نصيحة للشباب لتجنب الإفراط والتفريط

السؤال:

ما هو واجب الشباب المسلم في هذا الزمان بتجنب الوقوع في الإفراط والتفريط؟ وبماذا تنصحون الشباب أن يقرأ من الكتب لتحقيق ذلك؟

الجواب:

هذا لا شك موضوع مهم، وينبغي للشباب أولًا: العناية بطلب العلم، والتفرغ لطلب العلم، والحرص على الفهم الصحيح؛ لأن كثيرًا من الناس قد يفهم خلاف الحق بسبب عدم العناية بالفهم، وهذا يسبب مشاكل كثيرة، كما قال الشاعر:

وكم من عائب قولًا صحيحًا وآفته من الفهم السقيم

فأنا أنصح الطلاب جميعًا أن يعنوا بطلب العلم، طلب العلم الشرعي، وأن يجتهدوا في فهمه فهم الأحكام الإسلامية، فهم قول الله، وقول رسوله فهمًا جيدًا، وألا يكتفوا بأول بادرة، بل يدرسوا الشيء مرة بعد مرة، ويتذاكروا فيه مع الزملاء، ومع الأساتذة الطيبين حتى يستقر الفهم الصحيح في قلب الطالب، وحتى يكون على بينة من كتاب الله، وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- وبكل ما يدرسه.

لكن أهم شيء النصوص، أهم شيء ما يتعلق من القرآن، وما يتعلق من السنة، فهذا أهم شيء أن يعنى به، ويفهم الفهم الصحيح، ويطبقه بالعمل، وألا يتساهل في ذلك، فربما زلت قدمه بسبب الفهم الرديء بسبب غلطة في كتاب الله، أو سنة رسوله، عليه الصلاة والسلام.

فالواجب: أن يعنى بالفهم الصحيح، وأن يتشاور مع زملائه في المعنى، ويتدارسون ذلك، ويسأل أهل العلم، ثم للعلوم الأخرى التي يستطيع أن يتعلمها، حتى ينفع أمته، وينفع المسلمين، لا بأس، إذا تيسر له ذلك من طب، أو غيره مما ينفع المسلمين، لكن أهم شيء العلوم الإسلامية البحتة، التي بها يعرف الله، وبها يعبد، وبها تعرف أحكامه وبها يعرف ما يدعو إليه، وما ينهى عنه، حتى يعمل بذلك، وحتى يبلغه الناس، فما حصل بعد هذا من علوم أخرى فهو خير إلى خير.

وكذلك أوصيه بالعناية بالقرآن، فكتاب الله أهم شيء، أهم شيء القرآن العظيم، يعتني به لحفظه، ويكثر من تلاوته، وتدبر معانيه، وإذا لم يحفظه؛ فليكثر من تلاوته، فإن الإكثار من التلاوة تجعل الإنسان يذكره كثيرًا، ويكون قريبًا من الحافظ، فأنا أوصي بالإكثار من تلاوة كتاب الله، بتدبر، وتعقل في الأوقات المناسبة، كأول النهار، وفي أثناء الليل، ونحو ذلك، وآخر الليل حتى يحصل له حفظ القرآن، أو ما تيسر منه، مع العناية بالمعنى، ومطالعته في التفسير في ذلك كابن كثير، والبغوي، وغيرهم من أهل التفسير، حتى تكون معلوماته جيدة، وحتى يكون على بينة من كتاب الله .

ثم السنة، سنة رسول الله ﷺ أوصيه بأن يحفظ منها ما تيسر، مثل: بلوغ المرام كتاب جيد محرر مفيد، كذلك عمدة الأحكام للشيخ عبدالغني المقدسي من الصحيحين كتاب جيد أيضًا، والخمسين النووية، والرحبية يحفظها، ويعتني بها، وإذا تيسر له مزيد علم، وارتفعت همته، ومعلوماته فيعتني بالصحيحين، وينظر في الصحيحين، وكتب السنن، وموطأ مالك، ومسند أحمد، هذا خير إلى خير بعد ذلك، بعدما ينهي دراسته، وبعدما تستقضى معلوماته يرتفع إلى هذه الكتب، ويعتني بها، كالصحيحين، والسنن الأربعة، ومسند أحمد، وموطأ مالك، ونحوها من الكتب العظيمة التي هي ثروة عظمى، وفيها تفسير كتاب الله، وفيها العون على فهم كلام الله، وكلام رسوله، عليه الصلاة والسلام.

ثم يعنى بكتب اللغة في مطالعة كتب التفسير، ومطالعة كتب الحديث حتى يستعين بها على فهم القرآن، والسنة، وعلى ترجيح الراجح، وتزييف الزائف.

ومن الكتب المفيدة النافعة: منتقى الأخبار أيضًا، لابن تيمية، فإنه كتاب عظيم، جمع فيه خيرًا كثيرًا، وجامع الأصول لابن الأثير أيضًا، كذلك زاد المعاد لابن القيم، كتاب جيد، زاد المعاد في هدي خير العباد كتاب عظيم، وإعلام الموقعين لابن القيم أيضًا كتاب عظيم، وإغاثة اللهفان لابن القيم كتاب عظيم، فأنا أنصح بمطالعة هذه الكتب، والعناية بها، فهي كتب مفيدة.

السؤال: فقه السنة؟

الجواب: فقه السنة لا بأس به، للشيخ سيد سابق، لا بأس به، وفيه بعض الأغلاط، وطالب العلم إذا تأمله يستفيد، ويعرف الخطأ. 

فتاوى ذات صلة