حكم ترويج صور المرأة في الدعايات والإعلانات

ومما ينبغي التنبيه عليه ما نبه عليه فضيلة الشيخ صالح الأطرم مما يتعلق بخروجها، والدعيات الكثيرة في هذه المسألة، لا شك أن هذه دعايات خاطئة، دعايات ظالمة، دعايات فاجرة، تارة تصدر عن جهل، وتارة تصدر عن تجاهل وسوء قصد من المتكلم والداعي، والغرض من ذلك أن يتمتع السفهاء والفساق بها، ويتمكنوا من أغراضهم الدنيئة لخروجها وابتذالها معهم في المكاتب، وفي كل مكان، حتى تكون منها السكرتيرة والكاتبة والخادمة للرجال، حتى يتمكنوا مما يريدون، وهذا من أسباب غضب الله وعقابه، ومن أسباب فساد المجتمع، وفيما عرفه الناس من المجتمعات المجاورة ما يكفي من العظة والذكرى، والحذر من هذا الفساد والدعوة إليه.

 فالمرأة لها ميدان، والرجل له ميدان، ميدان المرأة في عمل النساء في تعليم النساء في تمريض النساء في تطبيب النساء، والرجل في ميدانه في ميدان الرجال، وعمل الرجال، فإذا خلطوا جميعًا جاء الفساد وجاء البلاء، وانتهكت المحارم وتعطلت البيوت، وتعطل الأولاد، وليس كل متعلمة لا بد يكون لها عمل، تتعلم وتبقى في بيتها، تتعلم وتعبد ربها على بصيرة، وتعلم أولادها وتربيهم، إن حصل لها عمل تيسر لها عمل في ميدانها المناسب فلا بأس، وإلا فليس من اللازم أن يكون لها عمل، فهي تعلمت لتستفيد، وتخرج من حيز الجاهلات إلى حيز المتعلمات، فتنفع نفسها، وتنفع مجتمعها في اجتماعاتها مع أخواتها، تذكرهن بالله، تدعوهن إليه، تربي أولادها على بصيرة، تحسن السيرة في بيتها ومع زوجها.

فليس من اللازم أن كل من تخرجت من ثانوية أو دراسة عليا أن يكون لها عمل بين الرجال، هذا من أقبح الخطأ، فإن تيسر لها عمل في محيط يناسبها فالحمد لله، وإلا فليس من اللازم أن يكون لها عمل، عملها في بيتها مهم، وتعطيل الأولاد حتى تربيهم خادمة جاهلة أو كافرة، هذا هو الهلاك، نعوذ بالله، يبقى الأولاد جاهلات بأمهن محرومات محرومين من أمهم، يربيهن من لا يعرف حاجتهن، ولا يعرف شأنهن، ولا يرحمهن، هذا كله من الغلط، فإن الأولاد إذا فقدوا أمهم فقدوا خيرا كثيرًا، ولا سيما الأم الصالحة الطيبة العاقلة، فيبقى الأولاد في الجيران، وفي الخادمات اللاتي لا دين لهن، ولا معرفة لهن، ويتعطل الزوج، ويأتي على بيته كأنه غريب، كأنه عازب ليس عنده أحد، إلى بيت خراب ما فيه أحد، وتأتي هي كذلك في غاية من التعب ليس لها هم إلا أن تستريح، وأن تنام، وأن تعطل كل شيء لتعبها وعملها.

فالمقصود أن هذه دعايات ضالة خبيثة لا وجه لها، فإذا دعت الحاجة إلى عملها فلتعمل في محيطها، ولا بأس بذلك، وعليهما جميعًا أن يتعاونا في الخير، الزوج والزوجة والأولاد عليهم أن يتعاونوا جميعًا في الخير، وفي الإصلاح، وفي عمارة البيت بالخير، وعدم تعطيله، أما أن تعمل بين الرجال وفي محيط الرجال سكرتيرة أو كاتبة أو مديرة لشؤون الرجال أو معلمة للرجال فكل هذا معناه الهلاك، ومعناه فساد المجتمع، ومعناه اختلاطه وظهور الفاحشة بينه، نسأل الله  العافية.