لقاء حول سيرة الشيخ ومسيرته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أيها الإخوة:  نحن الآن في حضرة سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في لقاء نستطيع أن نسميه لقاء السيرة الذاتية للشيخ عبدالعزيز بن باز مع عرض بعض الأسئلة حول قضية العلم والعلماء والدعوة والدعاة.
وفي البدء نود أن نرحب بسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز، ونشكر له هذا الوقت الذي اقتطعه من وقته الثمين.
فمرحبًا بكم يا شيخ عبدالعزيز
حياكم الله وبارك فيكم.
نحن يا شيخنا الفاضل: سنبدأ هذه الحلقة بما يشبه الترجمة عن حياة سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز، فنسأل الشيخ أو نرجو من الشيخ أن يقدم نفسه.
بسم الله الرحمن الرحيم
  الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فقد كتبت في هذا شيئًا ليعرف القراء حقيقة ترجمتي مفصلة وهي موجودة عند كثير من الإخوان، وهي أيضًا موجودة في المجلد الأول من الفتاوي والمقالات التي تم جمعها وطبعها أخيرًا وصدر الجزء الأول منها. والحمد لله.
طفولته،  طلبه العلم،  مشائخه،  تلاميذه، وظائفه، مؤلفاته ومن ذلك،  أولًا:
أني ولدت في عام 1330هـ في الثاني عشر من ذي الحجة ونشأت والحمد لله يتيمًا في حضانة والدتي رحمة الله تعالى عليها، وكان والدي توفى في ذي القعدة من عام 1333هـ، وأنا في السنة الثالثة من عمري.  ودرست القرآن، وحفظته قبل البلوغ.
وكانت دراستي على الشيخ الكريم- رحمه الله تعالى عليه- عبدالله بن مفيريج[1] وكانت له مدرسة في شمال مسجد الشيخ عبدالله – رحمة الله تعالى عليه- المسمى أخيرًا مسجد الشيخ: محمد بن إبراهيم – رحمة الله تعالى عليه – في بلد الرياض، ثم شغلت بطلب العلم على المشايخ في الرياض.
 ومن أول من قرأت عليه: شيخنا العلامة: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب – رحمة الله تعالى عليهم – جميعًا، وكان ذلك في حدود السنة: 1344، 1345 هـ إلى أن تعينت قاضيًا في الخرج في عام 1357ه وقرأت عليه ما جرت عليه العادة أن يقرأه الطالب في ذلك الزمان من كتب الشيخ: محمد بن عبدالوهاب، ثلاثة الأصول، كتاب التوحيد، كشف الشبهات.
 وقرأت عليه أيضًا: في عمدة الحديث للشيخ: عبدالغني بن عبدالواحد بن سرور المقدسي. عليه رحمة الله. ولا أذكر الآن هل قرأت عليه العقيدة الواسطية أم لا.
  ثم قرأت على فضيلة شيخنا العلامة الكبير الشيخ: محمد بن إبراهيم-عليه رحمة الله- ولازمته كثيرًا نحو عشر سنين أو أكثر، وقرأت عليه جميع العلوم الدينية التي يقرأها الطلبة في ذلك الوقت في الفقه والحديث والنحو وسمعت عليه كتبًا كثيرة من الكتب الستة ومن غيرها. رحمة الله عليه.
 وكانت مجالسة عامرة بالعلم في المسجد وفي البيت رحمه الله، وكان يجلس بعد صلاة الفجر في المسجد إلى طلوع الشمس يقرأ عليه الإخوان في بلوغ المرام، وفي النحو وفي زاد المستقنع مختصر المقنع، وفي كتاب التوحيد في بعض الأحيان.
 ثم يقوم رحمة الله عليه، ويجلس في بيته غالب الضحى فيقرأ عليه المختصرات والمطولات- رحمه الله تعالى- إلى أن يشتد الضحى، ثم يجلس بعد الظهر فيقرأ عليه بعد الظهر في وقت الصلاة في المطولات وأنا من جملة من يحضر، فيقرأ ويشارك في استماع الدروس.
وهكذا بعد العصر-رحمه الله- إلى قرب الغروب، وهكذا بعد المغرب.
يجلس بعد المغرب لقراءة الطلبة في الرحبية في علم الفرائض، وكنت ممن درس عليه الرحبية مرات –رحمه الله- وأخذت عنه علم المواريث أنا وجملة من المشايخ الذين تولوا القضاء وغيرهم – رحمة الله عليهم- وبارك الله في الأحياء منهم.
وكانت مجالسه عامرة بالعلم، والتوجيه إلى الخير، والنصح لله ولعباده والإجابة على أسئلة الطلبة مع العناية بالدليل، والترجيح. فجزاه الله عنا وعن العلم وأهله وعن جميع المسلمين أفضل الجزاء وبارك في ذريته وجعلهم صالحين موفقين.
 وقرأت أيضًا. عليه في أصول الفقه ومصطلح الحديث، وقرأت عليه جملة كتب الشيخ محمد – رحمه الله- من كتاب التوحيد، وثلاثة الأصول، والعقيدة الواسطية، وكشف الشبهات، وأصول الإيمان، [و] الإسلام- رحمه الله-، وسمعت عليه كثيرًا من مؤلفات الشيخ أيضًا-رحمه الله- منهم مختصر السيرة النبوية، وسمعت عليه أيضًا الكتب الستة- رحمه الله- بقراءة كثير من الطلبة، وسمعت عليه جملة من مدارج السالكين للعلامة ابن القيم- عليه رحمه الله- في شرح منازل السائلين.
