وجاء في الأسئلة حلقات الصوفية، وقد سمعتم من الشيخ صالح ما يكفي، حلقات الصوفية وما فيها من أذكارهم التي ابتدعوها وطريقتهم التي ابتدعوها كلها من البدع، كلها ضلال، وهكذا قولهم: الله الله الله، هو هو هو، كله من البدع، كله من المنكرات.
أما الاجتماع في حلقات العلم على قال الله وقال رسوله، سماع الأحاديث، سماع القرآن والتفسير، يسأل عما حرم الله، وما أحل الله، هذه مجالس الذكر التي قال فيها النبي ﷺ: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر حلق الذكر، قال العلماء: الحلق التي فيها قال الله كذا، قال الرسول كذا، حرم الله كذا، شرع كذا، هذه حلق الذكر، تسمع فيها قال الله، قال رسوله، تسمع فيها الحلال والحرام، تستفيد، قال النبي عليه الصلاة والسلام: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين حضور حلقات العلم التي فيها قال الله قال رسوله، مثل هذه الحلقة حلقة الندوة حلقة المحاضرة، حلقات العلم التي قراءة الحديث قراءة التفسير قراءة الحلال والحرام هذه حلقات العلم، ولما رأى أبو موسى ناسًا مجتمعين في الكوفة فيهم واحد يعدهم بالحصى يقول: "سبحوا مائة، فيسبحون، هللوا مائة، فيهللون، كبروا فيكبرون" يعدون فرجع إليهم ابن مسعود وقال: "أيها الناس، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد عليه الصلاة والسلام، أو إنكم مفتتحوا باب ضلالة" في بعضها: "أو على بدعة ظلماء" من الظلمة، المعنى أنكم إما سبقتم أصحاب محمد علمًا أو جئتم ببدعة ظلماء، يعني أنتم بين أمرين: إما انتم أعلم من أصحاب الرسول، وإما أنتم جئتم ببدعة، والأمر الثاني هو الواقع، أنهم جاءوا ببدعة، وليسوا بأعلم من أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، وقال لهم: "عدوا سيئاتكم، فأنا ضامن لكم ألا يظلم حسناتكم شيء"، يعني عدوها، يعني تتبعوا سيئاتكم وتوبوا إلى الله منها، واحذروها، أما الحسنات فلا تخافوا، أكثروا من الحسنات فهي محفوظة لكم، مكتوبة محفوظة مضاعفة.
فالاجتماع يجتمعون يقول لهم: افعلوا كذا، سبحوا كذا، هللوا كذا، هذه من البدع. أما يجلسون في المسجد بعد صلاة الفجر بعد صلاة العصر في أي وقت يذكر ربه يسبح في نفسه ويقرأ يذاكر يطالع كل هذا خير، أو في حلقة علم عندهم عالم أو علماء يتذاكرون أو طلبة علم يتذاكرون فيما حرم الله وفيما أحل الله فيما شرع الله على ضوء الأدلة هذه حلقات العلم، وبهذا يعلم المؤمن التمييز بين الحلقات الشرعية حلقات ذكر العلم المشروعة، وحلقات بدع الصوفية التي يكون فيها طرق ما أنزل الله بها من سلطان، ويعتنون بها باصطلاحات وضعوها لأنفسهم، أو وضعها لهم أشياخهم وقادتهم من غير حجة ولا برهان، ويلزمون بها الناس، ويجعلونها طريقة متبعة يخالفون فيها ما شرع الله ورسوله، هذه بدع لا أساس لها، وبعضهم يقول: متى بلغ هذا الصوفي أو هذا الولي درجة من العلم سقطت عنه التكاليف، صار بعد ذلك لا بأس أن يدع الصلاة ويدع الصيام ويدع كل شيء صار معناه معافى سقطت عنه التكاليف نعوذ بالله من ذلك، هذا يقوله بعض جهالهم وبعض ملاحدتهم، ويقولون: إن الله يقول جل وعلا: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99] يعني حتى يأتيك العلم الزائد والبصيرة، فإذا جاءك العلم الزائد والبصيرة سقطت التكاليف، وسقطت العبادة، وهذا جهل وظلم، وإلحاد في دين الله وكفر وضلال نعوذ بالله، معنى اليقين الموت، الله أمر نبيه ﷺ أن يعبد ربه حتى يأتيه الموت، هذا اليقين، ومن زعم أن إنسانًا إذا ارتفع شأنه في العلم والعبادة سقطت عنه التكاليف يكون كافرًا نعوذ بالله، يكون كافرًا ضالًا -نعوذ بالله- بهذه المقالة، فالإنسان لا يزال مكلف مأمور منهي ما دام عقله معه ما دام حيًا، فإذا جاء الموت سقطت التكاليف أو ذهب العقل.