-طريقة الدراسة يا شيخ عبدالعزيز نلاحظ التغير الكبير بين الطريقتين، طريقة الدراسة سابقًا وطريقة الدراسة في هذا الوقت، كما نلاحظ تنوع المعارف والمعلومات عند العلماء سابقًا، فأنت كما ذكرت درست على الشيخ: محمد بن إبراهيم علوم الدين ودرست النحو والفرائض... فهناك تنوع....
- ما أدري يا شيخ عبدالعزيز كيف تصورك للفرق بين الطريقتين في الدراسة، وبماذا تنصح؟
كان المشائخ في الأول قبل أن تفتح الجامعات والمدارس الرسمية كانوا يعنون كثيرًا في كتب العقيدة والحديث الشريف والنحو والفقه هذه الكتب أهم شيء يدرسونها لأجل أن أهم الأمور العقيدية ثم التفقه في الدين من طريق الحديث الشريف والفقه الإسلامي وغير ذلك من أمثالها من كتب اللغة وكتب النحو فكانوا يعنون بهذا كثيرًا و[كذلك] أصول الفقه ومصطلح الحديث.
أما ما يتعلق بالتاريخ والسيرة فكان الغالب (أن) تقرأ الكتب المطولة في هذا مثل: تاريخ ابن كثير، وسيرة ابن هشام، وكتب السيرة، كسيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومثلها من الكتب التي تقرأ بصفة عامة ويستعملها الطلبة ويعلق عليها المدرس ما يسر الله له، ولا أذكر في هذا شيئًا مختصرًا كنا نقرأه في ذاك الوقت وإنما غالب ما يقرأه الطلبة في ذلك الوقت هو ما يتعلق بالحديث الشريف والفقه الإسلامي والنحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث هذا الذي هو في الغالب ندرسه ونحفظه ويدرسه العلماء ويحفظونه الطلبة.
أما الآن تغيرت الأحوال لما فتحت الجامعات والمدارس الرسمية صارت تدرس البلاغة والجغرافيا والحساب وأشياء أخرى يدرسونها الآن دعت الحاجة إليها لتوسع العلم وتوسع الناس في الوظائف والأعمال وانتشار الناس ووجود الحاجة إلى كثير من هذه العلوم التي تدرس في المدارس العامة، وهي تعين على العلوم الشرعية ومعلوم الاعتناء باللغة والعناية بالبلاغة وكل هذا ينفع الطالب.
وأما الجغرافيا فتنفع في أمور الدنيا وتنفع كثيرًا، وهكذا الحساب ينفع في حساب الفرائض وفي مسائل أخرى له فائدة، المقصود أن تنوع المواد لأجل الحاجة إليها في هذه المدارس لحساب ما برز وحضر من حاجات الناس.
يا شيخ عبدالعزيز ما أدري المتون التي كنتم تحفظونها أو كان يحفظها الأوائل ما هي بالضبط تحديدها، هل نستطيع أن نحددها
- نعم كنا نحفظ: بلوغ المرام للحافظ بن حجر، وهو كتاب جيد ومفيد ومحرر، وعمدة الحديث للحافظ العلامة: عبدالغني بن عبدالواحد بن على بن سرور المقدسي-رحمه الله- تزيد على 400 حديث قليلًا، وهي في الصحيحين، جمعها من الصحيحين رحمه الله وهناك أشياء نوقش فيها قد تكون لأحد الشيخين. البخاري ومسلم، ليست في الصحيحين لكنها قليلة والغالب مثل ما قال. رحمه الله مما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم.
وكذلك الأربعين النووية وتتمها لابن رجب والجميع خمسون حديثًا كان المشايخ يدرسونها أيضًا من كتب الحديث.
وهكذا المنتقى للمجد لابن تيمية –رحمه الله- كان يدرسه المشايخ ويقرأه الإخوان بعضهم يقرأ نظرًا وبعضهم يقرأ حفظًا، وكذلك زاد المستقنع في الفقه مختصر المقنع، هذا هو الأغلب.
وفي الأصول: الورقات والأصول لصاحب الممتاع أصول الفقه والروضة لصاحب المغني ومصطلح الحديث للحافظ. ونخبة الفكر وشروحها، وألفية الحديث العراقي. كل هذه كانت تدرس.
وأما في النحو: ألفية ابن مالك لكبار الطلبة ومتوسطيهم يقرؤون القطر لابن هشام والمبتدئين يقرؤون الآجرومية، وكنت ممن قرأ هذا على شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم، رحمه الله كثيرًا، وعلى الشيخ حمد بن فارس فيها أيضًا وقرأته عليه أيضًا في قطر الندي وهكذا في الألفية أنا وجماعة كبيرة من الإخوة- رحمه الله رحمة واسعة- وكانت المتون يعتني بها وكان الشيخ محمد-رحمه الله- يناقش في ذلك ويؤكد في ذلك، لما في الحفظ من الفائدة العظيمة، وهو أساس عظيم للعلم، والذي ليس عنده علوم محفوظة قد يضعف التماسه للمسائل وحفظه لها والقدرة على استخراج المسائل.
لكن إذا كان عنده أصول في الفقه والحديث تعينه على التماس المسائل من مظانها.
المشكلة يا شيخ أن الحفظ ما تفرط فيه وسائل التربية الحديثة مع الأسف الشديد....
