حكم من أخذ أجرة ليرمي عن غيره الجمرات ولم يتمكن

السؤال:

رسالة مطولة بعث بها أحد الإخوة المستمعين من مكة المكرمة يقول: (خ. م. ن) يقول في رسالته: بسم الله الرحمن الرحيم، أفيدكم بأني من أحد خدمة المطوفين لخدمة الحجاج، وعند طلوعنا إلى عرفات ونزولنا منها إلى منى قرر بعض الحجاج بأن أرمي الجمرات نيابة عن المرضى والطاعنين في السن، الذين لا يقدرون على أداء هذا الواجب، وذلك مقابل أجرة بسيطة أعطوني إياها، ولما أن وصلت إلى رحبة الجمرات لرمي تلك الجمرات، كان الزحام قد بلغ أشده من كثرة الحجاج، فلم أتمكن من هذا العمل الذي أصبح أمانة في عنقي، حيث كادت روحي أن تزهق، وقد أغمي علي، وحملوني إلى المستشفى للعلاج، ولما أن من الله علي بالشفاء؛ عاهدت الله تعالى على ألا أعود لمثل هذا العمل، واستغفرت الله تعالى مئات المرات، وندمت على ذلك كل الندم، والآن هذه الدراهم باقية عندي، فماذا أعمل بها؟ أرجو من سماحتكم توجيهي، وإفادتي ما الذي يجب علي جزاكم الله خيرًا؟ 

الجواب:

إذا كنت تعرف أصحاب الدراهم؛ ردها إليهم، وعليهم أن يذبحوا عما تركوا من الرمي ذبيحة، كل واحد يذبح ذبيحة؛ لأن الرمي واجب، وإذا فاتت أيام منى، ولم يرم عليه ذبيحة تذبح في مكة للفقراء بدلًا من هذا الواجب، وترد عليهم دراهمهم، أما إن كنت لا تعلم أهل تلك الدراهم، ولا تعرفهم؛ فالدراهم تشتري بها ذبيحة، وتكملها إن كان .... تستطيع تشتري ذبيحة، وتذبحها بالنية عن صاحبها، الذي لم ترم عنه، والحمد لله، إن كان واحدًا؛ ذبيحة واحدة، وإن كانوا اثنين؛ ذبيحتان، وهكذا بعددهم،  نعم.

المقدم: وإن كانت الدراهم لا تكفي للذبيحة؟

الشيخ: الذي يظهر أنه يلزمه؛ لأنه فرط وتساهل، وكان الواجب عليه بعدما عافاه الله أن يرمي إن كانت الأيام موجودة باقية، لم تنته الأيام، ثم هو تساهل في الأمر، ولم يحتط، ولم يقل لهم: أخبروني ... مكانكم وأسماؤكم حتى أرجع إليكم، عنده شيء من التفريط، إذا كان لا يعرفهم، فالمفرط يبرئ ذمته، ويكملها، يكملها ويشتري عن كل واحد ذبيحة، ولو سبع بدنة، أو سبع بقرة، نعم.

المقدم: الله المستعان. 

فتاوى ذات صلة