الرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة للعالم كله

ويعلم ماضيهم، ويعلم مستقبلهم، ويعلم ما يصلح أحوالهم وقلوبهم وبيئاتهم وجميع شؤونهم، كانت الأنبياء فيما مضى والرسل كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، أما نبينا ورسولنا وإمامنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فقد بعث  إلى الناس عامة قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]، وجعله رحمة عامة للعالم كله، للمسلم وغير المسلم، رحم الله به العالم، فالمسلم هداه الله به، والعالم الآخر رفعت عنه أشياء كثيرة من الآصار والأغلال بأسباب هذا النبي العظيم، وانتفع بما جاء به الإسلام، وإن كان على باطله وشركه، انتفع بأشياء كثيرة مما جاء به الإسلام قال جل وعلا: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] فالله جعله رحمة للعالمين، هدى الله به من هدى، وأنقذهم به من الشرك بالله جل وعلا، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى، ومن ظلم الملوك الظلمة والرؤساء الفجرة، ومن ضيق الدنيا إلى عدالة الحق، وإلى سعة الإسلام، فجاء بحضارة عظيمة، انتفع به القاصي والداني، وانتفع بها الحضري والبدوي، وانتفع بها العالم كله، فيها تنظيم حياتهم، وتنظيم علاقاتهم بالله، وبعباده وفيما بينهم، وفيها إصلاح شؤونهم، وفيها تشريع عبادات، فيها صلاح أرواحهم، وصلاح قلوبهم ونفوسهم، واستقامة حالهم مع ربهم عز وجل؛ بتلك العبادات التي بها طهارتهم، وزكاة نفوسهم، وإصلاح قلوبهم، وسلامتهم من الأخلاق الذميمة، والعادات الجاهلية، والأعمال المنكرة الظالمة.