الجواب:
هو أن يدعو بغير دعاء شرعي، هذا اعتداء، وإما يرفع صوته في غير محل الرفع المطلوب منه أن يسكت، أو يأتي ويتوسل بأشياء غير مشروعة، أو يدعو على من لا يستحق الدعاء، فهذا كله اعتداء، ولهذا في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بإحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك.
فكونه يعتدي يقول: اللهم قاتل فلانًا بغير حق، أو اللهم اهلك فلانًا بغير حق، أو اللهم أتلف ماله، أو أعم بصره، أو كذا، أوكذا مما يضره بغير حق، هذا اعتداء، أو يدعو على أرحامه .. على أخيه .. على قريبه بغير حق؛ على خاله .. على عمه .. على أبيه بغير حق هذا فيه قطيعة رحم، فلا يجوز، وهذا من الاعتداء أيضًا.
ومن الاعتداء عند بعض أهل العلم: أن يجهر في محل لا يشرع فيه الجهر، كونه يجهر في الدعاء مثل: السجود، أو بين السجدتين، أو في آخر التحيات يشوش به على الناس، يكون دعاء بينه وبين ربه، هذا هو الأفضل، والجهر به في هذه الأحوال يخشى أن يكون من الاعتداء؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55] فدل على أن الخفية من آداب الدعاء إلا إذا كان يؤمن عليه مثل دعاء القنوت، ودعاء الخطبة هذا يؤمن عليه، يرفع صوته حتى يسمع الناس، أما دعاء بينه وبين ربه؛ فالسنة أن يخافت في السجود .. في آخر الصلاة .. في غير ذلك، السنة المخافتة؛ ولهذا قال -جل وعلا-: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].
فالمقصود: أن السنة للمؤمن أن يتحرى خفض الصوت بالدعاء إذا كان لا يؤمن عليه في سجوده، أو في التحيات، أو في أي وقت، يتحرى أن يكون سرًا بينه وبين ربه، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم سماحة الشيخ.