تفسير سورة (الفاتحة) وحكم قراءتها في الصلاة

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله جل وعلا شرع لعباده في كل ركعة من الصلاة أن يقرأوا فاتحة الكتاب، وهي أم القرآن، وهي أعظم سورة في كتاب الله كما صح بذلك الخبر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إنها أعظم سورة في كتاب الله، وإنها السبع المثاني، والقرآن العظيم، وهي الحمد.
هذه السورة العظيمة اشتملت على الثناء على الله وتمجيده جل وعلا وبيان أنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد وأن يستعان به، واشتملت على تعليم العباد، وتوجيه العباد إلى أن يسألوه الهداية إلى الصراط المستقيم.
فمن نعم الله العظيمة على عباده هذه السورة العظيمة، وأن شرع لهم قراءتها في كل ركعة في الفرض والنفل، بل جعلها ركن الصلاة في كل ركعة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب[1]، وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: لعلكم تقرأون خلف إمامكم؟  قالوا: نعم. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها[2].
فالواجب على كل مصلٍّ أن يقرأ بها في كل ركعة؛ في الفرض والنفل، أما المأموم فعليه أن يقرأ بها في صلاته خلف إمامه، فلو جهل أو نسي أو جاء والإمام راكع سقطت عنه، فيحملها عنه الإمام، إذا جاء والإمام راكع ودخل في الركعة أجزأته، وسقط عنه وجوب قراءتها؛ لأنه لم يحضرها؛ لما ثبت في الصحيح من حديث أبي بكرة أنه جاء والإمام راكع، فركع دون الصف ثم دخل في الصف، فأخبر النبي ﷺ بهذا بعد الصلاة، فقال له النبي ﷺ: زادك الله حرصًا، ولا تعد[3]، ولم يأمره بقضاء الركعة؛ فدل على أن من أدرك الركوع أدرك الركعة.
وهكذا لو كان المأموم جاهلًا أو نسي الفاتحة ولم يقرأها، أجزأته وتحملها عنه الإمام، أما من علم وذكر، فالواجب عليه أن يقرأها مع إمامه، كما يجب على المنفرد والإمام أن يقرأها، وهي ركن في حق المنفرد، وركن في حق الإمام.
وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: يقول الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله سبحانه: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله جل وعلا: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله سبحانه: مجَّدني عبدي؛ -لأن التمجيد هو: تكرار الثناء والتوسع في الثناء- فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل[4] فقوله: إياك نعبد، حق الله؛ فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، وإياك نستعين حق للعبد أن يستعين بالله في كل شيء، يقول الله جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، حق الله عليهم أن يعبدوه، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول ﷺ: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا[5]. هذا حق الله على العباد؛ أن يعبدوه بطاعة أوامره وترك نواهيه، ويحذروا الشرك به .
وتقدم في الدرس الماضي: أن أصل هذه العبادة وأساسها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا أصل العبادة وأساس العبادة: توحيد الله والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام.
فأعظم العبادة وأهمها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فعلى كل مكلف أن يتعبد عن علم ويقين، وصدق إنه لا إله إلا الله، والمعنى: لا معبود حق إلا الله، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. وعليه أن يشهد عن علم ويقين وصدق، أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله حقًا إلى جميع الثقلين -الجن والإنس- وهو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كما قال الله : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، وقال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، فعلى كل إنسان وعلى كل مكلف من الجن والإنس أن يعبد الله وحده؛ هذا حق الله على عباده.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]: يجب على جميع الثقلين -جنهم وإنسهم، ذكورهم وإناثهم، عربهم وعجمهم، أغنياؤهم وفقراؤهم، ملوكهم وعامتهم- عليهم جميعًا أن يعبدوا الله بأداء ما فرض وترك ما حرم، وعليهم أن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه، قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ؛ يعني: أمر بك وأوصى ربك أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]. وفي هذه السورة يقول جل وعلا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يعلمنا أن نقول: إياك نعبد وإياك نستعين، هذا حقه جل وعلا إياك نعبد؛ يعني: وحدك بدعائنا وخوفنا ورجائنا وصومنا وصلاتنا وذبحنا ونذرنا، وغير هذا من العبادات كلٌ لله وحده، كما قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. فالذين يتقربون إلى الأصنام أو إلى الأموات من الأولياء وغيرهم بالدعاء أو الرجاء، أو الذبح أو النذر أو الاستغاثة، قد عبدوا مع الله غيره، وقد أشركوا بالله غيره، ونقضوا قول: لا إله إلا الله، وخالفوا قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فالعبادة حق الله، ليس لأحد فيها نصيب.