ولهذا قل العلم، تجده متخرجًا من الجامعات وعنده اجتهادات كبيرة (الدكتوراة والماجستير) وعلمه قليل لأنه نسى ما حفظه واشتغل عنه بمشاغل أخرى من الأعمال، فيقل العلم، والعلم دائمًا محتاج إلى الحفظ وإلى المدارسة والمذاكرة بينه وبين الزملاء، ومراجعة الكتب، والعناية بالمكتبة كل هذا يحتاج إليه طالب العلم.
وإذا فرغ من الدراسة واشتغل بالأعمال الإدارية أو بأشياء أخرى تشغله عن المطالعة والمذاكرة يقل العلم وينسى كثير منه.
***
- جزاك الله خيرًا.
- وأيضًا مما يعين الطالب على الحفظ وعلى استقرار العلوم، العمل بعلمه، بأن يعتني بالعمل ويكون مثالًا عاليًا بالمحافظة على ما أوجب الله والبعد عما حرم الله والعناية بالصلاة مع الجماعة، والعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ومناصحة إخوانه من الزملاء وغيرهم، وكل ما كان طالب العلم أعنى بهذه الأمور كان أكثر وأكمل لتوفيق الله له وحفظه لما علم ونشر العلم، وهكذا المذاكرة مع زملائه، وعدم التكبر، يذاكر مع الزملاء ويسألهم ما أشكل عليه ويفيدهم ويفيدونه... وهكذا العناية بالمدرسين يسألهم ويتواضع ويذل بين أيديهم حتى يستفيد منهم، كل هذا من أسباب التحصيل.
فإذا بلى الإنسان بالإعراض أو التكبر يقل محصوله من العلم وربما نسى ما لديه عقوبة له ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لعل هذا يصدقه ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنه عندما سئل عن علمه فقال: لسان سُؤول وقلب عقول.
لا يذكر سنده لكن المعني صحيح.
- ما أدري يا شيخ عبدالعزيز كيف تصورك للفرق بين الطريقتين في الدراسة، وبماذا تنصح؟
كان المشائخ في الأول قبل أن تفتح الجامعات والمدارس الرسمية كانوا يعنون كثيرًا في كتب العقيدة والحديث الشريف والنحو والفقه هذه الكتب أهم شيء يدرسونها لأجل أن أهم الأمور العقيدية ثم التفقه في الدين من طريق الحديث الشريف والفقه الإسلامي وغير ذلك من أمثالها من كتب اللغة وكتب النحو فكانوا يعنون بهذا كثيرًا و[كذلك] أصول الفقه ومصطلح الحديث.
أما ما يتعلق بالتاريخ والسيرة فكان الغالب (أن) تقرأ الكتب المطولة في هذا مثل: تاريخ ابن كثير، وسيرة ابن هشام، وكتب السيرة، كسيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومثلها من الكتب التي تقرأ بصفة عامة ويستعملها الطلبة ويعلق عليها المدرس ما يسر الله له، ولا أذكر في هذا شيئًا مختصرًا كنا نقرأه في ذاك الوقت وإنما غالب ما يقرأه الطلبة في ذلك الوقت هو ما يتعلق بالحديث الشريف والفقه الإسلامي والنحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث هذا الذي هو في الغالب ندرسه ونحفظه ويدرسه العلماء ويحفظونه الطلبة.
أما الآن تغيرت الأحوال لما فتحت الجامعات والمدارس الرسمية صارت تدرس البلاغة والجغرافيا والحساب وأشياء أخرى يدرسونها الآن دعت الحاجة إليها لتوسع العلم وتوسع الناس في الوظائف والأعمال وانتشار الناس ووجود الحاجة إلى كثير من هذه العلوم التي تدرس في المدارس العامة، وهي تعين على العلوم الشرعية ومعلوم الاعتناء باللغة والعناية بالبلاغة وكل هذا ينفع الطالب.
وأما الجغرافيا فتنفع في أمور الدنيا وتنفع كثيرًا، وهكذا الحساب ينفع في حساب الفرائض وفي مسائل أخرى له فائدة، المقصود أن تنوع المواد لأجل الحاجة إليها في هذه المدارس لحساب ما برز وحضر من حاجات الناس.
يا شيخ عبدالعزيز ما أدري المتون التي كنتم تحفظونها أو كان يحفظها الأوائل ما هي بالضبط تحديدها، هل نستطيع أن نحددها
- نعم كنا نحفظ: بلوغ المرام للحافظ بن حجر، وهو كتاب جيد ومفيد ومحرر، وعمدة الحديث للحافظ العلامة: عبدالغني بن عبدالواحد بن على بن سرور المقدسي-رحمه الله- تزيد على 400 حديث قليلًا، وهي في الصحيحين، جمعها من الصحيحين رحمه الله وهناك أشياء نوقش فيها قد تكون لأحد الشيخين. البخاري ومسلم، ليست في الصحيحين لكنها قليلة والغالب مثل ما قال. رحمه الله مما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم.
وكذلك الأربعين النووية وتتمها لابن رجب والجميع خمسون حديثًا كان المشايخ يدرسونها أيضًا من كتب الحديث.
