ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من اتباع النبي ﷺ

الواجب على كل مسلم أن يتقي الله ويحاسب نفسه، وأن يحمد ربه كثيرًا، ويشكره كثيرًا، أن علمه دين الإسلام، وأن فقهه في دين الإسلام، وأن جعله من أهل قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]، قال بعض السلف: فضل الله: الإسلام، ورحمته: أن جعلك من أهله، أن يكون من أهل الإسلام هذه الرحمة العظيمة، فينبغي لك أن تحمد الله على هذا، وأن تفرح بهذا الخير العظيم، وأن تسأل ربك الثبات عليه حتى تلقاه ، ومن شكر الله على هذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام أن تدعو إليها، وأن تجتهد في إدخال الناس في هذا الإسلام، وفي بيان وكشف الشبه التي قد تعرض لهم، وفي إعانتهم على الدخول في الإسلام، وفي مساعدة الدعاة إليه أينما كانوا حتى تكون مساهمًا في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، في إنقاذهم من الكفر بالله، وفي رحمة حالهم حتى يقبلوا دين الله، وحتى يستقيموا على دين الله، والله يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] فالواجب على أهل الإسلام أن يكونوا هكذا دعاة للحق، هداة للخلق، متعاونين على البر والتقوى، متواصين بالحق والصبر عليه، ينشرون دين الله بكل وسيلة، ويدعون إلى دين الله الإسلام بكل وسيلة، ويكشفون الشبه، ويوضحون الحق، ويردون الباطل ويكشفونه بالدلائل النقلية والعقلية التي يفهمها الناس ويعقلها الناس حتى تزول، حتى يحصل البلاغ والبيان، وحتى تقام الحجة وحتى تنقطع المعذرة، وحتى يكونوا بذلك قاموا بما استخلفوا فيه من التبليغ عن الله وعن رسله؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وكل إنسان على قدر طاقته، وعلى قدر علمه، وما أعطاه الله ، فعليه أن يدعو إلى الله على قدر ما علم وما اتسع له علمه، وعلى قدر طاقته، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على قدر علمه وعلى قدر طاقته لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، وبذلك يكونوا قد أدوا ما عليهم من التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، ومن الدعوة إلى الله، ومن التعاون على البر والتقوى، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان العبد، وأينما كان المؤمن حسب الطاقة والإمكان، في بيته، وفي المسجد، وفي الطريق، وفي القرية، وفي القبيلة، وفي الطائرة، وفي السيارة، في القطار، في أي مكان يدعو إلى الله، يرشد إلى الله، يعلم الناس الخير، يأمرهم بطاعة الله، ينهاهم عن معاصي الله، ثم له مثل أجورهم، كل إنسان له مثل أجر من هداه الله على يديه، كل إنسان دعا إلى هدى يكون له مثل أجور من هداه الله على يديه، سواء كان ذلك في أصل الإسلام، إذا أسلم على يديه أو في أمور أخرى بأن دعاه إلى الصلاة فأدى الصلاة، دعاه إلى صلاة الجماعة فهداه الله بسببه يكون له مثل أجره، دعاه إلى الزكاة فأدى الزكاة يكون له مثل أجره، دعاه إلى بر الوالدين فبر والديه يكون له مثل أجره، دعاه إلى الحج وإلى صيام رمضان فهداه الله على يديه يكون له مثل أجره، دعاه إلى ترك ما حرم الله عليه من المسكرات من التبن من حلق اللحى من إسبال الثياب من أي معصية إذا هداه الله على يديه صار له مثل أجره في هذا الخير العظيم الذي نفعه به ودله عليه وأرشده إليه فطاوعه وقبل منه فيكون له مثل أجره في ذلك الخير العظيم.