فالواجب على كل مكلف أن يعبد الله وحده، والواجب على كل من لديه علم أن يعلِّم الناس وأن يرشد الناس وأن يعلم أهله ومن حوله، وأن يرشد الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]. فعلى جميع المكلفين أن يعبدوا الله، وأن يخصوه بالعبادة؛ بدعائهم وذبحهم ونذرهم وصلاتهم وصومهم وغير هذا من العبادة. وبهذا نعلم أن ما يفعله بعض الجهلة عند القبور -قبور الصالحين، أو من يزعم أنهم صالحون- من دعائهم، أو الاستغاثة بهم أو النذر لهم، أن هذا هو الشرك الأكبر، وهذا دين الجاهلية، ويجب الحذر من ذلك.
وهكذا البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها هو من وسائل الشرك، وهو من عمل اليهود والنصارى؛ فيجب الحذر من ذلك. يقول النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[6]. فالواجب عليك -يا عبدالله- وعليك -يا أمة الله- الانتباه لهذا الأمر، والعلم بهذا الأمر، وأن العبادة حق الله وحده، ليس لأحد فيها نصيب. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ؛ هذا حق الله أن نعبده وحده، وأن نستعين به وحده؛ فلا يجوز أن يدعى مع الله سبحانه إله آخر؛ لا نبي ولا غيره -لا محمد ﷺ ولا غيره، ولا البدوي ولا الحسين ولا علي ولا غير ذلك- العبادة حق الله وحده ليس لأحد فيها نصيب، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ، يخاطب نبيه محمدًا ﷺ: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].
سيد الخلق لو أشرك بالله لحبط عمله، فكيف بغيره؟ وقد عصمه الله من ذلك وحفظه، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].
فالشرك هو أعظم الذنوب وأسوأها وأخطرها؛ فالواجب الحذر منه ومن وسائله، يقول الله سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [النساء:116]. من مات على التوحيد والإخلاص لله والإسلام فهو من أهل الجنة. لكن إن كانت له ذنوب وسيئات فهو على خطر؛ قد يغفر له وقد لا يغفر له، وقد يعذَّب بمعاصيه؛ ولهذا قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء؛ فإذا مات على شرب الخمر، أو على عقوق الوالدين أو أحدهما، أو على أكل الربا، أو على ظلم الناس، فهو على خطر عظيم من دخول النار، وقد يغفر له وقد لا يغفر، إلا أن يتوب قبل موته توبة صادقة؛ فمن تاب، تاب الله عليه.
وقد دلت السنة المتواترة عن رسول الله ﷺ أن كثيرًا من العصاة يعذبون في النار على قدر معاصيهم ولا يغفر لهم، وثبت عنه ﷺ أنه يشفع في جماعة من العصاة، فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار، ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار، ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار التي دخلوها بذنوبهم، ويبقى في النار بقايا من أهل التوحيد دخلوا النار بمعاصيهم، فيخرجهم الله من النار بفضله ورحمته جل وعلا.
فاتق الله -يا عبدالله- واحذر السيئات، احذر المعاصي كلها، والزم التوبة دائمًا لعلك تنجو: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.
فأنت على خطر إذا مت على معصية؛ على الربا، على الزنا، على العقوق، على شرب المسكر، على ظلم الناس والعدوان عليهم، على الغيبة والنميمة، فأنت على خطر؛ فحاسب نفسك، وجاهد نفسك، وبادر بالتوبة قبل أن يهجم الأجل. واعرف معنى قوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وأن الواجب عليك أن تخص الله بالعبادة دون كل ما سواه؛ فهو المستحق لأن يعبد؛ فهو الذي يدعى ويرجى ويخاف ويتقرب إليه بالصلاة والصوم والحج والنذر والذبح وغير ذلك، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي؛ يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، وقال جل وعلا:  ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر:13]جميع من يدعوه الناس من دون الله ما يملكون من قطمير؛ وهو: اللفافة التي على النواة إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14].
فالواجب: الحذر من دعاء غير الله أو الشرك بالله، والواجب: توجيه القلوب إلى الله ، وإخلاص العمل لله وحده في صلاتك وصومك وسائر عباداتك. فقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يقول الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. إِيَّاكَ نَعْبُدُ حق الله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ حق العبد، وحاجة العبد، عليه أن يستعين بالله في كل شيء، وفي حديث ابن عباس يقول النبي ﷺ: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله[7].
فالعبد في غاية الفقر والحاجة إلى الله فعليه أن يستعين بربه في كل شيء، وعليه أن يسأله حاجته يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ۝ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [فاطر:15، 16].
فأنت في أشد الضرورة إلى ربك؛ فاضرع إليه واسأله حاجاتك، واحذر الشرك به.
خص ربك بالعبادة، واحذر أن تشرك بالله شيئًا؛ لا في ذبحك ولا في نذرك ولا في صومك ولا في صلاتك ولا في دعائك، ولا في غير ذلك؛ فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله وحده. وإياك أن تغتر بما فعله الجهال في كثير من البلدان؛ من العكوف على القبور، ودعاء أصحابها والاستغاثة بها؛ هذا هو الشرك الذي نهى الله عنه، وهو الذي بعث الله الرسل بإنكاره وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، بعث الله الرسل جميعًا بإنكار الشرك، والدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له جل وعلا.
فاحذر يا عبدالله أن تقع فيما وقع فيه المشركون؛ من عبادة أصحاب القبور أو الأشجار أو الأصنام أو الكواكب أو الجن، كل ذلك شرك به.
فمن دعا الجن من دون الله أو دعا الكواكب أو الأصنام، أو استغاث بالأموات، أو بالغائبين فقد أشرك بالله، ووقع في قوله جل وعلا: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].
ثم احذر -أيضًا- من وسائل الشرك؛ كالصلاة عند القبور، واتخاذ المساجد عليها، واتخاذ القباب عليها؛ كل هذا من وسائل الشرك؛ ولهذا قال ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة رضي الله عنها: "يحذر ما صنعوا"، قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجدًا. ولما قيل له عن كنائس النصارى وما يفعلون فيها، قال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله[8]. فبين أن من اتخذ المساجد على القبور والصور على القبور، أنهم شرار الخلق عند الله.
فالواجب الحذر من هذه الأعمال السيئة من أعمال اليهود والنصارى والمشركين، ويجب أن تخص الله بالعبادة أينما كنت؛ تعبده وحده بدعائك وخوفك ورجائك وصلاتك وصومك وذبحك ونذرك وغيره، كله لله وحده وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا [النساء:36] ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5] قال تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ۝ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2، 3]. ثم يقول سبحانه بعد ذلك: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7].
يعلِّم عباده أن يدعوه بهذا الدعاء، فإذا قال العبد: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، يقول الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل. هكذا جاء في الحديث الصحيح. فجدير بك -يا عبدالله- أن تَصْدُق في هذا الدعاء، وأن تخلص في هذا الدعاء، وأن يكون قلبك حاضرًا حين تقول: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:6، 7].
ومعنى اهدنا يعني: أرشدنا يا ربنا ودلنا، وثبتنا ووفقنا. تسأل ربك أن يهديك هذا الصراط، وأن يرشدك إليه، وأن يعلمك إياه، وأن يثبتك عليه.
ما هو الصراط المستقيم؟ الصراط المستقيم هو: دين الله، هو توحيد الله والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الصراط المستقيم، وهو عبادة الله، وهو الإسلام والإيمان والهدى، وهو الصراط المستقيم، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، هذه العبادة هي الصراط المستقيم إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19].
والإسلام هو الصراط المستقيم، وهو الإيمان بالله ورسوله، وتوحيد الله، وطاعته وترك معصيته، هذا هو الصراط المستقيم: أن تعبد الله وحده دون كل ما سواه، قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ [الأنعام:153]، لما ذكر الشرك والتوحيد والمعاصي في قوله تعالى: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۝ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام:151، 152]. ثم قال بعد هذا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا.
فصراط الله: أداء أوامره وترك نواهيه، هذا صراط الله المستقيم، وأعظمها: توحيده والإخلاص له، وأعظم المناهي هو الشرك به؛ فصراط الله المستقيم توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وأداء ما أمر وترك ما نهى، هذا هو صراط الله المستقيم.
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ؛ يعني: الزموه، واستقيموا عليه. وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ، وهي: البدع، والمعاصي التي ينهى الله عنها، وقد ثبت عنه ﷺ أنه خط خطًا مستقيمًا، فقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله فقال: هذه السبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه[9]. فالسبل هي: البدع والمعاصي، والمنكرات التي حرمها الله على عباده؛ فالواجب الحذر منها.
والصراط المستقيم هو توحيد الله وطاعته، وهو الإسلام والإيمان، وهو الهدى، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها، صراط واضح، وهو توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله.
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة:6]. والمستقيم: الذي ليس فيه عوج، قال الله تعالى لنبيه ﷺ: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى:52]، صراط الله.
