بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله جل وعلا خلق الخلق لعبادته وأمرهم بها فقال : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 56 - 58] فخلقهم للعبادة وتكفل بأرزاقهم كما قال في الآية الأخرى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود: 6] وأرسل الرسل جميعا لهذا الأمر العظيم ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله ويأمروهم بها ويوضحوها لهم فقال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36] هكذا جميع الرسل بعثوا لهذا الأمر العظيم ليأمروا الناس أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36]ويقول سبحانه وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25] وهذه العبادة التي خلقوا لها وأرسلت الرسل بها أمرهم بها سبحانه في مواضع من كتابه العظيم كما في قوله تعالى في سورة البقرة يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21] وقال في سورة النساء وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء: 36] وقال في سورة بني إسرائيل وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء: 23] وقال في سورة البينة وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ [البينة: 5] وقال سبحانه فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2، 3] فهذه العبادة التي خلقوا لها قد أمروا بها وبينت لهم في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام وبعث الله بها الرسل جميعا وخاتمهم وأفضلهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعث بذلك بعثه الله يدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له ومكث في مكة بضعة عشر سنة ثلاثة عشر سنة يدعو الناس إلى توحيد الله وطاعة الله يأمرهم أن يعبدوا الله وحده وأن يخلعوا عبادة ما سواه من الأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء وغير ذلك يقول : يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فأجابه الأقل وأنكر دعوته الأكثرون ولم يزل صابرا داعيا إلى الله حتى أمره الله بالهجرة إلى المدينة بعدما اشتد أذى المشركين له ولم ينقادوا لما جاء به عليه الصلاة والسلام فهاجر إلى المدينة ومكث بها عشر سنين يدعو إلى الله ويعلم الناس شريعة الله وأنزل الله عليه القرآن العظيم بعضه في مكة وبعضه في المدينة وبينه للناس وأرشد الناس إلى ما دل عليه القرآن وبين لهم ما أوحى الله إليه في ذلك فإن الله أعطاه وحيين القرآن والوحي الثاني السنة وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ [النجم: 1- 2] يعني محمدا عليه الصلاة والسلام وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 2 - 4] فالله أوحى إليه القرآن وأوحاه إليه السنة وهي أحاديثه عليه الصلاة والسلام وما بينه للأمة من شرع الله فتلقى الصحابة عنه هذا الدين العظيم دين الإسلام ونقلوه إلينا غضا طريا وهكذا نقله التابعون عن الصحابة وهكذا أتباع التابعين ولم يزل أهل العلم ينقلون هذا العلم من جيل إلى جيل ومن قرن إلى قرن ويكتبون فيه الكتب الكثيرة ويوضحون للناس دعوة نبيهم عليه الصلاة والسلام وما بينه الكتاب العظيم القرآن من دين الله فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة هي ما بين الله لعباده في كتابه العظيم وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام وتلقاه الصحابة عن نبيهم وبلغه للناس هو دين الله وهو توحيد الله وطاعته واتباع رسوله وترك ما نهى عنه والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله هذا هو دين الله وهذا هو العقيدة التي درج عليها سلف الأمة وهي عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالله ورسوله والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله والعمل بذلك قولا وعملا وعقيدة عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة فالإيمان بالله ورسوله هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من الطاعات القولية والفعلية على المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما تلقاه أصحاب النبي ﷺ ومن بعدهم من السلف الصالح وقد بينه ﷺ في أحاديث كثيرة شرح للناس دين الإسلام والإيمان والإحسان وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولا وعملا فعقيدة أهل السنة والجماعة هي العمل بكل ما أخبر الله به ورسوله وبكل ما أمر الله به ورسوله عن إيمان صادق وإخلاص لله ومحبة ورغبة ورهبة فهم يؤدون أوامر الله وينتهون عن نواهي الله ويقفون عند حدود الله عن إيمان بالله ورسوله عن إخلاص وصدق عن رغبة ورهبة لا رياء ولا سمعة ولا نفاقا ولكن عن إيمان وعن صدق وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلاما وسماها إيمانا وسماها تقوى وسماها هدى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران: 19] وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى [النجم: 23] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر: 45] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة: 21] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136] قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا [البقرة: 136] فهي إيمان وإسلام وهدى وتقوى وبر وصلاح وإصلاح هذه هي العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة وهي دين الله الذي بعث به رسوله ﷺ وبعث به جميع المرسلين قول وعمل وعقيدة قول باللسان وعمل بالجوارح وعمل بالقلب عن محبة وعن إخلاص وعن صدق ورغبة ورهبة وجميع ما جاءت به الرسل يندرج تحت الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما قال جل وعلا لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة: 177] وقال تعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا [البقرة: 136]الآية وقال تعالى آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة: 285] الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136] الآية.
فدين الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة هي الإيمان بالله قولا وعملا وعقيدة ويدخل في الإيمان ما بينه الرسول ﷺ لجبرائيل لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان بين له أركان الإسلام وأركان الإيمان الستة والإحسان قال : الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال : ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهذا هو دين الله عند التفصيل : إسلام وإيمان وإحسان .
فالإسلام ما أمر الله به ورسوله من الأعمال الظاهرة تسمى إسلاما يعني خضوعا لله الإسلام الانقياد والذل لله سمى الله دينه إسلاما لأن المسلم ينقاد لله ويذل له ويؤدي حقه عن خضوع وذل وانكسار وهذا هو العبادة سمي عبادة لهذا سمي الدين كله عبادة لأنه يؤدى بالذل والانكسار والخضوع لله . فالعبادة التي خلقنا لها هي الإسلام وهي دين الله وهي الإيمان والهدى .
فقوله : الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله إلى آخره داخل في قوله: أن تؤمن بالله فالعقيدة التي تلقاها أهل السنة والجماعة عن أصحاب النبي ﷺ وتلقاها أصحاب النبي عن رسول الله هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره هذه الست الأصول هي أصول الدين كلها.
يدخل في الإيمان بالله الإيمان بكل ما أمر الله به وشرعه من الإسلام من توحيد الله والإخلاص له والشهادة بأنه لا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله والشهادة بأن محمدا عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ويدخل في ذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج كله داخل في الإيمان بالله والإيمان بجميع المرسلين كما نص عليه جل وعلا في كتابه العظيم ونص عليه الرسول ﷺ فالإيمان بالله يشمل ذلك كله الإيمان بالله يشمل جميع ما أمر الله به ورسوله من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر إلى غير ذلك من كل ما أمر الله به ورسوله كله داخل في الإيمان بالله.
