الجواب:
التعلق بالقبور، ورجاء نفعها، ودفع الضرر منها بدعائها، أو التمسح بها، أو الاستغاثة بها ،أو الطواف بها كله كفر أكبر، هذا شرك المشركين، هذا ضلال الأولين.
لا يجوز التعلق بالقبور، لا بقبور الصالحين، ولا بقبور الأنبياء، ولا غيرهم، فالذي يتعلق بها، يطوف بها، يرجو نفعها، أو يستغيث بأهلها، أو ينذر لهم، أو يتمسح بقبورهم، يرجو منهم النفع، أو يستعين بهم، أو يذبح لهم، أو يسجد لهم، كل هذا من الكفر بإجماع أهل السنة والجماعة، بإجماع أهل العلم، وهذا شرك المشركين الأولين.
الله يقول -جل وعلا-: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] سماهم كفارًا، وقال -جل وعلا-: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن:18] وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14]، سموه شركًا، دعاهم.
قال النبي ﷺ: الدعاء هو العبادة فالذي يدعوهم قد عبدهم، فإذا قال: يا سيدي! انصرني، أو اشف مريضي، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، أو أنا في حسبك، أنا متوكل عليك، أنا أرجوك، أنا أخافك، هذا شرك أكبر، هذا ما يفعل إلا مع الله -جل وعلا- يخاطب الله، يا رب! انصرني .. اشف مريضي .. أنا أخاف..... مع الله سبحانه، أما مع المخلوق هذا الشرك الأكبر، أو مع النجوم، أو مع الجن، أو مع الأصنام، كل هذا كفر أكبر، هذا شرك المشركين.
وهكذا ما يفعله عباد الحسين، أو عباد الشيخ عبدالقادر الجيلاني، أو غيرهما، أو عباد العيدروس، أو .... زينب، أو غير ذلك، كل هذا كفر أكبر إذا دعاه، دعا العيدروس، أو دعا الحسين، أو الحسن، أو استغاث بعلي أو بالنبي ﷺ أو استعان به، أو قال: يا رسول الله! انصرني، أو اشفع لي، أو اشف مريضي، أو ثبتني على الدين، هذا كله كفر أكبر.
الشفاعة تطلب منه يوم القيامة بعد البعث والنشور، وفي حياته قبل الموت يقال: اشفع لي يا رسول الله، لا بأس، أما بعد الموت لا، لا يطلب منه لا شفاعة، ولا غيرها، لكن حين كان حيًا يقول الصحابي: يا رسول الله! اشفع لنا، استغث لنا، لا بأس؛ لأنه قادر، ويوم القيامة كذلك بعدما يبعث الله الناس، وعند شدة الهول يذهب المؤمنون إلى آدم يقولون: اشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من كرب الموقف، يقضي بيننا، فيتعذر آدم ويحيلهم إلى نوح، ويتعذر نوح، ويحيلهم إلى إبراهيم، ويتعذر إبراهيم، ويحيلهم إلى موسى، فيتعذر موسى ويحليهم إلى عيسى، فيتعذر عيسى ويقول: اذهبوا إلى محمد، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال ﷺ: فيأتوني -يأتيه الناس- فأقول: أنا لها أنا لها ثم يذهب -عليه الصلاة والسلام- فيسجد بين يدي ربه، يسجد بين يدي الله تحت العرش، ويحمد الله بمحامد يفتحها عليه، يثني عليه كثيرًا حتى يقال له: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع لا يشفع إلا بعد الإذن؛ لأن الله يقول: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255] فإذا أذن له شفع في الناس أن يقضى بينهم، ويشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، ويشفع في أناس من العصاة دخلوا النار أن يخرجوا منها شفاعات كثيرة، عليه الصلاة والسلام.
وهكذا يشفع المؤمنون في العصاة.. تشفع الملائكة.. يشفع الأفراط، هذا جاءت به النصوص عن النبي ﷺ. نعم.