الشيخ: والمقصود أنَّ ما شرعه سبحانه من أعمال الخير أمرٌ فيه مصلحة العباد، وفيه امتحانهم واختبارهم، فإذا كانت أسبابُ الدنيا ما تُنال إلا بالعمل: كالتجارة، والبيع، والشراء، والأكل، والشرب، والملابس، والسكنى، وغير هذا كلها لها أسبابها، فكيف بأعلى المطالب؟ كيف بالجنة التي هي أعلى المطالب؟ فهي النَّعيم المقيم، كيف لا تكون لها أسباب؟ ولهذا شرع الله لها الأسباب التي هي توحيده وطاعته واتِّباع شريعته، والحذر مما نهى عنه، هذه الأسباب التي مَن استقام عليها وصل إلى دار الكرامة.
وسرها أيضًا أنه سُبْحَانَهُ جعل الرسَالَةَ والنبوة والخلة والتَّكليم وَالْولَايَة والعبودية من أشرف مقامات خلقه، ونهايات كمالهم، فأنزلهم دَارًا أخْرج مِنْهُم الأنبياء، وَبعث فِيهَا الرُّسُل، وَاتَّخذ مِنْهُم مَن اتَّخذ خَلِيلًا، وكلَّم مُوسَى تكليمًا، وَاتَّخذ مِنْهُم أولياء وشهداء وعبيدًا، وخاصةً يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ إنزالهم إلى الأرض من تَمام الإنعام والإحسان.
وسرها أيضًا أنه أظهر لخلقه من آثَار أسمائه وجريان أحكامها عَلَيْهِم مَا اقتضته حكمته وَرَحمته وَعلمه.
وسرها أيضًا أنه تعرف إلى خلقه بأفعاله وأسمائه وَصِفَاته وَمَا أحدثه فِي أوليائه وأعدائه: من كرامته وإنعامه على الأولياء، وإهانته وإشقائه للأعداء، وَمِن أجابته دعواتهم.
الشيخ: كل هذا من سرِّ إخراج الله آدم وحواء من الجنة، وإسكانهما في الأرض؛ لهذه الحِكَم العظيمة.
الطالب: ضبط الكلمة: القرية التي مرت في "المسند": دومين، يقول في "القاموس" -سلمك الله-: ودومين، وقد تُفتح ميمه: قرية قرب حمص.
وَمِن أجابته دعواتهم، وقضائه حوائجهم، وتفريج كرباتهم، وكشف بلائهم، وتصريفهم تَحت أقداره كَيفَ يَشَاء، وتقليبهم فِي أَنْوَاع الْخَيْر وَالشَّرِّ، فَكَانَ فِي ذَلِك أعظم دَلِيلٍ لَهُم على أنه رَبهم ومليكهم، وأنه الله الَّذِي لَا إِلَه إلا هُوَ، وَأَنه الْعَلِيم الْحَكِيم، السَّمِيع الْبَصِير، وَأَنه الإله الْحقّ، وكل مَا سواهُ بَاطِل، فتظاهرت أدلةُ ربوبيته وتوحيده فِي الأرض، وتنوعت وَقَامَت من كل جَانبٍ، فَعرفهُ الموفَّقون من عباده، وأقروا بتوحيده إِيمَانًا وإذعانًا، وجحده المخذولون على خليقته، وأشركوا بِهِ ظلمًا وكفرانًا، فَهَلَك مَن هلك عَن بَيِّنَةٍ، وحيي من حيّ عن بَيِّنَةٍ، وَالله سميع عليم.
وَمَن تَأمل آيَاته المشهودة والمسموعة فِي الأرض، وَرَأى آثارها علم تَمام حكمته فِي إسكان آدم وَذريته فِي هَذِه الدَّار إلى أجلٍ مَعْلُومٍ، فَالله سُبْحَانَهُ إِنَّمَا خلق الْجنَّةَ لآدَم وَذُريته، وَجعل الْمَلَائِكَةَ فِيهَا خدمًا لَهُم، وَلَكِن اقْتَضَت حكمتُه أن خلق لَهُم دَارًا يتزوَّدون مِنْهَا إلى الدَّار الَّتِي خُلقت لَهُم، وَأَنَّهُمْ لا ينالونها إلا بالزاد، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي هَذِه الدَّار: وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [النحل:7]، فَهَذَا شَأْن الِانْتِقَال فِي الدُّنْيَا من بلدٍ إلى بلدٍ، فَكيف الِانْتِقَال من الدُّنْيَا إلى دَار الْقَرار؟ وَقَالَ تَعَالَى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].
فَبَاعَ المغبونون مَنَازِلهمْ مِنْهَا بأبخس الْحَظِّ، وأنقص الثَّمن، وَبَاعَ الموفَّقون نُفُوسَهم وأموالهم من الله، وجعلوها ثمنًا للجنة، فربحت تِجَارَتُهمْ، ونالوا الْفَوْزَ الْعَظِيم، قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111].
فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَا أَخْرَج آدمَ مِنْهَا إلا وَهُوَ يُرِيد أن يُعِيدهُ إليها أكمل إعادةٍ، كَمَا قيل على لِسَان الْقَدر: "يَا آدم، لَا تجزع من قولي لَك: اخْرُج مِنْهَا، فلك خلقتُها، فَإِنِّي أنا الْغَنِيُّ عَنْهَا وَعَن كل شَيْءٍ، وأنا الْجواد الْكَرِيم، وأنا لَا أتمتع فِيهَا؛ فَإِنِّي أُطْعِم وَلَا أَطْعَم، وأنا الْغَنِيُّ الحميد، وَلَكِن انْزِلْ إلى دَار الْبَذر، فَإِذا بذرت فَاسْتَوَى الزَّرْعُ على سوقه، وَصَارَ حصيدًا، فَحِينَئِذٍ فتعالَ فاستوفه أحوج مَا أنت إليه: الْحبَّة بِعشر أمثالها إلى سَبْعمِئة ضعفٍ، إلى أضعاف كَثِيرَةٍ، فَإِنِّي أعْلَم بمصلحتك مِنْك، وأنا الْعَلِي الْحَكِيم".
الطالب: قول المؤلف: "كما قيل على لسان القدر" يقول في الحاشية: في هذا التَّعبير شيء.
الشيخ: مليس بظاهرٍ على لسان القدر، لكن على معنى كلام الربِّ جلَّ وعلا، على مقاصده سبحانه وحكمته قيل هذا، على مُقتضى حكمته وعلمه جلَّ وعلا في عباده قيل هذا، كأنه قاله .
س: ما ترون فيها بأسًا؟
ج: الأمر سهل، لكن مثل هذا قال: "لسان القدر" إشارة.
الشيخ: هو مُنذر، عندكم "واو"؟
الطالب: في "واو" أحسن الله إليكم.
الشيخ: لا، منذر كنيته أبو مسلم.
الطالب: في الحاشية قال: منهم أبو مسلم، هو الأصبهاني.
الشيخ: الظاهر هو منذر الأصبهاني، هو أصبهاني، وهو أبو مسلم، وهو منذر، كنيته، الواو ما لها محل.
الطالب: لكن في الحاشية جعل لكلٍّ منهما تاريخ وفاةٍ.
الشيخ: أيش قال عن أبي مسلم.
الطالب: قال في الحاشية: منهم أبو مسلم، هو الأصبهاني، المتوفى سنة 322 للهجرة، وقال: منذر بن سعيد البلوطي المتوفى سنة 355.
الشيخ: ...... ما يخالف.
منهم أبو مسلم، ومنذر بن سعيد البلوطي، وَغَيرهمَا: إنها إنما كَانَت جنَّة فِي الأرض فِي مَوضِعٍ عَالٍ مِنْهَا، لَا أنها جنَّة المأوى الَّتِي أعدَّها الله لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة.
وَذكر مُنْذر بن سعيدٍ هَذَا القَوْلَ فِي تَفْسِيره عَن جمَاعَةٍ، فَقَالَ: وَأما قَوْله لآدم: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [البقرة:35]، فَقَالَت طَائِفَةٌ: أسكن الله تَعَالَى آدمَ جنَّةَ الْخُلد الَّتِي يدخلهَا الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَة. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ جنَّة غَيرهَا جعلهَا الله لَهُ، وأسكنه إياها، لَيست جنَّةَ الْخلد.
قَالَ: وَهَذَا قَولٌ تَكْثر الدَّلَائِلُ الشَّاهدة لَهُ، والموجبة لِلْقَوْلِ بِهِ؛ لأنَّ الْجنَّةَ الَّتِي تدخل بعد الْقِيَامَة هِيَ من حيِّز الآخرة، وَفِي الْيَوْمِ الآخر تدخل، وَلم يَأْتِ بعد، وَقد وصفهَا اللهُ تَعَالَى لنا فِي كِتَابه بصفاتها، ومُحال أن يصف اللهُ شَيْئًا بِصفةٍ ثمَّ يكون ذَلِك الشَّيْء بِغَيْر تِلْكَ الصِّفة الَّتِي وصفهَا بِهِ.
