ولا يخفى اليوم أن الناس في أشد الحاجة إلى الدعوة إلى الله، وأن الكفاية ليست حاصلة، الكفاية اليوم ليست حاصلة، فالعلماء قليلون، والناس كثيرون، العلماء الصالحون العلماء المخلصون العلماء الصادقون بالنسبة إلى كثرة الناس هم قليل، والحاجة عظيمة في مشارق الأرض ومغاربها، المسلمون في حاجة، والكفار في حاجة، فالمسلمون في أي مكان في حاجة للتوجيه والإرشاد والتعليم، توجد بلدان كثيرة واسعة ليس فيها عالم يقتدى به، ليس فيها عالم واحد يقتدى به في علمه وعمله لإقفار غالب الدنيا من العلماء، قال النبي عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخاذ الناس رؤوسًا جهولًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضوا وأضلوا، وهذا هو الواقع اليوم في غالب الدنيا، في غالب إفريقيا، في غالب آسيا، في أمريكا، في إنجلترا، في جمع الدول الأوروبية والشيوعية، في كل مكان، قد قل فيهم العلم، قل العلم وفشا الجهل، بل انتشر الجهل في كل مكان على رغم الإذاعات، وعلى رغم الكتب الكثيرة والمطابع الكثيرة، مع هذا فالعلماء الذين هم العلماء الذين يهتمون بأمر الله ويعنون بالدعوة إلى الله ويصدقون في ذلك ويتحملون المشاق في سبيل الدعوة هم أهل لها لعملهم وفضلهم هؤلاء هم القليل، أما دعوى العلم ووجود الشهادات الماجستير والدكتوراه والمدرسين وغير هذا موجود كثير، هناك كثيرون ولكن من يتحمل هذه الأهمية، من يتحمل هذا الواجب، من يكون أهلًا له ولعمله وفضله ولورعه ولتقواه ولتمكينه العلم في أعماله هؤلاء هم القليل في كل مكان.
وهناك أيضًا قلة حتى في حملة الشهادات والدكتوراه في علم الشريعة أيضًا قليلون بالنسبة إلى أهل الدنيا، بالنسبة إلى حاجات أهل الدنيا من الكفار والمسلمين.