وعلا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [النحل: 106] من وافقهم مكرها بلسانه فقط فلا عليه شيء بنص القرآن.

س:...

ج: المقصود اللي أجاب مكرها بلسانه دون قلبه ما عليه شيء .

س: الولاة أيش حكمهم من أجبر على هذه المسائل؟

ج: أفضوا إلى الله، الله يعلم أحوالهم.

س: من يقول لفظة إخواننا المسيحين وهو محسوب على أهل العلم ؟

ج: يعلم أن هذا غلط قد يقصد إخواننا أنهم من العرب وأنهم من بني آدم كما قال الله جل وعلا  وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [الأعراف: 65]  وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [الأعراف: 73] يعني في النسب ما هو بكلهم يعني في النسب .. إذا أراد به هذا يعلم أن هذا الإسلام جاء هنا ما يسمى الكافر أخا وإن كان جائز في الأمم الماضية أن يقال أخوكم لوط أخوكم صالح يعني في النسب لكن في شريعة محمد لا يقال هذا ليسوا بإخوان.

س: لا يكفرهم ويقول إخواننا؟

ج: لا يقول إخواننا يقول بني آدم فلان بن فلان من بني فلان ولد فلان يبين نسبه ولا يقول أخي.

س: معنى الرؤيا القلبية؟

ج: يعني بقلبه يعني أنه عرف ربه بقلبه وإيمانه وصدقه وإخلاصه أن ربه كريم وأنه على كل شيء قدير وأنه سميع بصير إلى غير هذا.

س: عذاب القبر دائم أو ينقطع؟

ج: يعذب في القبر كما يشاء الله  يعذب وينعم كما يشاء الله .

س: عذاب القبر يكون؟

ج: العذاب حق والنعيم حق كما يشاء الله  هو أعلم بتفصيله .

وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي ﷺ ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، وطوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يضمأ بعدها أبدا.

والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يَعْدو عدْواً ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يزحف زحفاً ومنهم من يخطف خطفاً ويلقى في جهنم. فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هُذِّبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.

الشيخ: هذا بحث الحوض المورود والصراط الموعود الحوض المورود هذا للنبي ﷺ وهو الكوثر إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر: 1] يعني يصب فيه من الكوثر وإلا الكوثر في الجنة هذا حوض يصب فيه ميزابان من الكوثر.

والحوض هذا في الدنيا في الأرض يصب فيه ميزابان من الكوثر يرد عليه المؤمنون من أتباع محمد ﷺ طوله شهر وعرضه شهر آنيته عدد نجوم السماء ماؤه أشد بياضا من اللبن وطعمه أحلى من العسل من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة فالمؤمنون يردونه ويشربون منه وهم أتباع النبي ﷺ ويذاد عنه أقوام فيسألون فيقول يا رب لماذا فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم فيمنعون من وروده ويقول: بعدا بعدا لمن بدل بعدي هذا يدل على أن هذا الحوض يختص به المؤمنون الذين ماتوا على اتباع النبي ﷺ وعلى دينه أما المرتدون الذين ارتدوا بعد النبي ﷺ أو في غير ذلك من الأوقات عن دينهم فإنهم لا يردون عليه الحوض وهكذا كل كافر لا يرد عليه الحوض إنما يرد المؤمنون خاصة من أتباعه عليه الصلاة والسلام.

وللأنبياء أحوض غير حوضه عليه الصلاة والسلام لكن حوضه أكملها وأتمها ويذاد عن حوضه من ليس من آله كما تذاد الإبل الغريبة فلا يرده إلا المؤمنون الصادقون أما المرتدون فلا حظ لهم فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يرده .

والصراط المنصوب على متن جهنم هذا الصراط طريق منصوب على متن جهنم من سقط منه سقط في جهنم وهذا يرده كل من دخل الجنة كما قال تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ۝ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم: 71، 72]  فالمؤمنون يردونه وينجون وغير المؤمنين لا يرده أصلا ولا يمر عليه بل يساق إلى جهنم نسأل الله العافية ويرده أناس ويمرون عليه على هذا الصراط فمنهم من يمر كلمح البصر  من المؤمنين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كأجود الخيل والركاب تجري بهم أعمالهم على حسب أعمالهم ومنهم من يمر عليه حبوا وزحفا يقوم تارة ويسقط أخرى ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم نسأل الله العافية كل واحد على حسب الأعمال التي مات عليها.

ولا ينجو إلا المؤمنون الصادقون وما سواهم إلى النار نسأل الله العافية وبعض الناس يمر ويخدش ويسلم وينجو وبعضهم يسقط ويعذب بذنبه على قدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة ولا يخلد في النار إلا الكفار لا يخلد فيها إلا الكفار.

أما المسلمون العصاة الساقطون فيها فهؤلاء يعذبون تعذيبا مؤقتا على حسب معاصيهم ثم يأذن الله للشفعاء فيشفعون ومنهم نبينا محمد أعظمهم شفاعة عليه الصلاة والسلام فيحد الله له حدا من هؤلاء العصاة فيشفع فيهم فيخرجون من النار ثم يشفع  ثم يشفع  ثم يشفع أربع شفاعات كل شفاعة يحد الله له حدا فيخرجهم من النار ويبقى في النار من هذه الأمة من عصاتها قوم لم تشملهم الشفاعة فيخرجهم الله بعد ذلك بفضل رحمته يخرجهم من النار إلى الجنة ويلقون في نهر الحياة نهر يقال له نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل فإذا تم خلقهم أذن لهم في دخول الجنة.

وبهذا يعلم المؤمن أن الواجب عليه الحرص على أسباب السلامة وأن هذه أخطار عظيمة لا من جهة الحوض ولا من جهة الصراط فالواجب عليه أن يسأل الله حسن الختام وأن يجتهد في الثبات على الحق والاستقامة عليه والحذر من معاصي الله والحرص على التوبة كلما زلت قدمه بارتكاب ذنب بادر بالتوبة ليس بمعصوم لكن يلزم التوبة كلما أحس بتقصير أو ذنب بادر بالتوبة وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 135]  أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران: 136]  فالمؤمن يحاسب نفسه دائما ويراقب وينظر ولا يعجب به ولا يمن بعمله بل يجاهد نفسه لعله ينجو لعله ينجو وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 60- 61] يقول ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه ليس فيهم من يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل ويقول إبراهيم بن يزيد التميمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا.

