الجواب:
أما إنشاد الضوال من طريق مكبر الصوت في المسجد فلا يجوز، ولو كان قصد القرية، سواء قصد أهل المسجد أو القرية، ما دام في المسجد فلا يجوز؛ لعموم الحديث وهو قوله ﷺ: من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك وهذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح؛ ولأن المساجد ما بنيت لهذا، وهكذا الحديث: إذا رأيتم من يبيع ويبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك فالمساجد لم تبن لإنشاد الضوال أو البيع والشراء، وإنما بنيت لعبادة الله وطاعته بالصلاة والذكر وحلقات العلم، ونحو ذلك.
أما إذا كان المكبر خارج المسجد في بيت خارج المسجد، أو في محل خارج المسجد؛ فهذا أمر معلوم لا حرج في ذلك أن ينشد الضالة، ويطلب من المسلمين أن يفيدوه عن حاجته.
وأما كتابة ورقة تعلق في المسجد، فهذا إن كان في الجدار الخارجي فلا بأس أو على الباب الخارجي فلا بأس، أما من الداخل فلا ينبغي؛ لأن هذا يشبه الكلام، ولأنه قد يشغل الناس بمراجعة الورقة وقراءتها، فالذي يظهر أنه لا يجوز في المسجد، لا يجوز أن يعلق أوراق في المسجد معناها نشد الضوال، ولكن إذا كتب على الجدار الخارجي من ظاهر المسجد أو على الباب من خارج المسجد فلا بأس بهذا، نعم.
المقدم: يعني يجوز استعمال مكبر الصوت التابع للمسجد بعد إخراجه من المسجد؟
الشيخ: نعم، إذا كان خارج المسجد لا بأس.
المقدم: خارج المسجد.
الشيخ: نعم.
المقدم: بهذه المناسبة هناك من يستخدم أيضًا هذه المكبرات في الأفراح مثلاً.
الشيخ: نعم إذا كان في الأفراح لا بأس.
المقدم: نفس مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد.
الشيخ: إذا كان بطريقة إسلامية خفيفة لا تؤذي أحدًا من الناس، بل في داخل المحل المصون من جهة النساء بكلمات سليمة، ولكن الأحوط ترك ذلك؛ لأن الغالب على الأعراس لا تسلم، فينبغي أن تكون بأصوات عادية ليس فيها مكبر، ينبغي أن يكون كلامهم وغناهم المباح لهم بين النساء يكون بأصوات عادية؛ لأنه قد يظهر صوت المكبر إلى الجيران فيؤذي، فالأقرب أنه لا ينبغي فعل ذلك، وإن ظهر صوت المكبر إلى الجيران سواء كان من مكبر المسجد الذي أخذوه واستعاروه أو من غيره لا يجور هذا؛ لأنه يؤذي فيشغل الناس ويفتنهم بأصوات النساء ولا سيما أغانيهن.
فالحاصل: أنه لا يستعمل المكبر، سواء كان حق المسجد أو غيره في الأعراس إلا إذا كان على وجه ضيق داخل المحل لا يؤذي أحدًا من الجيران، ولا يسمعه أحد، ولكن يسمع المجتمعين فقط بصفة خاصة؛ فهذا قد يجوز، ولكن الأقرب منعه حتى لا يتخذ ذريعه للتوسع؛ لأن أصوات المكبرات التي يفعلها الناس مؤذية، وربما استمروا فيها إلى الصباح، وهذا منكر لا شك فيه.
فالحاصل: أن المنع هو أولى مطلقًا؛ لئلا يتخذ ذريعة لاستعماله بصوت مرتفع، يؤذي الجيران، ويؤذي المارة، ويعلن المنكر، فإن الأعراس لا تؤمن، والغالب عليها أنه يقع فيها ما ينكر في الغناء وفي غيره، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.