ما يلزم من نذرت ولكن عجزت عن الوفاء؟

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات، تقول أم خالد والعمر ستة وثلاثون عامًا، تقول: تزوجت من قبل سبعة عشر عامًا وبقيت ثلاث سنوات بدون طفل، بعدها رزقت ببنت توفيت في الولادة، فنذرت لوجه الله تعالى أن أذبح خروفًا كل سنة إذا رزقني ربي بالأولاد، وكان سعر الخروف في ذلك الوقت لا يزيد على خمسة دنانير، أما الآن فسعر الخروف يزيد على مائة دينار، إني الآن أشعر بالذنب وحائرة، ماذا أعمل؟ حيث أنني لم أذبح ولا خروفًا واحدًا حتى الآن بسبب حالتي المعاشية. 

أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الطريق الصحيح، كيف أكفر عن ذنبي؟ حيث أنني لا أستطيع أن أذبح أربعة عشر خروفًا، أي: بعمر أكبر أبنائي، حيث -والحمد لله- رزقني الله بأربعة أبناء بعد أربع سنوات من الزواج.

الجواب:

يقول الله : وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة:280] فما دمت لا تستطيعين فليس عليك شيء، بل تكون هذه الذبائح في ذمتك دينًا، فمتى استطعت ذبحت ما تيسر منها، قربة إلى الله ، ووزعتيه بين الفقراء، إذا كان قصدك إطعامه الفقراء، أو كان لا نية لك، فإن هذه الذبيحة توزع بين الفقراء، متى تيسر لك ذلك، وما دمت عاجزة فالله -جل وعلا- لا يكلفك ما لا تستطيعين، يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

وإذا كان دين المخلوقين يؤجل لأجل العسر فدين الله أولى؛ لأنه أسمح وأقرب إلى العفو من المخلوق، فلا حرج عليك حتى تستطيعي.

فإذا استطعت فاذبحي ما تيسر حسب الطاقة، ولا تعودي للنذر في المستقبل، لا تنذري أبدًا، النبي نهى عن النذر، وقال: إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل.

فالنصيحة لك أن لا تنذري في المستقبل، أما هذا النذر فعليك فيه تقوى الله، فمتى استطعت فاذبحي حتى تؤدي ما عليك من الذبائح، وما دمت عاجزة فالله -جل وعلا- عفو كريم، كما قال سبحانه: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة:280]، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة