ج: إذا شهد الكافر أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله عن صدق بذلك ويقين وعلمٍ بما دلت عليه وعملٍ بذلك؛ دخل في الإسلام، ثم يطالب بالصلاة وباقي الأحكام، ولهذا لما بعث النبي ﷺ معاذًا إلى اليمن قال له: ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم فلم يأمرهم بالصلاة والزكاة إلا بعد التوحيد والإيمان بالرسول ﷺ، فإذا فعل الكافر ذلك صار له حكم المسلمين، ثم يُطالَب بالصلاة وبقية أمور الدين، فإذا امتنع عن ذلك صارت له أحكام أخرى، فإن ترك الصلاة استتابه ولي الأمر، فإن تاب وإلا قتل. وهكذا بقية الأحكام يعامل فيها بما يستحق[1].
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (5 /355).