وهكذا المنتقى للمجد لابن تيمية –رحمه الله- كان يدرسه المشايخ ويقرأه الإخوان بعضهم يقرأ نظرًا وبعضهم يقرأ حفظًا، وكذلك زاد المستقنع في الفقه مختصر المقنع، هذا هو الأغلب.
وفي الأصول: الورقات والأصول لصاحب الممتاع أصول الفقه والروضة لصاحب المغني ومصطلح الحديث للحافظ. ونخبة الفكر وشروحها، وألفية الحديث العراقي. كل هذه كانت تدرس.
وأما في النحو: ألفية ابن مالك لكبار الطلبة ومتوسطيهم يقرؤون القطر لابن هشام والمبتدئين يقرؤون الآجرومية، وكنت ممن قرأ هذا على شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم، رحمه الله كثيرًا، وعلى الشيخ حمد بن فارس فيها أيضًا وقرأته عليه أيضًا في قطر الندي وهكذا في الألفية أنا وجماعة كبيرة من الإخوة- رحمه الله رحمة واسعة- وكانت المتون يعتني بها وكان الشيخ محمد-رحمه الله- يناقش في ذلك ويؤكد في ذلك، لما في الحفظ من الفائدة العظيمة، وهو أساس عظيم للعلم، والذي ليس عنده علوم محفوظة قد يضعف التماسه للمسائل وحفظه لها والقدرة على استخراج المسائل.
لكن إذا كان عنده أصول في الفقه والحديث تعينه على التماس المسائل من مظانها.
المشكلة يا شيخ أن الحفظ ما تفرط فيه وسائل التربية الحديثة مع الأسف الشديد....
ولهذا قل العلم، تجده متخرجًا من الجامعات وعنده اجتهادات كبيرة (الدكتوراة والماجستير) وعلمه قليل لأنه نسى ما حفظه واشتغل عنه بمشاغل أخرى من الأعمال، فيقل العلم، والعلم دائمًا محتاج إلى الحفظ وإلى المدارسة والمذاكرة بينه وبين الزملاء، ومراجعة الكتب، والعناية بالمكتبة كل هذا يحتاج إليه طالب العلم.
وإذا فرغ من الدراسة واشتغل بالأعمال الإدارية أو بأشياء أخرى تشغله عن المطالعة والمذاكرة يقل العلم وينسى كثير منه.
***
- جزاك الله خيرًا.
- وأيضًا مما يعين الطالب على الحفظ وعلى استقرار العلوم، العمل بعلمه، بأن يعتني بالعمل ويكون مثالًا عاليًا بالمحافظة على ما أوجب الله والبعد عما حرم الله والعناية بالصلاة مع الجماعة، والعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ومناصحة إخوانه من الزملاء وغيرهم، وكل ما كان طالب العلم أعنى بهذه الأمور كان أكثر وأكمل لتوفيق الله له وحفظه لما علم ونشر العلم، وهكذا المذاكرة مع زملائه، وعدم التكبر، يذاكر مع الزملاء ويسألهم ما أشكل عليه ويفيدهم ويفيدونه... وهكذا العناية بالمدرسين يسألهم ويتواضع ويذل بين أيديهم حتى يستفيد منهم، كل هذا من أسباب التحصيل.
فإذا بلى الإنسان بالإعراض أو التكبر يقل محصوله من العلم وربما نسى ما لديه عقوبة له ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لعل هذا يصدقه ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنه عندما سئل عن علمه فقال: لسان سُؤول وقلب عقول.
لا يذكر سنده لكن المعني صحيح.
وكان رضي الله عنه يجلس على أبواب كبار الصحابة حتى يخرجوا ما يكفهم فإذا خرجوا شقّ عليهم جلوسه عند الباب فطمأنهم وقال قصدي العلم وكان يتبعهم ويعيش معهم حتى يسألهم عن أحاديث الرسول ﷺ مع زيد بن ثابت ومع أبي بن كعب واشباهه رضي الله عنهم.
وهذه نصيحة أنصحها جميع الطلبة وجميع الإخوان... أن يتواضعوا وأن يجتهدوا في سؤال أهل العلم عما يهم من المسائل وأن يبحثوا مع الزملاء عما أشكل ويفيد الزملاء عما لديهم، هكذا ينبغي لطالب العلم ومن أهم ذلك أن يعمل بعلمه وان يتقي الله في ذلك، وأن ينصح لإخوانه وأن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولا يغفل في أي مكان كان حسب الطاقة.
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يقول البعض الذين لهم اتصال بوسائل العلم والمعرفة إن هناك عدم إقبال لكثير من طلاب العلم على العلم الشرعي مقارنة بالإقبال على العلوم الأخرى.... هل هذا صحيح؟ وما الأسباب إذا كان صحيحًا؟
هذا مما اشتهر بين الناس الآن وهو صحيح بالنسبة إلى كثير من الطلبة لكن الحمد لله هناك من هو راغب في العلم الشرعي وحريص عليه ولهذا تجد في كلية الشريعة، وكلية أصول الدين من الطلبة ليس بقليل والحمد لله في الجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام، وجامعة أم القرى وبكلية التربية بجامعة الملك سعود، وكلية الشريعة في جامعة الملك فيصل، المقصود: أن هناك والحمد لله من يعتني بهذا الأمر. لكن أناسًا آخرين قد يعرضوا عن هذا، والغالب والله أعلم فيما يظهر لى الحرص على الوظائف التي يزعمون أنها أكثر مالًا وضعفهم على الصبر على تلقي العلوم الشـرعية فيري بعضهم أن تلقى العلوم الأخرى أسهل وبعضهم يرى أن ذلك أكثر لتحصيل معاش جيد أكثر مما يحصله المدرسون أو القضاة أو ما أشبه ذلك.
وهمه الناس مختلفة ومتنوعة ولكن لا ريب أن الهمة العالية التي تؤثر علوم الدين وتجتهد في الحرص على علوم الشريعة لا شك أن هذه همم فوق تلك الهمم وأفضل وعاقبتها أحسن لمن وفقه الله، لأن الناس في أشد الضرورة إلى معرفة الشرع (العقيدة وعلوم الشريعة) هم أشد حاجة وأشد ضرورة إليها من العلوم الأخرى.
فوجد العلماء في علم الشريعة والفقه الإسلامي والعقيدة السلفية هذا، لا شك أنه من أهم الأمور والحاجة إليه أشد حاجة بل أعظم ضرورة ولاسيما في هذا العصر الذي أعرض فيه الأكثر عن علوم الشريعة واشتغلوا بالعلوم الأخرى وثقل عليهم علوم الشريعة أو ضعفت رغبتهم فيه لانحراف عقيدتهم أو لانحراف سلوكهم إلى ما يخالف الشرع الرحب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسمع بعض الشباب يردد: علماء اليوم لا يؤدوا دورهم كما يجب... رأي سماحة الشيخ في هذا الكلام؟
هذا فيه إجمال لكن التقصير موجود في كل زمان، ولكن مثل ما قال النبي ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
ينبغي من علمائنا في كل عصر (أن يكون) لهم دور عظيم في إصلاح الأوضاع وفي مناصحة ولاة الأمور وفي آداء الواجب، ولا أحد يعصم من الخطأ، قد يحصل الخطأ والتقصير لكن لابد من نصر الدين وهنا ما قاله النبي ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة والحمد لله، ولكن من لا يعرف الأمور ولا يعرف الحقائق قد يظن خلاف ذلك، ليس كل أحد يطلع على الحقائق وليس العالم مأمورًا بان يقول للناس فعلت كذا، وفعلت كذا، وهناك أمور أيضًا لا ينبغي أن تشاع وأن يقول العالم أني فعلتها وقلتها ونصحت فيها بل يجب على العالم أن يعمل ما هو الأصلح ويسلك الطريق الذي هو أصلح في النصح لعامة المسلمين ولولاة الأمور ولغيرهم ممن يستحق النصح فليس كل شيء ينبغي إظهاره للناس أو نشــــره بين الناس وقد يظن هذا الشخص أن هذا العالم الفلاني ما أدى الواجب وهو قد أخطأ في ظنه، قد أدى الواجب لكن ليس ممن ينشر ذلك بين الناس ويقول فعلت وفعلت، الحاصل: أن التقصير حاصل لابد.
ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة فليس كل أحد قصر في العلم أو قصر في الواجب في جميع الدنيا لابد أن هناك من قام بالواجب وأدى النصيحة الواجبة في هذه المملكة وفي غيرها.
- هم يرددون أيضًا مشكلة اختفاء العالم المربي، كما يقولون الذي يبني جسورًا قوية بينه وبين الشباب.
نحن في غربة الإسلام أو نحن في غربة لا يستغرب ذلك لأن العلماء قليل في كل مكان علماء الشريعة وعلماء التربية الإسلامية قليلون وكثير منهم أيضًا مشغولون أيضًا بما يشغلهم من القضاء والتعليم والمسائل الأخرى التي تولوها في مصالح المسلمين، قد يشغلون بذلك عما ينبغي من العناية بالتربية الإسلامية ونشر العلم في المساجد، ونحو ذلك لأنهم شغلوا عن ذلك بأمور أخرى في مصالح المسلمين من قضاء وغيره ومن أمور إدارية قد شغلتهم عن بعض المسائل، دعت الحاجة إلى توليهم إياها ومن غير هذا مما قد يشغل العالم عما قد يريده الطلاب منه في التبسيط والعناية بالتعليم وسعة الوقت في ذلك.
هل يعذرهم هذا يا سماحة الشيخ؟
نعم إذا كان في مصالح المسلمين يكونون معذورين من المزيد من الانبساط مع الطلبة إذا أدوا الواجب في التعليم والقضاء ونحو ذلك.
- ولكن أعتقدُ دور تربية الشباب دور مهم، يعني قد يكون من أهم الأدوار في المجتمع.
هذا حاصل (كليات العلوم والمدارس والمعاهد ونحو ذلك) هذه كلها محل تربية، ومحل توجيه وهذا واقع في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى، وكثير من الجامعات الأخرى فيها خير كثير ولكن ليست على المطلوب في كل شيء قد يكون هناك نقص والكمال لله وحده لكن هناك من التربية ما هو موجود وهناك من المدرسين في المساجد والمدارس الأخرى غير الجامعات من هو أيضًا قائم بواجب كبير ولكن التقصير موجود وقلة العلماء كذلك وكثرة الطلبة الذين يريدون فوق مستوى المدرس أو فوق مستوى العالم الذي يدرسهم في الدروس الرسمية ما يريدون لأن الحصص محدودة والأوقات محدودة.
جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ
يرى البعض أن هناك، خاصة في حلقات العلم التي تقام في بعض المساجد أن هناك تركيزًا على علوم الفقه وبعض دروس العقيدة بينما قد يهمل قليلًا جانب درس التفسير، ما أدري تعليق سماحة الشيخ على ذلك؟
ليس لدي علم واسع بما يقوم في المساجد ولا أدري عما يقع في المساجد من مدرسين ولا استطيع الحكم على ذلك أما عندي في الجامع الكبير فإن لي درسُا في التفسير في الصباح في تفسير ابن كثير رحمه الله ودرس في ليلة الاثنين من كل أسبوع في تفسير ابن كثير أيضًا. رحمه الله، ودرس في البيت بعد صلاة الجمعة في تفسير ابن كثير. رحمه الله
هذا واقع تدريسي في الحديث الشريف:
درس في الصحيحين، ودرس في سنن أبي داود والترمذي، ودرس في النسائي، ودرس أيضًا لابن ماجه- وقفنا في هذه الأيام إلى أيام المستقبل إن شاء الله، ودرس في سنن الدارمي – رحمه الله -ودرس في المسند (مسند أحمد)، ودرس في الفتح الرباني للساعاتي. رحمه الله.
كل هذا موجود وأما إخواني المشائخ الذين يدرسون في المساجد ما أضبط ولا أحفظ الآن ما يقع منهم ولا أذكر الآن تفاصيل الدروس التي يقومون بها- جزاهم الله خيرًا – لا في الرياض ولا في غير الرياض، لكن أعتقد أن هناك دروس مفيدة على كل حال في الرياض وفي غير الرياض في القصيم وفي مكة، في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي فيه دروس لكنني لا أعرف تفاصيلها الآن.
- إذًا من هنا نطلب منهم أن يعنوا بهذه الجوانب إذا كانوا لا يقومون بها.
على كل حال تفسير القرآن من أهم المهمات، تفسير القرآن الكريم وكلامه على ما يشكل على الناس هذا من أهم ما يحتاجه الطلبة، والواجب على العلماء أن يعنوا به عناية كاملة، ولا شك في ذلك.
- سماحة الشيخ عبدالعزيز: هنالك تساؤل. في تصوري أنه لابد أن نفسخ صدورنا له يجري على ألسنة بعض الشباب الحقيقة يقولون أن علماء أهل السنة والجماعة لا يركزون على جانب تزكية النفس وبالتالي يلاحظ لديهم شيء من الجفاء بينما يلاحظ أن بعض أهل البدع كالصوفية مثلًا لديهم عاطفة جياشة مع أنهم أصحاب بدعة، فهل في تزكية النفس على الكتاب والسنة تخوف من أن نصبح أصحاب بدع، أو بمعني أخر هل تزكية النفس تعني الصوفية؟ بماذا نجيب هؤلاء الشباب؟
هذا فيه إجمال إن كان مقصود تزكية النفس أنه يزكي نفسه فيقول أنا أفعل وأفعل، وأفعل هذا لا يليق، وإن كان المقصود به العناية بالدروس المزكية للنفوس مثل: دبر القرآن والعناية بالقرآن والتشجع بقراءته. وقراءة الكتب التي تعني بالأخلاق الكريمة وتزكية النفوس من أدران البدع والمعاصي والإعراض والغفلة فهذا حق ينبغي العناية بهذا الشيء وينبغي للعالم وطالب العلم أن يعني بهذا الشيء مع الحذر من البدع التي أحدثها الصوفية وغير الصوفية، أما العناية بالأخلاق لا شك أنه مهم وجدير بالعناية من طالب العلم ومن المدرس والحرص على إخلاص العمل لله وعدم الرياء والتواضع والحرص على إيجاد أوقات مناسبة يحاسب فيها نفسه ويجاهد في تفقد عيوبه حتى يصلحها هذا كله حق، قد اعتني بهذا ابن القيم – رحمه الله – في كتاب مدارج السالكين، وفي إغاثة اللهفان، وفي طريق الهجرتين، والجواب الكافي، وفي زاد المعاد وغيره من أهل العلم قد ذكروا هذه الأشياء واعتنوا بها فينبغي للمؤمن أن يعتني بها ولا سيما العالم الذي ينفع الناس ويذكرهم ويدعوهم إلى الله، وهكذا طلبة العلم ينبغي أن يعتنوا بهذا لأن هذا مما يجعل الله فيه الخير والبركة للعالم والطالب حتى يكون قدوة صالحة في أخلاقة وأعماله وسيرته في بيته وفي مسجده وعند أهله وغير ذلك.
جزاكم الله خيرًا...
لا خير في التقليد ولا خير في الاستقلال وعدم مراجعة أهل العلم كل هذا خطر، والتقليد منكر لا يجوز والذي لا يستطيع الاجتهاد يسأل أهل العلم ويحرص على تحري من هو أقربهم إلى الخير ومن هو أعلمهم في ظنه واجتهاده، وحسب ما يسمع من الناس حتى يسألهم عما أشكل عليه وحتى يستفيد من علمه ولو بالسفر من بلاد إلى بلاد حتى يتعلم، وحتى يستفيد، ومن كان عنده علم فالواجب عليه أن يجتهد في تجريح الراجح بالدليل في مسائل الخلاف، أما مسائل الإجماع مفروغ منها يجب عليه الالتزام بها أما مسائل الخلاف الواجب عليه أن يعتني بالأدلة الشرعية ويستفيد من كلام العلماء حتى يستفيد ويضم علمًا إلى علمه، أما إن كان يزهد في العلماء ويحتقر العلماء ويثق بنفسه فهذا خطر عظيم وقد يقع في زلات كبيرة وأخطار عظيمة.
