الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالواجب على جميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم، وأن يزوجوهن إذا خطبهن الكفء، سواء كان الولي أبًا أو جدًا أو ولدًا أو أخًا أو عمًا أو غير ذلك.
الواجب على الولي أن يتقي الله، وأن يبادر بتزويج موليته، سواء كانت بنته أو أخته أو غير ذلك، ولا يجوز له التساهل في هذا أو التعلل بأشياء لا وجه لها؛ لقول النبي ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير ولقوله ﷺ: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء وهذا يعم الرجال والنساء، متى خطبت المرأة وجب تزويجها، إذا خطبها الكفء؛ لأن ذلك أحصن لفرجها، وأغض لبصرها، وأبعد لها عن الفتنة، سواء كانت مدرسة أو طالبة أو موظفة أو غير ذلك، وسواء كان في حاجة إلى مرتبها أم ليس له حاجة في ذلك.
يجب على الأب وعلى غيره أن يتقي الله، وأن يراقب الله، وأن يحذر ظلم البنت في تأخير تزويجها، بل متى خطبها الكفء سواء كان من بلدها أو من قبيلتها أو من غير بلدها، أو من غير قبيلتها ما دام كفء في دينه، فالواجب تزويجه؛ لقوله ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير ولم يقل: من أهلكم، من قبيلتكم، أو من بلدكم، لا، المهم صلاح أخلاقه ودينه.
ولا يجوز حبس المرأة لأجل المرتب، أو لأجل خدمتها له، أو ما أشبه ذلك، بل يجب أن يزوجها، وأن يتقي الله فيها، ويطلب من يقوم بخدمته من سواها من خادم أو زوجة يتزوجها، أما أن يحبس بنته أو أخته من أجل أن تخدمه، أو من أجل أن يأخذ راتبها، هذا من الظلم، ويقول الرسول ﷺ: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة نسأل الله للجميع الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.