حكم تأخير الصلاة عند المشقة والطمأنينة فيها

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية الكرك، باعثة الرسالة إحدى الأخوات تقول: أختكم في الله أمل، أختنا لها جمع من الأسئلة في أحدها تقول: هل يجوز تأخير الصلاة عند الشعور بالتعب الشديد حتى أرتاح لأتمكن من إتقان الصلاة، وهل يجوز إعادة الصلاة عند السرحان الكثير فيها، وعدم التركيز؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فالمشروع للمؤمن أن يأتي الصلاة بقلب حاضر خاشع، وأن يقبل عليها حتى يؤديها في غاية العناية، والإقبال عليها والإخلاص لله، والخشوع فيها، كما قال الله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]، وفي الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل: يا رسول الله! كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها، ولا سجودها.

فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة، وأن يكملها، ويتم ركوعها وسجودها.

لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب؛ فإنه لا بأس أن يستريح، بل الأفضل له أن يستريح، ولو صلاها في أثناء الوقت، لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت، ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع؛ كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت، لابد أن تفعل في الوقت، فالتأخير إلى نصف الوقت، أو آخر الوقت للحاجة الشرعية من التعب، أو شدة المرض، أو نحو ذلك لا بأس بذلك، والحمد لله.

لكن يعتني بإكمالها وإتمامها والطمأنينة فيها في أي وقت فعلها، لابد من الطمأنينة، الطمأنينة ركن فيها لابد.

أما كمال الخشوع، كمال العناية هذا أفضل، ولكن الطمأنينة حيث يركع مطمئنًا يسجد مطمئنًا، يجلس بين السجدتين مطمئنًا، يعتدل بعد الركوع مطمئنًا؛ هذا لابد منه، كما أمر النبي ﷺ المسيء في صلاته أن يعيد لما أخل بهذه الطمأنينة.

وسمى النبي ﷺ من أخل بهذا سارقًا، قال: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قيل: يا رسول الله! كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة