الجواب:
الوساوس من الشيطان مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:4] والواجب على من ابتلي بها أن يحذرها، وأن يضرع إلى الله، أن يعيذه من الشيطان، فيستعيذ بالله من الشيطان، يسأل ربه العافية، ويحذر من الاسترسال مع الوساوس؛ لأن الله أمره بالاستعاذة، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [فصلت:36] وقال -عليه الصلاة والسلام- في الذي سأله عن الوساوس؟ قال له: انفث عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان، ومن شره ثلاث مرات، ثم انقلب على الجنب الآخر.
فالمؤمن يتعوذ بالله من الشيطان، ولا يلين للوساوس؛ لأنها من الشيطان، ولا يؤجر على ذلك، بل هو مؤاخذ على ذلك، يخشى عليه من العقوبة والإثم إذا استرسل معه، وتساهل، فالواجب الحذر.
أما إذا لم يستطع، وغلب؛ فلا إثم عليه لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] إذا كان مغلوبًا على ذلك، ليس له فيه اختيار؛ فهذا كالمعتوه والمجنون.
لكن الواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يجاهدها لله، وأن يتعوذ بالله من الشيطان؛ حتى يحارب هذه الوساوس، ولما شكى بعض الصحابة إلى النبي ﷺ ذلك، قال له: انفث عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات فقال: ففعلت، فأذهب الله عني ما أجد.
وقال له بعض الصحابة: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به؟ قال: تلك الوسوسة، ثم أمرهم إذا وجدوا ذلك أن يتعوذوا بالله من الشيطان، ويقول: آمنت بالله ورسله، قال لهم: إذا وجد أحد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله، وليتعوذ بالله من الشيطان يعني يوسوس له الشيطان: من خلق ربك، من كذا، ما هناك جنة، ما هناك نار، وأشباه ذلك.
فإذا وجد هذه الوساوس؛ فالمشروع له أن يقول: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا يجاهد هذا العدو، آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان، هكذا يحاسب نفسه، ويجاهدها طاعة للرسول ﷺ وعملًا بتوجيهه، فإذا فعل هذا؛ سلم، وأنجاه الله من شر هذه الوساوس، وسلم من شرها، ومن إثمها.
أما إذا تساهل في هذه الوساوس، وانقاد لها؛ فإنه يأثم، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.