وَالْقَوْل بِهَذَا دَافعٌ لما أخبر الله بِهِ، قَالُوا: وجدنَا الله تبَارك وَتَعَالَى وصف الْجنَّةَ الَّتِي أُعدت لِلْمُتقين بعد قيام الْقِيَامَة بدار المقامة، وَلم يقم آدمُ فِيهَا، ووصفها بِأَنَّهَا جنَّة الْخُلد، وَلم يخلد آدم فِيهَا، ووصفها بِأَنَّهَا دَار جَزَاءٍ، وَلم يقل إنها دَار ابتلاء، وَقد ابتلى آدم فِيهَا بالمعصية والفتنة، ووصفها بِأَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا حزنٌ، وأنَّ الدَّاخلين إليها يَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ[فاطر:34]، وَقد حزن فِيهَا آدمُ، ووجدناه سَمَّاهَا: دَار السَّلَام، وَلم يسلم فِيهَا آدمُ من الآفات الَّتِي تكون فِي الدُّنْيَا، وسمَّاها: دَار الْقَرار، وَلم يسْتَقرّ فِيهَا آدمُ.
وَقَالَ فِيمَن يدخلهَا: وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48]، وَقد أَخْرَج مِنْهَا آدمَ بمعصيته.
وَقَالَ: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ [الحجر:48]، وَقد ندَّ آدمُ فِيهَا هَارِبًا فَارًّا عِنْد إصابته الْمَعْصِيَة، وطفق يخصف ورقَ الْجنَّة على نَفسه، وَهَذَا النَّصب بِعَيْنِه الَّذِي نَفَاهُ اللهُ عَنْهَا.
وَأخْبر أنه لَا يُسمع فِيهَا لَغْوٌ وَلَا تأثيمٌ، وَقد أثم فِيهَا آدمُ، وأُسمع فِيهَا مَا هُوَ أكبر من اللَّغْو؛ وَهُوَ أنه أُمِرَ فِيهَا بِمَعْصِيَة ربِّه.
وَأَخْبر أنه لَا يُسمع فِيهَا لَغْوٌ وَلَا كذبٌ، وَقد أَسْمَعَهُ فِيهَا إبليسُ الْكَذِبَ، وغرَّه، وقاسمه عَلَيْهِ أيضًا بعد أن أسْمَعَهُ إياه.
وَقد شرب آدمُ من شرابها الَّذِي سَمَّاهُ فِي كِتَابه: شَرَابًا طَهُورًا [الإنسان:21]، أَي: مُطهَّرًا من جَمِيع الآفات المذمومة، وآدَم لم يُطهر من تِلْكَ الآفات.
وسمَّاها الله تَعَالَى: مَقْعَدِ صِدْقٍ [القمر:55]، وَقد كذب إبليسُ فِيهَا آدم، ومقعد الصِّدْق لَا كذبَ فِيهِ، وعليون لم يكن فِيهِ اسْتِحَالَةٌ قطّ، وَلَا تَبْدِيل، وَلَا يكون بإجماع الْمُصَلِّين، وَالْجنَّة فِي أعلى عليين.
وَالله تَعَالَى إنما قَالَ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30]، وَلم يقل: إني جاعله فِي جنَّة المأوى، فَقَالَت الْمَلَائِكَةُ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [البقرة:30]، وَالْمَلَائِكَةُ أتقى لله من أن تَقولَ مَا لا تعلم، وهم الْقَائِلُونَ: لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا [البقرة:32].
وَفِي هَذَا دلَالَة على أنَّ الله قد كَانَ أعلمهم أنَّ بني آدم سيُفسدون فِي الأرض، وإلا فَكيف كَانُوا يَقُولُونَ مَا لا يعلمُونَ؟! وَالله تَعَالَى يَقُول -وَقَوله الْحق- لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27]، والملائكة لَا تَقول وَلَا تعْمَل إلا بِمَا تُؤمر بِهِ، لَا غير؛ قَالَ الله تَعَالَى: وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:50].