المغني للموفق بين قدامة، الشرح المهذب للنووي. تتمة، ومثل الكتب الأخرى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب ابن القيم، وكتب الحديث الشريف وكتب الإجماع والخلاف لابن حزم وغيره، كل هذه يستفاد منها وينبغي لطالب العلم أن لا يستغني عنها أبدًا بل يستفيد منها وينظر فيها ويعرف الراجح بالدليل وهذه كتب تعينه على معرفة الراجح وإذا استغني عنها واستقل برأيه وقع في خطأ كثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما التقليد الأعمى فهذا لا يجوز بأن يقلد عالمًا أو يكتفي بمذهب الحنفية أو مذهب الشافعية أو مذهب الحنابلة أو مذهب المالكية. لا.
فطالب العلم لا يكتفي بهذا بل ينظر في مسائل الخلاف ويعتني بالدليل وما أثر الدليل ترجيحه من أي المذاهب الأربعة وغيرها من كلام الأئمة وجب الأخذ به وإن خالف ما كان نشأ عليه من المذاهب، فالحق مقدم في أي مذهب من المذاهب الأربعة أو ما ورد عن السلف الصالح أو في مذهب الظاهرية.
فالمقصود: أخذ الحكم بالدليل لا برأي فلان أو رأي فلان كونه مثلًا يرى أن مذهب المالكية أقوى أو الشافعية... لا ما يكفي هذا لابد من العناية بالدليل وإن كان يميل إلى أحد المذاهب لكن لا يأخذ الحكم لأجل المذهب الفلاني لا بل يأخذه لأنه دل عليه الدليل في المسائل الخلافية.[1]
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يقول البعض الذين لهم اتصال بوسائل العلم والمعرفة إن هناك عدم إقبال لكثير من طلاب العلم على العلم الشرعي مقارنة بالإقبال على العلوم الأخرى.... هل هذا صحيح؟ وما الأسباب إذا كان صحيحًا؟
هذا مما اشتهر بين الناس الآن وهو صحيح بالنسبة إلى كثير من الطلبة لكن الحمد لله هناك من هو راغب في العلم الشرعي وحريص عليه ولهذا تجد في كلية الشريعة، وكلية أصول الدين من الطلبة ليس بقليل والحمد لله في الجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام، وجامعة أم القرى وبكلية التربية بجامعة الملك سعود، وكلية الشريعة في جامعة الملك فيصل، المقصود: أن هناك والحمد لله من يعتني بهذا الأمر. لكن أناسًا آخرين قد يعرضوا عن هذا، والغالب والله أعلم فيما يظهر لى الحرص على الوظائف التي يزعمون أنها أكثر مالًا وضعفهم على الصبر على تلقي العلوم الشـرعية فيري بعضهم أن تلقى العلوم الأخرى أسهل وبعضهم يرى أن ذلك أكثر لتحصيل معاش جيد أكثر مما يحصله المدرسون أو القضاة أو ما أشبه ذلك.
وهمه الناس مختلفة ومتنوعة ولكن لا ريب أن الهمة العالية التي تؤثر علوم الدين وتجتهد في الحرص على علوم الشريعة لا شك أن هذه همم فوق تلك الهمم وأفضل وعاقبتها أحسن لمن وفقه الله، لأن الناس في أشد الضرورة إلى معرفة الشرع (العقيدة وعلوم الشريعة) هم أشد حاجة وأشد ضرورة إليها من العلوم الأخرى.
فوجد العلماء في علم الشريعة والفقه الإسلامي والعقيدة السلفية هذا، لا شك أنه من أهم الأمور والحاجة إليه أشد حاجة بل أعظم ضرورة ولاسيما في هذا العصر الذي أعرض فيه الأكثر عن علوم الشريعة واشتغلوا بالعلوم الأخرى وثقل عليهم علوم الشريعة أو ضعفت رغبتهم فيه لانحراف عقيدتهم أو لانحراف سلوكهم إلى ما يخالف الشرع الرحب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسمع بعض الشباب يردد: علماء اليوم لا يؤدوا دورهم كما يجب... رأي سماحة الشيخ في هذا الكلام؟
هذا فيه إجمال لكن التقصير موجود في كل زمان، ولكن مثل ما قال النبي ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
ينبغي من علمائنا في كل عصر (أن يكون) لهم دور عظيم في إصلاح الأوضاع وفي مناصحة ولاة الأمور وفي آداء الواجب، ولا أحد يعصم من الخطأ، قد يحصل الخطأ والتقصير لكن لابد من نصر الدين وهنا ما قاله النبي ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة والحمد لله، ولكن من لا يعرف الأمور ولا يعرف الحقائق قد يظن خلاف ذلك، ليس كل أحد يطلع على الحقائق وليس العالم مأمورًا بان يقول للناس فعلت كذا، وفعلت كذا، وهناك أمور أيضًا لا ينبغي أن تشاع وأن يقول العالم أني فعلتها وقلتها ونصحت فيها بل يجب على العالم أن يعمل ما هو الأصلح ويسلك الطريق الذي هو أصلح في النصح لعامة المسلمين ولولاة الأمور ولغيرهم ممن يستحق النصح فليس كل شيء ينبغي إظهاره للناس أو نشــــره بين الناس وقد يظن هذا الشخص أن هذا العالم الفلاني ما أدى الواجب وهو قد أخطأ في ظنه، قد أدى الواجب لكن ليس ممن ينشر ذلك بين الناس ويقول فعلت وفعلت، الحاصل: أن التقصير حاصل لابد.
ﷺ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة فليس كل أحد قصر في العلم أو قصر في الواجب في جميع الدنيا لابد أن هناك من قام بالواجب وأدى النصيحة الواجبة في هذه المملكة وفي غيرها.
- هم يرددون أيضًا مشكلة اختفاء العالم المربي، كما يقولون الذي يبني جسورًا قوية بينه وبين الشباب.
نحن في غربة الإسلام أو نحن في غربة لا يستغرب ذلك لأن العلماء قليل في كل مكان علماء الشريعة وعلماء التربية الإسلامية قليلون وكثير منهم أيضًا مشغولون أيضًا بما يشغلهم من القضاء والتعليم والمسائل الأخرى التي تولوها في مصالح المسلمين، قد يشغلون بذلك عما ينبغي من العناية بالتربية الإسلامية ونشر العلم في المساجد، ونحو ذلك لأنهم شغلوا عن ذلك بأمور أخرى في مصالح المسلمين من قضاء وغيره ومن أمور إدارية قد شغلتهم عن بعض المسائل، دعت الحاجة إلى توليهم إياها ومن غير هذا مما قد يشغل العالم عما قد يريده الطلاب منه في التبسيط والعناية بالتعليم وسعة الوقت في ذلك.
هل يعذرهم هذا يا سماحة الشيخ؟
نعم إذا كان في مصالح المسلمين يكونون معذورين من المزيد من الانبساط مع الطلبة إذا أدوا الواجب في التعليم والقضاء ونحو ذلك.
- ولكن أعتقدُ دور تربية الشباب دور مهم، يعني قد يكون من أهم الأدوار في المجتمع.
هذا حاصل (كليات العلوم والمدارس والمعاهد ونحو ذلك) هذه كلها محل تربية، ومحل توجيه وهذا واقع في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى، وكثير من الجامعات الأخرى فيها خير كثير ولكن ليست على المطلوب في كل شيء قد يكون هناك نقص والكمال لله وحده لكن هناك من التربية ما هو موجود وهناك من المدرسين في المساجد والمدارس الأخرى غير الجامعات من هو أيضًا قائم بواجب كبير ولكن التقصير موجود وقلة العلماء كذلك وكثرة الطلبة الذين يريدون فوق مستوى المدرس أو فوق مستوى العالم الذي يدرسهم في الدروس الرسمية ما يريدون لأن الحصص محدودة والأوقات محدودة.
جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ
يرى البعض أن هناك، خاصة في حلقات العلم التي تقام في بعض المساجد أن هناك تركيزًا على علوم الفقه وبعض دروس العقيدة بينما قد يهمل قليلًا جانب درس التفسير، ما أدري تعليق سماحة الشيخ على ذلك؟
ليس لدي علم واسع بما يقوم في المساجد ولا أدري عما يقع في المساجد من مدرسين ولا استطيع الحكم على ذلك أما عندي في الجامع الكبير فإن لي درسُا في التفسير في الصباح في تفسير ابن كثير رحمه الله ودرس في ليلة الاثنين من كل أسبوع في تفسير ابن كثير أيضًا. رحمه الله، ودرس في البيت بعد صلاة الجمعة في تفسير ابن كثير. رحمه الله
هذا واقع تدريسي في الحديث الشريف:
درس في الصحيحين، ودرس في سنن أبي داود والترمذي، ودرس في النسائي، ودرس أيضًا لابن ماجه- وقفنا في هذه الأيام إلى أيام المستقبل إن شاء الله، ودرس في سنن الدارمي – رحمه الله -ودرس في المسند (مسند أحمد)، ودرس في الفتح الرباني للساعاتي. رحمه الله.
كل هذا موجود وأما إخواني المشائخ الذين يدرسون في المساجد ما أضبط ولا أحفظ الآن ما يقع منهم ولا أذكر الآن تفاصيل الدروس التي يقومون بها- جزاهم الله خيرًا – لا في الرياض ولا في غير الرياض، لكن أعتقد أن هناك دروس مفيدة على كل حال في الرياض وفي غير الرياض في القصيم وفي مكة، في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي فيه دروس لكنني لا أعرف تفاصيلها الآن.
- إذًا من هنا نطلب منهم أن يعنوا بهذه الجوانب إذا كانوا لا يقومون بها.
على كل حال تفسير القرآن من أهم المهمات، تفسير القرآن الكريم وكلامه على ما يشكل على الناس هذا من أهم ما يحتاجه الطلبة، والواجب على العلماء أن يعنوا به عناية كاملة، ولا شك في ذلك.
