ترك الصلاة من أعظم المنكرات

والمنكرات كثيرة، منها: التهاون بالصلاة، فالذي يترك الصلاة قد أتى منكرًا عظيمًا، وكفرا أكبر، نعوذ بالله، ثم تجده بين الناس لا يبالى بأمره، يأكل مع الناس، ويشرب مع الناس، ويتقهوى مع الناس، لا يهجر ولا ينكر عليه بين جماعته، أين الغيرة لله؟ أين إنكار المنكر؟ وأنت تعرف أن هذا ولد أخوك أو تعرف هذا ولدك أو جارك يترك الصلاة ومع هذا معك كأنه ما سوى شيئًا، ولا فعل شيئًا، معكم في الولائم، معكم في القهاوي، معكم في السواليف، أين الغيرة لله؟ هذا ينكر عليه، وهذا يهجر، ويقام عليه..، وإذا كان لأحد سلطان عليه أدبه حتى يتوب، فإن تاب وإلا قتل، يجب على ولاة الأمور إذا علموا بالشخص الذي لا يؤدي الصلاة يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدًا نعوذ بالله؛ لأنه ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر، وقال عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة خرجه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروه سنامه الجهاد في سبيل الله، فإذا ضيع الصلاة فما بقي عنده؟ إذا ضيعها ضيع دينه نعوذ بالله، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. كذلك يوجد من يصلي لكن يصلي في البيت، ما يصلي مع الجماعة، يقول أهله: إنه يصلي في البيت، أو يقول أبوه: إنه يصلي في البيت، هذا ليس بعذر وهو صحيح، ليس بمريض، يجب أن يقام عليه حتى يصلي مع الناس في المساجد في بيوت الله، الصلاة في البيوت للنساء والمنافقين، ما يصلي في البيت إلا امرأة أو منافق أو مريض، كيف ترضى أن ولدك أو أخاك في البيت يصلي؟ لماذا لا تقوم عليه؟ لماذا لا تنكر عليه؟ النبي عليه السلام يقول: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، ويقول: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف برجال ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم، يعني لتخلفهم عن أداء الصلاة في الجماعة هم عليه الصلاة والسلام أن يؤمر بالصلاة فتقام يستخلف رجلًا يصلي بالناس ثم ينطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار؛ لتخلفهم عن صلاتهم مع الجماعة، وجاءه أعمى -رجل أعمى- قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، وأنا بعيد الدار عن المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال له النبي: هل تسمع النداء بالصلاة قال: نعم، قال: فأجب، يعني مالك رخصة، وفي اللفظ الآخر: لا أجد لك رخصة، فإذا كان رجلًا أعمى بعيد الدار لا يوجد له قائد يلاؤمه ومع هذا ما له رخصة كيف تكون حال الصحيح البصير القادر، الأمر عظيم، نعوذ بالله من حال الشيطان. وقال عبد الله بن مسعود : لقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق.