وكذلك التلقين، إذا فرغ من دفن الميت يلقنه بعد الدفن، يقول: يا فلان ابن فلانة، فإن لم يعرف أمه قال: يا فلان ابن حواء .. إلى آخره، يقول: يا فلان اذكر ما فات من الدنيا، شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله .. إلى آخره، هذا لا أصل له، هذا أيضًا ما له أصل، والأخبار فيه موضوعة، لا أساس لها، وإنما فعله بعض أهل الشام بعد انقراض القرن الأول، وليس في قول أحد حجة فيما يخالف سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما المشروع الذي فعله النبي ﷺ إذا فرغ الناس من دفن الميت أن يدعا له بالمغفرة والثبات، هذا المشروع، والسنة للمشيعين أن يصبروا ولا يعجلوا حتى يفرغ من دفن الميت، قال النبي عليه الصلاة والسلام: من تبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معها حتى يصلى عليها وحتى يفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين كل قيراط مثل جبل أحد، يعني من الأجر، هذا فضل عظيم، فدل على أن المشيع يبقى مع الجنازة حتى يفرغ من دفنها وينتهى منها.
وكان إذا فرغ عليه الصلاة والسلام من دفن الميت وقف عليه بعد الدفن بعد النهاية وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل هذه السنة، يستغفر له، ويدعا له بالمغفرة، اللهم اغفر لعبدك فلان، اللهم ثبته بالقول الثابت، بعد الدفن بعد الفراغ، يقول النبي ﷺ: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل، ولم يكن يلقنه، يقول: يا فلان اذكر كذا، اذكر، هكذا التلقين قبل الموت، التلقين ما دام حيًا وظهرت فيه أمارات الموت يلقن أن يقول: لا إله إلا الله، قبل أن يموت، يستحب أن يكون الحاضرون عنده يلقنونه، يعني يذكرون الله عنده، يذكرونه بلا إله إلا الله، يقول بعض الجالسين عنده لا إله إلا الله حتى يقولها إذا سمعهم، حتى يقولها، وحتى يختم له بها، فقد روي عنه أنه قال: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، فيستحب أن تكون آخر كلامه تكون هذه الكلمة، آخر كلامه ويذكر بها عند الموت، وإذا كان ما انتبه لا بأس أن يقول له من عنده من إخوانه: يا فلان قل لا إله إلا الله بالرفق والكلام الطيب.