قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة مخاطبا رجال جلسة الحسبة في محاضرة له بعنوان: (أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، قال: "تعلمون ويعلم كل ذي بصيرة ويعلم كل مؤمن عظم شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه أصل عظيم يترتب عليه بتوفيق الله صلاح الأمة ونجاتها، حتى عده بعض أهل العلم من أركان الإسلام، وقال: إنه الركن الثامن من أركان الإسلام، وذكر الأركان الخمسة وذكر الركن السادس الجهاد في سبيل الله، ثم ذكر الركن السابع والثامن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن ... أي ركنان والحقيقة أنهما ركن واحد".
ودعا سماحته: المحتسب إلى النشاط والقوة وحسن الظن بالله وألا تحمله كثرة الشر على اليأس والضعف والتكاسل، ولكن شمروا واصبروا وصابروا وأبشروا بالخير، وأحسنوا ظنكم بربكم، يقول تعالى في الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي[1].
وحث سماحته الآمر والناهي على التفقه في الدين والتعلم والعناية بالقرآن العظيم والتشبث به حتى يكون على بينة وحذر من أضرار الجهل به، قال بعضهم: لا يبلغ الجاهل، فالجاهل قد يضر نفسه، فالجهل من الداعية بالأمر والنهي يضره، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[يوسف:108] أي على علم.
وقال: إن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب الفلاح والسعادة والواجب على من نسب لهذا الأمر العظيم أن يتقي الله، وأن يؤدي الأمانة من هذا الواجب أينما كانوا في الشدة والرخاء ... وفي العلن والسر وفي جميع الأحوال يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، وأن تكون له النية الصالحة في قصد إصلاح المجتمع والقضاء على ظهور المنكر والعناية بإقامة الواجب وأدائه كما شرع الله.
وقال: ليس بخاف على الجميع تغيير الأحوال وكثرة الجهل وقلة العلم وانتشار الشرور في غالب الدنيا، فلا بد من الصبر والتعاون والتشاور فيما استشكل فاتقوا الله ما استطعتم. والواجب الإنكار حسب الاستطاعة فلهذا يقول ﷺ: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
فهذا الأمر يعلمه الناس جميعا، الرجل في بيته، والسلطان والهيئة والأمير كل في حدود تعليماته، وحسب الاستطاعة ... فمن أنكر بقلبه عند العجز ومن أنكر بلسانه ويده حسب الاستطاعة ذلك من تمام الإيمان قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] بينهم المودة والرحمة والمحبة، لا غش بينهم ولا خداع ثم قال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] وهذا واجب الإيمان، واتقوا الله ما استطعتم....
عليكم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وأن تتبعوا أهل الفساد فيما ظهر من فسادهم حتى يتم القضاء عليه حسب المستطاع ... وحسب التعليمات المتبعة ... فاتقوا الله ما استطعتم ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
عليكم بالجد والنشاط وبذل الوسع ومراقبة أهل الشر؛ حتى يقضي الله على شرهم بالحكمة والرفق في موضعهما ... وبالقوة والعقوبة في موضعهما، كل له موضع قال ﷺ: إن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف[2] وقال ﷺ: إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، ويقول: من يحرم الرفق يحرم الخير كله[3].
فلا بد من الصبر والرفق ما دام مجزئا ونافعا، وأوصى سماحته رجال الحسبة بالحرص على أن يكونوا من هؤلاء المتواصين بالحق والصبر، ومضى سماحته مؤكدا أن الله وعد القائمين بذلك بالرحمة على هذه الخصال التي أولها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، وقال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104][4].
ودعا سماحته: المحتسب إلى النشاط والقوة وحسن الظن بالله وألا تحمله كثرة الشر على اليأس والضعف والتكاسل، ولكن شمروا واصبروا وصابروا وأبشروا بالخير، وأحسنوا ظنكم بربكم، يقول تعالى في الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي[1].
وحث سماحته الآمر والناهي على التفقه في الدين والتعلم والعناية بالقرآن العظيم والتشبث به حتى يكون على بينة وحذر من أضرار الجهل به، قال بعضهم: لا يبلغ الجاهل، فالجاهل قد يضر نفسه، فالجهل من الداعية بالأمر والنهي يضره، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[يوسف:108] أي على علم.
وقال: إن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب الفلاح والسعادة والواجب على من نسب لهذا الأمر العظيم أن يتقي الله، وأن يؤدي الأمانة من هذا الواجب أينما كانوا في الشدة والرخاء ... وفي العلن والسر وفي جميع الأحوال يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، وأن تكون له النية الصالحة في قصد إصلاح المجتمع والقضاء على ظهور المنكر والعناية بإقامة الواجب وأدائه كما شرع الله.
وقال: ليس بخاف على الجميع تغيير الأحوال وكثرة الجهل وقلة العلم وانتشار الشرور في غالب الدنيا، فلا بد من الصبر والتعاون والتشاور فيما استشكل فاتقوا الله ما استطعتم. والواجب الإنكار حسب الاستطاعة فلهذا يقول ﷺ: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
فهذا الأمر يعلمه الناس جميعا، الرجل في بيته، والسلطان والهيئة والأمير كل في حدود تعليماته، وحسب الاستطاعة ... فمن أنكر بقلبه عند العجز ومن أنكر بلسانه ويده حسب الاستطاعة ذلك من تمام الإيمان قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] بينهم المودة والرحمة والمحبة، لا غش بينهم ولا خداع ثم قال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] وهذا واجب الإيمان، واتقوا الله ما استطعتم....
عليكم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وأن تتبعوا أهل الفساد فيما ظهر من فسادهم حتى يتم القضاء عليه حسب المستطاع ... وحسب التعليمات المتبعة ... فاتقوا الله ما استطعتم ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
عليكم بالجد والنشاط وبذل الوسع ومراقبة أهل الشر؛ حتى يقضي الله على شرهم بالحكمة والرفق في موضعهما ... وبالقوة والعقوبة في موضعهما، كل له موضع قال ﷺ: إن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف[2] وقال ﷺ: إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، ويقول: من يحرم الرفق يحرم الخير كله[3].
فلا بد من الصبر والرفق ما دام مجزئا ونافعا، وأوصى سماحته رجال الحسبة بالحرص على أن يكونوا من هؤلاء المتواصين بالحق والصبر، ومضى سماحته مؤكدا أن الله وعد القائمين بذلك بالرحمة على هذه الخصال التي أولها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، وقال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104][4].
- أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {ويحذركم الله نفسه} برقم 7405، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى برقم 2675.
- أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق برقم 2593.
- أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق برقم 2592، وأبو داود في كتاب الأدب، باب الرفق برقم 4809.
- نشر في جريدة الندوة، العدد 12124 بتاريخ 25/ 5/ 1419هــــ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 26/ 408).