والإيمان بالملائكة معناه الإيمان بكل الإيمان الذين خلقهم الله يؤمن العبد بأن لله ملائكة خلقهم في طاعته وعبادته وتنفيذ أوامره نؤمن بهم جميعا وأنهم خلقوا من نور خلقهم الله من النور وأنهم في طاعته واتباع أمره وتنفيذ أوامره لا يحصي عددهم إلا الله جل وعلا. نؤمن بهم إجمالا وتفصيلا ، نؤمن بهم إجمالا وأن لله ملائكة في طاعته واتباع أوامره وتنفيذها ومنهم من فصله الله لنا وبين لنا أسماءهم كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل ومالك خازن النار هؤلاء بينهم وهكذا ملك الموت ومن سماه الله من غيرهم نؤمن بهم على سبيل التفصيل وهكذا الكتب نؤمن بها كل ذلك داخل في الإيمان بالله وداخل في الإسلام الكتب التي أنزلها الله على الرسل فإن الله جل وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ [الحديد: 25] فالله أرسلهم وأرسل معهم الكتب لبيان الحق للناس فنؤمن بكتب الله جميعا على الإجمال والتفصيل نؤمن بجميع الكتب المنزلة على الرسل عليهم الصلاة والسلام ومنها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الذي هو أعظمها المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام صحف موسى صحف إبراهيم كله نؤمن بكل الكتب التي أنزلها الله على رسله وأفضلها وخاتمها القرآن الكريم وهكذا نؤمن بجميع الرسل من أولهم إلى آخرهم نؤمن بهم جميعا وأنهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة عليهم الصلاة والسلام ومنهم آدم عليه الصلاة والسلام رسول نبي مكلم ، فهو رسول الله إلى ذريته يدعوهم إلى توحيد الله ويأمرهم بأمر الله وينهاهم عن نهي الله ثم بعث الله نوحا عليه الصلاة والسلام بعدما وقع الشرك في بني آدم أرسل الله نوحا فنوح هو أول الرسل إلى أهل الأرض بعدما وقع الشرك فيهم بعث الله نوحا عليه الصلاة والسلام فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وصبر على أذى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو فيهم يدعوهم إلى الله فلما استكبروا واستمروا في العناد أهلكهم الله بالغرق وأنجاه وأصحاب السفينة عليه الصلاة والسلام وهكذا من بعده من الرسل كهود وصالح وشعيب ولوط وموسى وهارون وغيرهم كلهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة إلى أن ختمهم الله بأفضلهم محمد عليه الصلاة والسلام نؤمن بذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة من الإيمان ورسوله أن نؤمن بهؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنهم أدوا الرسالة بلغوها وأدوا أمانة وصبروا منهم من قتل ومنهم من سلم وهم متفاوتون منهم من تبعه جم غفير ومنهم من لم يتبعه إلا قليل حتى قال ﷺ في حديث ابن عباس: منهم من لم يتبعه إلا الرهيط الثلاثة والأربعة والخمسة ومنهم من لم يتبعه إلا الرجل والرجلان ومن الرسل من لم يتبعه أحد بل خالفه قومه كلهم والعياذ بالله، وهكذا نؤمن بالله اليوم وهو الأصل الخامس من أصول الإيمان نؤمن باليوم الآخر، فأهل السنة والجماعة يؤمنون باليوم الآخر وهو يوم القيامة سمي آخر لتأخره عن الدنيا ، الدنيا ثم يوم القيامة حين تقوم الساعة تذهب الدنيا والدنيا هي اليوم الأول وتقوم الساعة وهي اليوم الآخر، ويجازى الناس بأعمالهم في هذا اليوم الآخر، وفيه تنصب الموازين ويحاسب الناس ويوفون أعمالهم ويعطى هذا كتابه بيمينه وهذا كتابه بشماله فمن أعطي كتابه بيمينه فهو الرابح السعيد وله الجنة والكرامة، ومن أعطي كتابه بشماله فهو الهالك وله النار يوم القيامة، ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عن الآخرة عن يوم القيامة والجنة والنار من جزاء وحساب وغير ذلك كله داخل في اليوم الآخر.
والأصل السادس الإيمان بالقدر أن الله علم الأشياء قبل أن تكون علمها سبحانه وقدرها فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فعلم أعمال العباد وما يقع في هذه الدار وما يقع في الآخرة كل ذلك علمه سبحانه وأحصاه وكتبه، فالمسلمون تلقوا عن نبيهم ﷺ الإيمان باليوم الآخر كما دل عليه القرآن قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ [البقرة: 136] إلى آخره وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [البقرة: 177] فالمسلمون يتلقون إيمانهم عن رسولهم ﷺ وعن كتاب ربهم بهذه الأصول الستة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فتؤمن بأن الله علم الأشياء كلها وأنه أحصاها وكتبها وأنه سبحانه هو القادر على كل شيء العالم بأحوال عباده وأن العباد لن يخرجوا عن قدر الله وما سبق في علمه ولما أخبر النبي ﷺ الصحابة بذلك قالوا يا رسول الله إذا كان الله قد قدر كل شيء أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5- 10].
ومن الإيمان بالله أيضا : الإيمان بأسمائه وصفاته كما أنه داخل في ذلك الإيمان بشرائعه من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد أمر بمعروف ونهي عن منكر إلى غير ذلك كله داخل في الإيمان بالله كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح لما قال رجل يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم كل شيء داخل في الإيمان كل ما أمر الله به ورسوله داخل في الإيمان بالله وهكذا قال جل وعلا إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت: 30] فمن آمن بالله ربا وإلها معبودا بالحق واستقام على دينه فهذا هو دين الله وهذا هو الإسلام وهذا هو الإيمان وهذا هو الهدى وهذا هو العبادة التي خلقنا لها الإيمان بالله ثم الاستقامة الإيمان بالله ربا وإلها ومعبودا بالحق والإيمان بكل ما شرع من الأوامر والنواهي والعمل بذلك فهذا كله العبادة وهذا هو الدين وهذا هو الإيمان بالله وهذا هو الإسلام وهذا هو الهدى وهذا هو التقوى ومن الإيمان بالله الإيمان بأسمائه وصفاته كله داخل في الإيمان بالله الإيمان بأنه سبحانه حكيم عليم رحمن رحيم على كل شيء قدير وبكل شيء عليم وأنه سبحانه بيده تصريف الأمور وهو القادر على كل شيء وإليه مصير العباد فالإيمان بكل أسمائه وصفاته كل ذلك داخل في الإيمان بالله فعلى المكلف أن يؤمن بالله ربا وإلها ومعبودا بالحق وعليه أن ينقاد لشريعته فعلا للمأمور وتركا للمحظور هكذا الإسلام وهكذا الإيمان إيمان بالله يتضمن أداء فرائضه وترك محارمه والوقوف عند حدوده والإيمان بأسمائه وصفاته والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون وصفاته وأسماؤه توقيفية تؤخذ من كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فالمؤمن يؤمن بذلك يؤمن بكل ما دل عليه كتاب الله من أسمائه وصفاته وبكل ما أخبر به النبي ﷺ في الأحاديث الصحيحة من أسماء الله وصفاته كله داخل في الإيمان بالله مع الإيمان بأنه سبحانه ليس كمثله شيء له الكمال المطلق في علمه وتوحيده وفي قدرته وفي حكمته وفي كل أسمائه وصفاته لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1 - 4] ويقول سبحانه فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] فله الكمال المطلق في علمه وقدرته وحياته وفي كل شيء لا شريك له ولا شبيه له ولا كفو له وأسماؤه وصفاته جاءت مفصلة ومجملة فصلها في الإثبات أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: 209] غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة: 173] سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج: 61] عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النساء: 26] عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20] مفصلة في إثباتها .
ومجملة في نفيها جمع سبحانه بين النفي والإثبات ، نفي مجمل وإثبات مفصل ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74]كل هذا نفي مجمل وفيه نفي مفصل لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: 3] ولكنه قليل والغالب على النفي الإجمال ، نفي النقائص والعيوب والمشابهة لخلقه.
وصفاته الثابتة فصلها في كتابه العظيم إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج: 75] إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 28] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر: 22 - 24] إلى غير هذا مما بين من أسمائه وصفاته جل وعلا فعلى العبد أن يؤمن بذلك وبكل ما أخبر الله به ورسوله من أسماء الله وصفاته على الوجه الذي يليق به سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته نؤمن بذلك على الوجه الذي يليق به سبحانه ليس له مثيل ولا نظير ولا كفو ولا ند جل وعلا فعلمه كامل ليس كعلمنا وقدرته كاملة ليست كقدرتنا وبصره كامل ليس كبصرنا وهكذا بقية صفاته .
وهكذا يسمع ويبصر ليس كسمعنا وبصرنا ، بل هو أكمل وأعظم وهكذا موصوف بأنه له يد بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة: 64] سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج: 61] وله قدم كما في الحديث الصحيح : لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها رجله وفي رواية قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قط قط يعني حسبي حسبي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] لا مثيل له في سمعه ولا في بصره ولا في يده ولا في وجهه ولا في قدمه ولا في غير ذلك وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 27] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88] فهذه الصفات التي وصف بها نفسه نصفه بها ونقول: كما قال له وجه وله يدان وله سمع وله بصر وله قدم وله أصابع كلها تليق به لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا في الحديث الصحيح : إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء.
وعرفت أن الإيمان بالكتب يشمل الإيمان بجميع الكتب المفصلة والمجملة نؤمن بكتب الله المنزلة على رسله وأنبيائه وما سمى الله نسميه من التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى ما سمى الله نسميه وأعظمها القرآن وهو خاتمها وهكذا الملائكة نؤمن بهم إجمالا وتفصيلا من سماه الله سميناه كجبرائيل وميكائيل ومن لم نسم الله نقول لله ملائكة لا يحصيهم إلا الله جل وعلا ، يقول النبي ﷺ في شأن البيت المعمور الذي هو فوق السماء السابعة على وزان الكعبة : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم كل يوم سبعون ألف ملك للتعبد ثم لا يعودون إليه فمن يحصيهم إلا الله جل وعلا.