فالواجب الحذر وعدم المنّ بالعمل والعجب من العمل إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27] فالإنسان يجاهد نفسه ويعرف أنه محل نقص ومحل التقصير حتى يجتهد ويعرف الحق ويلزم التوبة حتى يلقى ربه وهو عنه راض نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

س: القصاص الذي يكون بعد المرور على الصراط؟

ج: هذا يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص له هؤلاء ناجون بكل حال لكن فيما بينهم أشياء لا تمنع من دخول الجنة أشياء يتقاصون فيها حتى يدخلونها وقد نقوا وهذبوا ولم يبق في قلوبهم شيء.

س: ولا توجب تعذيب في النار؟

ج: لا توجب شيئا، أشياء خاصة تزال من صدورهم حتى يدخلوها طيبة نفوسهم ليس بينهم شيء.

س: إبليس لما يوسوس للإنسان يعني ممكن يغلط بالوسوسة؟

ج: يجاهد نفسه يجاهد نفسه كلما وسوس له عدو الله يتعوذ بالله من الشيطان وإذا وقعت الزلة تاب منها هذا مسلط إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر: 6] مبتلى بهذا الشيطان لا بد من جهاد المسلم يجتهد في التوبة والمحاربة للشيطان والتعوذ بالله منه والتعوذ بالله من دعاته ومن أصحابه فلا يخالطهم حتى لعله ينجو يفعل الأسباب وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69] هذه دار الجهاد هذه الدنيا دار المجاهدة.

س: ما هو الدليل على أن لكل نبي حوض يوم القيامة؟

ج: جاء في أحاديث .

س: ورد أنه وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم: 71]؟

ج: يعني يمرون على الصراط يمرون عليه لأنه فوق جهنم من مر عليه فقد وردها .

س: الذين يدخلون الجنة بغير حساب هل يمرون عليه؟

ج: إيه كلهم ما يدخلها أحد إلا من هذا الطريق كلهم.

س: لكن أبو بكر ؟

ج: أبو بكر وغيره حتى الرسول ﷺ يمر عليه.

س: ما قال أباك خطفته الطير؟

ج: لا لا، يمر على الصراط النبي وغيره وَإِنْ مِنْكُمْ  [مريم: 71] يعني ما منكم أحد إِلَّا وَارِدُهَا  [مريم: 71].

س: هل أحد يدخل من جميع أبواب الجنة؟

ج: نعم جاءت به أحاديث قال النبي ﷺ: وإني لأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر .

س: يدعا أو يدخل؟

ج: يدخل من أبواب الجنة كل باب يدعا هلم هلم.

س: ويدخل معها كلها؟

ج: لا، يدخل مع من شاء منها لكن يدعا من رغبة فيه وحبهم لدخوله معهم تدعوه الملائكة ومنها قوله ﷺ: ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء.

س: بالنسبة لقول بعض العلماء أن جميع أمة محمد ﷺ يردون حوضه وما ورد من الأحاديث؟

ج: أمة محمد المستجيبين الذين طاعوا وسلموا من المعاصي أما من ارتد ما هو من أمة محمد خرج عن أمة محمد إذا ارتد صار من غير أمة محمد صار من الكافرين إنما الذي يبقى من أمة محمد العصاة والعصاة فيهم التفصيل قد يسلمون وقد يسقطون لكن المرتد ليس من أمة محمد إذا ارتد صار من الكافرين صار من أمة الدعوة فقط ما عد هو من أمة الإجابة خرج من أمة الإجابة إلى أمة الدعوة اليهود والنصارى والشوعيون وجميع الكفرة يقال لهم أمة الدعوة يعني مدعوون لكن ليسوا من أمة الإجابة أمة الإجابة الذين أجابوا النبي ﷺ هؤلاء هم الموعودون بالنجاة فالأمة أمتان أمة إجابة وهم المسلمون وأمة دعوة وهم جميع أهل الأرض من جن وإنس أمة الدعوة من عهد النبي إلى يومنا هذا إلى يوم القيامة كلهم يقال لهم أمة دعوة كل جميع الناس حتى الصين والشيوعيين.

س: قول الرسول ﷺ إن لإبراهيم مرضعا في الجنة يدل على أن الأطفال يبقون على صغر في الجنة؟

ج:... وقت دخول الجنة أقول وقت صغرهم أرواحهم في الجنة.

س: من قال من العلماء أن الساحر يستفصل عن نوع سحره؟

ج: هو قول الشافعي رحمه الله ومعناه صحيح يعني إذا اشتبه يستفصل فإذا عرف أنه سحر من جهة عبادة الشياطين والجن هذا هو الساحر أما إذا عرف من سحره أنه من جهة أمراض يحصل بها مرض يحصل بها أذى هذا يعاقب بما يستحق المقصود الساحر هو الذي يتعاطى السحر هذا هو الساحر بعبادة الجن والشياطين والاستعانة بهم هؤلاء هم السحرة مثل ما أخبر الله عنهم.

س: هل له توبة الساحر؟

ج: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة: 102].

س:  هل له توبة الساحر؟

ج: توبة بينه وبين الله بس أما في حكم الدنيا لا، يقتل.

س: والذي من يسقط من على الصراط هل هو عرضة للشفاعة؟

ج: الشفاعة خلصت ما بعد الصراط شفاعة ما بعد الصراط إلا الجنة دخول الجنة الشفاعة قبل ذلك قبل الصراط الشفاعة توزيع الكتب والموازين كلها قبل الصراط.

