الجواب:
التسبيحات أنواع، منها ما هو مشروع دائمًا، ومنها ما هو مشروع أدبار الصلوات، ومنها ما هو مشروع في داخل الصلاة.
فمن ذلك ما شرعه الله في الركوع والسجود، في الركوع: "سبحان ربي العظيم" وفي السجود: "سبحان ربي الأعلى" وفيهما جميعًا: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".
هذا مشروع فيهما جميعًا الركوع والسجود، ويختص في الركوع: "سبحان ربي العظيم" ويختص في السجود: "سبحان ربي الأعلى".
ومنها: ما هو بعد الصلوات الخمس، وهو أن يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر" ثلاثًا وثلاثين مرة بعد كل صلاة، أول ما يسلم يقول: "أستغفر الله" ثلاثًا «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
هذا مشروع بعد كل صلاة، من الصلوات الخمس للإمام والمأموم والمنفرد، وكل هذا ثابت بعضه من حديث ثوبان في مسلم ، وبعضه من حديث ابن الزبير عند مسلم، وبعضه من حديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين، ثم يقول: "سبحان الله والحمد لله، والله أكبر" ثلاثًا وثلاثين مرة، بعد الصلوات الخمس: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر" ثلاثًا وثلاثين مرة.
هذا أرشد إليه النبي ﷺ في الأحاديث الصحيحة، وأخبر أن من أتى بذلك سبق من بعده، وأدرك من سبقه، هذا هو الفضل العظيم، وذلك أن الفقراء اشتكوا إليه ﷺ وقالوا: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور -يعني: أهل الأموال- بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويعتقون ولا نعتق، ويتصدقون ولا نتصدق -ما عندنا مال- فقال: ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم، وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم قالوا: بلى يا رسول الله! قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون؛ دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة هذا فضل عظيم.
وفي الصحيح أنه ﷺ قال: .. تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير وفي رواية أخرى: يكبر أربعًا وثلاثين يكمل المائة، ثلاثة وثلاثين تسبيحة، وثلاثة وثلاثين تحميدة، وأربعة وثلاثين تكبيرة، هذا نوع.
والنوع الثاني: تتميم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وفي الحديث الآخر، حديث الفقراء والمهاجرين لم يذكر فيه كمال المائة.
فالسنة للمؤمن أن يكمل المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ لأنه في حديث أبي هريرة عند مسلم إذا كمل أحد بهذا: «غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» فهذا وعد عظيم يعني: إذا كان ما أصر على الكبائر؛ يعني: عند عدم الإصرار، وإن كملها بالتبكير أربعة وثلاثين كله حسن.
المقصود: أنه يكمل التسعة والتسعين بتكبيرة تكون رابعة وثلاثين، أو بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وهو أكمل.
ويستحب للمؤمن كل يوم أن يكثر من التكبير والتهليل والتكبير وفي الليل أيضًا، في جميع الأوقات، يستحب له الإكثار من تسبيح الله، وتحميده وتهليله، وتكبيره في جميع الأوقات، يقول النبي ﷺ: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ويقول ﷺ: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس رواه مسلم .
ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: «الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حين يصبح وحين يمسي؛ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر هذا فضل عظيم، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛ كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل في الصحيحين.
ويستحب أن يقول هذا بعد الفجر والمغرب عشر مرات، بعد الفجر وبعد المغرب، بعد الذكر السابق يقول هذه الكلمة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، بعد تهليل الفجر، وتهليل المغرب، ثم يأتي سبحان الله، والحمد لله إلى آخره ثلاثًا وثلاثين، يجمع بين هذا الخير كله.
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحي عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك رواه الشيخان في الصحيحين.
وهذا حديث عظيم، ينبغي للمؤمن العناية بهذه الأذكار، والحرص عليها إخلاصًا لله، وطلبًا لمرضاته، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.