الجواب:
كونهم يعتقدون أن الأولياء يأتونهم بكذا وكذا من الحلوى، أو غيرها هذا باطل، وهذا من لعب الشياطين، أما كونهم يتقربون للأولياء بالحلوى إلى قبورهم، أو بالذبائح، أو بغير هذا يرجون بركتهم، أو شفاعتهم؛ هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية.
فالواجب على المؤمن أن يحذر هذه الخرافات التي يفعلها كثير من الناس، فلا يجوز له أن يعتقد في المقبورين سواء سموا أولياء، أم لم يسموا أولياء، لا يجوز أن يعتقد فيهم أنهم يشفعون لمن ذبح لهم، أو دعاهم من دون الله، بل هم يشفعون لأولياء المؤمنين، المؤمن يوم القيامة يشفع للمؤمن، لا للمشرك، فالأنبياء يشفعون، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون، والأفراط يشفعون، لكن لمن رضي الله قوله وعمله كما قال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28].
فالشفاعة إنما تكون لأهل التوحيد والإيمان، لا لأهل الشرك، فالذي يظن أن الأولياء أو الأنبياء يشفعون للمشركين الذين يعبدونهم مع الله، ويدعونهم مع الله؛ هذا غالط، واعتقاده باطل، فلا يجوز أن يدعوا مع الله، ولا أن يسألوا الشفاعة، ولا أن يستغاث بهم، ولا أن ينذر لهم، ولا أن يذبح لهم، كل هذا من الشرك بالله .
وإذا أردت شفاعة الأنبياء والمؤمنين؛ فعليك بطاعة الله وتوحيده، واتباع شريعته، والاستقامة على دينه، فالأنبياء والأولياء والمؤمنون يشفعون لأهل التوحيد والإيمان، كما أن الملائكة تشفع والأفراط تشفع أيضًا، لكن لمن رضي الله قوله، وعمله لأهل التوحيد، لا لأهل الشرك بالله ولكن الشياطين تلاعبوا بكثير من الناس، وتزين لهم أن هؤلاء الأولياء يتصرفون في الكون، وأنهم ينفعون ويضرون ويشفون مرضى الناس، إذا تقربوا إليهم بالذبائح، أو بالنذور، وهذا من الشرك الأكبر، وهذا من لعب الشيطان، وهذا من فعل الجاهلية، قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] ويتقربون لقبورهم وللأصنام التي صورت على صورهم بالقرابين من السجود والذبح وغير ذلك، يزعمون أنهم بهذا يشفعون لهم عند الله، وهذا عين الكفر، وهكذا قوله سبحانه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] يعني: عبدوهم مع الله معتقدين أنهم يقربونهم إلى الله زلفى، بذبحهم لهم، وسجودهم لهم، ودعائهم إياهم، واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر.
فيجب الحذر من هذه الخرافات والضلالات التي هي من أعمال الشياطين، ومن أعمال المشركين، فلا يدعى مع الله أحد لا ولي ولا غيره ولا نبي ولا غيره، ولا ملك ولا غيره، بل يدعى الله وحده، ويسأل ويطلب منه قضاء الحاجات، وتفريج الكروب أما المؤمن الميت يدعى له بالمغفرة والرحمة، والحي يدعى له بالثبات على الحق، والأنبياء يصلى عليهم - عليهم الصلاة والسلام- ويدعى الله لهم أن يجزيهم عما قاموا به خيرًا، ولا يعبدون مع الله العبادة حق الله، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] قال تعالى: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] قال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونََ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ[فاطر:13-14] سماه: شركًا، فالواجب الحذر وقال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] ومن زعم أن الولي يأتيه بحلوى، أو يأتيه بكسوة، أو يأتيه بذبيحة، أو يأتيه بلحم؛ فهو غلطان، هذا من عمل الشيطان، الشياطين هي التي تأتيهم بهذه الأمور حتى تشجعهم على الشرك، وعبادة غير الله نسأل الله العافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.