س: الذين سقطوا من على الصراط وتخطفتهم الكلاليب؟

ج: هذا بمعاصيهم لهم معاصي أوجبت ذلك وإن كان من أهل أصحاب اليمين لكن لهم معاصي أوجبت دخولهم النار أوجبت سقوطهم.

س: الطفل الذي يموت بعد ولادته هل يحاسب يوم القيامة ؟

ج: اللي دون البلوغ ما عليه حساب من أهل الجنة وبس كل من كان دون...

س: خاص بالمسلمين؟

ج: الصواب حتى غير المسلمين حتى أولاد الكفار إذا ماتوا صغار الصواب أنهم من الناجين لأنهم يولدون على الفطرة كل يولد على الفطرة فهم من أهل النجاة مع الناجين.

وأول من يستفتح باب الجنة محمد ﷺ، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته وله ﷺ في القيامة ثلاث شفاعات: أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم من الشفاعة حتى تنتهي إليه. وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له، وأما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، ويخرج الله من النار أقواماً بغير شفاعة بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا فينشئ الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة. وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء. وفي العلم الموروث عن محمد ﷺ من ذاك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده.

الشيخ: يقول المؤلف رحمه الله أول من يستفتح باب الجنة هو محمد ﷺ نبينا ﷺ هو أول من يستفتح باب الجنة والله جل وعلا أمر أن لا يفتح بابها لأحد قبله ﷺ فهو أول من يستفتح بابها وأول من يقرع بابها ويقول له الخازن: أمرت ألا أفتح لأحد قبلك اللهم صل عليه وسلم وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته بعد الأنبياء عليهم السلام أمته فأفضل الأمم أمة محمد ﷺ وهي أول من يدخل الجنة من الأمم.

وله ﷺ ثلاث شفاعات يوم القيامة: الشفاعة العظمى في أهل الموقف حتى يقضى بينهم ويحاسبوا وذلك بعد أن يتراجع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عنها آدم  ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم الناس إذا اشتد الموقف فيفزع الناس إلى آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده نفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا يعني من المشقة والشدة فيقول عليه الصلاة والسلام: لست هنالكم إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ويذكر خطيئته وهي أكله من الشجرة وهو قد تاب منها ولكن من شدة ورع الأنبياء وخوفهم وكمال إيمانهم عليهم الصلاة والسلام اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا عليه الصلاة والسلام فيقولون أنت أول رسول أرسله الله إلى الأرض يعني بعدما وقع الشرك فيهم وقد سماك الله عبدا شكورا الا ترى ما قد بلغنا اشفع لنا إلى ربك فيقول مثل ما قال آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ويذكر دعوته على أمته اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيأتون إبراهيم فيقول مثل ذلك إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته الثلاث التي كذبها في ذات الله قوله إِنِّي سَقِيمٌ  [الصافات: 89] وقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [الأنبياء: 63] فيقول: اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى عليه الصلاة والسلام فيقول مثل قولهم: إن ربي قد غضب الله غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيأتون عيسى فيقولون له اشفع لنا إلى ربك فيعتذر عيسى ويقول لهم مثل ما قال من قبله: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله اذهبوا إلى محمد عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال فيأتوني فأقول أنا لها أنا لها اللهم صل وسلم عليه ثم يتقدم إلى ربه فيسجد تحت العرش بين يدي ربه ويحمده بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم.

ويشفع في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ثم يشفع شفاعة أخرى في أناس دخلوا النار بذنوبهم ومعاصيهم فيحد الله له حدا فيخرجهم من النار ثم يشفع فيحد الله له حدا فيخرجهم من النار ثم يشفع  فيحد الله له حدا فيخرجهم من النار ثم يشفع فيحد له حدا فيخرجهم من النار أربع مرات عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح.

ويشفع الأنبياء والمؤمنون والأفراط مثلما قال المؤلف تفاصيل يوم القيامة أمر عظيم ويبقى في النار جملة من الموحدين لم تعمهم الشفاعات ويبقى في النار جماعة من الموحدين العصاة الذين دخلوها بذنوبهم فيخرجهم الله من النار برحمته جل وعلا بغير شفاعة أحد هم البقية قد امتحشوا واحترقوا بالنار فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته ولا يبقى في النار من الموحدين أحد ما يبقى فيها إلا الكفار الذين كتب الله عليهم الخلود فيها لكفرهم بالله كما قال تعالى: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ  [البقرة: 167] وقال في حقهم: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا  [الإسراء: 97]  وقال تعالى في حقهم: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [النبأ: 30] وقال في  حقهم: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ  [المائدة: 37] نعوذ بالله وقال في حقهم: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر: 37] فيقول الله : أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ  [فاطر: 37]. أي في الدنيا وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر: 37] هذه حالهم وهذه نهايتهم العذاب السرمدي نسأل الله العافية أبد الآباد لا تنتهي النار ولا يخرجون منها نسأل الله العافية.

أما تفاصيل يوم القيامة وما يتعلق بالميزان وبحال الميزان وثقله وتوزيع الصحف وما يصيبهم من الكرب العظيم إلى غير ذلك كل هذا موجود بعضه في القرآن وبعضه في الأحاديث الصحيحة من أراده وجده نسأل الله السلامة والعافية لا حول ولا قوة إلا بالله

س: طلب الشفاعة من النبي ﷺ بعد موته؟

ج: ما تطلب من النبي ولا من غيره بعد الموت، شرك بالله هذا طلب منهم ما لا يقدرون عليه الشفاعة تطلب في الدنيا ويوم القيامة بس أما في البرزخ لا من النبي ولا من غير النبي ولا من الصالحين من طلبها فقد طلبهم ما لا يستطيعون وهذا من الشرك الأكبر مثل لو قال يا أخي أغثني وإلا انصرني وإلا اشف مريضي وإلا رد غائبي وما أشبه ذلك .

س: يعذر بهذا في الجهل؟

ج: لا، ما يعذر بالجهل لأن هذا مقام عظيم لكن يبين له حتى يتوب يبين له إذا كان عنده شبهة يبين له حتى يتوب إلى الله.