وله ملائكة يتعاقبون فينا يشهدون معنا الصلوات فإذا صلى الناس الفجر عرج الذين باتوا فينا وبعد العصر يعرج الذين فينا بقوا في النهار ينزل ملائكة الليل فيجتمعون في صلاة العصر وصلاة الصبح ملائكة يتعاقبون فينا يشهدون على أعمال العباد وما شاهدوا منها يسألهم ربهم وهو أعلم إذا عرجوا إليه كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ومعك أنت يا عبد الله كل واحد منا معه ملكان هذا يكتب حسناته وهذا يكتب سيئاته مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار: 10 - 12] فجدير بك يا عبد الله أن تحرص على إملاء الخير على هؤلاء الملائكة أمل عليهم الخير أمل عليهم ما ينفعك ويرضي الله عنك من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والدعوة إلى الله وتعليم الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير هذا من وجوه الخير وهكذا العمل فهم يكتبون كل شيء.
وعلينا جميعا على جميع المكلفين من الجن والإنس الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كل ما أخبر الله به عن يوم القيامة كله داخل في الإيمان باليوم الآخر الجنة والنار والحساب والجزاء وتوزيع الكتب على الناس والمرور على الصراط يوم القيامة مرور المؤمنين على الصراط إلى الجنة إلى غير هذا من كل ما أخبر الله به ورسوله في اليوم الآخر، علينا أن نؤمن بذلك وأن الله يبعث عباده بعد مماتهم في آخر الزمان عند قيام الساعة يرسل الله ريحا طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات فلا يبقى إلا الأشرار في خفة الطير وأخلاق السباع، يأتيهم الشيطان ويزين لهم الشرك بالله وعبادة غير الله فيعبدون غير الله وتمتلئ الأرض من شركهم وكفرهم وضلالهم وعليهم تقوم الساعة، نسأل الله العافية.
فالله جل وعلا يحكم بين عباده يوم القيامة ويجازيهم بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر كما قال جل وعلا وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم: 31] وقال جل وعلا فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8] وقال سبحانه إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40]ويقول سبحانه وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47] فجميع أعمال العباد يوفون إياها إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
تنصب الموازين يوم القيامة توزن فيه أعمال العباد، فهذا يثقل ميزانه وهذا يخف ميزانه، فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة: 6 - 11] من ثقلت موازينه أعطي كتابه بيمينه، ومن خفت موازينه أعطي كتابه بشماله، والعصاة أمرهم إلى الله الذين ماتوا على المعاصي والسيئات أمرهم إلى الله من شاء سبحانه عفا عنه وأدخله الجنة، وصار من أهل اليمين من أهل النجاة والسعادة ومن شاء سبحانه أدخله النار بذنوبه ومعاصيه ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار ويلتحق بإخوانه في الجنة.
وأهل الجنة فيها منعمون أبد الآباد لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون بل في نعيم دائم وخير دائم وهذا الطعام والشراب جشاء ورشح لا بول ولا غائط ولا مخاط ولا بصاق وأهل النار في عذاب وبلاء أبد الآباد نسأل الله العافية يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [المائدة: 37] كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة: 167] وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [محمد: 15].
هذه نهاية الناس، فجدير بالعاقل أن تكون هذه النهاية على باله والا يغفلها فلا بد منها ومن مات فقد قامت قيامته فليحذر العبد أن يغفل وأن يجازف الأمور فيندم غاية الندامة فليعد لهذا اليوم عدته وليحرص قبل أن يهجم عليه الأجل على العدة الصالحة على الزاد الصالح من طاعة الله ورسوله والقيام بحقه والاستقامة على دينه وذلك بفعل أوامر الله وترك نواهي الله هذه هي العدة الصالحة أن تستقيم على دين الله وأن توحد ربك وتخصه بالعبادة وأن تؤدي فرائضه من صلاة وغيرها وأن تنتهي عن نواهيه وأن تقف عند حدوده ترجو ثوابه وتخشى عقابه هذه هي العدة العدة الصالحة التي أنت مأمور بها ومخلوق لها أن تعبد ربك وحده تشهد أنه لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وتؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وتؤدي فرائض الله التي فرض عليك بإخلاص له سبحانه ورغبة فيما عنده ومحبة وتنتهي عن نواهي الله عن إيمان وصدق وإخلاص وتقف عند حدود الله مؤمنا بالله ورسله مؤمنا بأن الله قدر الأقدار وشاء ما شاء فعليك أن تؤمن بالقدر خيره وشره وأن تعلم أن الله علم الأشياء وكتبها وأنه الخالق لكل شيء وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان أيضا بأن الله يرى يوم القيامة إذا جاء لفصل العباد يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ [المطففين: 15] يعني يوم القيامة لَمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15] والمؤمنون يرونه ويكشف لهم عن ساق وينظرون إليه ويكلمهم ويحييهم .
ثم في الجنة يرونه سبحانه في الجنة يراه المؤمنون في الجنة كما يشاء وما أعطوا في الجنة شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجهه كما قال تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26] الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله.
والمسلمون إذا انتهوا من الموقف يمرون على الصراط منصوب بين الجنة والنار أصله في الأرض ونهايته إلى الجنة يمر عليه المؤمنون ويمنع منه الكافرون فاحرص على العدة التي هي السبب في مرورك من الإيمان بالله والتقوى وعليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يخطف وينجو ومنهم من يخطف ويسقط بسبب معاصيه والكفار لا يمرون عليه بل يساقون إلى النار ويحشرون إليها كما ضيعوا أمر الله وأشركوا به وكفروا به يحشرون إليها.
ومن الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بأن المؤمن مخلد في الجنة أبد الآباد ونعيمهم فيها متفاوت ، قصورهم ونعيمهم وزوجاتهم مختلفون في ذلك فمنهم من يعطى زوجات كثيرات ، ومنهم من هو أقل من ذلك ولكل واحد زوجتان من الحور العين كل واحد له زوجتان من الحور العين غير زوجاته من الدنيا وغير ما يعطى من الزوجات الأخريات من الحور العين كل واحد لا ينقص عن زوجته من الحور العين مع ما له من زوجات في الدنيا فالنساء في الجنة أكثر وفي النار أكثر في الجنة أكثر ومعهم الحور العين وفي النار أكثر لما يحصل منهن من الإضاعة لأمر الله والمعاصي الكثيرة التي من أسبابها صاروا أكثر أهل النار؛ قال الرسول ﷺ: رأيتكن أكثر أهل النار! قالت له امرأة : لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير يعني تكثرن السب والشتم وتكفرن الأزواج والإحسان لو أحسن الزوج إلى أحداكن الدهر ثم رأت منه شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط هذا وصف أغلبي إنكار للجميل عند أقل شيء من الزوج! ولهذا كن أكثر أهل النار بسبب المعاصي والشرور وكفران العشير وعدم الإيمان بالله ورسوله.
وهن أكثر أهل الجنة لما معهن من الحور العين فالمؤمنات في الجنة مع أزواجهن المؤمنين ولأزواجهن مزيد من الحور العين لكل واحد زوجتان من الحور العين وقد يزاد بعضهم زوجات كثيرات على حسب أعمالهم الصالحة لكن أقلهم من له زوجتان من الحور العين غير نصيبه من زوجاته من الدنيا.
ومن أخبار اليوم الآخر أن أهل الجنة يتزاورون فيها وهم في نعيم دائم لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتفلون قلوبهم قلب رجل واحد على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض يسبحون الله بكرة وعشيا يتنعمون بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر لله وهم مع تزاورهم واختلاف منازلهم في الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض كل واحد يرى أنه في نعمة ليس فيها غيره من النعيم العظيم ليس يعتريه حزن ولا مضايقة بل في نعيم دائم وسرور دائم مع لقاء لإخوانه في الأوقات التي يشاؤها الله ولهم مواعيد مع ربهم يزورنه ويسلمون عليهم وينظرون إلى وجهه الكريم على حسب مراتبهم كل هذا من الإيمان باليوم الآخر وله يوم مزيد يوم يجمع فيه أهل الجنة ويزورونه وينظرون إليه ويسلم عليهم ويحادثهم !
