14 الفصل الثامن: في أذكار دخول المسجد والخروج منه

 
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى: (الفصل الثامن: في أذكار دخول المسجد والخروج منه:
في "صحيح مسلم" عن أبي حميدٍ –أو: أبي أُسَيدٍ- قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دخل أحدُكم إلى المسجد فليُسَلِّم على النبي ﷺ، وليقل: اللهم افتحْ لي أبوابَ رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك.
وفي "سنن أبي داود" عن عبدالله بن عمرو، عن النبي ﷺ أنه كان إذا دخل المسجدَ قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ منِّي سائر اليوم.
الفصل التاسع: في أذكار الأذان
وفي "الصحيحين" عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسولُ الله ﷺ: إذا سمعتم النِّداء فقولوا مثلما يقول المؤذن.
وفي "صحيح مسلم" عن عبدالله بن عمرو أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: إذا سمعتم المؤذنَ فقولوا مثلما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلةَ، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلة حلَّتْ له الشفاعة.
وفي "صحيح مسلم" عن عمر بن الخطاب قال: قال رسولُ الله ﷺ: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، قال: أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، ثم قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، من قلبه؛ دخل الجنة).

الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالحديثان السابقان يدلان على شرعية الذكر عند دخول المسجد والخروج منه، فعند الدخول يقول: بسم الله، اللهم صلِّ وسلِّم على رسول الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبوابَ رحمتك، ويُقدِّم رجله اليمنى، هذه السنة، وعند الخروج يُقدِّم رجله اليسرى ويقول: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم أَجِرْنِي من الشيطان.
هكذا المؤمن عند الدخول يُقدِّم اليمنى، ويُصلِّي على الرسول ﷺ، ويُسَمِّي ويقول: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وعند الخروج يُقدِّم رجله اليسرى ويقول: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم أَجِرْنِي من الشيطان، اللهم اعصمني من الشيطان، هذه السنة عند الدخول والخروج.
ويقول الشيطانُ إذا سمعه يقول: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، يقول لشيطانٍ آخر: قد حفظ مني سائر اليوم، يعني: هذا التَّعوذ من أسباب السلامة من عدو الله ذلك اليوم.
فالمؤمن يضرع إلى الله، ويدعوه بهذه الأشياء بقلبٍ صادقٍ، مخلصًا لله، مقبلًا على الله جل وعلا، راغبًا فيما عنده .
والمسلم إذا سمع الأذان يقول مثل قول المؤذن، سواء بسواء، يقول عليه الصلاة والسلام: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، كبِّر كما يُكبِّر، وتشهَّد كما يتشهَّد، إلا في الحيعلة يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فإذا قال المؤذن: "حي على الصلاة" يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وإذا قال: "حي على الفلاح" يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، هكذا شرع الله جل وعلا، ثم يقول بعدها: "الله أكبر الله أكبر" مع المؤذن، "لا إله إلا الله"، فإذا قال هذه الأذكار من قلبه صادقًا مخلصًا دخل الجنة، وهذا فضلٌ كبيرٌ، وأجرٌ عظيمٌ، ينبغي للمؤمن أن يُحافظ على ذلك، وأن يحرص على أسباب الخير.
وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، فأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلةَ حلَّتْ له الشفاعة.
وروى البخاري في "الصحيح" عن النبي ﷺ أنه قال: مَن قال حين يسمع النِّداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته زاد البيهقي رحمه الله: إنك لا تخلف الميعاد.
كل هذا مستحبٌّ عند الأذان: يقول مثل قول المؤذن، ويأتي بهذا الذكر وهذا الدعاء، وهو حريٌّ بالإجابة، ولكن يصلي على النبي ليس مع الأذان، فالمؤذن بعدما ينتهي يقفل المكبر (الميكروفون) ويُصلي على النبي مثلما يفعل الناس، صلاةً خفيفةً ليست تابعةً للأذان، بل صلاة يسمعها مَن حولها، وهكذا الإنسان الذي يسمع الأذان يُصلي على النبي صلاةً تُسْمَع، ليس فيها جهر زائد، يسمعها مَن حوله، ويقول: اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته كما أمر النبيُّ ﷺ، وكما أرشد عليه الصلاة والسلام. والإقامة كذلك مثلها؛ لأنها أذان.