س: ورد مدة بقاء الناس في المحشر وانتقالهم من نبي إلى نبي؟

ج: الله أعلم لكن يوم القيامة مثل ما قال خمسين ألف سنة فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ  [المعارج: 4]. نسأل الله العافية يوم طويل يوم القيامة لكن دل القرآن على أنه ينتهي حسابهم قبل نصف النهار أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان: 24]  دل على أنه إذا جاء نصف النهار قد انتهى الأمر صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار نسأل الله العافية.

س:...

ج: مقداره خمسين ألف سنة بأيام الدنيا.

س: غضب الله هل ورد في الآثار سبب ذلك يوم القيامة؟

ج: ما بلغني شيء والله أعلم لحضور الكفرة بين يديه الذين حادوه وكفروا به وسبوه وأنكروا دينه فيغضب عليهم غضبا عظيما .

س: العصاة كذلك؟

ج: العصاة لهم نصيبهم لكن الغضب الأكبر على الكفرة.

س: ما صحة: حامل القرآن يشفع في سبعين من أهل بيته؟

ج: الله أعلم ما أعرف حاله.

س: الفرق بين ترك الالتزام والجحود؟

ج: الجحود ينكره يقول ما هو بشرع، الصلاة ما هي مشروعة أو ما هي واجبة، والصيام ما هو بواجب هذا الإنكار أما كونه يكسل يصوم وتارة لا يصوم يزكي وتارة لا يزكي هذا ما يسمى جحود هذه معصية صاحبها معرض للوعيد وعلى خطر من دخول النار إلا أن يعفو الله عنه بخلاف الصلاة فالصلاة الصحيح أن تركها كفر وإن لم يجحد.

س: امتناع طائفة مثل ما امتنعت طائفة عن أداء الزكاة؟

ج: إذا امتنعوا قاتلهم ولي الأمر إذا امتنعوا وقاتلوا كفروا لأن قتالهم دونها يدل على الجحد مثل ما فعل الصديق والصحابة أما إذا امتنعوا ولم يقاتلوا يعزرون ولو بشطر المال: إنا آخذوها وشطر ماله  إذا لم يقاتلوا لا يكفرون لأن الرسول أخبر أنه يوم القيامة يعذبون ثم يرى الذي ترك الزكاة سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ما ذكر أنه مع الكفرة.

س: بمجرد قتالهم يكفرون؟

ج: إذا قاتلوا دونها قالوا ما نسلمها  لأن هذا يدل على الجحد ولهذا قاتل الصديق مانعي الزكاة وأجمع الصحابة على ذلك قاتلوهم قتال الكفار لأنهم منعوا وقاتلوا جميعا مثلما قاتلوا أصحاب مسيلمة.

س: لقد توفيت والدتي قبل خمس وأربعين عاما تقريبا ولم يصل عليها لأن الإمام لم يكن موجودا ودفنت دون صلاة فماذا علينا نحو والدتي علما أن المقبرة لا أعرف قبرها فيه؟

ج: ما عليكم شيء مضى الوقت تدعون لها بالمغفرة والرحمة والحمد لله.

س: شفاعة حافظ القرآن لأهله؟

ج: ما أتذكر فيه شيء في أحاديث لكن ما أتذكر بالضبط تفاصيلها لكن على كل حال من قام بالعمل به ترجى له شفاعته مثل ما جاء في الأحاديث أنه يجادل عن صاحبه يوم القيامة.

س: ولبس التاج؟

ج: هذا إذا عمل به القرآن حجة لك أو عليك حجة لك إذا عملت به وعليك إذا لم تعمل به هذا رواه مسلم في الصحيح.

س: إذا كان إنسان مات وما صلي عليه كم مدته ؟

ج: المعروف عند العلماء شهر إلى شهر تقريبا أكثر ما ورد عن النبي شهر.

س: من قال المنائر هذه التي يتكلف ببنائها في المساجد ليست من السنة وأنه يغني عنها الآن وجود المكبرات؟

ج: الذي يقوله غلطان لأنه إذا حط المكبر كأنه مؤذن فيها يسمع الناس النبي أمر بلالا أن يؤذن فوق السطح حتى يسمع الناس لأن المؤذن كلما ارتفع صوته صار أبلغ للناس.

س: هو يقول هذه المنائر تكلف بناء مسجد آخر؟

ج: ولو إذا استطاعوا يبنونها يبنونها وإلا يختصرون فيها على حسب الطاقة.

س: وقوله ليست من السنة؟

ج: ما هو صحيح من السنة فعل ما يبلغ صوت المؤذن سواء سطح أو مأذنة أو غيره.

وتؤمن الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - بالقدر خيره وشره والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين:

(فالدرجة الأولى) الإيمان بأنّ الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا وأبدا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فأول ما خلق الله القلم

قال له: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه جفت الأقلام وطويت الصحف كما قال تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج: 70]، وقال: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22] وهذا التقدير - التابع لعلمه سبحانه - يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل خلق الروح فيه بعث إليه ملكاً فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ونحو ذلك. فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ومنكروه اليوم قليل.

(وأما الدرجة الثانية) فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه. لا يكون في ملكه ما لا يريد  وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات، فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته، وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد

والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمصلي والصائم. وللعباد القدرة على أعمالهم ولهم إرادة

والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم كما قال الله تعالى:، لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 28، 29]

وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي ﷺ مجوس هذه الأمة ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها.

الشيخ: هذا البحث من أنفس البحوث ومن أجمعها وهو بحث نفيس عظيم فيما يتعلق بالقدر وقد بسطه المؤلف وأوضحه كما بسط ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله أيضا في شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل فالمؤلف هنا بين أمر القدر بيانا شافيا جيدا فمن أصول أهل السنة والجماعة ومن صفات الفرقة الناجية الإيمان بالقدر خيره وشره فالفرقة الناجية تؤمن بالقدر خيره وشره من جميع الوجوه.

وإيمانها بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالإيمان بالقدر يتضمن أربعة أشياء ويقال له أربع مراتب من استكملها استكمل الإيمان بالقدر.

الأولى: العلم وأن الله علم الأشياء كلها.

والثانية: الكتابة.

والثالثة: المشيئة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

والرابعة: الخلق والإيجاد، وأن الله خالق الأشياء كلها اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الزمر: 62] ليس له شريك في الخلق والتدبير بهذه مراتب القدر أربع مراتب علم الله بالأشياء علمه محيط بكل شيء قال: أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  [البقرة: 231] وقال: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا  [الطلاق: 12] وهذا عمله القديم إذ لم يزل موصوفا به أزلا وأبدا لا يعزب عن علمه شيء وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ [يونس: 61].

فكل جميع الحوادث والكائنات في الدنيا والآخرة كلها معلومة له لا تخفى عليه خافية جل وعلا وهي مكتوبة أيضا مع العلم كتابة كما قال تعالى أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج: 70] قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22]. وقال النبي ﷺ: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء وكتب في اللوح المحفوظ كل شيء جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.

فالدرجة الأولى: من القدر تشتمل على مرتبتين هما العلم والكتابة.

والدرجة الثانية: تشتمل على شيئين أيضا المشيئة والخلق والإيجاد فمشيئة الله نافذة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهو الخالق لكل شيء فهو خلق الأشياء كما قال جل وعلا  إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ۝ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:4- 10] فهو سبحانه علم الأشياء وكتبها وهو الخالق لها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

والعباد لهم أفعال هم لها فاعلون أفعال حقيقية منسوبة لهم فالعبد هو المصلي والصائم وهو الحاج وهو الزاني والسارق وهو البائع والمشتري وهو الناكح والمطلق إلى غير ذلك لهم أفعال فالله سبحانه خالقهم وخالق أفعالهم كما قال  تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ  [الصافات: 96]. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ولا يرضى من القوم الفاسقين ولا يحب الكافرين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد فيحب الخير وأهله ويكره الشر وأهله يحب الإيمان والتقوى ويكره الفساد والكفر والضلال وكل عبد ميسر لما خلق له لما سأل الصحابة النبي ﷺ إن كانت الأمور مقدرة ومكتوبة ففيم العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة.

فالدرجة الأولى: وهي علم الله قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ثم رجعوا عن ذلك ومنكروها اليوم قليل كما ذكر المؤلف رحمه الله فعلم الله الأشياء وكتابته لها.

وأما الدرجة الثانية كونه خالق الأشياء وكونه مشيئته نافذة يكذب به عامة القدرية من المعتزلة وغيرهم وقد سماهم النبي ﷺ مجوس هذه الأمة المجوس هم الذين يقولون إن للعالم خالقين  النور وهو خالق الخير والظلمة وهو خالق الشر وهؤلاء من جنس الذين أشركوا العباد في الأفعال وقالوا إن العباد يخلقون أفعالهم وأنها ليست مقدرة عليهم هذه الأفعال بل هم الذين يفعلونها والله ليس خالقا لها وهذا من جهلهم وضلالهم وهم المعتزلة والقدرية النفاة وهم بهذا قد كذبوا الله ورسوله وصاروا بهذا كافرين.

ومن القدرية المجبرة وهم الجهمية وأشباههم الذين يقولون إن العبد مجبور ليس له فعل ولا له اختيار فهو مجبور وهؤلاء أيضاً ضالون وهم الجهمية نفاة الصفات جمعوا مع القول بنفي الصفات القول بالجبر إن العبد مجبور ليس له فعل ولا اختيار وهؤلاء كلهم طوائف ضالة الجهمية والمعتزلة والقدرية نفاة ومنهم الشيعة الإمامية لأنهم معتزلة نفاة للقدر.

والقدر له تفصيل القدر السابق قدر حصل منه قدر مفصل وهو التقدير للجنين في بطن أمه والتقدير الذي يكون في ليلة القدر والتقدير الذي وقع حين خلق آدم ومسح الله ذريته من ظهره وهذا تقدير مفصل: التقدير العمري والتقدير السنوي في ليلة القدر والتقدير اليومي كلها تفاصيل للقدر السابق كلها تفصيل للقدر السابق فما يقع للعبد في بطن أمه وما يكتب له وما يقع في ليلة القدر وغير ذلك كله تفصيل للقدر السابق لا يخرج جنين ولا غيره عما كتب له في القدر السابق ولهذا لما قال الصحابة يا رسول الله إذا كانت مقاعدنا من الجنة والنار معلومة كل شيء مقدر ففيم العمل قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5- 10].

هذا بحث عظيم ينبغي حفظه وضبطه لأن به تخالف جميع فرق البدع والضلالة بهذا الاعتقاد تخالف جميع فرق الضلالة في القدر القدرية النفاة والمجبرة جميعهم تخالفهم وتعتقد اعتقاد النبي ﷺ والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وفق الله الجميع

س:  أول ما خلق الله العرش قبل القلم؟

ج: فيه خلاف بين العلماء يقول ابن القيم رحمه الله:

والناس مختلفون في القلم الذي

كتب القضاء به من الديان

هل كان قبل العرش أو بعده قولان عند أبي العلاء الهمداني
والحق أن العرش قبل لأنه

حين الكتابة كان ذا أركان

العرش قبل القلم.

س: إنكار مشيئة الله النافذة؟

ج: كفر وضلال، إنكار العلم وإنكار المشيئة كله كفر وضلال.

س: حرمة كانت حامل في شهرها السابع فجأة احترق بيت جيرانهم قبل اثنين وعشرين سنة ذهبت تحضر ماء من البئر وتسعى نحو مئتين متر إلى مكان الحريق الحريق كان فيه أطفال ونساء جوه الآن أطفوه بعدما خلصوا جلست خمسة أيام تعبانة؟

ج: يعني هربت من الحريق يعني؟

س: لا، تطفي الحريق

ج: تساعدهم؟

س:  لإنقاذ الأطفال والذين في الحريق.

ج: ما عليها شيء.

