ثم العلاج لهذه الأمور -كما سمعتم- أن نكافح تسلط الأعداء بإزالة هذه الأدواء، فالعلاج أن نزيل هذه الأدواء، أن نزيل هذه الأدواء التي وقعت فينا، وأن نجاهد أنفسنا لله مع أولادنا، ومع أهلينا، ومع إخواننا، ومع زعمائنا، ومع قادتنا، نجتهد في التعلم والتفقه في الدين ضد الجهل، ونجتهد في طاعة الله ورسوله بدل طاعة الشيوخ والأمراء والأزواج ونحوهم في معاصي الله جل وعلا، نطيع الله ورسوله فيما أمر الله ورسوله، ولا نقلد ديننا الرجال والأشياخ بغير حق كما قال أعداء الله: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23] لا، ولكن نطيع الله ورسوله، يجب على أهل الإسلام أن يطيعوا الله ورسوله، ويجب على القادة أن يقدموا أمر الله وشرعه على الأهواء، والتقليد الأعمى، وعلى القوانين الوضعية، والآراء البشرية التي تخالف شرع الله ، وعلينا أن نعالج بأن نتشاغل بما يرضي ربنا، وبما يعز ديننا، وبما يعلي كلمتنا لا بما يضرنا من الجدل وغيره، وعلينا أيضًا أن نجاهد أنفسنا في التوبة إلى الله، وترك المعاصي، والحذر منها وشرها ومكائدها وعواقبها الوخيمة، وعلينا أيضًا أن نتعاون، على الرؤساء والقادة والعلماء وغيرهم والأعيان أن يتعاونوا في إظهار دين الله، والاستقامة على أمر الله، ومحاربة الفساد والمعاصي والبدع؛ حتى يسود الحق بدل الباطل، وحتى تظهر الطاعة بدل المعصية، وحتى تسود الفضائل بدل الرذائل، وحتى ينفذ أمر الله في عباد الله، فإذا تعاون الرؤساء والأعيان والعلماء والقادة في كل مكان ظهر الحق، وانتصر الحق وذل أعداء الله، وليس هذا في بلد دون بلد السعودية بلد العراق بلد الشام بلد مصر بلد أفريقيا لا، بل يكون الرؤساء والقادة والعلماء يبذلون الوسع في صلاح المسلمين في كل مكان ويجتهدون بالزيارات والكلام والكتابات وغير ذلك، والإذاعة وغير ذلك في إصلاح العالم، في إصلاح المسلمين، في تنبيه غافلهم، في توجيه جاهلهم ومنحرفهم، في دعوتهم إلى الحق والهدى والصواب؛ حتى يلتحموا جميعًا، ويتعاونوا ضد أعدائهم، وحتى يقوموا بالواجب ضد أعدائهم، هكذا هو الطريق، فطريق السلامة وطريق النصر إزالة العقبات.
الجمعة ٢٠ / جمادى الأولى / ١٤٤٦