ويُستحب أن يقول عند الشهادتين: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا عند قوله: "أشهد أن لا إله إلا الله"؛ لحديث سعد بن أبي وقاص : أن النبي ﷺ قال: مَن قال حين يقول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًّا رسول الله: وأنا أشهد، رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا. غُفِرَ له ذنبه، فيأتي بالشهادتين مثل المؤذن، ويقول: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا ﷺ.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: مَن خرج من بيته وأدرك في مسجدٍ جزءًا من الأذان، ثم مرَّ بمسجدٍ آخر، وكذلك أدرك جزءًا آخر من الأذان، ثم ثالث، وهكذا، فماذا يفعل في هذه الحالة: يجيب كل المؤذنين أم يجيب ..؟
ج: يُجيب الجميع، يُجيب مَن سمع؛ لأنَّه كله أذانٌ شرعيٌّ.
س: الوسيلة ما هي؟
ج: منزلة في الجنة.
س: هل هي المقام المحمود؟
ج: لا، المقام المحمود الشفاعة يوم القيامة، شفاعته لأهل الموقف يوم القيامة، هذا المقام المحمود.
س: متابعة الأذان في الراديو؟
ج: لا، هو ليس أذانًا للصلاة، إنما يحكي الأذان، أما إذا كان يؤذن من طريق الراديو مثلما قد يقع في أذان المغرب وغيره يُجاب؛ لأنه يؤذن في وقته.
س: لكن إذا كان تسجيلًا؟
ج: في غير الوقت يعني؟
س: لا، في نفس الوقت، لكنه تسجيل؟
ج: ما دام أنه يسجّل في وقته فالظاهر أنه يُجيبه في الوقت.
س: عند الإقامة يقول كما يقول المؤذن؟
ج: نعم كالمؤذن.
 
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في أذكار الأذان:
(وفي "صحيح البخاري" عن جابرٍ : أن رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يسمع النِّداء: اللهم ربّ هذه الدعوة التامَّة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته. حلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة.
وفي "سنن أبي داود" عن عبدالله بن عمرو قال: يا رسول الله، إنَّ المُؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله ﷺ: قل كما يقولون، فإذا انتهيتَ فسَلْ تُعْطَه.
وفي الترمذي عن أنسٍ قال: قال رسول الله ﷺ: الدّعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة، قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي "سنن أبي داود" عن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول الله ﷺ: ثنتان لا تُردان –أو: قلَّما تُردان- الدعاء عند النّداء، وعند البأس حين يلحم بعضُهم بعضًا).

الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأذكار كلها تتعلق بالأذان وبالدعاء، وتقدَّم أن السنة للسامع أن يُجيب المؤذن، فالأذان من أفضل القربات، ومن أفضل الأعمال، كما قال ﷺ: المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، ويقول ﷺ: إنَّه لا يسمع صوتَ المؤذن من جنٍّ ولا إنسٍ ولا حجرٍ ولا شجرٍ إلا شهد له يوم القيامة، فالأذان له شأنٌ؛ لأنه نداء بتوحيد الله، والإخلاص له، وتعظيمه، والدعوة إلى هذه العبادة العظيمة التي هي أعظم العبادات بعد التوحيد.
والسنة لمن سمع الأذان أن يُجيب المؤذن؛ لقوله ﷺ: إذا سمعتُم المؤذن فقولوا مثلما يقول متفق على صحته. وفي اللفظ الآخر: أنه ﷺ أمر أن نقول كما يقول المؤذن، ثم نسأل الله: قولوا مثلما يقول، ثم سَلْ تُعْطَه، وفي اللفظ الآخر: ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلةَ حلَّتْ له الشفاعة، وفي حديث جابر: مَن قال حين يسمع النِّداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، حلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة.
