حقيقة كرامات الصوفية التي يدعونها

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول حسن محمود حمدان، سوداني يعمل بمنطقة المدينة المنورة، أخونا حسن له سؤال طويل بعض الشيء، يقول فيه: قرأت كتابًا عنوانه: (كتاب الطبقات) للشيخ: محمد بن ضيف الله، ويشتمل هذا الكتاب على قصص أصحاب الطرق الصوفية ومشائخها، وقرأت بهذا الكتاب قصة غريبة، وهي أن أحد المشايخ قد توفي عند وقت العصر، وحينما أراد الحاضرون أن يذهبوا به إلى المقبرة، وكان بينهم وبينها البحر، وعندما وصلوا إلى شاطئ البحر كادت الشمس أن تغرب، وفكروا في أن يرجعوا بالجنازة ويصبرونها حتى الصبح، وحين تشاورهم في ذلك الأمر، فإذا بالشمس ترجع إلى المشرق حتى ذهبوا بالجنازة، وقطعوا بها البحر، ودفنوها، أسأل عن مثل هذا القصص، هل يقع لأولياء الله؟

أفتونا، عظم الله مثوبتكم.

الجواب:

باسم الله. 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذه قصة من موضوعات الصوفية وكذبهم الكثير، فلا ينبغي أن يغتر بهم، ولا نعلم هذا وقع لأحد من الأولياء، وإنما وقع ليوشع بن نون فتى موسى، وهو نبي من الأنبياء لما حاصر الجبارين. 

فالمقصود: أن هذا لم يقع لأحد من الأولياء فيما نعلم، والصوفية يكذبون كثيرًا، ولا ينبغي أن يغتر بما يقولون، ولا يعتمد على ما ينقلون من الوقائع، وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:284] لكن لا نعلم لهذا أصلًا، وهو القادر على كل شيء، ولم يقع هذا لأحد فيما نعلم فيما صحت به السنة، سوى ما علم من قصة يوشع بن نون، نعم، فتى موسى، نعم.

المقدم: نعم.

فتاوى ذات صلة