ومن الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بأن جميع الخلائق يوفون أجورهم ذلك اليوم ما أحد يضيع حقه كل يعطى حقه من مسلم وكافر وعاصي ولو مثقال ذرة لا يضيع ولو مثاقيل الذر فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7- 8] فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء أن يعد العدة لهذا اليوم وأن يكون على باله على الرجل أن يعد العدة وأن يتقي الله وأن يستقيم على دين الله وأن يحافظ على ما أوجب الله عليه من صلاة وغيرها وعلى المرأة كذلك أن تؤدي حق الله وأن تستقيم على دين الله وأن تتفقه في دين الله وأن تؤدي حق زوجها بالمعروف وأن تحذر كفر العشير وإيذاء الزوج بغير حق وعلى الزوج أن يتقي الله في أهله وألا يظلمهم قال تعالى وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: 19]فعلى الزوج أن يتقي الله وأن يعاشر بالمعروف وعلى الزوجة أن تتقي الله وأن تسمع وتطيع لزوجها في المعروف وعليهما أن يتعاونا على البر والتقوى على طاعة الله ورسوله حتى تكون زوجته في الجنة وحتى يكون زوجها في الجنة.
ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بالحوض المورود للنبي حوض يوم القيامة يرده الناس، حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر وآنيته عدد نجوم السماء آنية كثيرة يرده المؤمنون أتباع النبي ﷺ يردونه ويشربون منه يوم القيامة ويذاد عنه الكفرة بالله ومن خالف أمره يذاد عنه الكافرون ممن لم يؤمن بالرسول ﷺ أو ارتدوا وفاته يذادون عنه ويحرمون منه كما يحرمون من دخول الجنة ويرده المؤمنون ويشربون منه من هذا الحوض المورود كل هذا من أخبار يوم القيامة وهو يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة يوم طويل عظيم لكن لا ينتصف إلا وقد صار أهل الجنة إلى منازلهم قال تعالى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان: 24] عند نصف النهار قد وصلوا إلى منازلهم وتبوأوا منازلهم وتنعموا فيها أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان: 24]وما ذاك إلا لكثرة الخلق وطول الحساب والله جل وعلا هو الحكيم العليم الذي يجازيهم بأعمالهم خيرها وشرها وهو الحكم العدل لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر: 17] إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء: 40] وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47] فأنت يا عبد الله حاسب نفسك وهكذا أنتِ يا أمة الله حاسبي نفسك كل يحاسب نفسه ينظر ماذا قدم ماذا فعل هل أدى حق الله هل استقام على دين الله هل أدى واجب الله هل ترك محارم الله هل وقف عند حدود الله هل أدى ما عليه لإخوانه وهكذا الزوج يحاسب نفسه هل أدى حق زوجته هل أنصفها هل أدى حق والديه هل أدى حق أولاده وقراباته، وهكذا الزوجة المرأة تحاسب نفسها تنظر هل أدت حق زوجها هل أدت حق والدها وأقاربها كل ذلك مطلوب كما أن عليه أن يؤدي حق الله هكذا حق المخلوق أيضاً حق الله أعظم وأكبر ولكن أوجب عليك حقوقا لغيرك أوجب عليك حقا لوالديك ولزوجتك ولأولادك ولإخوانك المسلمين عليك أن تؤديها وهكذا المرأة عليها أن تؤدي حق الله الذي عليها لربها ولزوجها ولقراباته وللمسلمين ومن الحق على الجميع الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير والنصح لله ولعباده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من حق الله على الجميع التواصي بالحق والتناصح وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1 - 3] من الحق على الجميع التعاون على البر والتقوى يقول وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2]فالواجب على كل إنسان أن يحاسب نفسه هل أدى الحق الذي عليه لله ولعباده ولا شك أن الإنسان متى حاسب نفسه وناقشها وجد التقصير فعليه أن يكمل وعليه أن يستقيم وعليه أن يجاهد نفسه لله حتى يؤدي الحقوق التي لله ولعباده.
وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضا بكلام الله وأنه يكلم أهل الجنة ويكلم عباده يوم القيامة ويسمعون كلامه ويسلم على أهل الجنة ويقول: هل رضيتم فيقولون يا ربنا ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ألم تثقل موازيننا ألم تدخلنا الجنة ألم تنجنا من النار قال ألا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا وأي شيء أفضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا فضله وجوده جل وعلا.
وجميع ما يقوله أهل السنة والجماعة كله موزون بالكتاب والسنة والإجماع فدين الله مبني على هذه الأصول الثلاثة على كتاب الله القرآن وعلى سنة رسوله ﷺ وعلى إجماع سلف الأمة وأهل السنة وأهل الجماعة هم المستقيمون على دين الله ورسوله هم التابعون للحق هم المنقادون لشرع الله ...[45:12] هم أهل السنة والجماعة ومن شذ عنهم وخالف فهم أهل البدع وقد أخبر ﷺ أن أمته تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فالفرقة الناجية هم المؤمنون هم أهل السنة والجماعة وهم المستقيمون على دينه وعلى اتباع شريعته هم أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية واثنتان وسبعون متوعدون بالنار إما لكفرهم وإلا لبدعهم ومخالفاتهم أما أهل السنة والجماعة فهم الذين استقاموا على دين الله قولا وعملا وعقيدة اتبعوا شرع الله ونصحوا لله ولعباده وتباعدوا عن مساخطه فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة هم أهل الحق هم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأتباعهم بإحسان .
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا كما نسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم .
كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير وأن يعينهم على كل خير وأن يصلح لهم البطانة وأن يجعلهم من الهداة المهتدين وأن يعيذهم من دعاة الباطل ونزغات الشيطان ومن كل ما يخالف أمره سبحانه وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام وأن ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه جل وعلا جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
الأسئلة:
س: سائل أرفق قصاصة من جريدة الشرق الأوسط نشر فيها مقال منه قول الكاتب: فإنه من العبث الادعاء أن ستة مليارات من الناس المنتشرين على سطح البسيطة سيكون مصيرهم النار هكذا بموجب فتوى لا تستند إلى الحق والعدل ، ويقول: إن أتباع جميع الديانات السماوية باستثناء المحرفين لكتاب الله سيذهبون إلى الجنة فيما إذا عملوا صالحا تحقيقا لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 62] إلى آخر ما قال فما توجيهكم؟
ج: لا شك أن من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسول لا شك أنه إلى الجنة الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 62] فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم من بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم من الأمم كلهم إلى الجنة كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم فهو إلى الجنة ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار ولا شك أن أكثر الخلق إلى النار والأقلون هم إلى الجنة كما قال جل وعلا وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف: 103] وقال جل وعلا وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام: 116] وقال سبحانه وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ: 20] لكن في آخر الزمان إذا رفع الله القرآن في آخر الزمان وأرسل الريح التي تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات لا يبقى إلا الأشرار فعليهم تقوم الساعة وهم من أهل النار؛ لأنهم بقوا على الشرك بالله وعبادة غيره فعليهم تقوم الساعة نسأل الله العافية لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله وفي لفظ : حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله نسأل الله السلامة وأما القول بأن جميع أهل الأرض في النار هذا باطل كلام باطل بل من آمن بالله واليوم الآخر فهو من أهل الجنة وإنما يكون من أهل النار من كفر بالله وخالف أمره لكن في آخر الزمان بعد رفع الكتاب العزيز وبعد موت المؤمنين والمؤمنات يبقى الأشرار وعليهم تقوم الساعة وهم من أهل النار.