فجديرٌ بالمؤمن أن يُحافظ على هذا الذكر العظيم، وهذه العبادة العظيمة، يرجو ما وعد الله به أهلها من الخير العظيم؛ وذلك لكي يدخل في شفاعته ﷺ، مع ما فيه من إعلان توحيد الله، وتعظيمه، وتكبيره، والدعوة إلى سبيله.
وبهذا يُعلم أنَّ الدعاء بين الأذان والإقامة فيه فضلٌ عظيمٌ، ولهذا قال: الدّعاء بين الأذان والإقامة لا يُردّ، فهو من أوقات الإجابة، فينبغي أن يتحرَّى الإنسانُ بين الأذان والإقامة: الدعوات الطيبة، والدعوات الجامعة.
وفي الحديث الآخر: اثنتان لا يُردّ الدعاءُ فيهما –أو: قلَّ أن يُرد الدعاء فيهما- عند النِّداء، وعند التحام صفوف القتال.
فالمؤمن يتحرَّى في دعوته الأوقات المناسبة التي يُرجى فيها الإجابة: آخر الليل، جوف الليل، بعد الفجر، بين الأذان والإقامة، بعد صلاة العصر يوم الجمعة، عند جلوس الإمام على المنبر يوم الجمعة، كل هذه أوقات يتحرَّى فيها الإجابة.
ثم المؤمن يُحاسِب نفسه أيضًا، فإنه قد يُمنع من الخير، أو من الإجابة، أو من دخول الجنة بسبب إصراره على المعاصي، فليكن مع دعائه ومع اجتهاده بعيدًا عن المعاصي، يحذر الإصرار عليها والبقاء عليها، بل تكون عنده التوبة جازمةً والإقلاع، حتى تكون الأعمال على أساس التوبة، وحتى يكون حريًّا بالإجابة والنجاة والسلامة.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: أيهما أفضل: الأذان أم الإمامة؟
ج: فيه خلاف بين العلماء: فمنهم مَن فضَّل هذا، ومنهم مَن فضَّل هذا، وكلاهما له فضل، لكن ظاهر النصوص أنَّ المؤذن له فضلٌ خاصٌّ؛ لأنه يُنادي الناس، ويدعوهم إلى الله، يدعوهم إلى توحيد الله، وطاعة الله، وإقامة هذه الصلاة، فهذا فضلٌ خاصٌّ لم يجئ مثله فيما نعلم في الإمامة، والإمامة لها فضلٌ خاصٌّ؛ لأنَّ الإمام يُعلِّم الناسَ صلاةَ النبي ﷺ، ويعظهم، ويُذكِّرهم، فالإمام إذا كان عنده علمٌ وعنده بصيرةٌ فله خيرٌ عظيمٌ: إذا ذكَّر الناس، واجتهد في إيصال الحقِّ إليهم.
س: بعض المُؤذنين يرفعون في مُكبرات الصوت، يقول: أريد أن يبلغ صوتي أقصى مدى؛ للأجر، فهل يُشرع هذا؟
ج: الأصل رفع الصوت مثلما قال أبو سعيد: "إذا كنتَ في غنمك فارفع صوتَك بالنِّداء، فإنه لا يسمع صوتَ المؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا حجرٌ ولا شجرٌ إلا شهد له يوم القيامة سمعتُه من نبيكم عليه الصلاة والسلام".
س: ما يقال: هذا مخصوص بالصوت المفرد دون المكبرات؛ لأن بالمكبر لا يجتهد المؤذن برفع صوته، بل قد يؤذن بصوتٍ منخفضٍ ويكون الصوت مسموعًا بواسطة المكبر؟
ج: فضل الله واسع.
س: بالنسبة للدعاء بعد الأذان: هل يكون بعد الأذان مباشرةً أو بعد السنة –يعني: الدعاء بين الأذان والإقامة؟
ج: بعد الأذان، وبعد الراتبة؛ لأنَّ الإنسان قد يأتي في الطريق، وقد يجلس بعد صلاة تحية المسجد قبل الأذان، فالمقصود الدعاء بين الأذان والإقامة، سواء في الصلاة لتحية المسجد، أو في الصلاة التي يسمعها بالأذان، أو في حال جلوسه.