وسمعت عليه من ذلك في قراءة بعض الإخوان، وسمعت جملة أيضًا من معالم السنن للخطابي عن أبي داود في قراءة بعض الإخوان، وسمعت عنه كتبًا أخرى لا أذكرها الآن كثيرة رحمه الله تعالى.
وقرأت أيضًا على الشيخ محمد بن فارس- رحمه الله رحمة واسعة- في النحو خاصة في عام 1344ه، وقرأت أيضًا على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق القاضي في الرياض بالبادية- رحمه الله-، وكان يصلي في الجامع الكبير ويجلس هناك وقرأت عليه هناك أبوابًا من كتاب التوحيد، وكان عالمًا فاضلًا جليلًا-قدس الله روحه- وأصلح ذريته، وقرأت أيضًا على فضيلة الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب-رحمة الله تعالى على الجميع-، في بيته-رحمه الله-
في كتب العقيدة، في كتاب التوحيد وغيره من الكتب الأخرى التي لا أذكرها الآن.
 وقرأت أيضًا في علم التجويد على الشيخ سعد وقاص البخاري في مكة سنة 55 لأني صمت رمضان هناك في ذاك العام وقرأت عليه بعد رمضان في شوال وذي القعدة سورًا كثيرة من القرآن الكريم وتلقيتها إلا التجويد وبعض الأحكام-رحمه الله- في عام 1355 هـ وأخذت اجازة في كتب كثيرة من الشيخ العلامة عبدالحق الهاشمي، وكان مدرسًا في مكة المكرمة.
 وتوليت القضاء في عام 1357هـ في منطقة الخرج كان ذلك في جمادي الآخر من هذا العام عام 1357هــ إلى نهاية عام 1371هـــ، كانت المدة أربعة عشر سنة ونصف سنة ثم نقلت من منطقة الخرج من القعتاء بالتدريس في المعهد العلمي لما فتح في الرياض عام 1371هـ، وكان التدريس فيه في عام 1372هـــ في معهد امام الدعوة ثم في كلية الشريعة بعد ما فتحت إلى عام 1380هـــ، وبعد ذلك انتقلت إلى المدينة وعينت نائبًا لرئيس الجامعة وهو شيخنا العلامة: محمد بن إبراهيم –رحمة الله عليه-، عينني سماحته نائبًا عنه في هذه الجامعة بموافقة الملك الكريم: سعود بن عبدالعزيز. رحمه الله، وسافرت إليها في جمادي الأولى من عام 1381هـ  وباشرت العمل هناك بالجامعة الإسلامية إلى شوال من عام 1395هــ.
  ثم عينت في 14شوال رئيسًا عامًا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وأنا الآن في هذا العمل وأسأل الله العون والتوفيق والتسديد وصلاح النية والعمل.
وكنت في هذه المدة التي أقمتها في المدينة أُلقي بعض الدروس في المسجد النبوي بين المغرب والعشاء، ورتبت بعض الدروس في المسجد النبوي بعد العصر بعض الزمان ثم تركت ذلك لمضايقة الأعمال.
  وكتبت ما شاء الله من الكتابات في مصالح المسلمين والرد على بعض من حاد عن الطريق وهي منشورة في أيدي ما بين الناس وستنشر إن شاء الله في كتابي الجديد وهو جمع مقالاتي وفتاواي في مجلدات تنشر بين الناس، إن شاء الله وقسمت منها المجلد الأول وطبع كثير منها بصفة مفردة، أسأل الله أن ينفع بها المسلمين وأن يجعلنا وإياكم موفقين وهداة مهتدين.
***
 شكر الله لكم يا شيخنا الفاضل على هذه المعلومات التي قدمتها، وفي الحقيقة أود أن أسأل سماحتكم عن بعض أقرانكم وتلاميذكم لأننا سمعنا منكم شيئًا عن المشايخ الذين تلقيت عنهم العلم لكن لم نعرف بعد بعض الزملاء.
كانوا كثيرين نسيت بعضًا وأذكر بعضًا. ممن أذكر:
معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ/ سليمان بن عبيد، بارك الله فيه ووفقه.
ومنهم فضيلة الشيخ/ عبدالله بن يوسف الوابل الذي تولى القضاء في الحوطة وتولى القضاء في أبها، وهو الآن موجود في أبها وفقه الله.
  ومنهم الشيخ/ سعود بن محمد الرشود الذي تولى القضاء في الرياض.
 وهناك جمع غفير منهم: الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود رحمه الله.
  ومنهم عبدالرحمن بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ رحمة الله عليهم جميعًا.
  ومنهم جمع غفير لا أذكر الآن كثيرًا منهم. رحمة الله عليهم وبارك في الأحياء منهم. [2]

  1. هو عبدالله بن ناصر بن عبدالرحمن بن مفيريج ولد سنة 1267هـ وتوفى 1350هـ من مواليد الرياض، تلقى تعليمه بالكتاتيب وعلم معلمًا في مدرسة تعرف بمدرسة ابن مفيريج، وكان يدرس فيه احتسابًا.وأما أخوه فهو الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن مفيريج فهو من مواليد الرياض وقد تلقى تعليمه الأولى في المسجد بمكة المكرمة ثم عاد إلى الرياض وأسهم مع أخيه عبدالله في إقامة كتاب أو ما يطلق عليه الآن مدرسة وكان ذلك سنة 1297هـ واستمرت حتى سنة 1375 هـ انظر موسوعة تاريخ التعليم في المملكة ص: 280 وص: 281
  2. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، جمع وإعداد/ إبراهيم بن عبدالله الحازمي (3/ 1016)