حكم العبث في الصلاة باللحية وغيرها

السؤال:

سؤاله الثاني يقول: ما حكم من يقوم ببعض الحركات في الصلاة، مثل تعديل الغترة، والعبث في اللحية، أو بالأظافر، أو الساعة، وما شابه ذلك؟

الجواب:

السنة للمؤمن في الصلاة الخشوع، وعدم الحركة، يطمئن، ويخشع في صلاته، ويدع الحركات، يضع يمينه على شماله على صدره، ساكنًا في حال القيام، وإذا ركع يضع يديه على ركبتيه مفرجة الأصابع ساكنًا خاشعًا مادًا ظهره، جاعلًا رأسه حيال ظهره في الركوع، وإذا رفع اطمأن في رفعه واعتدل وجعل يمينه على شماله على صدره في الصلاة بعد الركوع، وهو قائم خاشع، وهكذا إذا سجد يكبر ويسجد ويضع يديه مادًا أصابعه إلى القبلة ضامًا بعضها إلى بعض خاشعًا لله، ويجعلهما حيال منكبيه، أو يجعل يديه حيال أذنيه في سجوده، وهو خاشع معتدل في سجوده، قد رفع بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه، ويقول: رب اغفر لي، ويسبح، يقول: سبحان ربي الأعلى، ويدعو ربه، ثم يرفع ويجلس مطمئنًا خاشعًا لله ، يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى، ويضع يديه على ركبتيه، أو على فخذيه، يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، ويدعو، ثم يسجد، وهكذا يكون خاشعًا في هذا كله، ويدع الحركات.

أما العبث في غترته، أو في لحيته، أو في الساعة، أو في أظفاره هذا كله مكروه في الصلاة، مكروه؛ ولكن لا يبطلها، لا يبطل الصلاة، لكنه مكروه، وإذا كثر وتوالى أبطلها، إذا كثر عرفًا وتوالى أبطل، أما إذا تفرق ما توالى تفرق فإنه لا يبطلها، وقد ثبت عنه ﷺ أنه في صلاة الكسوف تقدم لما عرضت له الجنة تقدم إليها، فلما عرضت عليه النار تأخر، وصلى بالناس على المنبر، يرقى المنبر فيقرأ عليه ويركع، ثم ينزل، فيسجد في أصل المنبر.

كل هذا يدل على أن هذه الحركات وأشباهها لا تضر الصلاة، كذلك كان يصلي ذات يوم، وهو حامل أمامة بنت زينب يحملها فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، فهذا يدل على أن مثل هذه الحركات لا تضر الصلاة؛ لأنها قليلة متفرقة.

أما الشيء الكثير المتتابع المتواصل هذا عند أهل العلم يبطلها إذا كثر عرفًا، سواء كان شغله في ساعته، تقليبها ونحو ذلك، أو في لحيته، أو في غترته، أو في غير ذلك. 

فالمؤمن ينبغي له أن يتحرى الخشوع، ويحذر العبث، يحذر العبث من جميع الوجوه، في حال الركوع والسجود والقيام، وغير ذلك، نعم.

فتاوى ذات صلة