س: قوله: لا تُردان –أو: قلَّما تُردان من كلام الرسول ﷺ؟
ج: نعم.
س: حديث أنسٍ: الدعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة ضعَّفه المُحَشِّي؟
ج: له طرقٌ كثيرةٌ، وهو جيد.
 
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في أذكار الأذان:
(وفي "سنن أبي داود" عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله ﷺ أن أقول عند المغرب: اللهم هذا إقبالُ ليلك، وإدبار نهارك، وأصواتُ دعاتك، وحضور صلواتك، فاغفر لي.
وفي "سنن أبي داود" عن بعض أصحاب النبي ﷺ: أن بلالًا أخذ في الإقامة، فلما أن قال: "قد قامت الصلاة" قال النبيُّ ﷺ: أقامها الله وأدامها.
فهذه خمس سنن في الأذان: إجابته، وقول "رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ رسولًا"، وسؤال الله تعالى لرسوله ﷺ الوسيلة والفضيلة، والصلاة عليه ﷺ، والدعاء لنفسه ما شاء.
وعن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ رسولًا؛ غفر الله ذنوبه)]. 
.........

الشيخ: إذا سمع المؤذنَ يقول مثلما يقول، كما تقدَّم، يقول ﷺ: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، متفق على صحته.
يقول: "الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله" وهكذا إلا في "حي على الصلاة" فقد ثبت عن ابن عمر أنه كان ﷺ يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي حديث سعدٍ أنه إذا قال مثل قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا؛ غُفر له ذنبه.
وفي حديث جابر أنه إذا قال: «اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته؛ حلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة».
وفي حديث عبدالله بن عمرو: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه مَن صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمَن سأل الله لي الوسيلة حلَّتْ له الشفاعة.
فهذا كله يدل على شرعية هذه الأذكار واستحبابها.
وأما الحديث أنه إذا كان بلال يقول: "قد قامت الصلاة" يقول: أقامها الله وأدامها فهذا حديث ضعيف، وإنما يستكمل الإقامة، ثم بعد الاستكمال يقول للناس: "استووا، تراصوا، استقيموا" إذا حضر الإمام، هكذا جاءت السنة الثابتة، فبعد الإقامة يلاحظ المأمومين، ويأمرهم بالاستواء، وسدّ الخلل، ورصّ الصفوف، ثم يُكبِّر، ولا يُكبِّر عند قوله "قد قامت الصلاة"، لا، هذا خبر ضعيف، والمؤلف كأنه غاب عنه هذا الشيء رحمه الله.
والمقصود أن المؤذن يكمل الإقامة، ثم ينظر الإمام للصفوف ويتأملهم، ويأمرهم بالاستواء، وسدّ الخلل، وإكمال الصف الأول فالأول، ثم بعد هذا يُكبِّر، هذه هي السنة الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام.
وهكذا عند إقبال الليل: اللهم إنَّ هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك، فاغفر لي في سنده بعض الضعف، لكن هذا دعاء حسن.
أيش قال عليه المحشي؟
الطالب: رواه أبو داود في "الصلاة" باب "ما يقول عند أذان المغرب"، ورواه أيضًا الترمذي في "الدعوات"، وفي سنده أبو كثير مولى أبي سلمة، وهو مجهول، وقال الترمذي: حديث غريب، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها.
الشيخ: سنده فيه ضعف، وإن قاله الإنسان فلا حرج، كلام صحيح، لكن استحبابه يحتاج إلى دليل ثابتٍ، وإلا فهو كلام طيب: اللهم إنَّ هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك، فاغفر لي هو كلام طيب، لكن لا يقال: مُستحب، إلا بدليلٍ.
والمؤمن يشتغل بالتسبيح والتهليل؛ لأنَّ الله شرع لعباده عند إقبال الليل وإدبار النهار وإقبال النهار وإدبار الليل الإكثار من التسبيح: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا [طه:130]، فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]، فينبغي له أن يُكثر من التسبيح والتهليل في أول الليل وفي آخر النهار، وفي أول النهار يجتهد فيما أوصى الله به من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ويُكثر من ذلك.