فالرسول بعثه الله ليهدي إلى صراط مستقيم، وهكذا الرسل جميعًا، كلهم بعثوا ليهدوا إلى الصراط المستقيم؛ يعني: يدعون الناس إلى الصراط المستقيم، وهو: توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله المستقيم.
وربنا يرشدنا في كل صلاة، في كل ركعة، أن نقول: اهدنا الصراط المستقيم؛ يعني: اهدنا يا ربنا الصراط المستقيم الذي شرعته لنا، وبعثت به أنبيائك، وخلقتنا له، نطلب منك أن تهدينا له وأن ترشدنا له، وأن تثبتنا عليه. ثم فسره فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [الفاتحة:7]، هذا صراط الله المستقيم: صراط المنعم عليهم، ومن هم المنعم عليهم؟
هم: الرسل وأتباعهم، وعلى رأسهم إمامهم وخاتمهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا صراطهم، صراط الله المستقيم؛ توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا الصراط المستقيم، وهذا هو صراط المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة.
والصراط المستقيم هو: العلم والعمل؛ العلم بما شرع الله والعمل بذلك هذا هو الصراط المستقيم، العلم بما شرع الله وبما أوجب الله على عباده، والعمل بذلك، أن تعلم حق الله عليك، وأن تعلم ما أوجب الله عليك، وأن تعلم ما حرم الله عليك، وأن تستقيم على أداء ما أمرك الله به، وعلى ترك ما حرم الله عليك، هذا هو صراط الله المستقيم الذي تطلب من ربك في كل ركعة أن يهديك صراطه المستقيم. غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، غير صراط المغضوب عليهم، وهم: اليهود وأشباههم، الذين عرفوا الحق وحادوا عنه، وتكبروا عن اتباعه، وغير الضالين، وهم: النصارى وأشباههم، الذين تعبدوا على الجهالة والضلالة.
فصراط المنعم عليهم هم أهل العلم والعمل، الذين عرفوا الحق وفقهوه، وعملوا به، وأما المغضوب عليهم، فهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه؛ كاليهود وأشباههم وعلماء السوء، الذين يعرفون الحق ويحيدون عنه، ولا يَدُلون إليه، والضالون هم: النصارى وأشباههم، ممن جهل الحق، ولم يبال بدين الله، بل اتبع هواه.
فأنت -يا عبدالله- تسأل ربك أن يهديك طريق المنعم عليهم، وهم الرسل وأتباعهم، وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم والضالين.
وهذه دعوة عظيمة؛ فأعظم دعوة أن تسأل ربك الهداية إلى صراطه المستقيم، وهو صراط المنعم عليهم، لا صراط المغضوب عليهم، ولا صراط الضالين. احمد ربك على هذه النعمة العظيمة، واحرص على هذا الدعاء، وأحضر قلبك عند هذا الدعاء في الصلاة وغيرها؛ هذا الدعاء العظيم الذي أنت في أشد الضرورة إليه اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة:6]. أحضر قلبك واصدق في هذا الطلب؛ في الصلاة وغيرها، تسأل ربك، تضرع إليه أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يثبتك عليه حتى تكون من أتباعه والسالكين إليه، غير المغضوب عليهم وغير الضالين؛ لأن اليهود تعبدوا على خلاف العلم، وتابعوا أهواءهم حسدًا وبغيًا، وهم يعرفون أن محمدًا رسول الله، وأن الله بعثه بالحق، ولكن حادوا عن الحق تكبرًا وتعاظمًا، وإيثارًا للدنيا على الآخرة، وحسدًا.
والنصارى جهال، يغلب عليهم الجهل والضلال، وهم أقرب إلى الخير من اليهود؛ ولهذا يسلم منهم الجم الغفير في كل وقت، أما اليهود فيندر أن يسلم منهم أحد، أما النصارى فكثيرًا ما يسلمون في كل وقت؛ لأن قلوبهم أقرب إلى الخير من قلوب اليهود، قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى [المائدة:82].
فالنصارى أقرب وقلوبهم ألين من قلوب اليهود؛ لأن علتهم الجهل والضلال فإذا عرفوا وبُين لهم رجع كثير منهم إلى الحق. أما علة اليهود فليست الجهل، بل علتهم الحسد والبغي، وعلتهم مخالفة الحق على بصيرة؛ فعلتهم خبيثة، وهي: التكبر عن اتباع الحق، والحسد لأهل الحق؛ ولهذا قلّ وندر من يسلم منهم -نعوذ بالله من ذلك-.