س: بعد خمسة أيام جابت اثنين توأم يعني واحد جلس يمكن ثمان ساعات حي بعدين توفى؟

ج: ما عليها شيء فعلت أمر مشروع لها مساعدتهم ما عليها شيء.

س: الذي يحتج بالقدر في الذنوب؟

ج: باطل ما يجوز يحتج بالقدر، يحتج بالمصائب يقول إنا لله وإنا إليه راجعون قدر الله وما شاء فعل أما يحتج بالذنوب هذا فعل إبليس هذه حجة إبليس.

س: ...

ج: ظاهر المؤلف صحته، فيه خلاف أسانيده لعلها يشد بعضها بعضه كما فعل المؤلف جزم بصحته.

س: وجه تسميتهم بمجوس هذه الأمة؟

ج: لأنهم قالوا خالقين جعلوا العبد يخلق أفعاله فشابهوا المجوس.

س: التقدير اليومي هو الذي يدخله المحو؟

ج: التقدير اليومي هو الذي جاء في الحديث: إن لله ثلاثمئة وستين نظرة في كل يوم يخلق في نظرة ويعز ويذل ويحيي ويميت ويفعل ما يشاء  كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29].

س: هو اللي يكون فيه تعليق ومحو؟

ج: تابع القدر السابق.

س: لكن يدخل هذا اليومي؟

ج: يدخل اليومي والسنوي والعمري المعلق على أسبابها المعلقة على أسبابها وأما الذي ما هي معلقة هذه تقع في وقتها .

س: من صام قضاء وأفطر بغير عذر ؟

ج: عليه التوبة إلى الله .

س: ما يأثم؟

ج: يأثم وعليه التوبة.

س: توجيه كلام أن الدعاء يرد القضاء؟

ج: المعلق يعني القدر المعلق عليه لا يرد القدر إلا الدعاء أي الدعاء الذي علق عليه القدر قد قدر الله لفلان أنه متى سافر سلم ومتى عالج سلم هذا ومتى دعا بكذا سلم فهذا معلق على أسبابه إذا فعلها انتهى.

س: بالنسبة للصلاة وراء البر والفاجر؟

ج: يعني العاصي.

س: يعني في هذا الأمر إذا كان مدخنا؟

ج: تصح الصلاة تصح الصلاة إلا إذا كان كافرا.

س: نفاة الحكمة حكمه؟

ج: هذا القدرية المجبرة ينفون عن الأفعال حكمها ومصالحها نسأل الله العافية يقولون يفعل ما يشاء وبس.

س: الذي يحلق لحيته أو يسبل ثوبه هذا يكون فاسق؟

ج: يكون فاسقا إذا كان علم الحكم وبين له وأصر، أما الجاهل يعلم لأنه قد يجهل هذا الناس قد تخفى على بعض الناس العامة.

س: صحة الحديث: إن أول ما خلق الله القلم؟

ج: حديث لا بأس به جيد صحيح.

ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح.

وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في آية القصاص: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ  [البقرة: 178]وقال: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۝ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات: 9، 10].

ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ  [النساء: 92]. وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال: 2]. وقوله ﷺ: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ونقول: هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم.

الشيخ: هذا بحث عظيم من عقائد أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل  بالقلب والجوارح هذا الذي عليه أهل السنة والجماعة خلافا للمرجئة من المعتزلة والخوارج أيضا لكن الخوارج يوافقون على هذا الحد لكن عندهم الإيمان لا يزيد ولا ينقص وهكذا المعتزلة عندهم لا يزيد ولا ينقص بل إما يوجد كله أو يذهب كله ولهذا كفروا العاصي وخلدوه في النار والمعتزلة وافقتهم على ذلك  في حكم الآخرة وجعلوا العاصي مخلدا في النار والمرجئة أخرجوا العمل من الإيمان وقالوا إنه قول فقط أو تصديق فقط أو التصديق والقول وكل الطوائف المذكورة كلها غالطة وضالة عن السبيل.

والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قول وعمل قول بالقلب واللسان وعمل القلب والجوارح.

فالمحبة لله والخوف منه والإخلاص له عمل قلبي والتصديق عمل قلبي والتصديق بالقول عمل قلبي والتسبيح والتهليل والذكر عمل جارحي والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد من عمل الجوارح هكذا أهل السنة والجماعة عندهم أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.

قوله قول وعمل يدخل فيه الخوارج والمعتزلة.

وقوله يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي إخراج للمعتزلة والخوارج والرد عليهم وإخراج المرجئة بقوله قول وعمل فالواجب على المؤمن أن يعتقد هذه العقيدة ويعمل بمقتضاها.

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يسلبون الفاسق الملي المنتسب لملة الإسلام اسم الإيمان بالكلية ولا يخلدونه في النار فسلب الإيمان كالخوارج ولا يخلدونه في النار كالمعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق مثل ما في قوله تعالى فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء: 92]ومثل قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ [البقرة: 278] يدخل في خطاب يا أيها الذين آمنوا أما في مقام المدح والثناء فلا يدخل في قوله جل وعلا إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2].

ولا يدخل في قوله ﷺ: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ،  ليس منا من ضرب  لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية إلى أشباه ذلك .

وبهذا يعلم أن المؤمن الكامل لا يدخل في حكم المذمومين والمؤمن الناقص يدخل في المذمومين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق ... إلى آخره لأنه ناقص الإيمان وهو مؤمن يعني الإيمان الكامل فالمؤمنون الكمل يخرج منهم الفسقة.

ووصف الإيمان هو المسلم الذي يخاطب بالإيمان فقط يدخل فيه الفاسق في قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا  [البقرة: 278] وفي قوله إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  [آل عمران: 19] وفي قوله ﷺ: المسلم أخو المسلم يدخل في هذا الفاسق وغير الفاسق لكن إذا جاء الإيمان مطلقا مع المدح لم يدخل فيه الفاسق ومع الإطلاق يدخل فيه الفاسق كما مر مثل قوله فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ  [البقرة: 178] سماه أخا وهو قاتل وقال إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ  [الحجرات: 10] وقد بغى بعضهم على بعض ومع ذلك سماهم إخوة.

