ومما وقع في الأسئلة ما يتعلق بالدية والكفارة وبين فضيلته أن الكفارة في قتل الخطأ صيام شهرين متتابعين، وهو لم يقصد أنه ليس هناك عتق، ولكن لم يذكر العتق لأنه غير موجود الآن في هذه البلاد، فلهذه لم يذكر، وإلا فالكفارة كما هو معلوم للجميع أولا العتق كما قال الله جل وعلا: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا [النساء:92]، ثم ذكر بعد ذلك من لم يجد صام شهرين متتابعين.. المقصود أن الكفارة العتق أولًا إن قدر عليه وتيسر، فإن عجز ولم يجد صام شهرين متتابعين، فالكفارة مركبة من أمرين مرتبين: الأول: العتق إذا وجد، إذا قدر عليه، رقبة مؤمنة، فإن عجز عنه صام شهرين متتابعين، كما هو معلوم.
واقتصر المحاضر على الصيام؛ لأنه موجود الآن، ولكن ينبغي التنبيه على هذا؛ لأن هذا يوجد في بلدان كثيرة في أفريقيا، رقاب تعتق إذا تمكن الإنسان من شراء رقبة وإعتاقها وجب عليه، وقد يأتي الله بذلك، نسأل الله أن يقيم علم الجهاد حتى يأتي الله بكل خير من عز الإسلام وظهوره، ومن وجود الرقاب المؤمنة التي تعتق في سبيل الله .
ونسأل الله للجميع الهدى، والتوفيق، وصلاح النية، والعمل، كما نسأله سبحانه أن يمنحنا الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يصلح ولاة أمرنا، وأن يوفقهم لما يرضيه، وأن يهدي جميع المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى، وأن يصلح قادتهم، ويمن عليهم بالاستقامة، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.