فأنت -يا عبدالله- احمد ربك أن هداك لهذا الصراط، وأن علمك إياه، وأن شرع لك أن تطلبه في صلواتك وفي خارج الصلاة، تقول: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:6، 7].
وهذا الصراط هو: دين الله، وهو الإسلام، وهو الإيمان والهدى، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها، وهو العلم والعمل؛ أن تعلم ما شرعه الله لك، وما خلقك لأجله، وتعمل بطاعة الله، وتحذر معاصي الله، وتقف عند حدود الله، ترجو ثواب الله وتخشى عقاب الله، هذا الصراط المستقيم.
وأساسه وأعظمه وأوله وأفرضه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا هو الأساس، هذا هو الأصل، هذا هو أعظم واجب، هذا هو الركن الأول، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصوم، ثم الحج -كما تقدم في الدرس الماضي-.
يقول النبي ﷺ: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت[10]. هذه هي أركان الإسلام الظاهرة، وما سواها من الأوامر تابع لذلك، ويجب مع هذه الأوامر ترك المناهي، الحذر من المناهي؛ خوفًا من الله، وتعظيمًا لله، وإخلاصًا له.
هذا هو دين الله وأساسه: توحيده والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد ﷺ، ثم أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند الحدود، وهذا هو الصراط المستقيم.
يجب على كل مسلم؛ من الذكور والإناث، على كل جن وإنس، على جميع الثقلين، يجب عليهم أن يثبتوا على هذا الصراط، وأن يستقيموا عليه، وأن يسألوا الله الهداية له، وأن يحذروا مخالفته؛ فهو صراط الله، وهو دين الله، وهو العلم والعمل؛ العلم بما شرع الله واتباعه.
وأساسه: توحيد الله والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد ﷺ ثم أداء الفرائض، وترك المحارم، والوقوف عند الحدود، والمحبة في الله والبغضاء في الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، كله داخل في هذا؛ كله داخل في الصراط المستقيم، قال تعالى: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].
هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم؛ الذين آمنوا بالله ورسوله، وأخلصوا لله العمل، وصدقوا، وتفقهوا في الدين، وعملوا بطاعة الله وتركوا معصيته، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر، هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم، هم المنعم عليهم، وهم المذكورون في قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].
هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم، وماذا وعدهم؟ قال سبحانه: وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:72]. فالله وعدهم الجنة والسعادة، هذا هو جزاؤهم في الدنيا: الرحمة، يرحمهم الله بالتوفيق والهداية والتسديد، وفي الآخرة بإدخالهم الجنة والرضا عنهم، هذا هو جزاء أهل الصراط المستقيم.
فاحرص -يا عبدالله- واحرصي -يا أمة الله- على الاستقامة على الصراط، احرصوا والزموا هذا الصراط، الزموه واستقيموا عليه عن حب وعن رغبة، وعن محبة، وعن صدق وعن إخلاص لله، وعن موالاة لأولياء الله ومعاداة لأعداء الله، وصبر على طاعة الله، وكف عن محارم الله، وتواص بالحق، وتعاون على البر والتقوى، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
هكذا المؤمنون، هكذا الصادقون، هكذا أصحاب الصراط المستقيم.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء الموفقين، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين، الثابتين على صراطه المستقيم، السالكين له، المستقيمين عليه؛ إنه سميع قريب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان[11].
 
  1. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الأذان)، برقم: 714، ومسلم في صحيحه كتاب (الصلاة)، برقم: 595.
  2. أخرجه الترمذي في سننه (كتاب الصلاة)، برقم: 286.
  3. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب (الأذان)، برقم: 741.
  4. أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الصلاة)، برقم: 598.
  5. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير)، برقم: 2644، ومسلم في صحيحه (كتاب الإيمان)، برقم: 43.
  6. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الجنائز)، برقم: 1301، ومسلم في صحيحه (كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، برقم: 823.
  7. أخرجه الترمذي في سننه كتاب (صفة القيامة والرقائق والورع)، برقم: 2440.
  8. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصلاة)، برقم: 409، ومسلم في صحيحه (كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، برقم: 822.
  9. أخرجه الإمام أحمد في مسنده، كتاب (مسند المكثرين من الصحابة)، برقم: 3928، والدارمي في سننه (كتاب المقدمة)، برقم: 204.
  10. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب (الإيمان) برقم: 22. 
  11. من دروس سماحته في المسجد الحرام في 26/12/1418هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 24/ 153).