الجواب:
نعم، ننصح الجميع بقراءة القرآن، هو أصدق كتاب، وأعظم كتاب، وأنفع كتاب، وهو كلام الله ، ننصح جميع المسلمين من الرجال والنساء في كل مكان أن يعتنوا بالقرآن، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، وإذا تيسر حفظه فهو نعمة عظيمة، يقول الله : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ[ص:29] ويقول سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[الإسراء:9] يعني: للطريقة التي هي أشد الطرق وأقومها وأهداها، ويقول سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[فصلت:44] ويقول سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[النحل:89].
فالقرآن العظيم هو أصل كل خير، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، فالواجب على أهل الإسلام أن يعتنوا به، ويتدبروه، ويتعقلوه، وأن يوضحوا للناس معانيه، على العلماء أن يوضحوا للناس معانيه حتى يتفقهوا في ذلك، وحتى يستقيموا على ذلك.
كما ننصح أيضًا العلماء، وطلبة العلم بقراءة التفاسير المأمونة الطيبة كتفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير والبغوي وأشباهها حتى يعلموا الناس الخير، وحتى يرشدوهم إلى ما قد يخفى عليهم من كتاب الله، فطالب العلم إذا أشكل عليه شيء من القرآن يراجع كتب التفسير المعتمدة حتى يستفيد، وإذا كان عاميًا يسأل أهل العلم الذين عنده، أو في بلاد أخرى بالمكاتبة، أو من طريق الهاتف -التلفون- يسألهم عما أشكل عليه.
فالقرآن هو الهادي إلى الصراط المستقيم، هو أصدق الكتب وأنفعها وأعظمها، وهو كتاب الله ، فالواجب تدبره وتعقله، والعمل بما فيه.
ثم سنة الرسول ﷺ فيها الهدى والنور، فيها بيان ما في كتاب الله، فيها الدعوة إلى كل خير، فالرسول ﷺ هو المبين عن الله، والدال على كل خير -عليه الصلاة والسلام-، فعلى المسلمين الاعتصام بكتاب الله، وسنة الرسول ﷺ والدعوة إليهما، والتبشير بهما، وبيان معانيهما، على العلماء أن يبينوا ذلك، وأن يوضحوا للعامة ما يجب عليهم، وما يخفى عليهم، حتى يكون الجميع على بصيرة.
ومن ذلك كتب أهل السنة والجماعة تفيد وتعين مثل كتب السلف الصالح؛ البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وسنن الدارمي، ومسند أحمد، كتب مفيدة يعلمها العلماء، ويستفيد العلماء منها، وهكذا كتب أهل السنة بعدهم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، ابن القيم، ابن كثير؛ لأن كتبهم مفيدة عظيمة جيدة.
ومثل كتب أئمة الدعوة في نجد في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأتباعه من العلماء الذين دعوا إلى الله، ونشروا التوحيد، ونشروا السنة، في وقت الغربة، في القرن الثاني عشر وما بعده، كتبهم عظيمة ومفيدة، ومنها كتاب التوحيد وفتح المجيد، ومنها الدرر السنية التي جمع فيها فتاواهم، كلها مفيدة وعظيمة، ومنها شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله أيضًا، ومنها مجموعة التوحيد فيها فوائد عظيمة، ومنها ردود للمشايخ مثل رد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن والشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ سليمان بن سمحان ، وكتب أخرى كلها جيدة ومفيدة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم، إذًا تنصحون المسلم والحال ما ذكر أن يجعل جزءًا من دخله الشهري كيما يشتري الكتب النافعة التي تفيده في عقيدته وثقافته الدينية؟
الشيخ: نعم، نوصي كل طالب علم، وكل مؤمن بالعناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته في الليل والنهار بالتدبر والتعقل، وسؤال أهل العلم عما أشكل عليه، وحفظ ما تيسر من كتاب الله، كما نوصيه أيضًا بشراء الكتب الطيبة التي ذكرنا بعضها حتى يستفيد منها طالب العلم تكون في مكتبته إذا كان طالب علم، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.