توحيد الله رأس دين المرسلين أجمعين

أما بعد: فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة: الشيخ فهد بن حمين، والشيخ عبدالرحمن بن براك، والشيخ صالح الأطرم، في موضوع عظيم الشأن في موضوع التوحيد وأقسامه وثمراته وفوائده وعظم شأنه، ولقد أجادوا وأفادوا وبسطوا الموضوع وبينوا ما ينبغي بيانه، فجزاهم الله خيرًا، وضاعف مثوبتهم، وزادنا وإياكم وإياهم من العلم والهدى والتوفيق، ونفعنا جميعًا بما سمعنا، ورزقنا جميعًا القول والعمل والاستقامة على الحق والعافية من مضلات الفتن، والحقيقة أن الندوة واضحة ومباركة، وقد أوضح في هذا المقام العظيم ما ينبغي لكل مسلم أن يكون على بصيرة في دينه، وعلى علم وعلى هدى؛ لأن التوحيد هو أساس الملة الإسلامية، وهو أصل دين المرسلين جميعًا من آدم أبينا عليه الصلاة والسلام ونوح أول المرسلين إلى محمد خاتم المرسلين عليهم الصلاة والسلا،م دعوتهم كلها مبنية على هذا الأساس العظيم على توحيد الله والإخلاص له والإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أداء الحقوق التي جاء بها الرسول، فالإسلام هو دين المرسلين جميعًا وهو دين الله الذي لا يقبل سواه، وليس هناك أديان أخرى، ليس هناك أديان سماوية كما يقولون فيما يكتبون كثيرًا، ليس هناك أديان سماوية سوى الإسلام هو الدين الحق هو دين الرسل، وإذا عبر بالأديان السماوية بالنسبة لليهود والنصارى وغير ذلك فهذا كان أولًا، ثم نسخت تلك الأديان وهي الشرائع التي لهم نسخت ولم يبق إلا شرعة محمد عليه الصلاة والسلام، أما أصل الدين وهو الإسلام فهو دين الجميع دين الرسل جميعًا دين واحد إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [سورة آل عمران:19]، هو الانقياد لله وتوحيده والإخلاص له هو دين الرسل جميعًا، ولكن تنوعت الشرائع في الواجبات والمحرمات كما قال : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة:48]، وقال عليه الصلاة والسلام: نحن أولاد علات ديننا واحد، أولاد علات: جارات زوجات متعددات، شبه الشرائع بالأمهات المتعددات والأب واحد، فالرسل بعثوا بشرائع متعددة ودينهم واحد، وهو توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسوله، والتصديق بما يكون يوم القيامة، كالبعث بعد الموت إلى الجنة والنار والحساب والجزاء، والإيمان بالقدر وغير هذا مما جاءت به الرسل.