س: وعبارة أخرى أيضا أوردها يقول: إن الإسلام والإيمان ليسا محصورين برسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقط ، بل إن الإسلام والإيمان يخصان كل إنسان يعبد الله بأي صورة كانت قبل وبعد البعثة المحمدية المباركة؟
ج: أما قبل بعث محمد ﷺ فكل من آمن من الرسل الماضين فهو من أهل الجنة من آمن بموسى بعيسى بهود بصالح بجميع الرسل فهو من أهل الجنة إذا مات على ذلك أما بعد محمد ﷺ فليس من أهل الجنة إلا من تابع محمد ﷺ جميع أهل الأرض بعد بعث محمد ﷺ ليس لهم نجاة إلا باتباع محمد عليه الصلاة والسلام قال النبي ﷺ: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله من يأبى قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار فأتباع محمد ﷺ هم الذين يدخلون الجنة دون غيرهم ويقول ﷺ : والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار فلا يكون من أهل الجنة بعد بعث محمد ﷺ إلا من تابعه هذا من أهل الجنة أما من بلغه خبره وكفر به ولم يؤمن به فهو من أهل النار أما من لم يبلغه خبر النبي ﷺ من أهل الفترات الذين لم يسمعوا بالرسول ولا بالقرآن فهؤلاء يقال لهم أهل الفترة هؤلاء أمرهم إلى الله يوم القيامة يمتحنهم جل وعلا فمن نجح بالامتحان دخل الجنة ومن لم ينجح دخل النار نسأل الله السلامة.
وأما من بلغه رسالته ﷺ وبلغه القرآن ولم يؤمن به فهو من أهل النار نسأل الله العافية.
س: من لم يكفرهم ؟ من لم يكفر اليهود والنصارى الذين لم يتابعوا النبي ﷺ؟
ج: هو مثلهم من لم يكفر الكفار فهو مثلهم لا بد من الإيمان بالله وتكفير من كفر به ولهذا في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ويقول جل وعلا فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256] فلا بد من الإيمان بالله وتوحيده والإخلاص له والإيمان بإيمان المؤمنين ولا بد من تكفير الكافرين الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم ممن يوجد اليوم وقبل اليوم بلغته رسالة الله ولم يؤمنوا فهم من أهل النار نسأل الله العافية كفار.
س: هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى ويقول إنه ليسوا من أهل السنة والجماعة فما الصحيح في ذلك؟
ج: لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات ابن حجر والنووي وجماعة آخرين لهم أشياء غلطوا فيها ليسوا فيها من أهل السنة وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.
س: كيف يكون التعامل مع الرافضة الذين خالطونا في البلاد في مثل هذه الحالات إذا كانوا طلابا أو مدرسين وإذا كانوا أطباء أو مرضى وإذا كانوا زملاء في العمل؟
ج: من أعلن بدعته وجب هجره من أعلن بدعته من الغلو في أهل البيت مثل علي وفاطمة وأهل البيت وبغض الصحابة هذا يهجر لأن عبادة أهل البيت وبغض الصحابة كفر وردة عن الإسلام فمن أظهر بدعته يهجر ولا يوالى ولا يسلم عليه ولا يستحق أن يكون معلما ولا غيره لا يؤمن في الوظائف ومن لم يظهر بدعته ولم يبين شيئا وأظهر الإسلام مع المسلمين يعامل معاملة المسلمين كما قال ﷺ في الحديث الصحيح لما سئل أي الإسلام أفضل؟ قال: أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف من أظهر الإسلام فهو أخونا نسلم عليه ونرد عليه السلام ومن أظهر الشرك والبدع فليس أخانا إن كان شركا فليس أخانا وإن كان بدعة استحق الهجر عليها حتى يدعها حتى ينقاد إلى الحق وهكذا من أظهر المعاصي كالزنا وشرب الخمر يستحق أن يهجر وإن كان مسلما يستحق أن يهجر حتى يتوب إلى الله من شرب الخمر من إظهار ما أظهر من المنكرات.
س: ...[55:20]
ج: إذا كان دخل بأمان أو عهد لا بأس أن يعطى العلاج ويعلم ويدعا إلى الله جل وعلا أما من كان حربيا لا ، لا يعطى علاجا بل يقاتل.
وأهل البدع كذلك ماداموا بأمان عندنا لو عالجوه في المستشفيات وأعطوه الدواء ما دام تحت الأمان حتى يقام عليه حكم الله.
س: هل كل من يقع في الشرك الأكبر يكون مشركا وتطبق عليه أحكام المشركين؟
ج: نعم ، من كفر بالله صار كافرا من أشرك بالله صار مشركا كما أن من آمن بالله ورسوله صار موحدا مؤمنا، أما من لم تبلغه الدعوة فهذا لا يقال له مؤمن ولا كافر ولا يعامل معاملة المسلمين بل أمره إلى الله يوم القيامة وهم أهل الجهل الذين ما بلغتهم الدعوة هؤلاء يمتحنون يوم القيامة يبعث الله إليهم عنقا من النار ويقال لهم ادخلوا فمن أجاب صار عليه بردا وسلاما ومن لم يجب أدخل النار نسأل الله العافية المقصود أن من بلغته الدعوة ولم يؤمن ولم يسلم فهو كافر عدو لله.
س: بعض الناس يدعون العلم بما تحت الأرض وما فوقها ويحددون أماكن الآبار وخاصة في الأماكن الصحراوية والجبلية فهل يصدقون وهل هذا من الكهانة؟
ج: دعوى معرفة المياه ليس من الكهانة يدرك بأمارات المياه في الأراضي تدرك بعلامات لها علامات وأمارات يعرفها المختصون قد يخطئون وقد يصيبون لكن إذا كان علمهم جيدا في الغالب يصيبون لها أمارات كما ذكر ابن القيم رحمه الله وغيره لها أمارات تعرف بها مواضع المياه.
س: بعض الناس ينكرون الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ويقولون كل يدعي ذلك ولكن الأولى أن ينتسب إلى السلف؟
ج: السلف هم أهل السنة والجماعة ، فالانتساب إليهم لا بأس به بالحق يقول أنه من المؤمنين من أتباع أهل السنة والجماعة من أتباع الصحابة من المؤمنين بالله واليوم الآخر ينتسب إلى أهل الحق لا ينتسب إلى أهل الباطل يجاهد نفسه على الصدق ألا تكون دعوى يجاهد نفسه حتى يصدق.
س: ما صحة حديث: إن الله خلق آدم على صورته أو على صورة الرحمن؟
ج: حديث صحيح، خلق آدم على صورته يعني سميعا بصيرا يتكلم ذا عين وذا يد وذا قدم وليس معناه المشابهة لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4]لكن معناه خلقه الله على صورته سميعا بصيرا له وجه له يد له قدم يعلم ويسمع ويبصر هكذا قال أهل السنة وكأحمد وإسحاق وغيره رحمة الله عليهم.