ويُستحب من ذلك أن يقول: "سبحان ربي العظيم وبحمده" مئة صباحًا ومساءً، حين يُصبح وحين يُمسي، "سبحان الله وبحمده" مئة مرة، "سبحان الله العظيم وبحمده"، وهكذا مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. مئة مرة في اليوم كانت له عدل عشر رقابٍ، وكتب الله له مئة حسنةٍ، ومحا عنه مئة سيئةٍ، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر من عمله. خرجه الشيخان في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة.
هذا فضل عظيم، ينبغي للمؤمن أن يُحافظ على هذه الأذكار: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" مئة مرة يوميًّا، وإذا كان في أول النهار يكون أكمل، وهكذا "سبحان الله وبحمده" مئة مرة، وهكذا "سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته" ثلاث مراتٍ، يُكررها دائمًا، ويُكثر منها، ففيها فضل عظيم.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: حديث سعد: مَن قال حين يسمع المؤذن يعني: في بداية الأذان؟
ج: عند الشهادتين، رواه مسلم.
س: يُكررها مرتين مع الشَّهادتين؟
ج: يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله"، أو: "وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله"، كله طيب، إذا قالها وقال: "رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا" غُفِرَ له ذنبه.
س: أذكار المساء تبدأ بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب أم لها وقت؟
ج: من زوال الشمس إلى أول الليل، كلها صلاة، وهكذا الصبح، فالصبح يبدأ من أول النهار إلى وقوف الشمس، كله صباح.
س: أحيانًا بعد الصلاة تكون هناك كلمة أو درس أو محاضرة فلا يستطيع الإنسانُ أن يأتي بالأذكار مباشرةً، فمثلًا لو أتى بها بعدما يخرج من المسجد أو في السيارة أو غير ذلك؟
ج: في أي وقت: يمشي، أو في السيارة، أو راكب، هذا هو الواجب، سواء في أول الليل أو آخر النهار.
 
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى: (الفصل العاشر: في أذكار الاستفتاح:
في "الصحيحين" أن النبي ﷺ كان يقول في استفتاحه: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنَس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد.
وفي "سنن أبي داود" عن جبير بن مطعم: أنه رأى رسولَ الله ﷺ يُصلي صلاةً، قال: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: من نفخه، ونفثه، وهمزه. قال: نفثه: الشِّعْر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.
وفي "السنن الأربعة" عن عائشة وأبي سعيد وغيرهما: أن النبي ﷺ كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك، وهو في "صحيح مسلم" عن عمر، موقوف عليه.
وفي "صحيح مسلم" عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة قال: وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريكَ له، وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمتُ نفسي، واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيّئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرك وأتوبُ إليك.
وفي "صحيح مسلم" عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ يفتتح صلاته إذا قام من الليل: اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحقِّ بإذنك، إنك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ.
وفي "الصحيحين" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد، أنت ربّ السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حقّ، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ﷺ حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنت).

الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الستة كلها تتعلق بأذكار الاستفتاح أول ما يبتدئ الصلاة، حين يُكبر التكبيرة الأولى يأتي بواحدٍ من هذه الأذكار التي جاءت عن النبي ﷺ، وأخصرها وأسهلها على كل أحدٍ: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، هذا أخصرها، وكله ذكر.
فإذا كبَّر التكبيرة الأولى يقول: "الله أكبر" في الفرض أو النفل، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك. الجد يعني: العظمة، ولا إله غيرك أي: لا معبودَ بحقٍّ سواك.
هذا جاء في عدة أحاديث: حديث أبي سعيد، وحديث عائشة، وحديث عمر، كان عمر يعلمه الناس على المنبر؛ لاختصاره، وهو كله توحيد وتنزيه لله .
وثبت عنه ﷺ أنه كان يستفتح أيضًا في الفرائض بقوله: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّنيي من خطاياي كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنَس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد، قال له أبو هريرة: يا رسول الله، أرأيتك سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ يعني: في أول الصلاة، قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد، وهذا من أصحّ الأحاديث وأثبتها عن النبي ﷺ، فإذا استفتح بهذا أو هذا فكله طيب.
