حكم تأخير الولي زواج موليته

السؤال:
هذا سائل للبرنامج يقول: سماحة الشيخ! أب رفض الزواج لابنته حتى بلغ عمرها أربعين سنة رغم خطبتها من شباب معروفين منذ ثمانية عشر سنة ولم يزوجها حتى بلغت ما يقارب من ثلاثة وأربعين سنة، بعد هذا العمر زوجها؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذا الأب الذي فعل هذا الفعل ظالم لبنته وعليه خطر من عقوبة الله له، إذا كان خطبها بعض الأكفاء ولم يزوجه لا يجوز للمسلم أن يعضل بنته ولا أخته ولا غيرهما من مولياته بل يجب أن يسارع إلى تزويجها إذا خطبها الكفء؛ لقول النبي ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ولأنها أمانة فالواجب عليه أداء الأمانة، هذه أمانة في ذمته يجب البدار إلى أداء الأمانة بتزويجها على من خطبها من الأكفاء والمسارعة في ذلك، ولأن تركها بدون تزويج من وسائل الشر ووسائل الفساد، ولأنه من الظلم.
فالواجب على من فعل هذا التوبة إلى الله والحذر من العود إلى مثل ذلك مع غيرها، والواجب على الأولياء جميعًا أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يزوجوهن متى جاء الكفء حتى ولو بالخطبة لهن، عمر خطب لابنته حفصة، عرضها على الصديق وعرضها على عثمان ثم خطبها النبي ﷺ وتزوجها، فالولي يكون عنده النصح عنده المحبة لتزويج مولياته، لما في هذا من عفتهن وتيسير وجود من يكفلهن ولعل الله يرزقهن بعض الأولاد.
فالحاصل أن حبس المرأة وعدم تزويجها مع وجود الأكفاء الخاطبين ظلم عظيم يستحق صاحبه العقوبة ويستحق التأديب من ولي الأمر، فوصيتي لجميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يبادروا ويسارعوا إلى تزويج المولية إذا خطبها الكفء سواء بنتًا أو أختًا أو بنت أخ أو بنت عم الواجب البدار بالتزويج إذا جاء الكفء وعدم التعطيل. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.
فتاوى ذات صلة