وعرفتم أنه نهى عن الزيارة أولا؛ لما كان الناس حديثي عهد بالكفر، وكانوا قد اعتادوا الغلو في الموتى، ودعاء الموتى، والاستغاثة بالموتى، منعهم من الزيارة لئلا يبقى في قلوبهم تعلق بالشرك ، ولئلا تقع منهم أشياء لا ترضي الله؛ لأنهم حدثاء عهد بعبادة القبور وتعظيمها التعظيم الذي لا يليق، فلما استقر التوحيد في قلوب المسلمين، وعرفوا معنى لا إله إلا الله واستقر الإيمان في قلوبهم وعرفوا شريعة الله أذن لهم بعد ذلك، أذن لهم في زيارة القبور، لما فيها من المصلحة؛ لأنها تذكر الآخرة، وتزهد في الدنيا، وترغب في الاستعداد للموت ونزوله، مع ما فيها من الإحسان للموتى والاستغفار لهم.
السبت ٢١ / جمادى الأولى / ١٤٤٦