كما قال جل وعلا في سورة البقرة: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [البقرة:217]، بين سبحانه أن القتال في الأشهر الحرام قتال، وأنه قتال عظيم وكبير، ولكن أشد منه وأعظم إخراج أهل المسجد الحرام منه وقتل النفوس بغير حق، نسأل الله العافية، والصد عن سبيل الله، المقصود أن الأشهر الحرم ذهب جمع من أهل العلم إلى بقاء حرمتها، وأن القتال فيها محرم، وأن الواجب احترامها وتعظيمها كما عظمها الله جل وعلا ورسوله، وذهب الجمهور إلى نسخ حرمتها، والمسألة فيها خلاف معروف عند أهل العلم، وظاهر الأدلة الشرعية مع من قال ببقاء حرمتها لكن لا تخص بشيء من العبادات إلا بدليل، لا رجب ولا غيره، الأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، هذه الأشهر الحرم ثلاثة متوالية وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم عاشور، وشهر فرد وهو: رجب بين جمادى الآخرة وبين شعبان، ويأتي الكلام إن شاء الله على ما يتعلق بالعمرة كما سبق في التعليق الآتي إن شاء الله، وأسأل الله للجميع المزيد من العلم النافع والعمل الصالح.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