هذه أمور عظيمة أحببت الإفاضة لأنها عظيمة، ولأن الخطأ فيها عظيم، ولأن اليوم العالم اختلط بالكافر، العالم اليوم اختلط بالكافر، سافروا إلى بلاد الكفار، سافروا إلى أمريكا، سافروا إلى إنجلترا، وسافروا إلى فرنسا، سافروا إلى بلاد فيها كفر وضلال، سافروا إلى مصر فيها قبور تعبد، سافروا إلى الشام إلى العراق إلى بلاد كثيرة فيها قبور تعبد من دون الله، فيخشى أن يلتبس عليهم الأمر ويظنون أن هذا طيب، وأن هذا لا بأس به؛ لأنهم رأوا في بلاد تسموا بلاد إسلامية، رأوا فيها قبور تعبد، ويأتيها الناس ويطوفون بها، ويسألونها قضاء الحاجات، وتفريج الكروب، فينبغي أن تعلموا أن هذا شرك، ولو كان في بلاد تسمى إسلامية، ولو كان موجودًا في مصر أو في الشام أو في العراق أو في غير ذلك، حتى ولو وجد هنا، ولو وجد في مسجد النبي ﷺ، أو في المسجد الحرام.
بعض الجهال يأتي عند الكعبة يقول: يا كعبة الله افعلي وافعلي وهو يطوف، يشرك بالله وهو يطوف، بعض الجهلة يطوف بالكعبة الكعبة ويش عندها تصرف الكعبة يطاف بها ما تسأل الكعبة حجر وأرض ما تدعا من دون الله، لكن بعض الجهال يطوف ويقول: يا كعبة الله انصريني، يا كعبة الله اعطيني كذا، يا كعبة الله افعلي بي كذا، مثل ما يقول بعض الجهلة: يا رسول الله اشفني انصرني، يا رسول الله ترى العالم اختل، العالم انصرنا اشفنا من هذا الأمر، اجمع كلمتنا، جهل عظيم ما فوقه جهل، نسأل الله العافية والسلامة.
الحاصل أن ما في بلد معصومة من وقوع هذا الأمر، كل بلد يمكن أن يقع فيها الشرك، كما ورد في بعض الأحاديث أن النبي ﷺ قال: إن الشيطان يئس أن يعبد في هذه الجزيرة هذا قاله النبي ﷺ عن الشيطان، قال عن الشيطان أنه يأس، ولم يقل النبي: إن الله يأسه لا، قال: إنه يأس، والشيطان ما هو معصوم ييأس من شيء ويوجد ويرجو شيء ولا يوجد، فالشيطان ما هو معصوم، والرسول نقل عن الشيطان أنه يأس لما رأى ظهور الإسلام في الجزيرة، ورأى دخول الناس في دين الله يئس أن تعود الحال على الحال الأولى بعبادة الأصنام والأوثان، وأن يعود الشرك، لكن الرسول أخبرنا أن الشيء يقع، قال النبي ﷺ: لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي المشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان، وقال: لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس حول ذي الخلصة دوس عرب جهة بيشة وما حولها ....... من العرب في الجزيرة، وقال: لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس حول ذي الخلصة، يعني حتى تطوف بهذا الصنم، حتى يطوفوا به، وقد وقع ذلك، ولما قامت دعوة الشيخ محمد رحمه الله وجد هذا الصنم وهدمه ونصح الناس حتى تركوا هذا الشيء، وقال ﷺ في الحديث الصحيح: لا تذهب الليالي والأيام حتى تعبد اللات والعزى سوف تعود كما قال النبي ﷺ، سوف تعود في آخر الزمان عندما ينزع القرآن من الصدور، وعندما يعطل حكم الله، يعود الناس إلى الشرك في هذه الجزيرة، وفي غيرها عند قيام الساعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والآن وجد بعض ذلك، وجد من يشرك بالله في هذه الجزيرة، من الحجاج والعمار وغيرهم من الجهلة، وممن جاؤوا هنا للعمل أو غيرهم، يجهلون، وممن نشأ على غير بصيرة، قد يشرك بالله هنا وفي اليمن، وفي أماكن أخرى، وعند قبور البقيع، وعند قبر النبي ﷺ، وعند القبور في المعلاة، قبر خديجة وغير ذلك، قد يقع الشرك منهم في هذه المواضع؛ من أجل الجهل الكبير، وعدم البصيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على أهل الإسلام وعلى علماء الإسلام بالأخص أن ينشروا هذا الحق، وأن يعلموه الناس أينما كانوا، وألا يغفلوا عن هذا الأمر، بل يبينوا للناس دينهم، ويوضحوا للناس حقيقة الأمر حتى لا يقعوا في الشرك، كما وقع غيرهم، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
وجزى الله أخانا الشيخ أحمد الدريعي خيرًا، ونفعنا الله وإياكم بما علمنا، ورزقنا جميعًا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا، وما أحسن ما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين هذه علامات الخير من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ويقول عليه الصلاة والسلام: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة، فطلب العلم من أهم المهمات، والتفقه في الدين من أهم المهمات؛ لأنه من أسباب النجاة، من أسباب البعد عن المهالك.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.