هل يعرف قبرا أيوب وعمران عليهما السلام؟ وحكم زيارتهما

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من سلطنة عمان، المنطقة الجنوبية، باعثها المستمع علي بن مبخوت بن سالم الراشدي. 

أخونا يقول: عندنا وخاصة في المنطقة الجنوبية يوجد مسجد وقبر في الجبل، أي: جبل ظفار، يدعي أهل ظفار بأنه قبر النبي أيوب، ومما لفت انتباهي بأنهم يزاورونه ويتوافدون إليه، وكذلك قبر مماثل يوجد في صلالة يدعون أنه قبر عمران، ويتجهون إليهم مثل الذي في الجبل. 

أرجو من سماحتكم التكرم بالإجابة على هذا السؤال، ونشره في الإذاعة. 

جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

هذا شيء لا صحة له، فجميع قبور الأنبياء لا تعرف ما عدا قبر نبينا محمد ﷺ في المدينة، وقبر إبراهيم في الخليل، وما سوى ذلك فهو غير معروف عند أهل العلم، ولا يصدق من قال ذلك، لا قبر أيوب، ولا غير أيوب -عليه الصلاة والسلام-. 

ثم لو فرضنا أنه موجود قبر أيوب أو غير أيوب أو عمران أو غير عمران لم يجز لأحد أن يعبده من دون الله، ولا أن يدعوه من دون الله، حتى الرسول محمد ﷺ وهو أفضل الخلق لا يجوز لأحد أن يدعوه من دون الله، أو يستغيث به، أو ينذر له، أو يذبح له يتقرب إليه بالذبائح؛ لأن هذا من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك.

فالقبور لا يجوز عبادة أهلها من دون الله، فلا تدعى من دون الله، ولا يستغاث بأهلها، ولا ينذر لهم، ولا يذبح لهم، ولا يطلب منهم المدد، كل هذا لا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، قال الله : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[الإسراء:23] وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] وقال سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن:18] وقال : وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ106] وقال : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[فاطر:13-14]، فبيَّن سبحانه أن دعاء غير الله من الأموات والأصنام والأشجار والأحجار كله شرك بالله ؛ ولهذا قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ يعني: يتبرؤون منكم، وينكرون عليكم ما فعلتم، وقال : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون:117] فسمى دعاة غير الله من الأصنام والأموات سماهم كافرين.

فالواجب الحذر من هذه الشركيات، والواجب التواصي بإنكارها، وإبلاغ الجهلة ذلك، حتى يكونوا على بينة، وعلى بصيرة؛ لأن الله أوجب على عباده التواصي بالحق، والدعوة إلى الله قال سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر:1-3] وقال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125] رزق الله الجميع التوفيق والهداية، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة