الجواب:
أخبار الحسابين والفلكيين عن كسوف الشمس والقمر، وأن القمر يكسف في كذا، والشمس يكسف في كذا، قد يصدقون، وقد يخطئون، مثلما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما، قد يخطئون وقد يصيبون، لكن لا يعمل بأقوالهم إلا إذا شاهدنا الكسوف بأعيننا؛ لأن الرسول ﷺ قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد، ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم ذلك؛ فصلوا، وادعوا حتى ينكشف ما بكم وفي اللفظ الآخر: فإذا رأيتم ذلك؛ فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره.
فنحن مأمورون أن نفزع إلى الصلاة، والذكر والدعاء عند المشاهدة، عندما نشاهد الكسوف والخسوف، أما إخبار الفلكيين والحسابين أنها تكسف الشمس في يوم كذا، أو صباح كذا، أو القمر في ليلة كذا، فهذا لا يعمل به إلا إذا رؤي، إذا وجد، فإن الناس يصلون، ويعملون بما شرع الله، جل وعلا.
وهكذا لو قيل: كسفت في أمريكا، أو في انجلترا، أو في مصر ما نعمل به، لكن يعمل به الذي كسفت عنده، إذا شاهدوه في مصر؛ شرع لهم أن يصلوا هناك، وإذا شاهدوا الكسوف في لندن؛ شرع لهم الصلاة هناك، وإذا وجد الكسوف عندهم في أمريكا؛ شرع لهم الصلاة، وهكذا، أما البلد التي ما فيها كسوف، ولكن يبلغهم الخبر أنه وقع في أمريكا، أو في كذا؛ لا يشرع لهم.
وهكذا قول الحسابين أن القمر يكسف في ليلة أربعة عشر في ساعة كذا، أو في ليلة خمسة عشر ساعة كذا، أو الشمس تكسف في يوم ثمانية وعشرين، أو في تسعة وعشرين، أو في ثلاثين؛ كل هذا لا يعمل به، ولا ينبغي أن يعمل به، ولا يجوز؛ لأن الرسول ﷺ علق الحكم بالمشاهدة قال: إذا رأيتم ذلك، فينبغي التنبه لهذا، ونسأل الله لأولئك الحسابين الهداية، نسأل الله لنا ولهم الهداية، فاشتغلوا بأشياء لا تعنيهم، ولا تهمهم، ولا تترتب عليها مصالح، اللهم المستعان.
المقدم: اللهم المستعان، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ على هذا التوجيه الطيب المبارك.