- سماحة الشيخ عبدالعزيز: هنالك تساؤل. في تصوري أنه لابد أن نفسخ صدورنا له يجري على ألسنة بعض الشباب الحقيقة يقولون أن علماء أهل السنة والجماعة لا يركزون على جانب تزكية النفس وبالتالي يلاحظ لديهم شيء من الجفاء بينما يلاحظ أن بعض أهل البدع كالصوفية مثلًا لديهم عاطفة جياشة مع أنهم أصحاب بدعة، فهل في تزكية النفس على الكتاب والسنة تخوف من أن نصبح أصحاب بدع، أو بمعني أخر هل تزكية النفس تعني الصوفية؟ بماذا نجيب هؤلاء الشباب؟
هذا فيه إجمال إن كان مقصود تزكية النفس أنه يزكي نفسه فيقول أنا أفعل وأفعل، وأفعل هذا لا يليق، وإن كان المقصود به العناية بالدروس المزكية للنفوس مثل: دبر القرآن والعناية بالقرآن والتشجع بقراءته. وقراءة الكتب التي تعني بالأخلاق الكريمة وتزكية النفوس من أدران البدع والمعاصي والإعراض والغفلة فهذا حق ينبغي العناية بهذا الشيء وينبغي للعالم وطالب العلم أن يعني بهذا الشيء مع الحذر من البدع التي أحدثها الصوفية وغير الصوفية، أما العناية بالأخلاق لا شك أنه مهم وجدير بالعناية من طالب العلم ومن المدرس والحرص على إخلاص العمل لله وعدم الرياء والتواضع والحرص على إيجاد أوقات مناسبة يحاسب فيها نفسه ويجاهد في تفقد عيوبه حتى يصلحها هذا كله حق، قد اعتني بهذا ابن القيم – رحمه الله – في كتاب مدارج السالكين، وفي إغاثة اللهفان، وفي طريق الهجرتين، والجواب الكافي، وفي زاد المعاد وغيره من أهل العلم قد ذكروا هذه الأشياء واعتنوا بها فينبغي للمؤمن أن يعتني بها ولا سيما العالم الذي ينفع الناس ويذكرهم ويدعوهم إلى الله، وهكذا طلبة العلم ينبغي أن يعتنوا بهذا لأن هذا مما يجعل الله فيه الخير والبركة للعالم والطالب حتى يكون قدوة صالحة في أخلاقة وأعماله وسيرته في بيته وفي مسجده وعند أهله وغير ذلك.
جزاكم الله خيرًا...
لا خير في التقليد ولا خير في الاستقلال وعدم مراجعة أهل العلم كل هذا خطر، والتقليد منكر لا يجوز والذي لا يستطيع الاجتهاد يسأل أهل العلم ويحرص على تحري من هو أقربهم إلى الخير ومن هو أعلمهم في ظنه واجتهاده، وحسب ما يسمع من الناس حتى يسألهم عما أشكل عليه وحتى يستفيد من علمه ولو بالسفر من بلاد إلى بلاد حتى يتعلم، وحتى يستفيد، ومن كان عنده علم فالواجب عليه أن يجتهد في تجريح الراجح بالدليل في مسائل الخلاف، أما مسائل الإجماع مفروغ منها يجب عليه الالتزام بها أما مسائل الخلاف الواجب عليه أن يعتني بالأدلة الشرعية ويستفيد من كلام العلماء حتى يستفيد ويضم علمًا إلى علمه، أما إن كان يزهد في العلماء ويحتقر العلماء ويثق بنفسه فهذا خطر عظيم وقد يقع في زلات كبيرة وأخطار عظيمة.
المغني للموفق بين قدامة، الشرح المهذب للنووي. تتمة، ومثل الكتب الأخرى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب ابن القيم، وكتب الحديث الشريف وكتب الإجماع والخلاف لابن حزم وغيره، كل هذه يستفاد منها وينبغي لطالب العلم أن لا يستغني عنها أبدًا بل يستفيد منها وينظر فيها ويعرف الراجح بالدليل وهذه كتب تعينه على معرفة الراجح وإذا استغني عنها واستقل برأيه وقع في خطأ كثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما التقليد الأعمى فهذا لا يجوز بأن يقلد عالمًا أو يكتفي بمذهب الحنفية أو مذهب الشافعية أو مذهب الحنابلة أو مذهب المالكية. لا.
فطالب العلم لا يكتفي بهذا بل ينظر في مسائل الخلاف ويعتني بالدليل وما أثر الدليل ترجيحه من أي المذاهب الأربعة وغيرها من كلام الأئمة وجب الأخذ به وإن خالف ما كان نشأ عليه من المذاهب، فالحق مقدم في أي مذهب من المذاهب الأربعة أو ما ورد عن السلف الصالح أو في مذهب الظاهرية.
فالمقصود: أخذ الحكم بالدليل لا برأي فلان أو رأي فلان كونه مثلًا يرى أن مذهب المالكية أقوى أو الشافعية... لا ما يكفي هذا لابد من العناية بالدليل وإن كان يميل إلى أحد المذاهب لكن لا يأخذ الحكم لأجل المذهب الفلاني لا بل يأخذه لأنه دل عليه الدليل في المسائل الخلافية.[1]
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، جمع وإعداد/ إبراهيم بن عبدالله الحازمي (3/ 1024)