والخلاصة أن الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة: 278]  فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء: 92] وأشباه ذلك ولا يدخل في الإيمان الكامل الذي مدح أهله مثل ما في قوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الأنفال: 2- 3] لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق .. إلى آخر الحديث لأن فسقه بالمعصية أزال عنه كمال الإيمان فيسمى مسلما ويسمى مؤمنا ناقص الإيمان أو يسمى مؤمنا بإيمانه فاسقا بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فلا يقال مؤمن كامل الإيمان ولا يقال ليس بمؤمن إلا بهذا القصد بنية أنه ليس بمؤمن كامل وبهذا يرد على المعتزلة والخوارج ويصير المؤمن على عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم الذي ضلت فيه أفهام وزلت فيه أقدام والله المستعان.

س: حكمه الدنيوي عند الخوارج والمعتزلة والمرجئة؟

ج:  عند الخوارج كافر وعند المعتزلة في منزلة بين المنزلتين لا يسمى مؤمن ولا يسمى كافر ولكن بينهما وإذا مات دخل النار ويؤمر بأحكام الإسلام.

والمرجئة يقولون إيمانه كامل ولو ما عمل ولو ما صلى ولا صام إيمانه كامل.

س: الفرق بين كمال الإيمان الواجب والكمال المستحب؟

ج: الكمال المستحب اللي فيه زيادة الطاعات مثل صلاة الضحى والوتر بالليل وأنواع الصيام المتطوع به وأشباه ذلك هذا من كمال الإيمان.

س: والكمال الواجب.

ج: الواجب بفعل الواجبات وترك المعاصي.

س: المرجئة والخوارج هل يعدون من الثلاث والسبعين فرقة؟

ج: من الثنتين والسبعين، ثنتين وسبعين متوعدين بالنار .

س: الأباضية؟

ج: من الخوارج .

س: على نفس أصولهم؟

ج: إيه، يرون العاصي ليس بمؤمن.

س: ما تقول فيما ذكر ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان عند ذكر بعض الأمور المحرمة يقول والحيلة في ذلك فما رأيكم في الحيل التي ذكرها على أنها حلال؟

ج: ذكر قسمين ذكر حيل شرعية وذكر حيل باطلة أنكرها فإذا قرأها المؤمن عرف طالب العلم يعرف ذكر الحيل الشرعية التي جاء بها الشرع وذكر الحيل التي تحلل الحرام حذر منها .

س: تقسيم العلماء بين كفر عملي وكفر اعتقادي يفهم بعض الإخوان أن الكفر العلمي لا يكون إلا أصغر؟

ج: لا، الكفر العملي قسمان: أصغر وأكبر فالشرك بالله وإهانة المصحف كفر علمي أكبر والنياحة على الميت والطعن في النسب ولطم الحدود وشق الجيوب كفر عملي أصغر.

س:...

ج: هذا غلط الذي يعمم غلطان ما عنده بصيرة.

س...

ج: غلط، لو سجد لغير الله، للصنم أو للأموات كفر مطلقا ولو ما اعتقد أنه يجوز متى فعل هذا كفر بذلك مثل لو سب الله وسب رسوله وقال أنا ما قصدت سب الله ورسوله.

س: والاعتقادي أكبر مطلقا مخرج من الملة؟

ج: نعم مخرج من الملة الاعتقادي مخرج من الملة إذا اعتقد حل الزنا وحل الخمر أو حل الشرك كفر كفرا أكبر.

س: حديث النبي ﷺ الذي يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ما صحة هذا الحديث؟

ج: بعض أهل العلم يصححه وفي سنده بعض المقال صححه جماعة ومعناه صحيح يعني ما يؤمن إيمانا كاملا، لا يؤمن إيمانا كاملا إلا إذا كان هواه تبعا لما جاء به أما إذا مال هواه إلى الزنا أو الفواحش صار ناقص الإيمان.

س: يعني يكون الحديث صحيح؟

ج: فيه خلاف في صحته خلاف بعض أهل العلم يصححه ولكن معناه صحيح.

س: طيب وبالنسبة لحديث النبي ﷺ الذي يقول فيه: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها؟

ج: ما أعرف الحديث هذا من كلام العلماء ما أعرف فيه حديث.

ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ﷺ كما وصفهم الله به في قوله تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [الحشر: 10] وطاعة النبي ﷺ في قوله: لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه.

ويقولون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي ﷺ بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله ﷺ كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما - بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر - أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا وربّعوا بعلي، وقدم قوم علياً، وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله ﷺ أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله.

ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله ﷺ حيث قال يوم

غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي، وقال أيضاً للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي

وقال: إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون أزواج رسول الله ﷺ أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده أول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية والصِّدّيقة بنت الصّدّيق رضي الله عنها التي قال النبي ﷺ: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.

ويمسكون عما شجر من الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كاذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّر عن وجهه. والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله ﷺ إنهم خير القرون وأن المُدَّ مِن أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد ﷺ الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفِّرَ به عنه. فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور.

ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح.

ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.

الشيخ: هذا الفصل من أفضل فصول الكتاب ومن أهم فصول هذا الكتاب العقيدة الواسطية في شأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فيه الرد على الرافضة والرد على النواصب وفيه بيان فضلهم ومنزلتهم رضي الله عنهم وأرضاهم وهو فصل عظيم أجاد فيه المؤلف وأحسن بعبارات واضحة بينة فمن عقيدة أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم وأرضاهم سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ﷺ فقلوبهم سالمة يحبونهم ويترضون عنهم لأن حبهم دين رضي الله عنهم وأرضاهم لأنهم حملة الشرع لنا وخير القرون فحبهم دين فأهل السنة والجماعة يحبونهم في الله وقلوبهم سالمة نحوهم بل مملوءة بحبهم وألسنتهم سالمة فلا يسبونهم ولا يعيبونهم بل يترضون عنهم ويدعون لهم طاعة لله قال الله جل وعلا: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [الحشر: 10] ويحفظون فيهم وصية رسول الله ﷺ بهم حيث قال: لا تسبوا أصحابي  لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.

