الجواب:
أما ما يتعلق بالكلام ونداء الأولاد، فهذا لا بأس به، ولو سمعها الجيران، لا حرج في ذلك، كذلك مسألة رعاية الغنم إذا كانت قريبة من البيت وحول البيت لا تذهب بعيدًا، إنما هي حول البيت؛ فالأمر في هذا واسع -إن شاء الله-، أما كونها تذهب بعيدًا لطلب الضالة والغائبة من الغنم، هذا لا ينبغي للمحادة، المحادة تلزم بيتها، لكن الخروج اليسير لجمع الغنم حول البيت في النهار أمره واسع وسهل فيما يتعلق بالبادية، وكذلك كون بيت أخي زوجها يليها، فربما تزورهم الأمر فيه واسع، ولو أنها جلست في بيتها ولم تذهب كان أحوط؛ لأن الرسول ﷺ قال: امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله فلو أنها بقيت في البيت، ولم تذهب إلى الجيران في زيارة كان هذا أحوط، ولكن -إن شاء الله- لا يضر ذلك، وليس عليها شيء؛ لكونهم متقاربين ومتجاورين في الصحراء، فهذا لا يضرها شيء، لكنها في المستقبل لو قدر أنها حدت على غيره، أو سئلت عن هذا الشيء من جيرانها، أو نحو ذلك فينبغي للمحادة أن تبقى في بيتها، وأن تلزم بيتها، إلا من حاجة مثل تذهب تشتري حاجة، أو للطبيب أو تأتي بالغنم من المرعى القريب الذي ما فيه ما يسمى سفر وهو قريب من البيت، هذه أمور خفيفة مثل خروجها لحاجتها للسوق تشتري خبزها أو تأتي طعامًا لبيتها، هكذا رد الغنم التي حول البيت، وتجيبهم من المرعى القريب الذي لا يعد سفرًا بل هو قريب، كل هذا لا بأس به -إن شاء الله-.
وصوتها كذلك تكلم الرجال، أو ترفع صوتها على أولادها، تعال يا فلان، واذهب يا فلان، كل هذا لا حرج فيه، أما الشيء البعيد الذي تدور الضالة في محل بعيد، قد يتعرض لها خطر، أو قد يعد سفرًا هذا لا. لا يصلح، وعليها التوبة مما فعلت من ذلك إذا كان شيئًا بعيدًا، نعم.