س: هناك من يتلفظ بألفاظ فيها الاستعانة بالجن والدعاء أو الحلف بالنبي ﷺ وعندما ينبه يقول اعتاد عليها لساني فما الحكم في ذلك؟
ج: يجب أن يعود لسانه الكلام الطيب ويحذر الكلام المنكر وليس هذا بعذر يجب أن يحفظ لسانه عما حرم الله من استغاث بالجن ودعا الجن فمن الشرك بالله جل وعلا قال تعالى وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن: 6] كان كثير من العرب في جاهليتها تعبد الجن وتستعيذ بهم وتخافهم فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك وأن يثق بالله ويعتمد على الله ويستعيذ بكلمات الله التامات ليلا ونهارا من شر ما خلق ويقيه الله شرهم يقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق في ليله ونهاره في أي منزل وفي أي مكان أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق يكررها ثلاثا أو أكثر دائما صباح ومساء وينجيه الله من شرهم وهكذا إذا قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباح ومساء هذا من أسباب العافية من كل شيء وهكذا قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] والمعوذتين صباح ومساء بعد الفجر وبعد المغرب من أسباب السلامة من كل شر المقصود أن الواجب عليه أن يحفظ لسانه عما حرم الله من سائر الكلام الرديء لا من دعاء الجن ولا من الحلف بغير الله ولا من غير هذا من سائر الكلام المنكر وليس له عذر بقوله اعتاده لسانه بل يحذر يحفظ لسانه عما حرم الله يقول النبي ﷺ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت والله يقول في كتابه العظيم: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18]فهو مسؤول عن كلامه فعليه أن يحفظ لسانه عن كل ما حرم الله من الغيبة والنميمة والسب ودعاء الجن والتوسل بالمخلوقات إلى الله كأن يتوسل بالنبي أو بجاه النبي أو بحق النبي كل هذا لا يجوز التوسل بالدعاء دعاء الله وتوحيده التوسل بالإيمان به سبحانه اتباع الشريعة التوسل بأعمالك الصالحة كل هذا طيب اللهم إني أسألك بإيماني بك بمحبتي لك باتباعي لنبيك ﷺ ببر والدي بصلة الرحم بأدائي الأمانة تتوسل بأعمالك مثل أصحاب الغار توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة فأنجاهم الله وفرج كربتهم أخبر النبي ﷺ عن ثلاثة ممن قبلنا آواهم المبيت المطر إلى غار فدخلوا فيه من أجل المطر والليل يبيتون فيه فأنزل الله صخرة تدحرجت من أعلى الجبل حتى سدت عليهم الغار فلم يستطيعوا لها دفعا فقالوا فيما بينهم لن يخلصكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فأنجاهم الله منها قال أحدهم اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا الغبوق يعني الحليب في أول الليل من عادة البادية شرب الغبوق بالليل إذا حلبوا الإبل فكان يأتي بالحليب ويسقي والديه قبل أهله فنأى به طلب الشجر ذات ليلة تأخر فجاء ووجدهما نائمين فكره أن يوقظهما وبقي وبيده القدح ينتظر استيقاظهما والصبية عنده يتضاغون يريدون الحليب من شدة حبه لوالديه وبره لهما بقي واقفا حتى طلع الفجر واستيقظا فسقاهما ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكن لا يستطيعون الخروج ثم قال الثاني : اللهم إنه كانت لي ابنة عم من أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها يعني للزنا فأبت علي فألم بها سنة ألمت بها سنة شديدة يعني حاجة فجاءت إليه تطلبه الرفد وسد الحاجة فقال لا حتى تمكنيني من نفسك يعني حتى تسمح له بالزنا فعند الضرورة سمحت فلما جلس بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه وقد أعطاها مئة دينار وعشرين دينارا مئة جنيه وعشرين جنيه فلما قالت له اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه خاف من الله وقام وتركها وترك الذهب لها ثم قال في هذه الحادثة اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه يعني ترك الزنا وترك الذهب خوفا منه فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليلا أيضاً لكن لا يستطيعون الخروج ثم قام الثالث فقال: اللهم إنه كان لي أجراء عمال عنده فأعطيتهم حقوقهم إلا واحد بقي له حق عندي فنميته ثمرته في إبل وبقر وغنم وعبيد أنتظر يجي يأخذ حقه صار يتصرف فيه يتجر فيه فصار منه إبل وهو باق له آصع من شعير أو من ذرة أو من أرز فنمى هذا المال نماه اتجر فيه واشترى منه إبل وبقر وغنم ورقيق فجاء بعد مدة وقال يا عبد الله أعطني حقي اللي خليت عندك أعطنيه قال يا فلان كل ما ترى من حقك كله خذه الإبل والقبر والغنم والعبيد كله من حقك ثمرته لك فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي قال إني لا أستهزئ بك هو من حقك خذه فاستاقه كله استاق الإبل والبقر والغنم والعبيد ثم قال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرجوا لأسباب أعمالهم الصالحة التي توسلوا بها إلى الله فنفعتهم عند الشدة وأنجاهم الله بها عند الشدة فالتوسل إلى الله بإيمانك وتقواك وبر والديك وأدائك الحقوق وسيلة صالحة وهكذا التوسل بتوحيد الله والإخلاص له والإيمان به كله وسيلة صالحة توسل إلى الله بأنك تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك تؤمن بالله ورسوله وأنك تؤمن باليوم الآخر كله وسيلة شرعية اللهم إني أسألك بأسمائك وصفاتك وسيلة شرعية أما التوسل بمخلوقات لا، جاه النبي أو بحق النبي أو بجاه فلان أو رأس فلان أو شرف فلان هذا لا ، هذه وسيلة باطلة ما تنفع ليست وسيلة شرعية.
س: سائل يسأل عن بعض الجماعات الإسلامية مثل جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين ويقول هل هؤلاء من أهل السنة والجماعة؟
ج: كلهم عندهم نقص جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين يجب أن يحاسبوا أنفسهم وأن يستقيموا على الحق وأن ينفذوا ما دل عليه الكتاب والسنة في توحيد الله والإخلاص له والإيمان به واتباع شريعته فعلى الإخوان المسلمين وفقهم الله أن يحاسبوا أنفسهم وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم وأن يستقيموا على دين الله قولا وعملا وعقيدة وأن يحذروا مخالفة أمره أينما كانوا وعلى جماعة التبليغ أيضا أن يحذروا مما كان يفعله أسلافهم من تعظيم القبور والبناء عليها أو جعلها في المساجد أو دعائها أو الاستغاثة بها كل هذا من المنكرات والاستغاثة بها من الشرك الأكبر فعليهم أن يحذروا ذلك لهم نشاط في الدعوة إلى الله وكثير منهم ينفع الله به الناس لكن عند أسلافهم عقيدة غير صالحة فيجب على الخلف أن يتطهروا منها وأن يحذروا العقيدة الرديئة وأن يستقيموا على توحيد الله حتى ينفع الله بهم وبجهادهم نعم.
س: روي عن ابن مسعود أنه قال: إنا كنا في حياة النبي ﷺ نقول في التشهد : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وبعد وفاته كنا نقول السلام على النبي ورحمة الله وبركاته فهل هذا صحيح وهل نقوله في التشهد؟
ج: المشروع أن يقول مثل ما علم النبي الصحابة علمهم أن يقولوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فنقول كما علمنا الرسول ﷺ علم الصحابة ولم يقل لهم : إذا مت غيروا علمهم وهم يسافرون يذهبون في البلاد البعيدة يقولون السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته يعني يدعون له السلام عليك يعني دعاء له بالسلامة والرحمة والبركة وأيها النبي معناها استحضار ما هو معناه أنه يدعونه يدعون له السلام عليك يعني لك السلامة لك العافية والرحمة والبركة من ربك فهو دعاء له ﷺ ليس يدعا هو ولكنك تطلب الله له السلامة والرحمة والبركة ومن قال مثل ما روي عن ابن مسعود: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته فلا بأس لكن الأفضل أن يقول كما علم النبي الصحابة السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا هو الذي علمه النبي أمته ومات على ذلك عليه الصلاة والسلام.
س: هل الدين خاص بشعائر معينة أم هو شامل لكل أمور الحياة وما الحكم فيمن يقول إن الدين خاص بالمسجد أو لا يتدخل في المعاملات والسياسة وما شابه ذلك؟
ج: الدين عام، يعم المسجد ويعم البيت ويعم الدكان ويعم السفر ويعم الحضر ويعم السيارة ويعم كل شيء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة: 208] يعني في الإسلام كله فالعبد عليه أن يتقي الله في كل شيء وأن يسلم وجهه لله في كل شيء ما هو في المسجد بس في المسجد وفي البيت مع أهله ومع ضيوفه ومع جيرانه وفي الأسواق مع إخوانه في محل البيع والشراء عليه أن يبيع كما شرع الله ويحذر الربا ويحذر الكذب ويحذر الخيانة ويحذر الغش وهكذا في جميع أحواله الدين عام في كل شيء الدين معك في كل شيء في بيتك في دكانك في سفرك في إقامتك في الشدة في الرخاء عليك أن تلتزم بالدين ما هو بس في المسجد هذا يقوله الضالون يقوله العلمانيون دعاة الضلالة دعاة الإلحاد لا، الدين معك في كل شيء عليك أن تلتزم بدين الله في كل شيء وأن تستقيم في دين الله بكل شيء فالمسلم يلتزم بدين الله ويستقيم على أمر الله في جميع الأمور لا يختص بالبيت ولا بالمسجد ولا بالسفر ولا بالحضر بل في جميع الأشياء عليك أن تطيع الله وتؤدي فرائضه وتنتهي عن محارمه وتقف عند حدوده أينما كنت في بيتك أو في الجو أو في البحر أو في السوق أو في أي مكان.
