من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة إخواني المؤتمرين، وفقهم الله لما فيه رضاه ونصر بهم دينه، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فيسرني إفادة إخواني المؤتمرين بأنه يسعدني كثيرا إجابة دعوة القائمين على هذه الجامعة للمشاركة في هذا المؤتمر الكريم الذي سيحضره الكثير من رجال العلم والمعرفة، بغية مشاركة إخوانهم في هذا الاحتفال بمرور قرن ونصف على تأسيس هذه الجامعة، إلا أنه بسبب مشاغلي الكثيرة لم أتمكن من الإجابة بنفسي، وقد أنَبْتُ في ذلك الأخوين الكريمين: فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بن قعود مدير إدارة الدعوة في الخارج، وفضيلة الابن الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الباز مدير مكتبي، ليمثلا الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية في هذا الاجتماع المبارك -إن شاء الله، سائلا المولى سبحانه أن يكلل جهود المؤتمرين بالنجاح والفلاح، وأن يهديهم سواء السبيل، وأن ينفع بجهودهم العباد والبلاد.
وبهذه المناسبة أرى من الواجب علي أن أتقدم إلى إخواني المؤتمرين بكلمة مختصرة تناسب المقام فأقول:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإن من نعم الله على عباده المؤمنين في كل مكان أن يوجد بينهم من يهتم بإخوانهم القائمين على دور العلم خاصة، وشأن الدعوة الإسلامية عامة في جميع الأصقاع من العالم، يجندون لذلك إمكاناتهم ويبذلون الجهود العظيمة في سبيل ذلك ويستسهلون الصعاب من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية الإسلام.
أيها الأخوة الكرام: إنه من دواعي السرور والغبطة أن يجتمع نخبة من المؤمنين في أي مكان -ولاسيما أهل العلم- للنظر في مشكلات المسلمين، وتبادل الرأي فيما يصلح شئونهم ويحل مشكلاتهم ويرفع من شأن العلم وأهله، ويؤيد المؤسسات العلمية ويدعمها ويوجهها الوجهة الصالحة، ويسهل أسباب وصول العلم للراغبين فيه، وعليه فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والإخلاص له في جميع الأعمال والصبر والمصابرة في سبيل نشر العلم ودعوة الحق، عملا بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119] وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]
وإن أهم العلوم علم العقيدة الصحيحة وتبصير الطلبة بها وتحذيرهم مما يخالفها، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة المستقاة من كتاب الله العزيز وسنة رسوله الأمين، وأن توضح لهم أدلتها وأنها هي العقيدة التي نزل بها القرآن وصحت بها السنة ودرج عليها أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم بإحسان، وهي توحيد الله في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة دون كل ما سواه، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، فينبغي أن يوضح لطلبة العلم هذا الأمر بغاية البيان، وأن ما سلكه بعض الفرق المنتسبة للإسلام من تأويل آيات الصفات وأحاديثها عن ظاهرها مسلك لا يجوز الأخذ به ولا الإقرار عليه، بل يجب التنبيه على فساده وأنه مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وهكذا ما وقع في كثير من البلدان الإسلامية من الغلو في الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم ودعائهم من دون الله وطلب شفاعتهم وشفاء المرضى منهم، كل ذلك ونحوه مناقض لقول لا إله إلا الله، ولما دعا إليه رسول الله من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه، كما قال الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وقال سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] والآيات في هذا المعنى كثيرة ، ومن ذلك قوله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] وقوله عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].
وقال النبي ﷺ: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وقال عليه الصلاة والسلام: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة معلومة، وإنما القصد التذكير بهذا الأمر العظيم والتواصي به والتعاون الكامل على تبصير الناس به وتفقيههم فيه وتحذيرهم من أنواع الشرك الذي حرمه الله، ويلي ذلك وصية المسلمين -ولاسيما طلبة العلم- بلزوم السنة والحذر من البدعة كما قال عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، وقال الله سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ الآية [التوبة:100].
وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته، وكان يقول ﷺ في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة والآيات والأحاديث في هذه المسألة كثيرة معلومة، وكل ذلك داخل في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ﷺ.
ومن أهم المهمات أيضا- وهو من تحقيق الشهادتين- مناصحة ولاة أمر المسلمين في جميع الدول الإسلامية ومطالبتهم بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم في كل شيء، والرضا بحكمهما والانزجار عما يخالفهما؛ عملا بقوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، وقوله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].
ومما يجدر التنبيه عليه أنه يحسن من هذا المؤتمر العظيم أن يحذر المسلمون مما وقع في بلادهم وغيرها من المذاهب الهدامة، والأفكار الزائفة، من شيوعية وبهائية وقاديانية وغيرها، مما يخالف العقيدة الصحيحة والشرع المطهر، وقد يغتر بها من لا علم عنده ويقع في حبائل الدعاة إليها والمروجين لها، فالواجب على أهل العلم أن يشرحوها للناس وينذروهم منها؛ نصحا لله ولعباده وبراءة للذمة وأداء للأمانة.
