المقصود أن موضوع الشرك، وموضوع التوحيد، هذان الموضوعان هما أعظم الموضوعات، وهما أهم المسائل، والنبي ﷺ مكث في مكة عشر سنين يدعو إلى هذين الأمرين، لم تعرض عليه الصلاة، ولا الصوم، ولا الحج، ولا غير ذلك، مكث عشر سنين يدعو الناس إلى معنى لا إله إلا الله، وإلى الإيمان برسول الله ﷺ، يقول: قولوا: لا إله إلا الله وآمنوا بأني رسول الله، فأجابه القليل، ورد عليه الكثيرون، ولم يزل على هذا الأمر حتى فرضت عليه الصلاة، قبل أن يهاجر، الصلوات الخمس عليه الصلاة والسلام، ثم هاجر إلى المدينة بعد إيذاء المشركين، وإيذائهم لأصحابه، هاجر من عندهم خوفًا من شرهم، بعدما عزموا على قتله، هاجر من بين أيديهم بإذن الله، وطلبوه وبذلوا فيه الأموال العظيمة، فما مكنهم الله من ذلك، وكفاه الله شرهم حتى وصل المدينة معززًا معظمًا، تلقاه الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم بكل فرحة وكل سرور، وتلقاه من هناك من المهاجرين، وقام دين الله بحمد الله، وصارت المدينة العاصمة الأولى للمسلمين في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبعد ذلك في عهد الخليفة الراشد: أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان رضي الله عن الجميع.
السبت ٢١ / جمادى الأولى / ١٤٤٦