وَالله تَعَالَى أخبرنَا أنَّ إبليس قَالَ لآدم: هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى [طه:120]، فَإِن كَانَ اللهُ قد أسكن آدمَ جنَّةَ الْخلد وَالْمُلك الَّذِي لَا يَبْلى، فَكيف لم يردّ عَلَيْهِ نصيحتَه ويُكذبه فِي قَوله فَيَقُول: وَكَيف تدلني على شَيْءٍ أنا فِيهِ، قد أُعطيتُه واخترتُه؟! بل كَيفَ لم يَحْث التُّرَابَ فِي وَجهه ويسبّه؟! لَأنَّ إبليسَ لَئِن كَانَ يكون بِهَذَا الْكَلَام مُغويًا لَهُ، إنما كَانَ يكون زاريًا عَلَيْهِ؛ لأنه إِنَّمَا وعده على مَعْصِيَة ربِّه بِمَا كَانَ فِيهِ، لَا زَائِدًا عَلَيْهِ، وَمثل هَذَا لَا يُخَاطب بِهِ إلا المجانين الَّذين لَا يعْقِلُونَ؛ لأنَّ الْعِوَض الَّذِي وعده بِهِ بِمَعْصِيَة ربه قد كَانَ أحرزه؛ وَهُوَ الْخُلد وَالْمُلك الَّذِي لَا يَبْلى.
وَلم يُخبر اللهُ آدمَ إِذْ أسكنَه الْجنَّةَ أنه فِيهَا من الخالدين، وَلَو كَانَ فِيهَا من الخالدين لما ركن إلى قَول إبليس، وَلَا قبل نصيحته، وَلكنَّه لما كَانَ فِي غير دَار خُلُودٍ غرَّه بِمَا أطمعه فِيهِ من الْخُلد فَقَبِلَ مِنْهُ، وَلَو أخبر الله آدم أنه فِي دَار الْخلد ثمَّ شكَّ فِي خبر ربِّه لسمَّاه: كَافِرًا، وَلما سَمَّاهُ: عَاصِيًا؛ لَأنَّ مَن شكَّ فِي خبر الله فَهُوَ كَافِر، وَمَن فعل غير مَا أمرَهُ الله بِهِ وَهُوَ مُعْتَقدٌ للتَّصديق بِخَبَر ربِّه فَهُوَ عَاصٍ، وَإِنَّمَا سمَّى اللهُ آدمَ: عَاصِيًا، وَلم يُسمه: كَافِرًا.
قَالُوا: فَإِن كَانَ آدمُ أُسكن جنَّةَ الْخُلد، وَهِي دَار الْقُدس الَّتِي لَا يدخلهَا إلا طَاهِرٌ مُقدَّسٌ، فَكيف توصل إليها إِبْلِيسُ الرّجس النَّجس الملعون المذموم المدحور، حَتَّى فتن فِيهَا آدم؟! وإبليس فَاسق، قد فسق عَن أمْر ربه، وَلَيْسَت جنَّةُ الْخُلد دَار الْفَاسِقين، وَلَا يدخلهَا فَاسق الْبَتَّةَ، إِنَّمَا هِيَ دَار الْمُتَّقِينَ، وإبليس غير تَقِيٍّ، فَبعد أن قيل لَهُ: فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا [الأعراف:13]، أيفسَح لَهُ أن يرقى إلى جنَّة المأوى فَوق السَّمَاء السَّابِعَة بعد السّخط والإبعاد لَهُ بالعتو والاستكبار؟! هَذَا مضادٌّ لقَوْله تَعَالَى: فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا.
فَإِن كَانَت مُخاطبته آدم بِمَا خاطبه بِهِ وقاسمه عَلَيْهِ لَيْسَ تكبُّرًا، فَلَيْسَ تعقل الْعَرَبُ الَّتِي أُنْزِل الْقُرْآنُ بلسانها مَا التَّكبر؟ وَلَعَلَّ مَن ضعفت رويته وَقصر بَحثه أن يَقُول: إنَّ إبليس لم يصل إليها، وَلَكِن وسوسته وصلت. فَهَذَا قَولٌ يُشبه قَائِلَه ويُشاكل مُعتقده، وَقَول الله تَعَالَى حكم بَيْننَا وَبَينه، وَقَوله تَعَالَى: وَقَاسَمَهُمَا [الأعراف:21] يردّ مَا قَالَ؛ لَأنَّ الْمُقَاسَمَةَ لَيست وَسْوَسَةً، وَلكنَّهَا مُخَاطبَة ومُشافهة، وَلَا تكون إلا من اثْنَيْنِ شَاهِدين، غير غائبين وَلَا أحدهما.
س: ما حكم الاستنساخ؟
ج: هذا منكر، أنكره العلماءُ، وأنكره المسلمون، حتى أنكره الكفَّار، هذا باطل.