الجواب:
وكان ﷺ ربما أوتر بسبع، ربما أوتر بخمس، ربما أوتر بتسع، وكان في الأغلب يصلي إحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما صلى ثلاث عشرة، صلى ثنتي عشرة، ثنتين ثنتين، ثم يوتر بواحدة، هذا هو الغالب من فعله ﷺ، وربما نقص فصلى سبعًا أو تسعًا أو خمسًا أو ثلاثًا، لكن الغالب والأكثر يصلي إحدى عشرة، وفي بعض الأحيان ثلاث عشرة، ولكن ما نهى عن الزيادة -عليه الصلاة والسلام- من شاء زاد، وثبت عن عمر والصحابة أنهم فعلوا ذلك، صلوا إحدى عشرة، وصلوا ثلاثة وعشرين، ثبت هذا وهذا، عن عمر .
ومن صلى أكثر كما فعل بعض الصحابة فلا بأس، بعض السلف كان يصلي ستًا وثلاثين، ويوتر بثلاث، الجميع تسعة وثلاثين، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، فليس في هذا حد محدود، والحمد لله، لكن مثنى مثنى، ثنتين ثنتين، هذا هو السنة في رمضان وفي غيره.
ولكن كونه يصلي ثلاث عشرة إحدى عشرة أفضل؛ لأنه أرفق؛ لأنها توافق فعل النبي ﷺ، وإن صلى ثلاثًا وعشرين كما فعل عمر في بعض الأحيان فلا بأس، وإن أحب الزيادة هو وجماعته فلا بأس، لكن يرفق بالذين معه، لا يطول عليهم، ويطمئن في ركوعه وسجوده، يرتل في قراءته؛ لأن هذا أنفع للمسلمين، ولا يجوز له أن ينقرها نقرًا، بل يجب أن يطمئن، فإذا صلى إحدى عشرة مع الطمأنينة والترتيل في القراءة كان أفضل، من عشرين، وإذا صلى ثلاث عشرة كذلك، وإذا كان يشق عليه صلى سبعًا مع الترتيل، ومع الطمأنينة أفضل، وهكذا، خمس، ثلاث، حسب طاقته فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وإن من أهم المهمات أنه يطمئن، ولا يعجل في قراءته، يطمئن ويرتل حتى يستفيد، وحتى يستفيد الجماعة الذين خلفه، ينتفعون بالقراءة إذا رتل واطمأن استفاد الجميع هو والجماعة، فيطمئن في ركوعه وسجوده ويرتل في قراءته ويخشع فيها حتى يستفيد من وراءه، وحتى يستفيد هو، وفق الله الجميع، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.