فأهل السنة والجماعة هذه صفتهم قلوبهم وألسنتهم سالمة لأصحاب رسول الله ﷺ فهم زبدة الأمة بعد الأنبياء عليهم السلام لا كان ولا يكون مثلهم رضي الله عنهم وأرضاهم فالواجب حبهم في الله والترضي عنهم والكف عن مساوئهم فيما شجر بينهم والإيمان بأنهم خير القرون وأن أفضلهم الخلفاء الراشدون الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن كان بعض الصحابة قد تنازع في تقديم عثمان على علي أو العكس ولكن استقر أمر أهل السنة أمن عثمان هو الثالث وأن عليا هو الرابع في الخلافة والفضل فهكذا ينبغي لأهل السنة والجماعة أن يكونوا بهذا الاعتقاد وأن يتبرؤوا من طريقة الروافض الذين يسبون الصحابة ويؤذونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو  عمل فينبغي لأهل السنة أن يبتعدوا عن هذا الخلق الذميم.

وكذلك يشهدون لمن شهد له الرسول ﷺ بالجنة كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وعبد الله بن سلام وعكاشة بن محسن وجماعة شهد لهم النبي ﷺ يشهد لهم من ثبت أنه شهد له النبي ﷺ يشهد له.

كذلك يؤمنون بما ثبت في أهل بدر حيث قال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان لأنه ثبت عنه ﷺ: لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة وأنزل الله فيهم لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 18] كل هذا من عقيدة أهل السنة والجماعة.

فالواجب على أهل الإيمان بعدهم هو السير على منهاجهم  ويؤمنون بأن الصحابة كلهم خير الأمة وأفضلها وأن ما قد ينقل عن بعضهم من أشياء تنتقد فهو نزر قليل في جنب ما أعطاهم الله من الخير العظيم في جنب فضائلهم وأعمالهم العظيمة فهو إما يكون قد تاب منه أو أتي بحسنات تمحو أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد ﷺ الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا من مرض أو غيره كفر به عنه.

هكذا أهل السنة والجماعة في هذه المسائل التي ذكرها المؤلف فينبغي للمؤمن أن يحفظ هذا الفصل جيدا وأن يعمل بمعناه وأن تكون عقيدته راسخة حتى يخالف بها جميع أهل البدع من  الرافض والنواصب وغيرهم من أهل البدع الذين ساءت ظنوهم أو غلوا في أهل البيت كالروافض أو ساءت ظنونهم وجفوا في حقهم كالخوارج والمعتزلة وأشباههم ممن ساءت أقوالهم وأعمالهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله رضي الله عنهم نسأل الله أن يرضى عنهم ويجعلنا من أتباعهم بإحسانه.

س: كيف يمكن الجمع بين الأحاديث أن خديجة أفضل من عائشة؟

ج: الجمع بينها أن عائشة أفضل النساء لأن الرسول قال: فضل على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام قال بعض أهل العلم خديجة أفضل في زمانها وعائشة أفضل في زمانها لأن خديجة أم أولاده رضي الله عنها وأرضاها وأول من آمن وعضده وآمن به لكن صريح حديث عائشة يدل على هذا أنها أفضل النساء لما أعطاها الله من العلم والبصيرة والفقه في الدين ولما جرى على يدها من نشر العلم نشر السنة رضي الله عنها وأرضاها وكلهم له فضل وأفضل النساء خمس: عائشة ثم خديجة  ثم فاطمة بنت النبي ﷺ ثم مريم بنت عمران ثم آسيا بنت مزاحم خمس أفضل النساء على الإطلاق عائشة وخديجة وآسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ومريم بنت عمران رضي الله عنها ورحمها وفاطمة ابنة النبي ﷺ هؤلاء الخمس هن خيرة النساء نساء هذه الأمة رضي الله عن الجميع ورحم الجميع.

س: لما قيل له ما كانت إلا عجوز أبدلك الله خيرا قال: والله ما أبدلني الله خيرا منها ألا يدل على ترجيحها؟

ج: محل نظر لأنه قد يكون مساوي  لكن ما حصل بعد النبي ﷺ مما نشرت من العلوم عائشة رضي الله عنها والأمر سهل تفضيل عائشة على خديجة أو خديجة على عائشة أمر سهل المقصود أن هذه الخمس هم أفضل النساء.

س: حكم من سب الصحابة أو تنقصهم؟

ج: من سب الصحابة يكون كافرا كالرافضة .

س: يصل إلى الكفر؟

ج: نعم معناه أنه ساء الظن بهم حملة الشريعة معناه ليسوا بعدول لكن سب بعض الناس ما يضر مثل ما يقع من بعض الناس حول معاوية هذا معصية وفسق لا يكون كفرا.

س: العوام إذا قال أن جماهير الصحابة ارتدوا ويقعون في عرض عائشة ولم يجد عنده من يبين له ؟

ج: لا، ما يقول هذا أحد وقع من بعض الناس وأقام النبي عليهم الحد حمنة بنت جحش وامرأة أخرى المقصود امرأتين حمنة إحداهما حمنة ومسطح وحسان ثلاثة هؤلاء الذين جرى منهم ما جرى وأقيم عليهم حد القذف  وتبرأ حسان من هذا رضي الله عنه وأرضاه قال:

حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى لحوم الغوافلي
لئن كان ما قد قيل عني قلته فلا رفعت يدي إليّ أناملي

يقول شهدتوا علي وأخطؤوا علي المقصود أنها رضي الله عنها وأرضاها من أعف الناس وأكرم الناس رضي الله عنها والحاصل أن الواجب على المؤمن أن يكون قلبه سليما ولسانه سليما لأصحاب الرسول ﷺ محبة وترضيا عن رجالهم ونسائهم.