حكم مصافحة الرجال للنساء غير المحارم

السؤال:

من السودان مستمع، بعث برسالة ضمنها بعض الأسئلة، وهذا المستمع هو علي الصديق علي، في أحدها يقول:

أرجو أن تتفضلوا بتبيين حكم المصافحة بالنسبة للرجال للنساء، مع بيان من تجوز للرجل مصافحته منهن؛ لأن البعض يقول: ما دام القلب لا يخالجه شيء من إثارة شهوة، وما إلى ذلك فالسلام لا إثم فيه، أريد منكم أن تردوا على هؤلاء. 

جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

المصافحة للنساء لا تجوز، إذا كان النساء لسن محارم للمصافح، سواء كن بنات عم، أو زوجات إخوة، أو زوجات أعمام، أو من الجيران كل ذلك لا يجوز؛ لأن المصافحة خطرها عظيم، وربما سببت ما لا تحمد عقباه؛ ولهذا ثبت عنه ﷺ أنه قال: إني لا أصافح النساء لما أرادت امرأة أن يصافحها، قال: إني لا أصافح النساء وقت البيعة.

وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام" فلا تجوز المصافحة للنساء غير المحارم أبدًا، ولو من وراء حائل، إنما يسلم عليهن بالكلام، كان النبي ﷺ يسلم عليهن بالكلام، ويرد عليهن بالكلام، وهكذا الصحابة لا مانع من السلام على النساء، ورد السلام عليهن، من دون مصافحة ومن دون كشف، بل مع الستر والحجاب، وعدم الخلوة.

وقد كان النساء يسلمن على النبي ﷺ ويسألنه عن حاجتهن، ويسلم عليهن ويكلمهن، وهكذا مع الصحابة -رضي الله عن الجميع-، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، بعض النساء إذا أرادت مصافحة الرجال تضع على يدها جزءًا من لباسها، رأيكم شيخ؟

الشيخ: لا، ما يصلح؛ لأن هذا وسيلة للتساهل، لا يصافحها لا من وراء حائل، ولا مكشوفة اليد سدًا للباب، وأخذًا بالعموم إني لا أصافح النساء هكذا قال -عليه الصلاة والسلام-، وهو القدوة يقول الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] ولأن المصافحة وسيلة للتلذذ والفتنة، حتى قال بعض أهل العلم: إنها أعظم من النظر، أخطر من النظر، والله -جل وعلا- يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] نقول: لمس اليد قد يكون أخطر من النظر، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة