كلمة صغيرة أشار الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين فيما يتعلق بالأسباب الصادة عن القرآن، والأسباب المعوقة عن ذلك، والأسباب المعينة، فأنا أؤيد ما ذكره الشيخ عبد الله، وأنصح إخواني بالعناية بالأسباب التي تعين على الإقبال على كتاب الله، وأن يكون هناك جزء من الليل والنهار أو من الليل فقط أو من النهار فقط لكتاب الله، فالمؤمن يجعل له جزءًا ولو قليلًا يعنى فيه بكتاب الله، في قراءة كتاب الله في ليله أو نهاره مع تدبر، وكذلك جزءًا من ليله أو نهاره مع أولاده مع بناته وبنيه إذا كان عنده علم، أو عنده ما يعينه على توجيههم، يجعل جزءًا من ليله أو نهاره معهم يذكرهم ويعينهم، وإذا كان ليس عنده علم يجعل لهم جزءًا معهم يحرضهم على العناية بدروسهم الطيبة، وعلى القرآن بنصوصه، يحثهم على ذلك ويوصيهم بأن يعنوا بدروس القرآن ومادة القرآن، وألا يتشبهوا بغيرهم في الإهمال بالقراءة، وإذا كان عنده علم زادهم وبصرهم وعلمهم ووجههم، مع عنايته بنفسه، هو أن يكون له جزء من ليله أو نهاره يتلو فيه كتاب الله، ويتدبر، ويتعقل، وإذا كان عنده نقص في إقامة كتاب الله فليستعن بالله، ثم ببعض إخوانه المسلمين، يكون له درس معهم في ليل أو نهار، أو في أي مدرسة يتصل بها، ويستفيد.
وهكذا إذاعة القرآن فيها فائدة، إذاعة القرآن الآن فيها فوائد جمة، فالذي يعتني بها ويحرص عليها يستفيد من القراء الذين فيها، يستفيد منهم بسماع القرآن بأصوات حسنة، وقراءة حسنة، وبإمكانه أن يستفيد أيضًا من إقامة تلاوته هو من القراء في إذاعة القرآن، فيها القراء جيدون مفيدون، فينبغي لك يا عبد الله أن تستفيد من أولئك القراء في قراءتك، وفي أوقات تدبر كتاب الله من أولئك القراء، وتستفيد فائدة كبيرة إذا أقبلت على ذلك، ففيهم قراء يجيدون قراءة كتاب الله، وينفعون من استمع بقلب حاضر قاصد الفائدة، يستفيد من ذلك.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.