والله المسئول أن يكتب لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح في كل قراراته وتوصياته، وأن ينفع به المسلمين وأن يضاعف مثوبتكم، كما أسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعلماءهم في كل مكان، وأن يوفقهم لتحكيم شريعته والتحاكم إليها والحذر من كل ما يخالفها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فيسرني إفادة إخواني المؤتمرين بأنه يسعدني كثيرا إجابة دعوة القائمين على هذه الجامعة للمشاركة في هذا المؤتمر الكريم الذي سيحضره الكثير من رجال العلم والمعرفة، بغية مشاركة إخوانهم في هذا الاحتفال بمرور قرن ونصف على تأسيس هذه الجامعة، إلا أنه بسبب مشاغلي الكثيرة لم أتمكن من الإجابة بنفسي، وقد أنَبْتُ في ذلك الأخوين الكريمين: فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بن قعود مدير إدارة الدعوة في الخارج، وفضيلة الابن الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الباز مدير مكتبي، ليمثلا الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية في هذا الاجتماع المبارك -إن شاء الله، سائلا المولى سبحانه أن يكلل جهود المؤتمرين بالنجاح والفلاح، وأن يهديهم سواء السبيل، وأن ينفع بجهودهم العباد والبلاد.
وبهذه المناسبة أرى من الواجب علي أن أتقدم إلى إخواني المؤتمرين بكلمة مختصرة تناسب المقام فأقول:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإن من نعم الله على عباده المؤمنين في كل مكان أن يوجد بينهم من يهتم بإخوانهم القائمين على دور العلم خاصة، وشأن الدعوة الإسلامية عامة في جميع الأصقاع من العالم، يجندون لذلك إمكاناتهم ويبذلون الجهود العظيمة في سبيل ذلك ويستسهلون الصعاب من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية الإسلام.
أيها الأخوة الكرام: إنه من دواعي السرور والغبطة أن يجتمع نخبة من المؤمنين في أي مكان -ولاسيما أهل العلم- للنظر في مشكلات المسلمين، وتبادل الرأي فيما يصلح شئونهم ويحل مشكلاتهم ويرفع من شأن العلم وأهله، ويؤيد المؤسسات العلمية ويدعمها ويوجهها الوجهة الصالحة، ويسهل أسباب وصول العلم للراغبين فيه، وعليه فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والإخلاص له في جميع الأعمال والصبر والمصابرة في سبيل نشر العلم ودعوة الحق، عملا بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119] وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]
وإن أهم العلوم علم العقيدة الصحيحة وتبصير الطلبة بها وتحذيرهم مما يخالفها، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة المستقاة من كتاب الله العزيز وسنة رسوله الأمين، وأن توضح لهم أدلتها وأنها هي العقيدة التي نزل بها القرآن وصحت بها السنة ودرج عليها أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم بإحسان، وهي توحيد الله في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة دون كل ما سواه، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، فينبغي أن يوضح لطلبة العلم هذا الأمر بغاية البيان، وأن ما سلكه بعض الفرق المنتسبة للإسلام من تأويل آيات الصفات وأحاديثها عن ظاهرها مسلك لا يجوز الأخذ به ولا الإقرار عليه، بل يجب التنبيه على فساده وأنه مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وهكذا ما وقع في كثير من البلدان الإسلامية من الغلو في الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم ودعائهم من دون الله وطلب شفاعتهم وشفاء المرضى منهم، كل ذلك ونحوه مناقض لقول لا إله إلا الله، ولما دعا إليه رسول الله من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه، كما قال الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وقال سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] والآيات في هذا المعنى كثيرة ، ومن ذلك قوله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] وقوله عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].
وقال النبي ﷺ: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وقال عليه الصلاة والسلام: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة معلومة، وإنما القصد التذكير بهذا الأمر العظيم والتواصي به والتعاون الكامل على تبصير الناس به وتفقيههم فيه وتحذيرهم من أنواع الشرك الذي حرمه الله، ويلي ذلك وصية المسلمين -ولاسيما طلبة العلم- بلزوم السنة والحذر من البدعة كما قال عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، وقال الله سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ الآية [التوبة:100].
وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته، وكان يقول ﷺ في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة والآيات والأحاديث في هذه المسألة كثيرة معلومة، وكل ذلك داخل في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ﷺ.
ومن أهم المهمات أيضا- وهو من تحقيق الشهادتين- مناصحة ولاة أمر المسلمين في جميع الدول الإسلامية ومطالبتهم بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم في كل شيء، والرضا بحكمهما والانزجار عما يخالفهما؛ عملا بقوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، وقوله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].
ومما يجدر التنبيه عليه أنه يحسن من هذا المؤتمر العظيم أن يحذر المسلمون مما وقع في بلادهم وغيرها من المذاهب الهدامة، والأفكار الزائفة، من شيوعية وبهائية وقاديانية وغيرها، مما يخالف العقيدة الصحيحة والشرع المطهر، وقد يغتر بها من لا علم عنده ويقع في حبائل الدعاة إليها والمروجين لها، فالواجب على أهل العلم أن يشرحوها للناس وينذروهم منها؛ نصحا لله ولعباده وبراءة للذمة وأداء للأمانة.
والله المسئول أن يكتب لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح في كل قراراته وتوصياته، وأن ينفع به المسلمين وأن يضاعف مثوبتكم، كما أسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعلماءهم في كل مكان، وأن يوفقهم لتحكيم شريعته والتحاكم إليها والحذر من كل ما يخالفها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
- عقد هذا المؤتمر في ديوبند بالهند في شهر جمادى الأولى سنة 1400 هـ، وناب عن سماحته الشيخان المذكوران، وألقى الكلمة الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن باز نيابة عن سماحته، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 6/ 297).