البدعة هدم للدين

فوجب الحذر من البدع كلها في رجب وغير رجب، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما، ومعنى فهو رد يعني فهو مردود عليه لا يقبل ولا يرتضى، وفي اللفظ الآخر: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، وكان يقول في خطبه عليه الصلاة والسلام -في الجمعة-: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، هكذا يقول في خطبه عليه الصلاة والسلام رواه مسلم من حديث جابر، وفي حديث العرباض بن سارية يقول عليه الصلاة والسلام: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، فقد أبدى وأعاد عليه الصلاة والسلام في إنكار البدع والتحذير منها؛ لأنها هدم للدين وزيادة لم يأذن بها الله، وسوء ظن بالله، وسوء ظن بدينه، لكن أكثر الناس لا يشعر بذلك ولا يعقل ذلك، بل يرى أنه على خير وعلى هدى بهذه البدع التي اقترفها والتي زادها أو زادها الناس فتبعهم فيها.