واستفتاح ثالث من حديث جبير بن مطعم: يُكبِّر ثلاثًا، ويُسبِّح ثلاثًا، ويحمد الله ثلاثًا، يُكررها ثلاثًا، وهذا أيضًا استفتاح مختصر.
واستفتاح رابع: اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنَّك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، كان يستفتح بهذا في آخر الليل إذا قام يتهجَّد عليه الصلاة والسلام، ولا بأس أن يستفتح به في جميع الصَّلوات، وهذا من أجمع الاستفتاحات.
ومنها استفتاح خامس، قوله: وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريكَ له، وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين، يقول النبيُّ ﷺ: وأنا أول المسلمين، وأما الواحد من الأمة فيقول: "وأنا من المسلمين".
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، ظلمتُ نفسي، واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
واستفتاح سادس كان يأتي به إذا قام يُصلي في جوف الليل -استفتاح طويل: اللهم لك الحمد، أنت قيّوم السماوات والأرض ومَن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومَن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم، وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت»، هذا استفتاح عظيم طويل، والمؤمن يأتي بما تيسر له، وأخصرها وأيسرها على كل أحدٍ: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك.
ثم يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم يقرأ "الحمد"، وإن قرأ "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: من همزه، ونفخه، ونفثه" فلا بأس، همزه: الصرع –الموتة- ونفخه: الكبر، ونفثه: الشِّعْر.
فهذه استفتاحات يقولها ﷺ، مرةً يأتي بهذا، ومرةً يقول هذا، ومرةً يقول هذا عليه الصلاة والسلام، وكلها توجُّهٌ إلى الله، وتعظيمٌ له، وسؤال له، وضراعة بين يديه، وتقديس له ، ثم يقرأ الفاتحة في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وفي تهجّده بالليل، وفي صلوات النافلة.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: يعني كل الاستفتاحات تقال؟
ج: قل ما شئتَ، لا ضرر، صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي.
س: لكن ما كان منها طويلًا؟
ج: الطويل يليق بالتهجد من الليل.
س: الطويل في الصلاة الجهرية؟
ج: في الصلاة الجهرية التطويل قد يشقُّ على بعض الناس بعض الشيء.
س: إذا كان مأمومًا: قد يكون يقرأ الاستفتاح والإمام يقرأ الفاتحة؟
ج: لا، يقرأ استفتاحًا مختصرًا حتى يُنصت.
س: أبي كبير في السن والحج فيه مشقة مادية عليه، فهل يجوز أن أحج عنه حيث إني أعمل بالمملكة؟
ج: إذا كان كبير السن يعجز عن القيام بأمور الحج كالطواف والسعي فلا بأس أن تحج عنه، جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن، أفأحج عنه وأعتمر؟ قال: حج عن أبيك واعتمر، وجاءت امرأة وقالت: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفأحجّ عنه؟ قال: حُجِّي عن أبيك، فإذا كان أبوك عاجزًا؛ لكبر سنه أو لمرضٍ لا يُرْجَى برؤه؛ فحج عنه -جزاك الله خيرًا- إذا كنتَ حججتَ عن نفسك، وإن لم تكن حججتَ عن نفسك فابدأ بالحج عن النفس أولًا، فتحج عن نفسك ثم تحج عنه في عام آخر.
س: بالنسبة للمسبوق في الصلاة الجهرية: هل يقرأ الفاتحة أو الاستفتاحَ؟
ج: المسبوق أول ما يُكبِّر مع الإمام يستفتح إذا تيسَّر ذلك، وإن كان الإمامُ يقرأ فيُنصِت، فالاستفتاح سنة، فإذا كان الإمام يقرأ لا يستفتح، يُكبِّر ويُنصت.
س: حديث مَن لم يُضَحِّ فلا يقرب مُصَلَّانا؟
ج: الظاهر أنه موقوف من كلام أبي هريرة، فالنبي ﷺ قال في الحديث الصحيح: إذا دخل شهر الحج وأراد أحدكم أن يُضحِّي فلا يأخذ من شعره، قال: وأراد فدلَّ على أنه ليس من الفريضة.