س: ما هي صفات السبعون الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟
ج: بينهم النبي ﷺ أنهم المستقيمون على دين الله السبعون ألف ومع كل ألف سبعون ألفا مقدم هذه الأمة المؤمنة مقدموهم يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر وهم الذين جاهدوا نفوسهم لله واستقاموا على دين الله أينما كانوا بأداء الفرائض وترك المحارم والمسابقة إلى الخيرات ومن صفاتهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون لا يسترقون يعني لا يطلبون من يرقيهم ولا يكتوون وليس معناه تحريم هذا لا بأس بالاسترقاء ولا بأس بالكي عند الحاجة إليهما ولكن من صفاتهم ترك ذلك والاستغناء بالأسباب الأخرى لا يسترقون لا يطلبون من يرقيهم يعني لا يقولون يا فلان أرقني وإذا دعت الحاجة لا بأس لا يخرج ذلك إذا دعت الحاجة عن السبعين ولهذا أمر النبي ﷺ عائشة أن تسترقي في بعض مرضها وأمر أم أيتام جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لهم كما في الحديث الصحيح وهكذا الكي كوى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام وقال : الشفاء في ثلاث: كية نار أو شرطة محجم أو شربة عسل وما أحب أن أكتوي وقال وأنهى أمتي عن الكي فالكي آخر الطب إذا تيسر طب آخر فأولى إذا دعت الحاجة إليه فلا بأس.
س: طيب إذا ذهب إلى أحد ليرقيه؟
ج: لا بأس إذا دعت الحاجة إلى هذا لا بأس لكن تركه أفضل إذا تيسر سبب آخر فهو أفضل إذا تيسر يرقيه بدون سؤال أو سبب آخر من الأسباب التي تنفعه لا بأس أحسن.
س: لقد درجت وشاعت بعض العادات عند القبائل بإحضار من يسمون شعراء المحاورة مثل أن يأتوا بشاعرين كل واحد منهم من قبيلة مقابل إعطائهم مبلغها من المال في حفلات العرس ونحوها ويقوم الشاعران بإحياء الليل كما يقولون حيث يكون هناك صفان متقابلان من الرجال كل شاعر له صف يرددون ترديدا جماعيا ما يقوله الشاعران بأصوات عالية مع التصفيق والرقص والتمايل ويفتخر كل شاعر بحسبه ونسبه ويطعن في المقابل بالشاعر الآخر فما الحكم في هذا كله؟
ج: أما الغناء في العرس من النساء بالدفوف هذا من إعلان النكاح مشروع ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة ليس فيه اختلاط بالأغاني العادية ليس فيها منكر هذا مشروع للنساء وهو من إعلان النكاح وكان يفعل في عهد النبي ﷺ ويحضره أزواجه وغيرهن أما الرجال فلا بأس أن يتعاطوا الشعر العربي ويجتمعوا عليه ويسمعونه الذي ليس فيه محذور ليس فيه غيبة ولا سب ولا شتم ولا يسبب الشحناء والعداوة بدون طبل وبدون منكر آخر من عيب الناس عيب قبيلة فلان وعيب قبيلة فلان مما يسبب الشحناء فلا يجوز أما إذا حضروا شعرا طيبا كشعر حسان والأشعار الطيبة والقصائد الطيبة التي فيها الخير والدعوة إلى الخير أو قام شاعر يدعوهم إلى الخير إلى الجود والكرم والأعمال الطيبة وقام شاعر آخر كذلك يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال لا بأس كما قال ﷺ: إن من الشعر لحكمة وقال لحسان: اهج الكفار فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من وقع النبل وقال: اللهم أيده بروح القدس وكان يهجوهم حسان فأشعاره عظيمة وطيبة وهكذا عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وهكذا من بعدهم من الشعراء الطيبين ومن الشعر نونية ابن القيم التي هي من أعظم الشعر ومن أنفعه قصيدة طيبة عظيمة نافعة نونية القحطاني قصيدة طيبة نافعة في العقيدة وهكذا الأشعار الطيبة التي فيها الدعوة إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال هذا طيب في العرس وغيره أما أن يقول شاعران أو أكثر يتناحرون ويذب بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا هذا منكر أو يسب هذا قبيلة هذا وهذا قبيلة هذا هذا منكر لكن إذا كان الشعر فيما ينفع الناس في الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وبر الوالدين وصلة الرحم وطاعة الله ورسوله طاعة ولاة الأمور في المعروف الحذر من معاصي الله هذا كله طيب له أثر في النفوس ولا بأس أن تعطى المغنية في العرس أجرة عملها أو الشاعر الذي عنده أشعار طيبة يدعى ليقول الشعر الطيب الذي ينفع الناس ويعطى جائزة لا بأس أما الذي يدعو إلى غيبة فلان وغيبة فلان وذم فلان ومدح فلان لإثارة الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس هذا منكر لا يجوز .
س: هل من النياحة اجتماع أهل البيت في بيت واستقبالهم للناس ثلاثة أيام تسهيلا على الأقرباء؟
ج: النياحة لا تجوز لكن إذا جلس في البيت يزوره يعزونه الناس لا بأس يجلس في بيته في الأوقات المناسبة حتى يزوره أقاربه وغيرهم من المعزين لا بأس بذلك لكن لا يحتفلون بطعام أهل اليت يذبحون للناس أو يصنعون طعاما للميت هذا بدعة لا أصل له لكن إذا جلس صاحب البيت في الأوقات المناسبة بين المغرب والعشاء أو الضحى أو غيره ليزوروه إخوانه يعزوه حتى لا يشق عليهم أو عزوه في الطريق أو في المقبرة أو في المسجد كفى ذلك.
س: وله سؤال آخر يقول: ما حكم نشر العزاء في الصحف ورد العزاء أيضا في الصحف كتابة الآيات الكريمة التي فيها تزكية للميت؟
ج : في الصحف فيما بلغني أنه يكلف كثيرا يخشى منه التكلف والنفقات الطائلة بلا حاجة وإلا لو كتب أحسن الله عزاء آل فلان في ميتهم غفر الله له ما يضر لكن بلغني أنه يكون فيه كلفة فتركه أولى إذا كان فيه كلفة يكتب لهم كتابا رسالة إليهم برقية ويكتب إذا كان في الجريدة مشقة ونفقات وليس من النعي الذي نهى عنه الرسول النعي الذي نهى عنه الرسول ﷺ كانوا في الجاهلية إذا مات ميت أركبوا إنسان يطوف في القبائل ينعى إليهم الميت هذا من عمل الجاهلية أما إذا كتب كتابا يعزي أو كتب في الجريدة أحسن الله عزاء آل فلان لا بأس لكن إذا كان يكلف وفيه مؤنة ينبغي تركه لأن الرسول نهى عن إضاعة المال وهذا من إضاعة المال يكفيه الكتابة خط إليهم أو برقية أو مكالمة تلفونية تكفي.
س: ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في عذاب القبر وهل هو على الروح فقط أو على الروح والجسد؟
ج: من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه فالميت إما أن ينعم وإما أن يعذب أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك وقد أخبر النبي بهذا عليه الصلاة والسلام فالقبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار فعلى المسلم أن يؤمن بهذا وقد أطلع الله نبيه ﷺ على شخصين يعذبان أحدهما كان يمشي بالنميمة والآخر كان ما يتنزه من بوله.
ومثل ما تقدم أهل السنة والجماعة يؤمنون بعذاب القبر ونعيمه وأنه حق على الروح والجسد جميعا ولكن نصيب الروح أكثر كما قال الله جل وعلا في آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر: 46] فهكذا الميت الصالح ينعم في قبره وغير الصالح يعذب في قبره ويوم القيامة العذاب أشد والنعيم أعظم بعد البعث والنشور.
س: هل يكفي المعتقد الصحيح عن العمل والاستقامة على شرع الله ؟
ج: لا يكفي المعتقد عن العمل لا بد من عمل إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [البقرة: 277] لابد من عمل يؤمن بالله ورسوله وتوحيد الله ويعمل يؤدي فرائض الله وينتهي عن محارم الله لا بد من هذا وهذا إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ [لقمان: 8] لا بد من الإيمان والعمل.
س: إنني رجل أقوم بالدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنكار المنكرات على الناس ولكن هناك من يتصدى لي ويقول إنك تتدخل فيما لا يعنيك وإنك تثير فتنة فما الحكم في ذلك؟
ج: إذا كان عندك علم تدعو إلى الله على بصيرة فلا تلتفت إلى من ثبطك تدعو إلى الله تعلم الناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر مع الحلم والصبر والاحتساب وطيب الكلام كما قال الله جل وعلا وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة: 71] وقال سبحانه كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران: 110] وقال سبحانه وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت: 33] وقال سبحانه ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125] فاستمر على ذلك ما دمت عندك علم واستقم على ذلك ولا تلتفت إلى من ثبطك لكن عليك بالحكمة بقال الله ورسوله وضع الأشياء في مواضعها والحلم والصبر وعدم العجلة في الأمور وعليك بالرفق وطيب الكلام.
س: يقول بعض المفسرين في تفسير قول الله فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى [الأعلى: 9]أي ذكر حيث تنفع التذكرة وهل هذا العصر هو عصر الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه؟
ج: هذا ليس بشرط، وصف أغلبي يعني تعظم الفرضية والوجوب عند انتفاع الناس بالذكرى وإلا فهو مأمور بالتذكير عسى أن ينتفعوا ولهذا في الآيات الأخرى فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية: 21] وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: 55] فالإنسان يذكر والنفع بيد الله لكن إذا نفعت الذكرى يكون الوجوب أشد تكون الفائدة أعظم إذا رأى منهم الانتفاع والاستفادة يكون الواجب عليها يتضاعف ويقوى ويكبر.
س: وهل هذا العصر هو عصر الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه؟
ج: لا، فيه هذا، لكن ما هو معناه أن الإنسان يترك هذا العصر الذي يترك ولا يأمر ولا ينهى فيه شح مطاع وفيه هوى متبع وفيه إعجاب كل ذي رأي برأيه ولكن ليس العصر الذي يقف فيه الإنسان عن الدعوة وعليه بنفسه لا، الحمد لله الدعوة مسموعة ومفيدة ونافعة وفيه من يستجيب له فعليه أن يدعو إلى الله ويحذر شحه المطاع وهواه المتبع ويحذر...[1:24:2] لكن لا يقف عن الدعوة إلا إذا جاء وقت يمنع فيها من الدعوة ويعاقب عليها ولا يسمح له أن يدعو أحدا من إخوانه ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر عليه بنفسه وليس هذا وقته بحمد الله ، بل هناك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك الدعاة إلى الله والحمد لله مسموح لهم يدعون إلى الله وكون بعض الناس قد يخطي قد يوقف لأجل خطأه في بعض المسائل ما يمنع من الدعوة كل إنسان يلزم الطريق ويستقيم على الطريق السوي ولا يمنع وإذا منع أحد أو وقف أحد لأجل أنه حاد عن السبيل في بعض المسائل أو أخطأ في بعض المسائل حتى يتأدب وحتى يلتزم هذا من حق ولاة الأمور أن ينظروا في هذه الأمور وأن يوقفوا من لا يلتزم بالطريقة التي يجب اتباعها وعليهم أن يحاسبوا من حاد عن الطريق حتى يستقيم هذا من باب التعاون على البر والتقوى فعلى الدولة أن تتقي الله في ذلك وأن تتحرى الحق في ذلك وعليه أن تأخذ رأي أهل العلم وتستشير أهل العلم عليها أن تقوم بما يلزم ولا يترك الحبل على الغارب كل من شاء يتكلم لا، قد يتكلم من يدعو إلى النار قد يتكلم أناس يثيرون الشر والفتن ويفرقون بين الناس بغير حق فعلى الدولة أن تراعي الأمور بالطريقة الإسلامية بالطريقة المحمدية بمشاورة أهل العلم حتى يكون العلاج في محله والدواء في محله وإذا وقع خطأ أو غلط فلا يستنكر من يسلم من الغلط لكن الداعية قد يغلط والآمر والناهي قد يغلط والدولة قد تغلط والقاضي قد يغلط والأمير قد يغلط كل بني آدم خطاء لكن المؤمن يتحرى الدولة تتحرى الحق والأمير يتحرى والقاضي يتحرى والداعي إلى الله يتحرى والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يتحرى وليس معصوما فإذا غلط ينبه على خطئه ويوجه إلى الخير فإذا عاند فللدولة تعمل معه من العلاج أو التأديب أو السجن ما يمنع العناد إذا عاند الحق وعاند الاستجابة ومن أجاب وقبل الحق فالحمد لله .
س:...[1:26:28]
ج: هذا يجب منعهم يجب على الدولة أن تمنع يجب على الدولة أن تمنع نشر الصور ومنها صور المغنين ومنع نشر الدعوة إلى الباطل على الدولة وعلى أهل الحسبة أن يقوموا بهذا وعلى أهل الدعوة عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى ويبلغوا الدولة وعلى وزارة الإعلام أن تجتنب ذلك وأن تحرص على نشر الحق سواء كان من طريق الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء يجب على القائمين على وزارة الإعلام أن يتقوا الله وأن يعملوا ما يرضي الله ويحذروا ما حرم الله وعلى الدولة أن تقم بذلك وعلى المسلمين والعلماء والأخيار أن يساعدوها في ذلك وأن يتعاونوا في ذلك وأن يرفعوا للدولة ما قد يقع من الخطإ.
س: ما هي كتب العقيدة الصحيحة التي تنصحون طلبة العلم باقتنائها وقراءتها وكيف توجهون الداعية الذي يدعون أناسا من أهل البادية من العامة الذين يحتاجون إلى تعلم أصول العقيدة؟
ج: أعظم كتب العقيدة وأنفعها كتاب الله القرآن فيه الهدى والنور فنوصي الجميع رجالا ونساء كبارا وصغارا أن يعتنوا بالقرآن وأن يجتهدوا في حفظه والإكثار من تلاوته فهو كتاب العقيدة وهو كتاب الهدى وهو الشافع المفيد النافع كما قال جل وعلا إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9] قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44] وهو الصراط المستقيم فنوصي جميع المسلمين في كل مكان جميع الرجال والنساء العرب والعجم نوصي الجميع بأن يلزموا هذا القرآن وأن يعظموه ويعملوا به ويكثروا من تلاوته أينما كانوا من المصحف وعن ظهر قلب وأن ينفذوا أوامره وينتهوا عن نواهيه هو كتاب العقيدة هو كتاب العمل هو كتاب الهدى هو كتاب السعادة فيه كل خير وفيه الدعوة إلى كل خير وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وفيه القصص عن الماضين عن الخير والشر أخبر عن الماضين من أهل الخير وعن الماضين من أهل الشر فعلى المؤمن والمؤمنة أن يأخذوا بما دل عليه من الخير وأن يحذروا مما حذر منه من الشر ثم كتب النبي ﷺ كتب الحديث كالصحيحين والسنن والمسانيد المعتمدة أهل العلم يأخذون الأحاديث ويعلمون الناس وينشرونها بين الناس ثم كتب العقيدة المعروفة لأئمة أهل السنة والجماعة الكتاب الطيبة المعروفة يستعان بها وينتفع بها في تعليم الناس الخير كتب السلف الصالح المعروفة ومثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل العلم المعروفين بحسن العقيدة مثل كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأئمة الدعوة الإسلامية في نجد لما يسر الله هذه الدعوة في القرن الثاني عشر كتبوا وجمعوا فيها ما ينفع الله بها الناس مثل كتاب التوحيد وثلاثة الأصول وكشف الشبهات آداب المشي إلى الصلاة رسائل المشايخ الدرر السنية فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان هذه الكتب العظيمة العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام التدمرية منهاج السنة الحموية العقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز إلى غيرها من الكتب الطيبة كتب السلف الصالح التي تعين على الخير وتنشر الحق وتعلم الناس الخير فأهل العلم يدلون عليها ويفيدون الناس منها لكن أصل الجميع والأصل العظيم القرآن يجب على الجميع العناية بالقرآن فهو الأمر الأول وهو الأصل الأول وهو الذي بيده الهدى والخير فعلى المسلمين أن يعتنوا بالقرآن أعظم عناية رجالا ونساء كبارا وصغارا فهو كتاب الله فيه الهدى والنور فيه الدلالة على كل خير والتحذير من كل ثم أحاديث الرسول ﷺ وسنته الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما من الكتب الصحيحة التي جمعت في هذا الباب مثل المنتقى وبلوغ المرام وعمدة الحديث وغيرها من الكتب المؤلفة في الحديث الكتب التي اعتنى أهلها بالحديث الصحيح وبيان ما ضعف منها وما صح هذه تنفع الأمة فعلى طالب العلم أن يعتني بها ويستفيد منها ويعلم الناس الخير يعلم العامة ويرشد العامة إلى الحق والهدى والصلاح.